«توسع البريكس.. الأدوار المحتملة والتحديات» ورشة عمل بمركز الحوار
تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT
نظم مركز الحوار بالتعاون مع مركز ايجيبشن انتربرايز وإدارة البحوث والدراسات الاستراتيجية بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية، ورشة عمل، بعنوان "توسع البريكس: الأدوار المحتملة والتحديات التي ستواجهها الدول الشرق أوسطية والإفريقية".
يأتي ذلك في ضوء ما يشهده تجمع البريكس من توسع، حيث انضمت كل من مصر، والسعودية، والإمارات، وإيران، وإثيوبيا إلى التجمع، وذلك في الأول يناير 2024 مع احتمالية ضم دول أخرى.
وقد هدفت الورشة إلى تحليل الانعكاسات الجيوسياسية والاقتصادية للتوسع في عضوية التكتل، عالميًا وإقليميًا، ورصد التحديات التي ستواجه الدول الجدد في سبيل التكيف مع سياسات التكتل وأهدافه، بالإضافة إلى معرفة الأدوار المحتملة للدول الإفريقية والشرق أوسطية داخل التكتل، وقياس مدى احتمالية قبول أو عدم قبول انضمام دول إفريقية وشرق أوسطية جديدة للتكتل.
وفي هذا الصدد، عُقدت الورشة لبحث وتحليل وصياغة رؤى استشرافية حول الفرص والتحديات التي ستواجه هذه الدول من ناحية، وما تمثله عضويتها من انعكاس على مستقبل البريكس من ناحية أخرى.
وناقشت الورشة عدد من المحاور تمثلت في: البريكس والعضويات الجديدة.. .الفرص والتحديات، البريكس والعضويات العربية.. .فرص وتحديات، البريكس وعضوية الدول غير العربية.. فرص وتحديات، وأخيرًا البريكس والعضويات المنتظرة.
وفي إطار دراسة تلك المحاور، تم عرض عدد من أوراق العمل التى أفردت دراسة كل دولة على حدة، حيث تقدمت د.لبنى غريب، مدرس العلوم السياسية بجامعة السويس، ورقة تتعلق بعضوية مصر في البريكس وقد تناولت الورقة بالبحث والتحليل المكاسب المحققة لمصر إثر انضمامها للبريكس، وكذلك التحديات التي ستواجهها جراء انضمامها لهذا التجمع. كما قدم أ.محمد الديهي، مساعد مدير مركز الحوار، ورقة تناول فيها عضوية السعودية في التجمع، وقد توصلت إلى أن انضمام الرياض للبريكس سوف يمثل إضافة هامة للتكتل فضلًا عن تحقيق رؤية السعودية 2030 التي تهدف لتنمية الاقتصاد السعودي وتحقيق مزيد من التنوع الاقتصادي، إلى جانب دوره في تعزيز مكانة الممكلة كوسيط محايد بين الغرب والشرق يعمل على تقليل تحول البريكس لمنظمة معادية تمامًا للغرب.
من جانبه قدم د.عبد الله الشريف الباحث في شئون الأمن الإقليمي، ورقة تتناولت عضوية الإمارات، وذكرت الورقة أن انضمام الإمارات إلى مجموعة البريكس هو بمثابة فرصة مهمة لتحقيق مصالحها، وتطوير تجارتها واستثماراتها، وتحسين قدرتها على الوصول إلى أسواق جديدة، والانخراط الديناميكي مع الاقتصادات الناشئة والصاعدة، وتطوير مرونتها وتنويع خيارتها وشراكاتها الاستراتيجية على الساحة الدولية، بما يضمن تنفيذ خططها التنموية الكبرى، وتمكين نموذجها في الإدارة والحكم.
وعرضت د.إيمان عبد الحليم، الباحث المتخصصة في الشأن الإيراني بالمركز الدبلوماسي للدراسات الاستراتيجية، في ورقتها التي تناولت عضوية إيران، الأهداف المتحققة لطهران إثر انضمامها للبريكس، حيث تُظهر طهران تصميمًا على إقامة علاقات بناءة بدول العالم المختلفة، من خلال تفعيل دورها في المنظمات الإقليمية، مؤكدة على إخفاق مشروع العزلة الأمريكية تجاهها، مع دعم النظام الدولي متعدد الأطراف، وتقوية موقفها في المفاوضات النووية مع الغرب. من جانبها عرضت د.سماح علي، مقرر البرنامج الاقتصادي بمركز الحوار ورقة حول عضوية إثيوبيا في التجمع، وقد سلطت ورقتها الضوء على تزايد أهمية أثيوبيا في الجغرافيا السياسية الإقليمية، فانضمام إثيوبيا إلى مجموعة البريكس يعد فرصة لتشكيل مستقبلها في مختلف المجالات، بما في ذلك النمو الاقتصادي وتطوير البنية التحتية، بالإضافة إلى تعزيز النفوذ السياسي الإقليمي، كما تناولت الدراسة آفاق وإمكانات التعاون والاستفادة المتبادلة بين البريكس ودولة أثيوبيا، مع طرح لواقع التحديات والفرص المحتملة و أطر التعاون المشترك.
وخلال الجلسة الثانية، تم عرض عدد آخر من الأوراق بشأن الدول التي من المحتمل انضمامها للتجمع. وفي هذا الإطار قدمت الباحثتان هدير احمد ومنه الله باشراف دكتورة جيهان عبد السلام استاذ الاقتصاد بكلية الدراسات الافريقية ورقة بعنوان المغرب والجزائر: إمكانيات الانضمام وتحدياته، حيث قدمت الورقة تحليلا لفرص وتحديات انضمام كلًا من المغرب والجزائر إلى تلك المجموعة، من خلال عرض لمقومات وإمكانات كل من الجزائر والمغرب التي تدعم موقف الدولتين للانضمام للبريكس، كما ركزت الورقة على الفرص والمصالح الاقتصادية المتوقعة في حالة الانضمام للبريكس إذ من المتوقع أن تحصل الدولتان على فرص ومصالح اقتصادية، وبالتالي فإن الانضمام سوف يدعم العملات الوطنية للدولتين. ويصب لصالح الاحتياطات النقدية الأجنبية، كما ستستفيد تلك الدول من موارد بنك التنمية الجديد مما يمنح تلك الدول خيار بديل لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
كما عرضت د.يمنى علي مكاوي، المدرس المساعد بكلية السياسية والاقتصاد - جامعة السويس، ورقة بعنوان "فلسطين وإمكانيات الانضمام"، وذكرت الورقة أن انتقال فلسطين من دولة "مهتمة بالعضوية" إلى "دولة مدعوة" مرهون بالعديد من العوامل التي ترتبط بفلسطين نفسها بالإضافة لسياسات وأهداف البريكس نفسه فيما يتعلق بتوازنات توسيع العضوية - وذلك برغم دعم المجموعة لفلسطين خلال الحرب على الغزة - في قمتها الاستثنائية في نوفمبر 2023، إلا أن السيناريو الأكثر تحققا هو عدم قدرة فلسطين على الانضمام إلى هذا التجمع فى المدى المنظور.
من جانبها قدمت آية بدر، الباحثة في الشؤون الدولية، ورقة بعنوان "نيجريا والسنغال: طموحات الانضمام وفرصه"، وقد توصلت الورقة لعدد من النتائج لعل أبرزها وجود قدر من تلاقي المصالح والرؤى بين كل من السنغال ونيجيريا من جهة وتجمع البريكس من جهة أخرى، على نحو قد يسهم في تعزيز فرص حصول الدولتين على عضوية التجمع في حال تمدده إفريقيًا خلال الفترة المقبلة. وإن ذلك لا ينفي وجود بعض التحديات التي قد تعرقل فرص انضمام السنغال ونيجيريا للبريكس، مثل التحديات الداخلية، وقد خلصت الورقة إلى بعض التوصيات منها التأكيد على أهمية تعزيز التنسيقش العربي الإفريقي في هذا الإطار بالتعويل على حلقات الوصل التي يمكنها أن تحقق هذا الترابط مثلما هو الحال بالنسبة لمصر بما يعظم المصالح المتبادلة والمكاسب لمختلف الأطراف. إلى جانب تعضيد دور جامعة الدول العربية وتعاونها مع الأطر المؤسسية الإفريقية وكذا تجمع البريكس، لضمان تبادل وجهات النظر حول أي من القضايا الخلافية قد تطرأ جراء أي تحولات كتلك التي قد تنجم عن توسع البريكس أفريقيًا.
كما عرض أ.محمود عبد اللطيف، الباحث فى الشئون الإقليمية، ورقة بعنوان "البحرين والكويت: دوافع الانضمام وفرصه". ويُمكن أن يوفر انضمام الكويت والبحرين استفادة مشتركة لتجمع البريكس من جهة والكويت والبحرين من جهة اخرى مثل تعزيز التعاون الاقتصادي، التعاون في مجال الطاقة، تعزيز القوة السياسية والدبلوماسية، وتعزيز التنمية المستدامة.
أدار ورشة العمل، الوزير المفوض د.علاء التميمي، كما شارك فيها نخبة من صناع القرار والخبراء وعدد من الشخصيات الفكرية والأكاديمية المتخصصين بالعلاقات الاقتصادية، وقد خلصت الورشة إلى أهمية التركيز في البريكس على المشتركات وليس على التناقضات والنقاط محل الخلاف، كما بينت أهمية تجمع البريكس الذي يُعتبر نهجًا جديدًا في التعاون الدولي يركز على التكيف مع المتغيرات العالمية وتحقيق التكامل الاقتصادي دون المساس بسيادة الدول الاعضاء، فضلًا عن بيان الدور المهم الذى يلعبه في الساحة الدولية كقوة اقتصادية وسياسية تتميز بتمثيل دول ذات اقتصادات كبيرة مما يجعله لاعبًا رئيسًا فى القضايا الاقتصادية والسياسية العالمية.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: البريكس بريكس مركز الحوار التحدیات التی ورقة بعنوان البریکس من من جهة
إقرأ أيضاً:
لجنة ناجل الإسرائيلية: علينا الاستعداد لحرب مع تركيا
قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن لجنة حكومية أوصت في تقريرها إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو -أمس الاثنين- بالاستعداد لحرب محتملة مع تركيا، في ضوء مخاوف متزايدة لدى تل أبيب من تحالف أنقرة مع الإدارة الجديدة بدمشق بعد سقوط نظام بشار الأسد.
وأفادت صحيفة جيروزاليم بوست اليوم الثلاثاء بأن لجنة "فحص ميزانية الأمن وبناء القوة"، المعروفة بلجنة ناجل، على اسم رئيسها يعقوب ناجل، نبهت في تقريرها إلى خطر التحالف السوري التركي، الذي ربما "يخلق تهديدا جديدا وكبيرا لأمن إسرائيل"، وقد يتطور إلى شيء "أكثر خطورة من التهديد الإيراني"، وفقا للجنة.
نتنياهو في اجتماع مع قادة المؤسسة العسكرية والأمنية بجبل الشيخ السوري المحتل في ديسمبر/كانون الأول الماضي (الفرنسية)وخلصت اللجنة إلى أنه يجب على إسرائيل أن تستعد لمواجهة مباشرة مع تركيا في ضوء التوترات المحتملة بسبب ما أسمتها "طموحات تركيا لاستعادة نفوذها العثماني".
وتم تشكيل هذه اللجنة عام 2023 قبل بدء الحرب على غزة، لتقديم توصيات لوزارة الدفاع الإسرائيلية بشأن مواطن الصراع المحتملة التي تواجهها إسرائيل في السنوات المقبلة، وفقا لما ذكره موقع "أول إسرائيل نيوز". ويترأس اللجنة يعقوب ناجل الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي.
إعلان توصيات لجنة ناجلونقلت جيروزاليم بوست عن تقرير اللجنة اقتراحه زيادة ميزانية الدفاع بما يصل إلى 15 مليار شيكل سنويا (4.1 مليارات دولار) على مدى السنوات الخمس المقبلة لضمان تجهيز القوات الإسرائيلية للتعامل مع التحديات التي تفرضها تركيا إلى جانب التهديدات الإقليمية الأخرة.
وكذلك أوصت اللجنة بعدة إجراءات للاستعداد لمواجهة محتملة مع تركيا:
الأسلحة المتقدمة: الحصول على طائرات مقاتلة إضافية من طراز إف-15، وطائرات التزويد بالوقود والطائرات المسيرة والأقمار الاصطناعية لتعزيز قدرات إسرائيل على تنفيذ ضربات بعيدة المدى. أنظمة الدفاع الجوي: تعزيز قدرات الدفاع الجوي متعدد الطبقات، بما يشمل منظومات القبة الحديدية ومقلاع داود والسهم ونظام الدفاع بالليزر الذي دخل حيز التشغيل حديثا. أمن الحدود: بناء حاجز أمني محصن على طول وادي الأردن، وهو ما من شأنه أن يمثل تحولا كبيرا في الإستراتيجية الدفاعية لإسرائيل على الرغم من التداعيات الدبلوماسية المحتملة مع الأردن. أردوغان حذر سابقا من أن تحركات إسرائيل في سوريا قد تهدد الأمن القومي التركي (الأناضول)وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي قال في بيان -أمس الاثنين- إن نتنياهو ووزيري الدفاع يسرائيل كاتس والمالية بتسلئيل سموتريتش قد تسلما توصيات لجنة ناجل.
ووفقا للبيان، قال نتنياهو: "نحن في خضم تغيير في الوضع الأساسي في الشرق الأوسط. لقد عرفنا منذ سنوات أن إيران تشكل التهديد الأكبر لنا، سواء بشكل مباشر أو من خلال وكلائها".
وتابع قائلا "بالطبع حرصنا على ضرب هذا المحور بقوة. لكننا شهدنا حقيقة مفادها: أولا، إيران لا تزال موجودة، ثانيا، دخلت قوى إضافية في الميدان، ونحن بحاجة دائما إلى الاستعداد لما قد يأتي".
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد حذر -قبل أسابيع قليلة من إطاحة المعارضة السورية المسلحة بنظام بشار الأسد- من أن التحركات العسكرية الإسرائيلية في سوريا قد تشكل تهديدا مباشرا لأمن تركيا على حدودها الجنوبية.
إعلان