مازلنا نتحدث عما يجرى فى غزة ونتواصل فى رصد مستجدات الأحداث هناك، ولعل ماتناقلته وسائل الإعلام ومنصات السوشيال ميديا تكون راصدة لواقع أليم تعيشه غزة في منتصف الشهر الخامس من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وابناءه العزل. 

الواقع الميداني يؤكد حجم معاناة المواطنين الذين فقدوا الغالى والنفيس فى ظل صمت دولي وخذلان عربى ، فكل ما يأتى عبر الشاشات والسوشيال ميديا يشيب له الولدان وتنفجر عليه الشرايين ، وتنساب الدموع  انهارا على حال أهل غزة الذين تخطى عدد شهدائها ومصابيها المائة ألف وعشرة آلاف ناهيك عمن تحت الأنقاض.

 

بشاعة المشاهد يؤججها ما ينقله جنود الاحتلال المسمى بأكثر الجيوش إنسانية وأخلاق ؛ فهم يتبارون فى اظهار درجات انسانيتهم الوضيعة ، فتارة يتباهون بتفجير المبانى على رؤوس ساكنيها ، وأخرى بإحراق المنازل بمن فيها ويظهرون وهم يصدحون بالغناء والفرح والمرح والتلذذ بصراخ أصحاب المنازل المحترقة ، ومرات كثيرة وهم يسرقون ويعبثون ، ويعيثون فسادا فى كل مكان تطأه أقدامهم في قطاع غزة الأبى ، ناهيك عن مشاهد رصدت لهم وهم يقتلون أبرياء غزة المدنيين بدم بارد وبكل أريحية ، القادم أيضا بكاميرات جنود الاحتلال أنفسهم يرصد تهكم وسخرية على غزاويين وتعذيب وانتهاكات بكافة انواعها. 

ويزداد المشهد سوءا بجنود الاحتلال وهم يعلقون مجموعة من الملابس النسائية الداخلية وملامحهم كلها فجور وتهكم، بل ان احدهم يزيد من سخريته بوضع احد هذه الملابس على جسده وهو يضحك وكأنه قد جاء بعمل كوميدي يثير الضحك، مايرصده جنود الاحتلال يزداد خسة كل يوم بتصوير فلسطينيين مكبلين ومهانين بكافة انواع الاهانات من قبل جنود الاحتلال الغاشمين. 

المشهد ايضا يشمل شكاوى فلسطينيات خرجن من الاحتجاز الاسرائيلى يتحدثن عن انتهاكات جسدية وصلت لحد الاغتصاب والانتهاك الجسدي والانساني. 

كل هذه المشاهد المتواترة يسير معها جنبا الى جنب ما يعلنه الاعلام العبري نفسه عن تفوق المقاومة الحمساوية الفلسطينية جمعاء  وقتلها للمزيد من الجنود الإسرائيليين . ويبدو أن إسرائيل رغم كل ما تنتهجه من سياسات إحباط للفلسطينيين إلا أنها تخسر فى معركتها وتحقيق أهدافها التى يترأسها القضاء على حماس،ففى منتصف الشهر الخامس من الحرب الإسرائيلية على كافة أنحاء قطاع غزة إلا أن اسرائيل لم تحقق هدفا واحد من اهدافها المزعومة فى حربها ضد اسود غزة وشعبها الصامد الرافض للتهجير ولكافة اساليب الاحتلال الاستعمارية ، هي إذن استراتيجية عسكرية إسرائيلية فاشلة بكافة المقاييس.

ثبات حماس جعلها تملى شروطها وتحتل ثقلا عسكريا ودبلوماسيا، صمود مقاتلي حماس لأكثر  من خمسة أشهر ونصف الشهر أعطاها ورق للتفاوض ؛ وسجل لها مقعدا مهما فى مقاعد التفاوض لإبرام اتفاق هدنة ، تصر حماس على ان يسبقه وقف اطلاق نار دائم وانسحاب إسرائيلي من كل شبر فى غزة وايضا وصول المساعدات الإنسانية الى كل مدن وبلدات القطاع من شماله الى جنوبه ؛ وتصر ايضا على ان يشمل الاتفاق الافراج عن اسرى فلسطينيين أصحاب ثقل سياسى وركيزة وطنية على رأسهم البرغوثي وساعدات اقدم واهم سياسيين فلسطينيين في السجون الاسرائيلية ؛ واللذين يدور حولهما حوارات متعددة عن تشكيل سياسي قادم يمهد لوضعية فلسطينية متآلفة لانتخابات قادمة رئاسية وتشريعية تمهيدا لما هو قادم من اقامة دولة فلسطين المرتقبة التي تعسرت ولادتها عقودا بسبب الغطرسة الاسرائيلية المدعومة انجلو امريكيا . سياسة اسرائيل العسكرية بكل الدعم الامريكي غربى لم تحقق اهداف رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بالقضاء على حماس ، وقمع روح الوطنية الفلسطينية ، واحتلال غزة وتمزيق أوصالها. 

لذا فقد شرع فى تنفيذ طريقة الحلفاء إبان الحرب العالمية الثانية ضد المحور والتى تتمحور فيما عرف (بمحاربة المقاتل ورغيف المواطن ) هذه الاستراتيجية ان صح تسميتها بذلك المسمى تعتمد على مبدأ عسكري مفاده إذا لم  تستطع هزيمة المقاتل او الجندى فعليك ان تجوع شعبه كي تجبره على الاستسلام ، وتخلق حوله نقمة من كل جانب بأنه السبب فيما وصل اليه حال أهل بلده ، هذه السياسة كانت واحدة من أهم عوامل نجاح الحلفاء ضد المحور فى حربهما العالمية الاثنتين ، وإسرائيل تعمل على ذلك ضد  أبناء شمال قطاع غزة بصفة عامة لرفضهم النزوح والامتثال لأوامر سلطات الاحتلال الإسرائيلي بضرورة تركهم ديارهم والمضي قدما الى الجنوب وترك الشمال بمقاوميه ليسهل ذلك من مهمة تل ابيب  بدك كل الشمال دكا دكا ، أكثر من خمسة أشهر واسرائيل تقوم بدور الجلاد الذي لا يوقفه أحد عن ظلمه ، وتعذيبه لمواطني القطاع العزل ؛ والقادم أسوأ ان لم تتمكن جهود الوساطة بالتوصل لاتفاق ملزم لوقف إطلاق النار قبل حلول شهر رمضان الفضيل . 

دولة الاحتلال تبحث لحكومتها عن طوق نجاة تعيد اليها من خلاله ماء وجهها من مسئولية طوفان الاقصى وما تلاه من تغيير قوي في نظرة العالم كله الى اسرائيل؛  وايضا محاولة لإبعاد رئيس وزراء دولة الاحتلال عن القضاء الذى يلوح بقضايا متعددة لرئيس الحكومة الاسرائيلية قد تضعه خلف القضبان لأعوام ليست بالقصيرة. هى اذن لعبة صهيونية يراهن فيها بنو صهيون وداعميهم على النفس الطويل القادر على تطويل أمد الحرب لاقصى مدى زمني ممكن ومحاولة جر اطراف اخرى فى الحرب ، وهم لايدرون ان مخططاتهم ماهى الا تنفيذا لارادة التوعد  الإلهي لهم بالتجمع ايذانا بنهايتهم وطى صفحتهم وعودتهم الى الفناء والنهاية الابدية .. وعليه فلابد لكل مواطن غزاوى وفلسيطنى ان يثبت ويصبر فالغد القادم مختلف كلية عما مضى ؛ لأن حماس بطوفان الاقصى صنعت مالم تصنعه اعوام طويلة من الدعم العربى للقضية الفلسطينية فطرفا الاقصى نجح فى تعرية المحتل واظهاره مغتصب قاتل سارق منحل اخلاقيا…
صبرا أهل غزة؛  جبرا اهل الضفة المحتلة ، فرحة لكل احرار العالموانتظارا لان  نصلى قريبا  فى القدس الشريف

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: جنود الاحتلال قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

مبعوث ترامب: حرب غزة ستتوقف بهذه الحالة وعيدان ألكسندر بمكان آمن

قال المبعوث الأميركي لشؤون "الرهائن" آدم بولر إن الحرب على قطاع غزة ستتوقف إذا أُطلق سراح الأسرى، وأعرب عن ثقته بأن الجندي الإسرائيلي الأسير عيدان ألكسندر ذا الجنسية الأميركية في مكان آمن.

وأوضح بولر في حديثه للجزيرة أن "القتال سيتوقف فورا في اليوم الذي يطلق فيه سراح الرهائن (الأسرى)"، وأكد أنه يضمن ذلك، كاشفا في الوقت عينه أنه من الممكن التواصل مرة أخرى مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) "إذا كانت ستقدم شيئا يتطابق مع محدداتنا".

وأشار إلى أن حماس تعلم موقفنا جيدا، مؤكدا أن بإمكانها "التواصل معنا في أي وقت وإنهاء كل ما يجري"، مشددا على أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تفضل المحادثات المباشرة لأنها تسرع التواصل والإنجاز.

وأكدت حماس مرارا وتكرارا أنها لا تمانع في الإفراج عن جميع الأسرى المحتجزين المتبقيين شريطة وقف الحرب وانسحاب جيش الاحتلال من قطاع غزة.

وأبدى بولر ثقته بأن الجندي الإسرائيلي الأسير عيدان ألكسندر موجود في مكان آمن، مرجعا ذلك إلى أن حماس "ليست غبية لتمس شعرة منه"، وأضاف محذرا "إذا مست حماس به فهي تعلم مدى ما يمكن أن نقدم عليه".

وأمس الثلاثاء، أعلن أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عن فقدان الاتصال مع المجموعة الآسرة لعيدان ألكسندر بعد قصف مباشر استهدف مكان وجودهم في قطاع غزة، مضيفا أن الكتائب "لا تزال تحاول الوصول إليهم حتى اللحظة".

إعلان مطالب ترامب

وشدد بولر على أن الرئيس ترامب يريد أن تنتهي الحرب في قطاع غزة وكل الحروب في العالم، وأضاف "ترامب صانع سلام وشخصيته قوية، وهذا يشكل ضمانة لإنهاء الحرب".

ووفق بولر، فإن الخطوة الأولى التي شدد عليها الرئيس ترامب هي إطلاق سراح المحتجزين في غزة، مؤكدا على ضرورة أن يتوقف الموت والدمار في قطاع غزة، وأن تنتهي معاناة عائلات الأسرى المحتجزين.

وشدد على أن هناك دائما إمكانية للوصول إلى اتفاقية شاملة بشأن الأسرى الإسرائيليين، مشيرا إلى أنه "من المهم إعادة جميع الرهائن في غزة لنستطيع الحديث عن شروط الصفقة".

وأبدى تأثره لرؤية مظاهرات ضد حماس في قطاع غزة، مدعيا أن "بعض الناس ضحوا بأرواحهم في سبيل ذلك"، كما طالب الحركة بتسليم سلاحها.

وقبل يومين، قال قيادي في حماس للجزيرة إن وفد الحركة فوجئ بأن المقترح الذي نقلته مصر يتضمن نصا صريحا بشأن نزع سلاح المقاومة، مشيرا إلى أن القاهرة أبلغت حماس أنه "لا اتفاق لوقف الحرب دون التفاوض على نزع سلاح المقاومة".

بدوره، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن المصريين وضعوا لأول مرة شرطا لصفقة شاملة وإنهاء الحرب يتمثل في "نزع سلاح حماس وتجريد غزة من السلاح".

وفي ملف آخر، أكد بولر أن الرئيس ترامب واضح بشأن الخيارات العسكرية إذا فشلت المحادثات مع إيران بشأن برنامجها النووي.

مقالات مشابهة

  • سيناريوهات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة
  • "حماس": مستعدون للإفراج عن جميع الأسرى مقابل وقف الحرب وإطلاق الأسرى الفلسطينيين
  • حماس: مستعدون لبدء مفاوضات الصفقة الشاملة
  • حركة حماس: مستعدون لبدء مفاوضات الصفقة الشاملة
  • مبعوث ترامب للرهائن: يمكننا التواصل مع حماس مجددا.. والحرب ستقف بهذه الحالة
  • مبعوث ترامب: حرب غزة ستتوقف بهذه الحالة
  • مبعوث ترامب: حرب غزة ستتوقف بهذه الحالة وعيدان ألكسندر بمكان آمن
  • تمرد داخل جيش الاحتلال| جنود يحتجون ويطالبون بوقف الحرب.. وخبير: الأسرى ورقة غزة الأقوى
  • الاحتلال يستبدل بقوات الاحتياط على الجبهات جنودا نظاميين.. تزايد القلق من العرائض
  • الاحتلال يستبدل قوات الاحتياط على الجبهات بجنود نظاميين.. تزايد القلق من العرائض