أهل السودان يواجهون الجوع والموت والكيزان!
تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT
أحمد الملك
ان الهتافات التي رددها شباب الثورة المجيدة: الجوع .. الجوع ولا الكيزان! انتهى الحال بأهل السودان ليواجهوا الموت والجوع والكيزان!
جاء في خبر ورد في صحيفة التغيير أنّ طوارئ ولاية الخرطوم تؤكد وقوع وفيات وسط الأطفال وكبار السن بسبب الجوع!
(وقالت هند الطائف عضوة غرفة طوارئ الخرطوم لـ«التغيير»، إن توقف عمل المطابخ الجماعية أدى إلى وقوع وفيات متعددة وسط المواطنين بسبب الجوع خاصة الأطفال وكبار السن، في أماكن متفرقة من العاصمة القومية) أخبار أخرى تحدثت عن تخلي أسر عن اطفالها لقاء حصولهم على مواد غذائية قليلة، مآس لا حصر لها تتفطر لها القلوب حول أطفال فقدوا ذويهم ولا عائل لهم وكبار سن يهيمون على وجوههم بعد أن فقدوا رعاية أسرهم، بسبب تشتت شمل الأسر بين المنافي والقرى والبعيدة.
يموت الناس جوعا في قلب الخرطوم وفي أطراف البلاد وطرفا النزاع يواصلان حربهما العبثية، وكلما لاحت في الأفق بارقة أمل لحل سلمي يوقف نزيف الأرواح البريئة ومعاناة الأطفال وتشتت شمل الأسر، سارع من دفع لإشعال النار إلى وأد آمال مبادرات وقف الحرب.
انها المأساة التي بدأت منذ عقود، حين وصل إلى السلطة في هذه البلاد المنكوبة من لا قيمة لهم لحياة الانسان السوداني، طوال أكثر من ثلاثة عقود جرى زرع بذور الفوضى في هذه البلاد، بدلا من التنمية المتوازنة ونشر ثقافة السلم المجتمعي، وتوحيد ولاء الناس للوطن والقانون الذي يساوي بين الجميع.
النظام الكيزاني قام بتفكيك كل العوامل التي يمكن أن تؤدي (حسب رؤيته القاصرة) إلى انتفاضة جديدة، حاول شغل المواطن بحياته فحرمه من حقوقه في التعليم والعلاج الذي تدعمه الدولة في بلاد غالب أهلها من الفقراء ومحدودي الدخل.
جرّبوا محاولات تزييف الوعي من خلال سيطرتهم على وسائل الاعلام، بنشر الأكاذيب باستمرار أملا في أن يصدقها الناس، قبل أن تسحب الثورة المعلوماتية البساط من تحت أقدام اعلامهم المخادع. حولوا حرب الجنوب الى حرب جهادية ضمن محاولاتهم لثبيت أركان نظامهم. اثاروا الفتن بين المكونات القبلية وأنشأوا المليشيات تحارب نيابة عنهم، بدلا من السعي لتذويب الفوارق المصطنعة بين تلك الكيانات كما تفعل كل الدول التي تحترم وتسعى في استقرار وسلام ورفاه شعوبها، لأنها تنبع منهم ومن طموحهم إلى الاستقرار والسلام والتنمية المتوازنة. لكن الكيزان ظلوا كيانا غريب الفكرة، فشل في تطبيق شعاراته الخادعة، مثل: لا لدنيا قد عملنا، ليتضح من فسادهم الذي لم يشهد له تاريخ هذه البلاد وربما العالم مثيلا، أنهم لا يعملون الا للدنيا، وأن الدين بالنسبة لهم لا يعدو كونه ستارا يخبئون من خلفه أعمالهم الاجرامية الدنيئة.
لفظت بلادنا الجسم الغريب، فلم يجتمع من حوله سوى أصحاب العاهات والنفوس المريضة وسرّاق المال العام، ومن الطبيعي الا يفهم هؤلاء رسالة شعبنا التي رفضتهم (نحن مرقنا مرقنا .. ضد الناس السرقوا عرقنا) خبروا نعيم التمرغ في نهب المال العام وثروات هذه البلاد، فصعب عليهم الفطام. ذات يوم حين سمع الفريق عبود الهتافات المناوئة لنظامه، أعلن فورا تقديم استقالته! أما عمر البشير حين انتفض الشباب ضده في 2013، أعلن بنفسه وفي اعتداد أحمق بقتل الناس: استدعينا القوات الخاصة فقامت بدحر التحرك! وحين أعيته حيل محاولة الالتفاف على ثورة ديسمبر، استدعى (رجال الدين) الذين لم يكن لهم من هم سوى التسبيح بالحمد للنظام الذي يغدق عليهم العطايا، فأشاروا عليه بما يرغب في سماعه: اقتل الثلث لبقاء الثلثين! ومنذ تلك اللحظة بل حتى من قبلها لم يتوقف التنظيم الاجرامي عن قتل الناس.
الكيزان هم من اشعلوا نار هذه الحرب التي يكتوي بلهيبها أهل السودان جميعا، تضاف هذه الحرب العبثية، حرب صراع الافيال على السلطة، إلى قائمة الجرائم الطويلة التي ارتكبتها هذه الفئة الضالة في حق هذه البلاد وأهلها.
#لا_للحرب
#نعم_لكل_جهد_وطني_لوقف_الحرب_العبثية
ortoot@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: هذه البلاد
إقرأ أيضاً:
الحمد لله، الجيش أثبت في النهاية إنّه شغّال بي خطّة
عشرات الإشاعات طلعت أثناء الحرب؛
من محاولة انقلابيّة واعتقال ضبّاط؛
لي خيانة في محور وين؛
لي تنظيرات الناس الساي المركّبين مكنة مونتغومري؛
للشغّالين أصحى يا جيش؛
الجيش ما ردّ على أيّ كلام أو انتقاص؛
إنّما كذّب الكلامات بالعمل؛
وخيّب ظن كلّ الراجينّه يفشل وينكسر من جوّة؛
الناس مجّدت شجاعة الشهيد محمّد صدّيق، ربّنا يعلّي مقامه ويتقبّل شهادته، لمن قال بمشي أستلم المصفاة؛
لكن الأيّام أثبتت إنّه استلام المصفاة أصعب بي كتير من مجرّد شجاعة مقاتلين، واحتاج لي مجهود كبير ولفّة طويلة لقطع خطوط إمداد العدو، واحتاج لي فتح جبهات كتيرة عشان تشتّت الفزع، وكلّ قوّة من الميليشيا تبقى في داب روحها؛
يعني احتاج يجرجروا الميليشيا لحدّي سنجة عشان يقدروا يفكّكوا تماسكها؛
كذلك فالناس احتفت بشجاعة الشهيد شاع الدين، ربّنا يعلّي مقامه، لمن رفض ينسحب من تمبول؛
لكن الأيّام بيّنت إنّه تحرير تمبول محتاج جولات كتيرة لحدّي ما الميليشيا تتشتّت والفزع يقيف؛
وقصاد الشهيدين البتعرفهم ديل فيه آلاف الشهداء الاستبسلوا وانت ما سمعت بيهم، فقط لأنّهم ما بخدموا الأجندة السياسيّة البتحاول تبيّش الجيش وتجرّم قيادته؛
في المقابل؛
لمن البرهان كان هادي وبهدّي في الجنود بعد سقوط حاميات، أو انسحابها على الأصح بأقلّ خسائر في الجنود، الناس اتّهمته بالفشل وكانت بتنادي بي عزله؛
لمن قال “ما تسمعوا سنجة والزوبعة دي، أنا شايف الانتصار قدّامي، والناس الدخلوا ديل ما فيهم زول برجع”، أو كما قال، الناس كانت بتشتم فيه؛
لمن العطا كان بيقول أبعدوا جدار جدارين من البيوت الفيها الميليشيا، عملوها تريقة؛
ونفس الناس البتتريق دي هي الجات دوّرت اسطوانة طيران الجيش البضرب الأبرياء؛
حصل وللا ما حصل؟!
الحمد لله، الجيش أثبت في النهاية إنّه شغّال بي خطّة؛
ما بداها مع الحرب؛
بل من السور الخرساني البناه حول القيادة، وتحطّمت عنده أحلام حميدتي وأولياؤه؛
المدرّعات صمدت سنتين تحت الحصار، وانفتحت بعدها لتحرّر المنطقة المحيطة، بالتنسيق مع المتحرّكات القادمة؛
الأبيّض صمدت سنتين، لنعرف بعدها إنّها كانت بتجهّز جيشها ومطارها في انتظار الإمداد عشان تتقدّم لتحرير دارفور؛
كادوقلي محاصرة سنتين، ما بين الجنجويد والحلو، لتنفتح في الوقت المناسب على الدلنج، وتفشل خطّة إعلان عاصمة الجنجويد البديلة في كاودا؛
الفاشر صامدة سنتين، لتبدأ في الانفتاح مؤخّراً؛
البعض يقدّر قتلى الجنجويد بخمسائة ألف؛
والبعض يتحدّث عن مليون؛
الجيش فقد الآلاف؛
أكثر من ألف في كلّ واحد من الأسلحة المحاصرة: القيادة، الإشارة، المدرّعات، المهندسين؛
لكن الواضح إنّه قصاد كلّ شهيد في الجيش “بقرُش” معاه أكثر من ١٠ هلكى من الملاقيط؛
وانت ما جايب خبر؛
دايرهم ينتهوا سريع عشان تشوف البفوز منو، وترتّب أمورك على كدا؛
بتحسب فاضل ليك كم جنيه، بتمشّيك كم شهر؛
والجيش هناك بحسب فاضل ليه كم جندي؟!
أبداً؛
بحسب فاضل في العدو كم جندي وكم مسيّرة وكم طلقة وكم معنويّات عشان ينهزم؛
لأنّه الجيش ما خاتّي أيّ احتمال لخسارة الحرب دي؛
لأنّه خسارة الحرب دي بتعني نهايته ونهاية السودان كلّه!
أكتفي بهذا القدر من التذكرة؛
وبعد كدا حاول براك تتذكّر؛
كنّا وين وبقينا وين؛
والفضل، من بعد الله، لجيشنا، والقوّات المساندة البتفاتل في صفّه؛
نجاح يستحق أن يُدرّس والله في إدارة الحرب دي؛
على كلّ المستويات؛
من الحفاظ على حياة الجنود؛
لتدريب قوّات مساندة في زمن قياسي؛
للحفاظ على الذخيرة والتموين تحت الحصار الطويل؛
لي تأمين سند من دولة عظمى في مجلس الأمن؛
لي تأمين دول مجاورة صديقة وسط محيط من الدول المتآمرة ضدّنا؛
لي توفير حد أدنى من خدمات الدولة في الظروف الصعبة دي؛
لي توفير إمداد من السلاح المطلوب ضد عدو ميزانيته مفتوحة؛
الحاجات دي ما ساهلة، أقرب للمعجزة؛
وفي الوقت دا أكيد برضو فيه آلاف الجنود المجهولين الاشتغلوا في سد الحوجات، توفير العلاج، ترحيل الأسر، تفكيك الذراع الإعلامي للميليشيا، الخ؛
بالإضافة لمئات الآلاف من المغتربين الما بخلوا بأيّ جنيه في حسابهم على أسرهم الممتدّة، واجتهدوا في توفير مأوى للقدروا يصلوهم من الأهل؛
فأنا ما داير أقول الجيش براه الحارب في الحرب دي؛
لــــــــــــكـــــــــــن؛
الجيش براه المبتلى بي ناس بتنكر فضله؛
ياريت الناس تسيب الجحود عشان ما ينزل عليها غضب الله؛
والله جيشنا دا بتمنّوه وما يلقوه؛
بجدّد ثقتي في الجيش السوداني وقيادته العبروا بينا في التجربة الصعبة دي؛
وبدعو الجميع لتجديد ثقتهم، والابتعاد عن كلام المنافقين والذين في قلوبهم مرض والمرجفين.
عبد الله جعفر
١٠ مارس ٢٠٢٥