اليوم... الكنيسة الارثوذكسية تبدأ صوم يونان
تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT
بدأت اليوم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة البابا تواضروس الثانى بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أوَّل أصوامها المُتَّصلة لعام ٢٠٢٤، وهو صوم أهل نينوى، والمعروف شعبيًا بـ «صوم يونان».
صيام يونان 2024
عن تاريخ هذا الصوم يقول الباحث شريف رمزي، عضو اللجنة البابوية للتاريخ القبطي: صوم نينوى بدأ أوَّلًا في الكنيسة السُّريانيَّة، وكانت مُدَّته سِتَّة أيَّام تقلَّصَت لاحقًا إلى ثلاثة أيَّام فقط تبدأ صباح الاثنين الثَّالث قبل الصَّوم الكبير، ويَذكُر مار ديونيسيوس بن الصَّليبي (+١١٧١م) أنَّ مار ماروثا التِّكريتي (+٦٤٩م) هو الَّذي فرضه على كنيسة المشرق في منطقة نينوى أوَّلًا، أمَّا ابن العبريّ فيَذكُر -نقلًا عن آخرين- أنَّ تثبيت هذا الصَّوم جرى بسبب شِدَّة طَرأت على الكنيسة في الحيرة، فصام أهلُها ثلاثة أيَّام وثلاث ليالٍ مُداومينَ الصَّلاة إتمامًا لوصيَّة أُسقُفهم، فنجَّاهم اللّه من الشِّدَّة، وعن الكنيسة السُّريانيَّة الشَّقيقة انتَقَل صوم نينوى إلى الكنيسة الأرمَنيَّة، وكذا الكنيسة القبطيَّة الَّتي ارتبطَ الصَّوم فيها بصوم أهل نينوى (في العهد القديم)، وبإرساليَّة يونان النَّبيّ، خلافًا لأصل الصَّوم ونشأته عند السُّريان.
ويضيف «رمزي»: يذكُر بعض المؤرِّخين أنَّ صوم نينوى في الكنيسة القبطيَّة يعود إلى زمن البابا أبرآم بن زُرعة، البطريرك ٦٢ (٩٧٥ - ٩٧٨م). ومع ذلك لا تَرِد أيَّة إشارة إلى هذا الصَّوم بالجُملة في قوانين الآباء البطاركة في العصور الوسطى، لكن ابن العسَّال في القرن ١٣ وابن كَبَر في القرن ١٤، يذكُرانَهُ كأحد الأصوام المُستَقِرَّة في الكنيسة. ولمَّا جَلَس البابا غبريال الثَّامن البطريرك ٩٧ (١٥٨٧ - ١٦٠٣م) على الكرسيّ البطريركيّ أسقَط هذا الصَّوم من بين الأصوام الواجب على الأقباط صَومُها، لكن بعد نياحته عاد كُلّ شيءٍ إلى أصلهِ.
في رأيي -يقول «رمزي»- لا يُشَكِّل الاختلاف حول الأصول التَّاريخيَّة لبعض الأصوام عثرة لدى مَن يعتبرونها فُسحَةً روحيَّة وأوقاتًا مُناسبةً للنُّسكِّ والعِبادة، أو لدى أولَئِك الَّذين يَرون في الصَّوم عَلامةً لاتِّحاد المؤمنين بعضهم ببعض وبالكنيسة، وأنا واحدٌ منهم.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: البابا تواضروس الثاني الكنيسة القبطية الأرثوذكسية صوم يونان
إقرأ أيضاً:
الصوم الكبير.. رحلة روحية للتوبة والتجديد في الكنيسة الكاثوليكية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال الأب لويس حزبون مع بداية زمن الصوم الأربعيني، يتساءل المؤمنون عن معنى هذه الفترة الروحية وقوانينها وفوائدها.
وفي هذا السياق، قدّم الأب لويس حزبون راعي كنيسة مار يوسف في القاهرة، رؤيةً لاهوتيةً وعمليةً للصوم الكبير، مستندًا إلى الكتاب المقدس وتعاليم الكنيسة الكاثوليكية.
الصوم ليس مجرد امتناع عن الطعام، بل هو "ضبط للجسد والنفس"، كما يوضح الأب حزبون، مشيرًا إلى أن كلمة "صوم" في اليونانية (νεστεια) تعني "الإمساك"، أي السيطرة على الرغبات وتوجيه القلب نحو الله.
وذكر أن الصوم في المسيحية يشمل ثلاثة أبعاد:
-الجسدي: الامتناع عن بعض الأطعمة.
-الروحي التوقف عن الخطيئة وتجديد العلاقة مع الله.
-الاجتماعي
ممارسة الصدقة والمصالحة مع الآخرين.
الصوم هو الاعتراف بأن الله هو مصدر حياتنا، وليس الخبز وحده"، يؤكد الأب حزبون مستشهدًا بإنجيل متى (4:4).
بحسب الأب حزبون، الصوم هو "شريعة إلهية" وُجدت منذ آدم، وثبّتها المسيح بقوله: "ستأتي أيامٌ يُرفع العريس منهم، فحينئذ يصومون" (متى 9:14). وأبرز أهدافه:
-تطهير الذات: كبح الرغبات المنحرفة وتحرير القلب من الأنانية.
-التقرُّب إلى الله: عبر الصلاة وقراءة الكتاب المقدس.
-خدمة الآخرين: بتقديم الصدقات ومساعدة المحتاجين، استنادًا إلى إنجيل متى (25:34-40).
الصوم كالطير لا يطير إلا بجناحَي الصلاة والصدقة"، يضيف الأب حزبون
ففي العهد القديم: كان الصوم مرتبطًا بأحداث كالكوارث أو التوبة، مثل صوم داود سبعة أيام عند مرض ابنه.
- في العهد الجديد: ربط المسيح الصوم بطرد الشياطين (متى 17:21) وإعداد التلاميذ للرسالة (أعمال الرسل 13:1-3).
-المدة: تتراوح بين يوم واحد (كصوم يوم الكفارة) و40 يومًا (كصوم موسى والمسيح).
-الصوم الواجب: يشمل الامتناع عن اللحوم أيام الجمعة، والصوم الكامل (وجبة واحدة) في أربعاء الرماد والجمعة العظيمة.
الصوم المستحب: كصوم الأربعاء والجمعة طوال السنة، أو الصوم القرباني قبل تناول الإفخارستيا بساعة.
-
الكنيسة الرومانية الكاثوليكية: تفرض الصوم خلال الأربعاء والجمعة من أسابيع الصوم، مع تفاصيل تختلف باختلاف الأبرشيات.
>"الكنيسة تحدد الحد الأدنى من الجهد الروحي لتحقيق الوحدة بين المؤمنين"، يشرح الأب حزبون.
ويختتم الأب حزبون بالتشديد على أن "الصوم اختبارٌ شخصي لا يُدرك معناه إلا بالممارسة"، مستشهدًا بقول القديس يوحنا فم الذهب: "اشحذ منجلك التي أتلفتها الشراهة بالصوم