جوتيريش: افتقار مجلس الأمن للوحدة بشأن أوكرانيا وغزة "يقوض سلطته بشكل قاتل"
تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إن "افتقار مجلس الأمن إلى الوحدة بشأن الهجوم الروسي على أوكرانيا والعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة يقوض سلطته بشدة، وربما بشكل قاتل"، مضيفا أن "مجلس الأمن يحتاج إلى إصلاح جدي لتكوينه وأساليب عمله".
جوتيريش يدعو لتحقيق شفاف في وفاة المعارض الروسي نافالني جوتيريش: سكان غزة يواجهون انتشار الأمراض المزمنة وصعوبات في توصيل المساعدات لغزةوأوضح الأمين العام في كلمة له، اليوم الاثنين، في جنيف أمام الدورة الـ55 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة- أنه "لا شيء يمكن أن يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني"، لافتا إلى أنه "استند إلى المادة 99 لأول مرة خلال ولايته لممارسة أكبر قدر ممكن من الضغط على المجلس لبذل كل ما في وسعه لإنهاء إراقة الدماء في غزة ومنع التصعيد لكنها لم تكن كافية ولا يزال القانون الإنساني الدولي يتعرض للهجوم".
وبيَّن أن "عشرات الآلاف من المدنيين بمن فيهم النساء والأطفال قتلوا في غزة كما لا تزال المساعدات الإنسانية غير كافية على الإطلاق"، مؤكدا أن "معبر رفح هو جوهر عملية المساعدات الإنسانية وأن الأونروا هي العمود الفقري لذلك الجهد"، مشددا على أن "الهجوم الإسرائيلي الشامل على المدينة لن يكون مرعبا لأكثر من مليون مدني فلسطيني يلجأون إليها فحسب ولكن من شأنه أن يدق المسمار الأخير في نعش برامج المساعدات التي تقدمها الأمم المتحدة".
وكرر جوتيريش، دعوته إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، مؤكدا أن العنف وانتهاكات حقوق الإنسان المرتبطة بالنزاعات تتزايد في كل أنحاء العالم، وأن القانون الدولي الإنساني واضح، وأنه يجب على جميع الأطراف التمييز بين المدنيين والمقاتلين في جميع الأوقات.
وشدد على ضرورة حظر الهجمات على المدنيين أو البنية التحتية المحمية بما في ذلك المدارس والمستشفيات وكذلك حظر الهجمات العشوائية والهجمات التي يكون فيها احتمال وفاة المدنيين غير متناسب مع الميزة العسكرية المحتملة.
وبيَّن جوتيريش، أن القانون الدولي الإنساني واضح في حظر التهجير القسري، كما يحظر أخذ الرهائن واحتجازهم واستخدام المدنيين كدروع بشرية، وكذلك يحظر العقاب الجماعي واستخدام العنف الجنسي كسلاح في الحرب.
وقال الأمين العام إن جميع مزاعم الانتهاكات والتجاوزات الجسيمة تتطلب إجراء تحقيق عاجل ومحاسبة، مؤكدا أن الأمم المتحدة مصممة على اتخاذ مثل هذا الإجراء فيما يتعلق بالادعاءات الموجهة ضد موظفيها.
وأضاف أن ترويع المدنيين وحرمانهم من الغذاء والماء والرعاية الصحية هو وصفة للغضب والعزلة والتطرف والصراع الذي لا نهاية له، مشددا على أن دعاة الحرب اليوم لا يستطيعون محو درس الماضي الواضح.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جوتيريش أوكرانيا مجلس الأمن غزة
إقرأ أيضاً:
الأمين العام المساعد للأمم المتحدة لـ«الاتحاد»: الإمارات مركز إقليمي ودولي لتطوير المهارات الجديدة للشباب
دينا جوني (أبوظبي)
أكد الدكتور عبدالله الدردري، الأمين العام المساعد للأمم المتحدة، ومدير المكتب الإقليمي للدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أن الإمارات أصبحت مركزاً إقليمياً، له امتداد دولي لتطوير المهارات التي يحتاج إليها الشباب، من خلال برنامج الأمم المتحدة للتنمية المستدامة. وأشار إلى أن الشراكة المستمرة مع برنامج الأمم المتحدة منذ أكثر من عشر سنوات أسفرت عن إطلاق «مؤشر المعرفة»، الذي كشف عن أهمية تركيز الحكومات على المهارات المرتبطة باقتصاد المعرفة والذكاء الاصطناعي. وأوضح أن الإمارات قدمت خدمات الحكومة الإلكترونية لأكثر من 30 دولة حول العالم بشكل مجاني، شملت التدريب، وتوفير منصات رقمية متطورة. هذا النهج جعل الإمارات منصة إقليمية ودولية لتبادل المعرفة والخبرات.
وأشار إلى أن الإمارات بدأت شراكاتها مع جهات عالمية، مثل «كورسيرا»، حيث وفرت مليون ترخيص تدريبي؛ بهدف الوصول إلى 10 ملايين مستفيد في المنطقة العربية، من خلال «أكاديمية مهارات المستقبل».
وأكد أن قوة الإمارات تكمن في قدرتها على ربط شبكات عالمية قوية، ما يعزز فرص تطوير المهارات دون الحاجة إلى إنتاج المحتوى المعرفي محلياً بشكل كامل.
وبين أن الهدف المستقبلي يتمثل في قياس أثر أكاديمية مهارات المستقبل والبرامج التدريبية التي ينفذها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مع مؤسسة محمد بن راشد للمعرفة على تحسن الإنتاجية، وفي حال تحقيق نتائج إيجابية، سيتم توسيع نطاق هذه البرامج لتشمل عدداً أكبر من الدول.
وتحدث عن التحديات التي تواجه المنطقة العربية، حيث تعاني ضعف الإنتاجية مقارنة بالإمكانات البشرية والمادية المتوافرة. وأكد أن الإمارات تمثل نموذجاً واعداً، حيث تتبنى رؤية 2071 للتحول إلى مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة، مثل مشروع مدينة مصدر الذي يعد جزءاً مهماً من هذه الرؤية.
وأشار إلى أن المنافسة في عصر المعرفة تعتمد على التخطيط المجتمعي المبني على المعرفة، وتنمية المهارات اللازمة لاقتصاد المعرفة.
وأضاف: إن الإمارات تركز على توفير المهارات الإنتاجية والتنافسية لأبناء الدول العربية، موضحاً أن التعليم الموجه نحو اكتساب المهارات يمثل حجر الزاوية لتحقيق هذه الأهداف.
وأكد أنه لا حل سوى بالمنافسة في المعرفة، وهي تحتاج إلى أمرين بسيطين، أولاً: تخطيط للمجتمع بناء على المعرفة، وهنا يلعب مؤشر المعرفة دوراً مهماً. وثانياً: مهارات تستطيع أن تتعامل مع اقتصاد المعرفة، وهنا تأتي أهمية تحالف الإمارات مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وأضاف: «يهمنا أن يتعلّم كل أبناء الدول العربية مهارات التنافسية والإنتاجية، فمن خلال المعرفة يمكن أن نحدث زلزالاً معرفياً هادئاً نواته في الإمارات».
وقال: «في كل دولة أزورها، يتم تنظيم ورشة عمل مع الحكومات حول مؤشر المعرفة، الذي يلعب دوراً محورياً في مساعدة الحكومات على تقييم موقعها وتحديد استراتيجياتها لتحسين التنافسية».
وأكد أن التعليم من مرحلة الحضانة حتى الدكتوراه ضروري، ويجب أن يكون مجانياً؛ لأنه يساهم في تحقيق الحراك الاجتماعي، ويتيح للفقراء تحسين أوضاعهم. لكنه شدد على أن المهارات وحدها لا تكفي، مشيراً إلى ضرورة تحسين جودة المناهج الجامعية، وضمان مواءمتها مع احتياجات السوق. وأضاف أن القطاع الخاص يلعب دوراً مهماً في تطوير المهارات؛ لأنه الأكثر قرباً من احتياجات الاقتصاد.
تجربة
استعرض الدردري تجربة سنغافورة، التي نجحت في تقديم تعليم جامعي متطور وبرامج لتطوير المهارات تعدّ من الأفضل عالمياً.
وأوضح أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لديه مركز تكنولوجي رائد في سنغافورة، يُستخدم لدعم وخدمة «أكاديمية مهارات المستقبل» ومختلف المشاريع المعرفية للبرنامج.
وأكد أن الإمارات قادرة على إحداث نقلة نوعية في مجال تطوير المهارات، مشيراً إلى أن التخطيط الذكي والتعاون الدولي سيمكنانها من تعزيز مكانتها كمنصة عالمية للمعرفة والتنمية.