المشاركون في المؤتمر السنوي العام لاتحاد الكتاب العرب: حماية الهوية الوطنية ومواجهة الغزو الثقافي
تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT
دمشق-سانا
استعرض أعضاء المؤتمر السنوي العام لاتحاد الكتاب العرب الذي عقد تحت شعار (الإبداع مسؤولية وأخلاق.. الهوية ثقافة وفعل مقاوم) نشاطات ومشاركات الاتحاد العام الماضي وخطته للعام الحالي وسبل تفعيلها، لتشمل كل الأعضاء، إضافة إلى مناقشة التقارير الخاصة بالاتحاد بكل أنواعها.
وتخلل المؤتمر عرض فيلم قصير بعنوان (غزة لتكن حكاية) من إنتاج اتحاد الكتاب العرب وإخراج هشام فرعون سلط الضوء على ما يدور في غزة من قمع وقتل وتدمير.
وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح في كلمتها قالت: إننا نعول على التعاون الوثيق مع أعضاء اتحاد الكتاب العرب في تنفيذ خططنا ومشاريعنا، ونؤكد على استمرار هذا التعاون القديم المتجدد على مستوى المحاضرين في المراكز الثقافية والندوات والمؤتمرات وعلى مستوى عضوية لجان القراءة والتقييم في الهيئة العامة السورية للكتاب ومديرية المسارح والموسيقا وعلى مستوى لجان تحكيم الجوائز الأدبية على أنواعها.
وأضافت مشوح: نعول أيضا على مفكرينا وأدبائنا الاستمرار في أن يكونوا محرضين على الابتكار ونبذ النمطية، وأن يكونوا حملة رسالة وطنية خالصة ودعاة فكر يعزز الانتماء والعمل البناء، فتلك هي الثقافة في جوهرها صقل وتقويم وتصحيح اعوجاج، مشيرة إلى أن الثقافة التي يجب أن نؤمن بها هي ثقافة الأصالة والتفاعل والتجدد المستمر.
رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور محمد الحوراني لفت من جانبه إلى دور الاتحاد الذي يتجلى في رفع مستوى الوعي وإعلاء البناء المعرفي والحفاظ على القيم والانتماء والأصالة التي استمرينا في الحفاظ عليها بالرغم من الحرب التي شنت على بلدنا سورية للنيل من ثقافتنا، وكل محاولات تزييف هويتنا وتدمير ذاكرتنا كما يحصل في غزة الآن، واستهداف كل الأسس الثقافية فيها، بما في ذلك الطفولة والأمومة وتكريس الاحتلال الصهيوني لنسف الذاكرة.
ولفت الحوراني إلى استمرار الاتحاد بالتمسك بالدفاع عن الأرض والعمل على استرجاع الأراضي المحتلة وتكريس ذلك في المنظومة الثقافية والعمل على تمتين العلاقات مع الاتحادات والروابط العربية والأجنبية التي ترفض ما يقوم به العدو الصهيوني من مجازر، إضافة إلى رفض التطبيع ومكافحة الفساد.
عضو القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي رئيس مكتب الثقافة والإعداد والإعلام الدكتور مهدي دخل الله، أكد من جانبه أن دور الكاتب يجب أن يتفاعل مع الواقع، ويمتلك قدرة ثقافة الإنتاج والبحث عن الفكر الذي يهدف إلى تعزيز الهوية الوطنية والانتماء ومواجهة الإحباط والاستسلام نتيجة الظروف الصعبة التي نعيشها، نتيجة ما آلت إليه الحرب.
المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان ،قالت في تصريح للصحفيين: إن دور الثقافة هو مقاومة ما يدور من مؤامرات ضد سورية وفلسطين وتوثيق الواقع للأجيال القادمة، لتعلم أن الثقافة العربية باقية ومحافظة على هويتها وانتمائها.
نائب رئيس اتحاد الكتاب العرب الشاعر توفيق أحمد الذي أدار المؤتمر، أكد أن ما يطرحه الأدباء والمشاركون هو قيمة عليا لحماية ثقافة الأصالة والانتماء، إضافة إلى ما قدمه الاتحاد من أنشطة ثقافية بكل فروعه على مستوى سورية.
الباحث الدكتور نبيل طعمة، بين أن الثقافة كانت ولا تزال محورية وفاعلة في مواجهة الصعوبات، وإلغاء الهوية والتصدي لكل المحاولات التآمرية ضمن التمسك بالثوابت الوطنية والأصالة والهوية والجوهر الأصيل.
وطرح المؤتمر على الأعضاء الأنشطة الثقافية التي قام بها خلال العام الماضي وتداعياتها وإيجابياتها وحفاظها على الأصالة والقيمة الأخلاقية والتعاون مع المؤسسات الثقافية والاجتماعية، حيث ناقش الحضور من الأدباء والكتاب كل ما يجب تطويره في العام الجاري على مستوى الأنشطة والفعاليات.
محمد خالد الخضر
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: اتحاد الکتاب العرب على مستوى
إقرأ أيضاً:
العقلية الألمانية.. وثقافة الفوز
يقول الحارس الألماني الشهير” أوليفر كان” متحدثًا عن فلسفة بايرن ميونخ:” علينا كلاعبين في بايرن ميونخ الاعتماد على ثقافة الفوز؛ فالقدرة على الفوز أمر لا يُمكن شراؤه بالمال، ولكن يُمكن تمرير هذه الثقافة من جيل إلى آخر”.
وبما أن الحديث عن نادي بايرن ميونخ، فمن الطبيعي أننا نتحدث عن الكرة الألمانية، وبمعنى أدق” العقلية الألمانية” في كرة القدم. فما تحدث به” أوليفر كان” ليس إلا عقائد وثقافات متسلسلة ومتناقلة بين الأجيال الألمانية.
فمصطلح” ثقافة الفوز” سهل جدًا في فهمه نظريًا، ولكن إذا تحدثنا عنه بشكل عملي، سنجد صعوبة بالغة جدًا، وهنا تكمن القدرة الألمانية على فرض ثقافتها.
فمن خلال هذه الثقافة، نجد الكرة الألمانية في التصنيف النخبوي، وإن أصابها بعض النكسات والسقطات بين فترة وأخرى، لكنها تعود.. وبشكل أقوى.
ومن هذا المنطلق، تجد الثقافة الكروية الألمانية ذات طابع جدي بحت؛ فالمتعة والاستعراض مصطلحات ليس لها بالكرة الألمانية علاقة، بمعنى أن الفرق الألمانية، أو المنتخب الألماني عندما يجد فريقًا غير قادر على مقاومته، يُلغي تمامًا مبدأ الرحمة، أو التخاذل لتمرير الوقت، والقاعدة يعرفها الجميع: سجل أهدافًا بقدر استطاعتك دون أن تتوقف”.
والأمثلة كثيرة.. بل وكثيرة جدًا، ولعل سباعية البرازيل في البرازيل خير مثال، وثمانية السعودية في زمنٍ سابق، وغيرها من النتائج، وما يُثبت أن الثقافة متأصلة في العقلية الألمانية- ليس فقط في المنتخب الألماني- بل في ما فعله بايرن ميونخ ببرشلونة والثمانية الشهيرة، وفي وجود ميسي.
فلا غرابة بعد كل هذا، أن نجد المنتخب الألماني أحد المنتخبات المرشحة دائمًا لأي بطولة يشارك فيها، ولا غرابة أن نجد بايرن ميونخ يُصنف دائمًا من كبار أوروبا مع أندية الصفوة، ولعل تلخيص كل هذا يكمن في” ثقافة الفوز”.