قال مرصد الأزهر في تقرير له  إن المناهج الدراسية من الوسائل الرئيسة المؤثرة في تكوين أفكار الأجيال الصاعدة، وتشكيل الوعي لدى النشء والشباب. ولكن الكيان الصهيوني يستغل تلك الوسيلة في غرس الفكر المتطرف والتربية على العنصرية والتمييز، بأن جعل من المقررات الدراسية وعاءً لكثير من النفايات العقلية، والتشوهات المعرفية التي تحفز التعصب الفكري وتقود الطلاب والدارسين نحو هاوية التطرف والإرهاب.

وتابع المرصد أن الأهداف التربوية  للكيان الصهيوني  تنطلق من الإيمان المطلق بحق الكيان الصهيوني في جميع أرض فلسطين، وكثير من الدول العربية، وزعمهم ملكيتهم لها، وتضمين المقررات والمناهج الدراسية في الكيان الصهيوني فكرة التوسع والاحتلال والعنف وكراهية العرب؛ وذلك بحجة إنقاذ الأرض التي يدعون ملكيتها منذ فجر التاريخ، وأن عمل المناهج الدراسية  تقوم على بث الشعور بالقلق والتوتر، وأن الكيان يواجه تهديدًا وجوديًّا، لضمان استمرار الحماس والإحساس بالاضطهاد عند الأجيال المتعاقبة، بما يضمن للكيان الصهيوني تحقيق الوحدة بين عناصر المجتمع الصهيوني، والتكاتف بين أتباعه، خصوصًا أنهم من جنسيات وثقافات ودول مختلفة من شتى بقاع العالم.  

كما تركز هذه الأهداف على تأكيد التفوق العبري الحضاري عبر العصور لتكوين الإحساس بالتمايز والتفوق والشعور بالاستعلاء عند الأجيال المتعاقبة في الكيان الصهيوني، وعودة "الشعب المختار" إلى "الأرض الموعودة"، وهذا خلاف تاريخهم المشبع بالخيانة والمؤامرات والتمرد وسلب الحقوق، وكأن الكيان الصهيوني يستعمل فكرة الاستعلاء لتكون قرارات الكيان فوق تعاليم الديانات السماوية، وفوق كل القيم الإنسانية والقوانين والأعراف والمواثيق الدولية.  كما  تعتمد الأهداف التربوية  على كراهية العرب وتشويه العربي وتقزيم صورته في نظر الطالب الصهيوني مقابل ترسيخ صورة الصهيوني باعتباره البطل الذي لا يقهر، والشخصية المثالية، مع توظيف بعض النصوص الدينية والفتاوى الحاخامية لخدمة هذه الأغراض حسب الحاجة. من أجل  تنشئة أجيال صهيونية متعصبة جدًّا لصهيونيتها بكل ممارساتها، مؤمنة بذلك مهما ارتكبت من مجازر وجرائم في حق الشعوب الأخرى، فنادرًا ما تجد منهم صوتًا إنسانيًّا منصفًا يدين ما يرتكبه الكيان من إرهاب ووحشية.

وتابع المرصد أن هذه الأهداف قد استُمدت من التلمود وهو ليس نصوص من التوراة بل عبارة عن شروح بشرية تراوحت بين النقل بالمشافهة والكتابة على مدار قرون طويلة، والشاهد على ذلك الأسفار والنصوص التي تحرض على القتل والعنف، والخراب والدمار، وقتل الأطفال والنساء والشيوح وحتى الحيوانات، كما استمدت هذه المناهج أهدافها من الفكر الاستعماري لا سيما لدى الصهاينة المتأثرين بالحضارة الغربية باعتبارها الوطن الأصلي لمعظم أفراد المجتمع الصهيوني؛ إذ يتأثر الصهاينة أيما تأثر بالفكر الاستعماري الغربي وكذلك الحركة الصهيونية التي جاءت خلاصة ونتاجًا للتفاعل ما بين الديانة اليهودية والحضارة الغربية علاوة على الاستعلاء والإيمان بفكرة "شعب الله المختار" وتمايزهم على كل الشعوب الأخرى باعتبارهم من "الأغيار" الذين لا قيمة لهم ولا وزن، فالصهاينة لا يعرفون لغة التعايش السلمي مع الشعوب الأخرى، الأمر الذي يفسر سوابق طردهم وتهجيرهم من دول كثيرة.

ويدعو المرصد في ظل هذا الخطر والإرهاب الصهيوني الناشئ عن فكر ومناهج متطرفة قائمة على العنصرية والتمييز إلى ضرورة إنشاء مركز بحثية متخصصة في تحليل المقررات والمناهج التعليمية داخل الكيان الصهيوني في جميع المراحل التعليمية، وذلك لوضع خطط لمواجهة الخطر الناجم عن تدريس تلك المقررات هذا من ناحية، وفهم الشخصية الصهيونية والتشوهات المعرفية لديها من ناحية أخرى، مع الوقوف على ما نتج عن النفايات الفكرية والمعرفية التي يتلقاها النشء الصهيوني من مناهج مسمومة أُعدت خصيصًا لخدمة خطط الكيان الصهيوني وأفكاره. وتبني خطابٍ إعلاميٍّ موحدٍ على المستوى العربي يكون قادرًا على بناء النفوس وتهذيبها، وعلى فضح الادعاءات الصهيونية، وتوحيد الفكر والقضايا العربية، والدفاع عن الحقوق العربية المغتصبة أمام العالم أجمع. تنبيه القائمين على وضع وتدريس المناهج التربوية في الدول العربية والإسلامية لتضمين المقررات المدرسية المعلومات الكافية للتصدي للاتجاه الموجود في بعض الكتب الدراسية لدى الكيان الصهيوني، خصوصًا تركيزه على العنف والكره ضد العرب بحجة إنقاذ السامية؛ على أن يُراعى في ذلك ألا نقع في مستنقع التشويه والتزييف والتحقير كما وقع فيه من يزعمون أنهم واحة الديمقراطية في المنطقة وروح الغرب في منطقة الشرق! تعاون الأدباء والتربويين والمؤرخين العرب من أجل العمل على التوعية بأهمية التاريخ، باعتباره أحد الأسلحة التي يلعب بها الكيان الصهيوني ويسعى لتوظيفها لخدمة أغراضه وأهدافه الخبيثة، والعمل على فضح الأكاذيب والمغالطات المتعمدة من جانب الصهاينة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الکیان الصهیونی

إقرأ أيضاً:

قرار رئيس الوزراء بشأن رسوم القيد والمصروفات الدراسية لطلاب جامعة الأزهر الوافدين: تفاصيل جديدة لعام 2024

نشرت الجريدة الرسمية في عددها رقم 36 مكرر (د) قرار رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، رقم 2891 لعام 2024، الذي يخص رسوم القيد والمصروفات الدراسية لطلاب جامعة الأزهر الوافدين.

وجاء هذا القرار ليعدل بعض بنود اللائحة التنفيذية للقانون رقم 103 لسنة 1961، والمتعلقة بتنظيم شؤون الأزهر والهيئات التابعة له.

رسوم القيد والمصروفات الدراسية للطلاب الوافدين

وفقًا للقرار، نصت المادة الأولى على استبدال نص المادة (321) من اللائحة التنفيذية لقانون تنظيم الأزهر. 

وجاء النص الجديد لتنظيم رسوم القيد والمصروفات الدراسية للطلاب الوافدين غير الحاصلين على منح من جمهورية مصر العربية، وذلك على النحو التالي:

1. المرحلة الجامعية الأولى

الكليات العملية والأقسام المناظرة لها:

رسوم القيد لأول مرة: 1500 دولار أمريكي أو ما يعادلها بالعملات الأجنبية التي يحددها مجلس الجامعة.المصروفات الدراسية السنوية: 6000 دولار أمريكي أو ما يعادلها بالعملات الأجنبية.

الكليات النظرية والأقسام المناظرة لها (باستثناء الكليات الشرعية والعربية):

رسوم القيد لأول مرة: 1500 دولار أمريكي.المصروفات الدراسية السنوية: 3000 دولار أمريكي.2. مرحلة الدراسات العليا

الكليات العملية والأقسام المناظرة لها:

رسوم القيد لأول مرة: 1500 دولار أمريكي.مصروفات الدبلوم: 3000 دولار أمريكي.مصروفات الماجستير: 6000 دولار أمريكي.مصروفات الدكتوراة: 6000 دولار أمريكي.

الكليات النظرية والأقسام المناظرة لها (باستثناء الكليات الشرعية والعربية):

رسوم القيد لأول مرة: 1500 دولار أمريكي.مصروفات الدبلوم: 2000 دولار أمريكي.مصروفات الماجستير: 4500 دولار أمريكي.مصروفات الدكتوراة: 4500 دولار أمريكي.

 

نظام سداد المصروفات الدراسية

حسب القرار الجديد، يتم سداد المصروفات الدراسية على قسطين:

القسط الأول: يُدفع في بداية العام الجامعي.القسط الثاني: يُدفع بعد عطلة نصف العام.

كما أن المصروفات تُؤدى وفق النظام الذي يحدده مجلس الجامعة، على أن تُخصص هذه الحصيلة لخدمة العملية التعليمية في جامعة الأزهر.

 

صلاحيات مجلس الجامعة

أشار القرار أيضًا إلى أن مجلس الجامعة يتمتع بصلاحية تخفيض هذه المصروفات أو الإعفاء منها في بعض الحالات الخاصة التي يقررها المجلس. يُعد هذا البند مرنًا ويهدف إلى تقديم تسهيلات للطلاب الذين قد يواجهون صعوبات مالية.

 

تأثير القرار على الطلاب الوافدين

يمثل هذا القرار تطورًا هامًا في تنظيم رسوم التعليم للطلاب الوافدين، حيث يحدد بشكل دقيق ومفصل الرسوم والمصروفات الدراسية سواء للمرحلة الجامعية الأولى أو للدراسات العليا. 

يعتبر هذا القرار جزءًا من جهود الحكومة المصرية لتحديث النظام التعليمي وتحقيق مزيد من الشفافية في الأمور المالية المتعلقة بالطلاب الأجانب.

يُتوقع أن يكون لهذا القرار تأثير إيجابي على العملية التعليمية بجامعة الأزهر، حيث ستساهم المصروفات في تحسين وتطوير البيئة التعليمية وتقديم أفضل الخدمات للطلاب. كما يمنح القرار مرونة لمجلس الجامعة لاتخاذ قرارات تتعلق بتخفيض المصروفات للطلاب الذين يحتاجون إلى دعم مالي.

مقالات مشابهة

  • أحاديث عن التاريخ وزوابعه!
  • مرصد الأزهر: الاحتفال بالمولد النبوي الشريف من مظاهر شكر الله  
  • في خطوتين.. مرصد الأزهر يوضح حل تنظيم الوقت
  • تعزيز المناهج الدراسية بالثقافة المالية.. مطلب ضروري لتوجيه شباب المستقبل
  • وصول الكتب الدراسية لمدارس محافظة الجيزة استعدادا للعام الجديد
  • الكيان الصهيوني يواصل غاراته على قرى وبلدات جنوب لبنان
  • الاحتجاجات في أسترالياً تتواصل لليوم الثاني رفضاً لتسليح الكيان الصهيوني
  • سؤال حول إدراج شعار حركة المثليين في المقررات الدراسية على طاولة بنموسى
  • قرار رئيس الوزراء بشأن رسوم القيد والمصروفات الدراسية لطلاب جامعة الأزهر الوافدين: تفاصيل جديدة لعام 2024
  • ندوة الثقافة المالية توصي بتضمين مبادئ التعليم المالي في المناهج الدراسية