26 فبراير، 2024

بغداد/المسلة الحدث: يشهد العراق منذ عام 2003 تحديات كبيرة في تشكيل حكومات محلية في بعض المحافظات، خاصة تلك التي تتميز بتنوع قومي وطائفي وعشائري.

وتعثرت عمليات تشكيل الإدارات المحلية في عدة محافظات عراقية عقب الانتخابات التي جرت قبل نحو ثلاثة أشهر، حيث لم تتمكن المحافظات المتنوعة عرقيا ودينيا من تشكيل إداراتها المحلية بنفس السهولة التي انجزت بها المحافظات ذات اللون الواحد.

ت

و تعكس هذه المشكلة التحديات العميقة التي تواجه العراق في تحقيق التوافق السياسي والتنمية الشاملة.

وفي محافظة نينوى شمالي العراق، تشكلت الحكومة المحلية بتوافقات سياسية مع حساسية تفرزها الانتماءات الدينية والمذهبية المختلفة. ومع ذلك، بدا أن هذا التوافق يعارض إرادة الكرد في المحافظة، مما أضاف تعقيدات إضافية إلى الوضع السياسي.

وفي محافظة كركوك، تعاني عمليات تشكيل الحكومة المحلية من تعثرات بسبب عقدة التوافقات بين الأطياف العرقية المتنوعة، حيث لا يزال الصراع على المناصب يأخذ بعداً قومياً بين العرب والكرد والتركمان.

وفي محافظة ديالى، تظهر الأزمة بشكل أكثر وضوحًا، حيث يتعارض النزاع هنا بين الطوائف الشيعية والسنية بشكل أكبر من النزاع العرقي. ومع وجود مكونات عرقية متنوعة مثل الكرد في بعض المناطق، يتمحور النزاع في هذه المحافظة بشكل أساسي حول الانتماء الديني والسياسي.

وتواجه هذه المحافظات تحديات جمة في تحقيق التوافق السياسي وبناء الإدارات المحلية بشكل فعّال. يتطلب الأمر جهودًا مستمرة لتخطي الانقسامات العرقية والدينية، وتشجيع التوافق الوطني من أجل تحقيق التنمية والاستقرار في العراق.

ومن أسباب عرقلة تشكيل الحكومات المحلية التنافس على المناصب حيث تتنافس مختلف الكتل السياسية والقوى المحلية على الحصول على المناصب الرئيسية في الحكومات المحلية، مما يؤدي إلى صعوبة التوصل إلى توافق.

وتصر بعض الكتل على الحصول على حصص محددة في المناصب، مما يعيق عملية تشكيل الحكومة.

كما تتعرض بعض المحافظات لتدخلات خارجية من قبل دول مجاورة أو جهات إقليمية تسعى لتحقيق مصالحها الخاصة.
و تواجه محافظة كركوك، التي تتميز بتنوع قومي وطائفي كبير، صعوبة في تشكيل حكومة محلية منذ عام 2003.

وتتميز محافظة ديالى بتنوع قومي وطائفي كبير، مما يجعلها عرضة للتنافس بين مختلف الكتل السياسية.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

قراءة لدبلوماسية بغداد..جواز السفر العراقي نحو العالمية

22 يناير، 2025

بغداد/المسلة:

سلام عادل

توصف الدبلوماسية العراقية هذه الأيام بكونها (دبلوماسية منتجة)، ويأتي هذا بعد مكاسب تحققت خلال سنتين مدعومة بحالة استقرار سياسي وأمني في الداخل، صارت رافعة لموقع العراق في الخارج، الذي يبدو أنه وصل لمرحلة (صفر مشاكل خارجية)، سواء في محيطه الإقليمي، أو العلاقات الممتدة عبر القارات.

ومن هنا تراجعت حدة الانتقادات، التي كانت تلاحق كبير الدبلوماسيين العراقيين وزير الخارجية (فؤاد حسين)، من كونه ينحاز لصالح أربيل وليس بغداد في عمله، باعتبار أن الرجل قدم للحكومة الاتحادية ما يمكن أن يلعبه وزير خارجية فاعل ومحترف بغض النظر عن انتمائه الحزبي، بدليل دوره وسط ظروف صعبة كادت أن تشتعل فيها حرب شامل في الشرق الأوسط، تجعل من العراق، في اغلب التصورات، حلبة النار، وهي مخاوف حقيقية تغذيها النزعات بالوكالة.

وتكشف الكواليس عن فاعلية أخرى يقوم بها مستشار العلاقات الخارجية لرئيس الوزراء (فرهاد علاء الدين)، في إطار سعيه مع العواصم لتثبيت مبدأين في العلاقات الدولية، (العراق أولاً + المصالح المشتركة)، وهي ثنائية براغماتية سائدة في العلاقات الخارجية يتاح لها النجاح في الغالب، خصوصاً في هذه المرحلة المزدحمة بتحديات التنمية والبحث عن الموارد، وفي ظل اختناقات اقتصادية متزايدة تعيشها البلدان الكبرى.

ولعل الفاعل الأكبر في رسم السياسة الخارجية العراقية خلال هذه المرحلة هو رئيس الوزراء (محمد شياع السوداني)، الذي أدار عملاً وظيفياً متكاملاً على مستوى الجهاز التنفيذي، فضلاً عن التوافق السياسي الداخلي مع جميع المكونات والقوى، مما جعل منسوب الثقة بالدولة والنظام يرتفع لمستويات خلقت مصداقية خارجية.

ولهذا صار العراق نقطة جذب، بل وحتى مركز اتصالات دولية، ففي الاونة الأخيرة استخدم السودانية (دبلوماسية الهاتف)، بشكل فاعل، حين اشتدّت احداث طوفان الأقصى وما رافقها من تداعيات شملت سوريا بعد لبنان، في نفسه الوقت تستعد بغداد في غضون الأشهر القليلة القادمة إلى عقد قمة عربية واسعة التمثيل، يتزامن معها، ربما، نسخة جديدة من مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة بطلب تقدم به وزير خارجية فرنسا (جان – نويل بارو).

ومن الواضح أن علاقات بغداد مع الدول العظمى دائمة العضوية في مجلس الأمن تشهد ربيعاً غير مسبوق، عززتها اتفاقيات استراتيجية ثنائية مع واشنطن وموسكو ولندن وباريس، وكذلك العاصمة الصينية بكين، التي اشاد سفيرها في بغداد (تسوي وي) قبل ايام في مؤتمر صحفي عن تطور اتفاقية الحزام والطريق بشكل تصاعدي خلال السنوات الماضية رفع التبادل التجاري إلى نحو 50 مليار دولار.

وفي مؤتمر صحفي آخر اعلن السفير الفرنسي في بغداد (باتريك دوريل) عن زيادة منح التأشيرات للعراقيين، بهدف تعميق العلاقات بين بغداد وباريس بحسب قوله، وكانت بريطانيا هي الأخرى أعلنت رفع جواز السفر العراقي من القائمة الحمراء إلى البرتقالية والصفراء تمهيداً للخضراء، وهذا يعني تعزيز قوة وحظوظ جواز السفر العراقي في الحصول على تأشيرة الدخول إلى المملكة المتحدة.

ومن جانبها أعربت السفيرة الألمانية في بغداد (كربستيانه هومان) عن سعادتها، من كون المانيا موجودة في جيب كل عراقي، في إشارة إلى كون جواز السفر العراقي الإلكتروني والبطاقة الوطنية الموحدة من صنع الماني، وبمواصفات عالمية عالية الدقة تظاهي جواز السفر الأوربي، الأمر الذي سيفتح مسارات السفر والسياحة نحو دول الاتحاد بتسهيلات لم تكن موجودة في السابق، أكدتها سفيرة إسبانيا لدى العراق (أليثا ديل بولغار) في لقاء نخبوي نظمته مؤخراً مؤسسة نارامسين للحوار والتنمية.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • 80% من الموازنة للرواتب: كيف يواجه العراق خطر الإفلاس؟
  • قراءة لدبلوماسية بغداد..جواز السفر العراقي نحو العالمية
  • المحافظات العراقية التي قررت تعطيل الدوام الرسمي الأحد المقبل
  • المحافظات العراقية التي قررت تعطيل الدوام الرسمي الأحد المقبل - عاجل
  • الترفيه في المحافظات.. تقدم وقدرة على الاستدامة
  • مصانع تدوير ومدافن صحية.. كيف تنهي التنمية المحلية أزمة المخلفات بالمحافظات؟
  •  الصين في العراق.. نفط بلا جيوسياسة؟
  • التنمية المحلية: الانتهاء من رفع 6 ملايين طن مخلفات تاريخية
  • حالة جوية ممطرة قادمة الأطول هذا الشتاء في العراق
  • بالتعاون بين البيئة والتنمية المحلية والإسكان.. استراتيجية جديدة لإدارة المخلفات بالمدن والمحافظات