موقع النيلين:
2025-02-23@15:46:56 GMT

ساعة.. وفيلم

تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT


صدفة عجيبة أن تُباع هذه الساعة اليابانية فى مزاد، وأن يقام المزاد الذى بيعت فيه الساعة هذه الأيام بالذات.. أما الساعة المقصودة فهى ساعة يد رأيتها فى مدينة هيروشيما اليابانية حين زرتها قبل سنوات، وكانت محفوظة فيما يشبه المتحف، وكان اليابانيون يأخذون كل زائر للبلاد إليها، ليرى بعينيه ماذا جرى فى المدينة فى الثامنة والربع من صباح يوم ٦ أغسطس ١٩٤٥.

ففى ذلك اليوم أقلع طيار أمريكى بتكليف من الرئيس الأمريكى هارى ترومان، وكان التكليف أن يُقلع بطائرته فى اتجاه هيروشيما، وأن يُحلق فوقها قليلًا، ثم يُلقى فى سمائها حمولته، ومن بعدها يعود إلى الولايات المتحدة.

ولم تكن الحمولة سوى قنبلة نووية اخترعتها أمريكا للمرة الأولى فى تلك السنة، وقررت أن تجربها على الفور، وأن يكون تجريبها إنهاء للحرب العالمية الثانية.. فكأنها قد ضربت عصفورين بحجر واحد.. ولكن ما فاتها أنها وهى تضرب العصفورين قد قتلت فى طريقها ١٢٠ ألف يابانى فى لحظة إلقاء القنبلة فوق المدينة!

أذكر أن مرافقى خلال الزيارة أشار إلى ساعة اليد وقال: انظر.. إن عقاربها لاتزال تشير إلى الساعة الثامنة والربع صباحًا!

وكان هذا التوقيت هو بالضبط التوقيت الذى ألقى فيه الطيار حمولته وعاد إلى بلاده، ولم يكن يعرف أن عقارب ساعة يد فى المدينة سوف تظل شاهدة على جريمته وجريمة بلده فى حق مدينة بكاملها.. فالساعة توقفت تمامًا فى لحظة إلقاء القنبلة، وهى لم تتوقف وفقط، ولكن عقاربها تجمدت فى مكانها فلم تتحرك بعدها، ولا كان من الممكن تحريكها فى أى اتجاه، ونستطيع أن نقول إنها ماتت شأن الضحايا من أبناء المدينة.

ماتت ساعة اليد يومها ولم تتوقف كبقية الساعات، لأن توقفها فى الظروف العادية ينتهى بشحن بطاريتها، ولكن لأنها توقفت بقنبلة نووية، لا بنفاد طاقة البطارية، فإنها توقفت إلى الأبد، وبقيت على مدى سنين من بعدها شاهدًا حيًا، وإذا شئنا قلنا شاهدًا ميتًا، على هول ما عاشته هيروشيما.. وإذا كان الشخص الذى اشتراها قد دفع فيها ٣١ ألف دولار، فهو يعرف أنها تستحق هذا الثمن وأكثر، لا لأنها من الساعات الثمينة التى نتابع أخبارها هذه الأيام، ولكن لأنها تسجل بعقاربها المتجمدة فى مكانها ما لم تسجله ساعة أخرى سواها.

أما الفيلم الذى صادف عرضه فى دور السينما بيع الساعة فى المزاد، بل وحصوله على سبع جوائز من أكاديمية السينما البريطانية، فهو فيلم «أوبنهايمر» الذى يحكى قصة حياة جوليوس روبرت أوبنهايمر، مخترع القنبلة التى جمدت عقارب الساعة وأفقدتها الحياة!.

سليمان جودة – المصري اليوم

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

قائد فرقة غزة السابق: نتنياهو يصرخ من عروض حماس لأنها داست نصره الكامل

قال القائد السابق لفرقة غزة بجيش الاحتلال الجنرال يسرائيل زيف، إن الصور المتكررة أسبوعيا من غزة، لعمليات تسليم الأسرى، تقدم للإسرائيليين، تجارب جديدة من الإحباط في مواجهة الواقع الذي يعيشونه، وتحطم كذبة القضاء عليها.

وقال زيف، بمقال نشرته القناة 12 العبرية، إنه "رغم كل الإنجازات العسكرية، التي زعم الجيش تحقيقها، فإنه لم يتغير من حول المجتمع شيء، بل بات أخطر إخفاق ماثلا منذ هجوم حماس في يوم السابع من أكتوبر".



وأضاف: "ما جرى يكشف عن خلل حكومي أمني عسكري، تتحمل الدولة مسؤوليته، لأنها قامت ببيع بطيئ للأوهام بين عامة الإسرائيليين حول النصر الكامل، المتمثل بانقراض آخر عنصر في حماس".

وتابع: "القضاء على حماس أصبح كذبة يصدقها كثيرون، لأن الصور الأسبوعية القادمة من غزة، حطمت الكذبة، وليس من قبيل الصدفة أن يصرخ نتنياهو ضد كل هذه الصور، لأنها تدوس النصر الكامل الذي اخترعه".

وشدد على أن العروض في غزة، لا تهدف للاستعراض فقط، لكنها لغرض واع، مفاده أنه رغم تعرض حماس لضربة قاسية وتدمير غزة، لكن هذه العروض التي نشاهدها، وتتضمن آلاف المسلحين، تكشف أن الحركة ما زالت تعمل، رغم تعثرها.

مقالات مشابهة

  • قائد فرقة غزة السابق: نتنياهو يصرخ من عروض حماس لأنها داست نصره الكامل
  • رمضان 2025.. نموذج نظام غذائي صحي «1800 سعر حراري»
  • كيف تتجنب الحموضة والارتجاع في رمضان
  • الهجمات الجوية على إيران.. تأخير مؤقت أم دافع للتسريع نحو القنبلة النووية؟
  • حالة نادرة.. فريق طبي بمستشفى بنها النموذجي ينقذ طفلا توقفت عضلة قلبه
  • أوبو تطلق ساعتها الذكية Oppo Watch X2 بمواصفات متطورة
  • بالفيديو.. عراك بـ«المدرجات» يوقف مباراة في «الدوري الأوروبي»
  • 6 نصائح لإنقاص الوزن بعد سن الأربعين.. احرص على اتباعها
  • فيديو.. معركة في المدرجات توقف مباراة بالدوري الأوروبي
  • ساعة ذكية تتيح إجراء تخطيط كهربية القلب من «وان بلس»