مدير محاكم دبي يتفقد محكمتي الأحوال الشخصية والتركات
تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT
دبي: «الخليج»
أجرى الدكتور سيف السويدي، مدير محاكم دبي، زيارة تفقدية لمحكمتي «الأحوال الشخصية» و«التركات»، وتأتي هذه الزيارة للاطلاع من كثب على عمل هذه المحاكم وتحديد الفرص الجديدة لتحسين الخدمات القضائية وتطوير الأداء العام
وأعرب الدكتور السويدي، عن سعادته بهذه الزيارة للوقوف على سير العمل في محكمتي الأحوال الشخصية والتركات.
وتجول داخل أقسام المحكمتين، حيث استمع إلى شرح مفصل عن أنشطة كل المحكمة وعملياتها اليومية من القضاة والموظفين، وأعرب عن امتنانه لجهود الفريق القضائي في خدمة المجتمع وتطبيق العدالة.
وناقش التحديات التي قد تواجه المحاكم وسبل تطوير الخدمات القضائية لتلبية احتياجات المجتمع بشكل أفضل. كما أشاد بالتقنيات الحديثة والتحسينات التي نفّذت لتعزيز كفاءة العمل داخل المحاكم.
وهذه الزيارة خطوة مهمة نحو تعزيز الشفافية وتحسين الخدمات القضائية في دبي، لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز دولة القانون والعدالة.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات محاكم دبي إمارة دبي الخدمات القضائیة
إقرأ أيضاً:
خطاؤون.. لكنّا لسنا مُكابرين .. محاكم السرديات .. مشانق الحقيقة
ناجي شريف بابكر
نوفمبر ٢٠٢٤
إحدى التحديات التي تجابهنا في سعينا للمعرفة والإستنارة والإطلاع هي عملية الإسقاط التي يلجأ إليها بعضنا من القراء أو النقاد في محاكمة الأفكار والآراء المطروحة في السرديات التي تصادفنا. وذلك من خلال النبش في السيرة الذاتية للكتاب أو في مجمل أعمالهم والنصوص المسنودة لهم في مواقع وأوقات مختلفة، كمحاولة لإفساد الرسالة التي تستهدفها السردية
شئ أشبه ما يكون بمحاولة النظر إلى العالم من خلال ثقب إبرة، أو حينما تفلح القذاة في عينينا أن تجبر ضوء الشمس أن يتوارى ويضمحل.. فإن النظر للأعمال والأفكار من خلال هنات كتابها، أو من خلال أفكار ونصوص لنفس الكُتّاب أتت في سياق سرديات أخرى مغايرة لمنظورنا للأشياء، أو لما نحبه ونرضاه، فلم تصادف هوىً في أنفسنا.. إن من شأن تعاظم تلك الهنات واتخاذنا لها كحجب، أن تعزلنا عن الأفكار العظيمة والعظات التي كان بإمكاننا إستيعابها، إذا ماقفزنا من فوق تلك الحواجز المتوهمة التي صارت قادرة ان تحجب عنا ضوء الشمس الساطع رغم ضآلتها ورغم عظم الشمس في قبالتها.
كون أن كارل ماركس قد قال ذات يوم "أن الدين أفيون الشعوب" فإن تلك العبارة لوحدها، رغم ما عليها من المآخذ، ربما لا تكون كافية لأن نلقي بأبحاث أكاديمية عملاقة إستغرقت أربعين عاما في حياة الرجل حوتها أربعة مجلدات ضخمة لا يقل أحدها عن الألف صفحة من القطع المتوسط.. تطرقت لإشكالات مفاهيمية تتحكم في تقاسم الموارد والثروات الطبيعية.. وعن إشكالات الإقتصاد الرأسمالي وجحوده في تقاسم الفوائض والدخول، وعن مآلات ذلك الجحود كنقاط ضعف عملت ككرة الجليد لتساهم في إحداث التآكل الذاتي وزوابع التصحيح التي تعد اليوم مصدرا رئيسيا لمعظم النزاعات والثورات الإجتماعية العنيفة التي ظلت تكتنف العالم كل حين.. أن نلق بها رغم كل ذلك الجهد المبذول فيها إلى سلة المهملات.
لم تفلح الخصومة الفكرية والمصالح، ان تقف حجابا أمام مُنظّر رأسماليّ قُح كجون ماينارد كينز في أن يتعاطى بالجدية والأمانة الأكاديمية الكافية مع الأطروحة الماركسية ليقرأ من خلالها الواقع، أن يبني لعشيرته فُلكا من الإصلاحات أفلح أن ينقذ بها الرأسمالية من عطبٍ كاد يفنيها، أيام الركود الإقتصادي العظيم "ذا غريت ديبريشن" مرة في بواكير الحرب الثانية ومرة أخرى في العقد قبل الأخير من القرن الماضي.. ان ينقذها من أن تقع ضحية الأبوكليبس أو "قيامة الراسمالية" التي تنبأت بها الفرضية الماركسية. تمثّل ذلك في أن يتبني إصلاحات جبارة على الميركانتايل أو الكلاسيكال ليزيه فير إكونوميكس، شملت التدخل بإنعاش الطلب وقسمة الدخل والموارد ذلك عبر الإنفاق العام. تمخضت تلك الإصلاحات آخر الأمر عن ميلاد "دولة الرفاهية" أو الويلفير ستيت.. حتى عمّده المدونون "بالرجل الذي أنقذ الرأسمالية من نفسها"¹.
ليس ضروريا ان نُحاكم الآراء والأفكار من خلال اللجوء لمواضع الضعف والقصور لدى كُتّابها.. كون أن أحدهم قد مات مخمورا، أو أن أحدهم قد أدمن التدخين لدرجة أتلفت رئتيه وربما وضعت حدا لحياته، فسيظل من واجبه ما استطاع أن يكتب كواعظ ليبين للأحياء جسامة المخاطر التي قد يحدثها التدخين في صحتهم وسلامتهم.. لا يكفينا أن يقوم أحد النقاد بالتجريح في شخص المدون أن كيف يحذركم من التدخين بينما هو غارق فيه حتى الأذنين.. إن مثل هذا النقد والتنكيل لا يغني عن الحق شيئا.. وأن الولوج للحياة الشخصية للمدونين والكتاب، سوف لن تغنينا عن واجبنا ومسئوليتنا في التنقيب عن الحقائق والعبر والظفر بها ايا كان قائلها.. كالتنقيب عن اللآلي في جوف البحار وظلماتها.. وكما تُخرج حكمة الله جلت قدرته، الحليب ما بين فرث ودم.. أو كما قال أحد النقاد في مواجهة ما عرف بأدب العبث أو اللامعقول الذي راج في بواكير القرن المنصرم.. "لماذا يكون لزاما على كاتبٍ كدي إتش لورانس ان يحمل قراءه لمرافقة شخصيات رواياته حتى دورات المياه؟!".
أن نعرف الحق وأن نتعقبه في النصوص والسرديات أولى لنا الف مرة من ان نغرق في سيرة الناس وحيواتهم الخاصة، ونتنكب موالج عوراتهم ومثالبهم.. أن نتعامل مع النصوص والسرديات بصفة محايدة ليس تجاه مدونيها وكتابها فحسب، بل حتى تجاه انفسنا نحن.. فما الذي يمنعني أن أناصر نصا أو سردية أجدها تطابق الحق في منظوري.. على الرغم من أنها نفسها تناقض مصالحي الإقتصادية أو السياسية.. ما الدافع الذي يجبرنا أن نخلط فيمابين شهادتنا بالحق وإقرارنا به وبين ما نرتكبه من الحماقات والآثام في كسبنا على الصعيد السياسي أو الإقتصادي.. فكل إنسان خطاء.. وان خير الخطائين التوابين..
لماذا نسعى، بل من أين تواتينا الجرأة في أن ننتقل من خانة الخطأ لخانة المكابرة.. أن نتعالى على الحق ونتجاهله، فأن التعالي على الحق مكابرة واستكبار، وإن الإستكبار بمثابة منازعة للخالق في جبروته وسلطانه.. أفلا تعقلون؟!
إرتكبوا ما شئتم من الآثام واستغفروا الله عليها.. وتوبوا لكن حاولوا ما وسعكم ان تجنبوا أنفسكم أن تتنكروا للوقائع والإفادات المناصرة للحقائق.. لا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون.. سعيا لمناصرة خيارات ومسارات سياسية أو إقتصادية سبق لكم ان طرقتموها.. أسلكوا ما شئتم من المتاهات والمفاوز، دون أن تورطوا انفسكم في المكابرة.. إني لكم من الناصحين.
Email: nagibabiker@gmail.com