حرك عسكري صيني في البحر الأحمر يرفع حرارة المشهد ومخاوف من "صدام" عسكري
تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT
أعلنت الصين أرسال أسطول حربي إلى منطقة البحر الأحمر، بعد ما تسببت هجمات الحوثيين على سفن الشحن البحري هناك في إضطرابات شديدة في التجارة الدولية. ولم يؤثر كثيرا التحالف الذي شكلته الولايات المتحدة في ردع الحوثيين.
وأفادت وكالة الأنباء الصينية الرسمية، أن الأسطول 46 أبحر، السبت 24 من شباط/ فبراير 2024، من ميناء عسكري في مدينة تشانجيانغ الساحلية بمقاطعة قوانغدونغ بجنوب الصين، لتولي مهمة مرافقة وحماية الأسطول 45 قرابة سواحل الصومال.
والأسطول 46 الصيني مكون من مدمرة صواريخ موجهة تسمى جياوتسوه وفرقاطة الصواريخ شيويتشانغ وسفينة الإمداد الشامل هونجهو، وسيتولى الأسطول حماية حركة الملاحة في أهم ممر مائي للتجارة العالمية، التي يمر منه أكثر من ثلث حاويات الشحن التجاري، ما يقدر بنحو 40% من التجارية بين قارتي آسيا وأوروبا.
مخاوف على الاستثمارات
وتتصاعد المخاوف الحقيقية على سلاسل الامداد والتجارة مع استمرار هجمات الحوثيين، وتسعى الصين لحماية مصالحها في هذه المنطقة وفى أفريقيا، حيث ضخت عشرات المليارات من الدولارات في استثمارات في العديد من الدول الأفريقية خاصة المطلة على البحر الأحمر. فبخلاف الممرات التجارية الأخرى، استثمرت الشركات الصينية أكثر من 20 مليار دولار في تلك البلدان، خاصة في مصر والمملكة العربية السعودية، وفقا لمعهد الأبحاث الأمريكي "أميركان إنتربرايز". كما يستورد ثاني أكبر اقتصاد في العالم أكثر من 70% من حاجاته النفطية عبر ذلك الممر.
ومن المؤكد أن أمن المنطقة وتأمين مرور السفن في البحر الأحمر وقناة السويس مهمان بالنسبة للصين، إذ أظهرت بيانات نشرتها مجلة "ذي إيكونوميست" أنه قبل كانون الأول/ديسمبر كانت 99% من سفن الحاويات التي تبحر بين أوروبا والصين تمر عبر قناة السويس. لكن بحلول الأسبوع الثاني من كانون الثاني/يناير الماضي، حول أكثر من نصف عدد تلك السفن طريقه إلى رأس الرجاء الصالح، رغم أن الطريق الجديد يضيف حوالي أسبوعين إلى زمن الرحلة ويزيد من تكاليف النقل.
يذكر أن الصين رفضت المشاركة في التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة باسم عملية "حارس الازدهار"، لكن في المقابل، ذكرت وسائل إعلام حكومية صينية إن خط الشحن الصيني "Sea Legend" يعرض مرافقة البحرية الصينية لعمليات نقل البضائع عبر البحر الأحمر، حيث تتمتع الصين بخبرة كبيرة في مثل هذه المهام، إذ أنها منذ 2009، تساعد في حماية الشحن التجاري في خليج عدن من هجمات القراصنة الصوماليين.
نفوذ لدى إيران
وكانت رويترز قد نقلت في وقت سابق أن المسؤولين الصينيين طلبوا بالفعل من نظرائهم الإيرانيين الضغط على الحوثيين لإيقاف هجماتهم على السفن المارة بالبحر الأحمر. ونقلت وكالة الأنباء الصينية عن مسؤول إيراني قوله إن الرسالة الصينية كانت كالتالي "إذا تضررت مصالحنا بأي شكل من الأشكال، فسوف يؤثر ذلك على أعمالنا مع طهران".
ونتيجة للتجاذبات السياسية في المنطقة، تحظى الصين بنفوذ ملحوظ لدى إيران، إذ يجمعهما مشاعر الريبة تجاه الولايات المتحدة، لكن وفقا لمراقبين، لن تكون بكين مستعدة لاستخدام نفوذها لدى طهران إلا بما يخدم مصالحها المباشرة، وفي هذه الحالة حرية مرور سفنها عبر البحر الأحمر.
ويعتقد بعض المحللون أن الوجود العسكري المتزايد في منطقة البحر الأحمر، قد يزيد من خطورة نشوب صراعات أوسع، إذا ما استمرت إسرائيل في حربها على غزة، أو وسعت نطاق عملياتها البرية لتشمل مدينة رفح الفلسطينية.
وشهدت جلسة مجلس الأمن الدولي حول غزة، الأسبوع الماضي، تراشق بين روسيا والصين من جانب والولايات المتحدة الأمريكية من جانب، على خلفية الضربات العسكرية لواشنطن ضد الحوثيين ومدى مشروعيتها وأثرها على استمرار الهجمات في البحر الأحمر.
دعا مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، تشانغ جيون، إلى الوقف الفوري للهجوم العسكري الإسرائيلي على مدينة رفح الفلسطينية جنوب غزة، وفى كلمته أمام مجلس الأمن الدولي، الخميس، جدد المبعوث الصيني الدعوة إلى وقف فورى لإطلاق النار في قطاع غزة.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن الصين أمريكا البحر الأحمر صراع البحر الأحمر أکثر من
إقرأ أيضاً:
الصين تصف تايوان بـ”الخط الأحمر” وتنتقد المساعدات العسكرية الأميركية الجديدة للجزيرة
ديسمبر 22, 2024آخر تحديث: ديسمبر 22, 2024
المستقلة/- انتقدت الصين بشدة قرار الولايات المتحدة بتقديم مساعدات عسكرية جديدة لتايوان، ووصفته بأنه انتهاك لسيادة الصين. وأكدت الحكومة الصينية أن تايوان “خط أحمر” وحذرت من أي إجراءات من شأنها تصعيد التوترات.
واحتجت الحكومة الصينية يوم الأحد على أحدث الإعلانات الأمريكية عن المبيعات العسكرية والمساعدة لتايوان، محذرة الولايات المتحدة من أنها “تلعب بالنار”.
أصدر الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم السبت تفويضًا بتوفير ما يصل إلى 571 مليون دولار من مواد وخدمات وزارة الدفاع والتعليم العسكري والتدريب لتايوان التي تتمتع بالحكم الذاتي، والتي تدعي بكين أنها أراضيها وتقول إنها يجب أن تخضع لسيطرتها. بشكل منفصل، قالت وزارة الدفاع يوم الجمعة إنه تمت الموافقة على مبيعات عسكرية بقيمة 295 مليون دولار.
حث بيان لوزارة الخارجية الصينية الولايات المتحدة على وقف تسليح تايوان ووقف ما أسماه “التحركات الخطيرة التي تقوض السلام والاستقرار في مضيق تايوان”.
تهدف المبيعات العسكرية والمساعدة الأمريكية إلى مساعدة تايوان في الدفاع عن نفسها وردع الصين عن شن هجوم.
تأتي المساعدة العسكرية البالغة 571 مليون دولار بالإضافة إلى تفويض بايدن بمبلغ 567 مليون دولار لنفس الأغراض في أواخر سبتمبر. تشمل المبيعات العسكرية 265 مليون دولار لنحو 300 نظام راديو تكتيكي و30 مليون دولار لـ 16 حامل مدفع.
ورحبت وزارة الخارجية التايوانية بالموافقة على عملية البيع، وقالت في منشور على منصة X إنها أكدت من جديد “التزام الحكومة الأمريكية بدفاعنا”.
في أكتوبر/تشرين الأول، وافقت الولايات المتحدة على مبيعات أسلحة بقيمة 2 مليار دولار إلى تايوان، بما في ذلك التسليم لأول مرة لنظام دفاع صاروخي أرض-جو متقدم، مما أثار انتقادات من الصين أيضًا بينما ردت بكين بتدريبات حربية حول تايوان.
وطالبت تايوان في وقت سابق من هذا الشهر الصين بإنهاء أنشطتها العسكرية المستمرة في المياه القريبة، والتي قالت إنها تقوض السلام والاستقرار وتعطل الشحن والتجارة الدولية.
وقال الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إنه لن يلتزم بالدفاع عن تايوان إذا غزتها الصين خلال رئاسته.
وقال ترامب أيضًا إن تايوان يجب أن تدفع للولايات المتحدة للدفاع عنها ضد الصين، مشبهًا العلاقة بالتأمين.
وتنفق تايوان حوالي 2.5٪ من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع.