نابلس– مباشرة ومن دون حاجة للبحث والتفكير، اختارت الشابة الفلسطينية صفاء أبو رزق ما أرادت شراءه من البضائع المتراكمة فوق رفوف المحل التجاري الذي قصدته بغرض التسوق، ومن بين عديد الأصناف المعروضة من المنظفات والمواد التموينية انتقت المنتجات الفلسطينية، التي أضحت أولى أولوياتها في ظل مقاطعتها للبضائع الإسرائيلية والأجنبية الداعمة لإسرائيل.

وبات خيار المقاطعة لإسرائيل وبضائعها رديف الفلسطينيين فعلا، وقرارهم الذي اتخذوه منذ زمن، وعززوه أكثر بعد حربها على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ويؤكد ذلك إقبالهم على منتجهم الوطني بشكل ملحوظ والذي بات لا ينافس بضائع الاحتلال، بل يتفوق عليها أيضا، حسب مراقبين ومختصين، مما زاد في حماسة المستهلك الفلسطيني ورغّبه به أكثر.

ومنذ سنوات حرصت صفاء على مقاطعة منتجات الاحتلال لدرجة كبيرة، لكنها أضحت اليوم مقاطعة بالكامل، وأقنعت عائلتها بذلك، وتقول صفاء للجزيرة نت إنها لم تكن تعرف أغلب المنتجات للشركات الفلسطينية، لاعتمادها على الأجنبية أو لقلة وُجود المنتج الفلسطيني بالسوق.

وتضيف "بعد حاجتي وزيادة الطلب على المنتجات الفلسطينية في الأسواق، صرت أجدها بكل مكان، والأهم أن البديل الفلسطيني متوفر وبجودة عالية، وتلك التي لا بديل فلسطيني لها وليست ضرورية صرت أستثنيها".

أحد المحال في نابلس يبين المنتج الوطني الفلسطيني  (الجزيرة)

وزادت الحاجة والطلب على ظهور المنتج الفلسطيني بشكل أكبر وأكثر تطورا وجودة، وتقول صفاء إن كثيرا من المنتجات الفلسطينية انتشرت أكثر بظل الحرب على غزة وبفعل الحاجة لها، لدرجة استغنت فيها وعائلتها عن بضائع الاحتلال.

ومثل صفاء لم يفكر الشاب خالد الأطرش مرتين في قراره بمقاطعة منتجات الاحتلال، ويقول إنه وجد بديلا فلسطينيا "رائعا" لم يكن يظنه كذلك من قبل، ويضيف أن تفكيره بمقاطعة الاحتلال ليس جديدا، لكن كان أكثر جدية بعد الحرب على غزة، والأهم أنه وجد "البديل الفلسطيني الجيد والذي يسد احتياجه".

ويردف الأطرش للجزيرة نت أن المنتج الفلسطيني لم يعد منافسا فحسب، بل أضحى مميزا بالجودة وشكل العرض لمعظم البضائع، لا سيما قطاع الألبان.

وهذه المواصفات "الجودة والشكل" حقيقية، وفق منال فرحان وكيلة وزارة الاقتصاد الفلسطيني، وقد زادت بشكل ملحوظ من إقبال الفلسطينيين عليها بالرغم من انخفاض القدرة الشرائية للمواطن بشكل عام، بل أصبحت حصة بعض المنتجات الفلسطينية عالية بالسوق، وأن المنتج الإسرائيلي "تقريبا" لم يعد موجودا مقابلها، كقطاع الألبان والأجبان الذي يغطي 85%.

وتقول فرحان للجزيرة نت إنه ورغم صعوبة تقييم مدى تصاعد حجم الإقبال على المنتج الفلسطيني، فإن استطلاعات ميدانية أكدت ذلك.

وتضيف "هناك منتجات بعينها تفوقت على نظيرها الإسرائيلي والمستورد بالطلب والجودة، كمواد التنظيف والألبان والعصائر، وأن كثيرا من المصانع باتت تفكر بإنتاج أصناف جديدة تلبية لطلب السوق".

من فعالية سابقة نظمتها جمعية الإغاثة الطبية لمقاطعة منتجات الاحتلال بنابلس (الجزيرة)

وتشير فرحان إلى أن دورهم الرقابي في إجراء الفحوصات ومنح شهادات الجودة المطلوبة عزَّز من تحسن الإنتاج وجودته، وأنهم يعكفون الآن على إعداد برنامج ومنصة إلكترونية تشجع وتعرف بالمنتج الوطني، وتروج له أكثر، كما أن لديهم مشروعا لدعم التصدير عبر تقليل تكلفة الشحن.

وبشأن كيفية استفادة المنتجات الفلسطينية من المقاطعة، تقول فرحان إن العديد من البضائع الفلسطينية لم يكن يعرفها المستهلك، وإن ذلك دفعه لتجربتها والانبهار بجودتها، وتضيف مدللة ببعض النسب، أن قطاع الألبان مثل يلبي 85% من السوق، ومثله وأعلى قطاع الأثاث، ويستحوذ البلاستيك على 75%، بينما تتجاوز الأدوية 55%.

وإضافة لحالة الوعي العام التي تولدت لدى الفلسطينيين بالمقاطعة، زادت حملات المقاطعة التي أطلقتها مؤسسات مختلفة من ذلك، بينما لجأت محال تجارية وعبر أساليب متعددة لتشجيع المواطنين على دعم المنتج الوطني، وساعد شكل المنتج الفلسطيني وجودته في سرعة انتشاره وقبوله أكثر.

ولجأت محال كثيرة للتخلص من البضائع الإسرائيلية بعد أن تكدست لديهم بتخفيض أسعارها.

ويقول مشهور الجنيدي مدير عام شركة الجنيدي للألبان إنه، وبعد أن كانت الشركات الإسرائيلية تستحوذ على 85% من قطاع الألبان بالسوق الفلسطيني، انعكست الصورة الآن، وأصبح المنتج الوطني يسيطر على نحو 90% من السوق، ويضيف "هذا سببه جودة منتجاتنا وتلبيتها لذوق ورغبات المستهلكين والأسعار الأقل".

ويلفت الجنيدي إلى أنهم استطاعوا قلب المعادلة منذ فترة، واستفادوا من المقاطعة الأخيرة بأكثر من 5%، رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها فلسطين، وتوقف حصة تصديرهم لغزة والمقدرة بـ20% من الإنتاج، وتأثر السوق المحلي بانخفاض المبيعات بحوالي 25% في ظل تسريح عشرات آلاف العمال وعدم انتظام الرواتب.

وفي حديث سابق للجزيرة نت، يقول محمود نواجعة منسق حركة مقاطعة إسرائيل (بي دي إس) في الضفة الغربية إنهم لمسوا فعلا أثر هذه المقاطعة على المستوى المحلي فلسطينيا، وأضاف "انخفض الطلب والاستهلاك الفلسطيني للمنتج الإسرائيلي أكثر من 50%".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: المنتجات الفلسطینیة المنتج الوطنی قطاع الألبان للجزیرة نت

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تهاجم البابا فرنسيس وتتهمه بازدواجية المعايير لاستنكاره قتل الفلسطينيين

اتهمت دولة الاحتلال الإسرائيلي البابا فرنسيس بازدواجية المعايير، إثر تنديده بقصف الأطفال في غزة ووصفه ذلك بأنه وحشية، وذلك في أعقاب غارة إسرائيلية على القطاع الفلسطيني أسفرت عن استشهاد 7 أطفال من عائلة واحدة، بحسب ما جاء في القاهرة الإخبارية.

ماذا قالت دولة الاحتلال؟

وقالت وزارة خارجية الاحتلال في بيان أوردته فرانس برس، إنّ تصريحات البابا مخيبة للآمال بشكل خاص، زاعمة أنها منفصلة عن السياق الحقيقي والواقعي لحرب إسرائيل، وهي حرب متعددة الجبهات فرضت عليها منذ 7 أكتوبر، مضيفة: «كفى اتباع معايير مزدوجة».

وندد البابا فرنسيس بابا الفاتيكان مجددًا،، بالغارات الجوية الإسرائيلية على غزة، وذلك بعد يوم من استنكار وزير إسرائيلي علنًا دعوة البابا للمجتمع الدولي إلى دراسة ما إن كان الهجوم العسكري هناك يشكل إبادة جماعية للفلسطينيين.

واستهل البابا خطابه السنوي بمناسبة عيد الميلاد أمام كرادلة كاثوليك، بما بدا أنه إشارة إلى غارات جوية إسرائيلية أودت بحياة 25 فلسطينيًا على الأقل في غزة أمس الأول الجمعة، قائلًا: «بالأمس، تم قصف الأطفال.. هذه وحشية.. هذه ليست حربًا أردت أن أقول ذلك لأنه يمس القلب».

ومنذ أحداث 7أكتوبر 2023، يرتكب الاحتلال الإسرائيلي إبادة جماعية في غزة خلّفت قرابة 153 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.

مقالات مشابهة

  • أستاذ تنمية مستدامة: المنتجات الزراعية المصرية تحظى بطلب كبير في أكثر من 196 سوقًا
  • إسرائيل تهاجم البابا فرنسيس وتتهمه بازدواجية المعايير لاستنكاره قتل الفلسطينيين
  • دعم واسع للقضية الفلسطينية في مواجهة عدوان الاحتلال.. ترحيب بقرار للأمم المتحدة يؤكد حق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره
  • رئيس"الوطني الفلسطيني": مجزرة الاحتلال بحق عائلة في جباليا جريمة وحشية
  • المنظمات الأهلية الفلسطينية: نطالب بإرسال بعثات دولية إلى غزة لمتابعة حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها شعبنا
  • عضو «العمل الوطني الفلسطيني»: الاحتلال استخدم سلاح التجويع لقهر وقتل الفلسطينيين
  • العمل الوطني الفلسطيني: يجب الضغط على إسرائيل لإدخال المساعدات لغزة
  • «العمل الوطني الفلسطيني»: مخطط إسرائيلي لاستبدال «أونروا» بوكالات تسيطر عليها
  • المجلس الوطني الفلسطيني يدين اعتداءات المستوطنين على قرية مردا وإحراق مسجدها
  • المواصفات تتلف بضائع مخالفة في الحديدة ونهم وعفار