الهيدروجين بديلا عن الغاز في محطات الطاقة
تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT
26 فبراير، 2024
بغداد/المسلة الحدث:
زكي الساعدي
كان هذا العنوان هو موضوع من مجموعة مواضيع تمت دراستها في رسالة الماجستير في قسم الهندسة الميكانيكية – فرع تحويل الطاقة التي قدمتها والتي تشرح بالأرقام والمعادلات ما يحدث عندما نستخدم الهيدروجين بديلا عن الوقود التقليدي حيث أن الوقود الشائع استخدامه هو غاز الميثان.
والميثان، هو مركب كيميائي له الصيغة الكيميائية CH4 (ذرة كربون واحدة مرتبطة بأربع ذرات هيدروجين).
ويصنف ضمن مجموعة الهيدريد 14، وهو أبسط شكل للألكان والمكون الرئيسي للغاز الطبيعي. الميثان النقي ليس له رائحة، ولكن عند استخدامه تجاريًا يخلط بكميات ضئيلة من مركبات الكبريت ذات الرائحة المميزة مثل الإيثانول، ويتم التشجيع على استخدام الهيدروجين كبديل للوقود في غرفة الاحتراق: نحو مستقبل أكثر نظافة واستدامة حيث تعد تقنية استخدام الهيدروجين كبديل للوقود في غرفة الاحتراق واحدة من الابتكارات الواعدة في مجال الطاقة، حيث يمكن أن تسهم في تقليل انبعاثات الغازات الضارة وتحسين جودة الهواء والحد من تأثيرات تغير المناخ. في هذه المقالة، سنلقي نظرة على كيفية عملية احتراق الهيدروجين والعناصر التي تنتج نتيجة لهذه العملية.
عملية احتراق الهيدروجين:
عندما يتم احتراق الهيدروجين في غرفة الاحتراق، يتفاعل مع الأكسجين المتوفر لديه لإنتاج الحرارة والطاقة. يكون تفاعل الاحتراق كما يلي:
2H_2 + O_2 = 2H_2O
وبمعنى آخر، يتم تحويل الهيدروجين والأكسجين إلى بخار الماء (H2O) كمنتج نهائي، مما يجعل عملية الاحتراق خالية تمامًا من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون (CO2) أو أي ملوثات أخرى.
معادلة الإكسيرجي (Exergy) تستخدم لتقدير القدرة القابلة للاستفادة من الطاقة في نظام معين للقيام بعمل مفيد. إنها توفر مقياسًا للكفاءة الفعلية لأنظمة التحويل الطاقوي والعمليات. الإكسيرجي تمثل الجزء الفعال من الطاقة المتاحة للقيام بالعمل النافع.
العناصر التي تنتج نتيجة لاحتراق الهيدروجين:
1. *بخار الماء (H2O):* هو المنتج الرئيسي لعملية احتراق الهيدروجين، وهو ينتج بكميات كبيرة دون أي انبعاثات ضارة.
2. *الحرارة والطاقة:* يتم إنتاج كميات كبيرة من الحرارة والطاقة أثناء عملية الاحتراق، مما يجعلها مصدرًا قويًا لتوليد الكهرباء أو تحريك المحركات.
ومن ابرز فوائد استخدام الهيدروجين كبديل للوقود:
– تقليل الانبعاثات الضارة: يساهم استخدام الهيدروجين في تقليل انبعاثات غازات الدفيئة والتلوث البيئي.
– الاستدامة: يُعتبر الهيدروجين وقودًا نظيفًا ومتجددًا، حيث يمكن إنتاجه باستخدام مصادر طاقة متجددة مثل الطاقة الشمسية أو الطاقة الرياح.
التحديات والتطلعات المستقبلية:
على الرغم من الفوائد الواضحة لاستخدام الهيدروجين كوقود بديل، إلا أن هناك تحديات تتعلق بتخزين الهيدروجين وتوزيعه بشكل فعال، بالإضافة إلى تكلفته. إلا أن التطورات التكنولوجية والاستثمارات في هذا المجال تشير إلى مستقبل واعد للاستخدام المتزايد للهيدروجين كوقود بديل.
توجد عدة طرق لإنتاج الهيدروجين، وتتضمن هذه الطرق استخدام مصادر مختلفة للطاقة وعمليات كيميائية مختلفة. إليك بعض الطرق الشائعة لإنتاج الهيدروجين:
1. تقطير الماء بواسطة الكهرباء:
يمكن إنتاج الهيدروجين من تقطير الماء باستخدام الكهرباء في عملية تسمى “تحليل الماء”. تتم هذه العملية عن طريق تمرير التيار الكهربائي من خلال الماء المتواجد في خلية تحليل الماء، مما يؤدي إلى تفكك الماء إلى هيدروجين وأكسجين. يمكن استخدام مصادر متنوعة للكهرباء في هذه العملية، مثل الطاقة الشمسية أو الطاقة النووية.
2. تحليل الهيدروكربونات:
يمكن أيضًا إنتاج الهيدروجين من تحليل الهيدروكربونات مثل الغاز الطبيعي أو البنزين. يتم تسخين الهيدروكربونات إلى درجات حرارة عالية في عملية تسمى “تحليل البخار”، حيث يتم فصل الهيدروجين من باقي المركبات.
3. تحليل البخار:
في هذه العملية، يتم تمرير البخار عبر الهيدروكربونات في درجات حرارة مرتفعة، مما يؤدي إلى تفكك الهيدروكربونات إلى الهيدروجين والكربون المتصاهر.
4. تحليل الأمونيا:
تستخدم هذه العملية الأمونيا كمصدر للهيدروجين. يتم تحليل الأمونيا في وجود محفزات معينة لإنتاج الهيدروجين.
تختلف تكلفة وكفاءة كل طريقة لإنتاج الهيدروجين، وتعتمد على العوامل المحيطة بمثل هذه العمليات مثل توافر الموارد والتكنولوجيا المستخدمة.
الختام:
استخدام الهيدروجين كبديل للوقود في غرفة الاحتراق للمحركات التوربينية يمثل خطوة هامة نحو تحسين جودة الهواء والحد من تأثيرات تغير المناخ، ويعد جزءًا أساسيًا من التحول نحو مستقبل طاقة أكثر نظافة واستدامة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: لإنتاج الهیدروجین هذه العملیة
إقرأ أيضاً:
موريتانيا تبدأ تصدير أولى الشحنات.. هذه تفاصيل أبرز قطب للغاز المسال غرب أفريقيا
بعد تأخر لأكثر من ثلاث سنوات عن موعد الإنتاج الذي كان مقررا نهاية العام 2021، أعلنت وزارة الطاقة والنفط الموريتانية أن أول شحنة من الغاز الطبيعي من حقل "السلحفاة آحميم الكبير" المشترك بين موريتانيا والسنغال سيتم تصديرها اليوم السبت.
وقال وزير الطاقة والنفط الموريتاني محمد ولد خالد، إن تصدير أول شحنة من هذا الحقل هي "لحظة تاريخية"، مردفا أنها اللحظة التي "تدخل فيها موريتانيا بشكل فعلي مصاف الدول المصدرة للغاز الطبيعي المسال".
وعبر الوزير الموريتاني في مقابلة مع قناة CNN الأمريكية عن فخر بلاده "بوضع الأساس لقطب هام للغاز الطبيعي المسال في غرب افريقيا"، مؤكدا أن التعاون الوثيق بين موريتانيا والسنغال كان هو العامل الحاسم في تحقيق هذا الإنجاز التاريخي.
وقالت وزارة الطاقة الموريتانية، إن بدء التصدير اليوم "يؤكد التزام موريتانيا بتطوير مواردها الطاقوية ونجاحها في الاستفادة منها بأفضل الطرق، مما يعزز موقعها الاستراتيجي ويجعلها لاعبًا أساسيًا في تلبية الطلب العالمي على الطاقة".
"استيفاء الشروط الفنية والتجارية"
وقال المستشار المكلف بالاتصال في وزارة الطاقة والنفط الموريتانية، أحمد فال محمدن، إنه "بعد استيفاء كافة الشروط الفنية والتجارية، تنطلق حاليا (اليوم السبت) أول شحنة من غاز حقل السلحفاة آحميم الكبير باتجاه الأسواق الدولية".
وأشار في تصريح خاص لـ"عربي21" إلى أنه فترة قليلة ستنطلق كذلك شحنة أخرى ضمن مسار المشروع.
وأضاف: " إننا نعيش لحظة تاريخية حيث انضمت بلادنا بشكل كامل إلى مصاف الدول المصدرة للغاز الطبيعي المسال".
أكبر الاستكشافات بغرب أفريقيا
ويمثل "حقل السلحفاة" الواقع على الحدود البحرية بين موريتانيا والسنغال، أحد أكبر الاستكشافات الغازية فائقة العمق في البحر "ويهدف إلى استغلال الموارد الطبيعية الغازية بطريقة مستدامة بما يعود بالنفع على سكان واقتصادات البلدين".
وقال مستشار وزير الطاقة والنفط الموريتاني، في حديثه لـ"عربي21" إن مشروع "حقل السلحفاة آحميم الكبير" مشروع ضخم يمكن أن يستمر من 20 إلى 30 عامًا "مما يمنح موريتانيا مكانة متميزة لتطوير إمكاناته واكتساب المهارات اللازمة لصناعة الغاز، التي تعتبر الطاقة الانتقالية بامتياز".
وتم تطوير "السلحفاة آحميم الكبير" ضمن شراكة بين الشركة الموريتانية للمحروقات وشركة بيتروسن السنغالية وشركتي بي بي bp البريطانية وكوسموس اينرجي، الأمريكية.
وتقدر احتياطات هذا الحقل بـ 25 تريليون قدم مكعب، ويقع على عمق مائي يصل 2850 مترا.
ويعتبر هذا الحقل الذي بلغت كلفته الإجمالية 4.8 مليار دولار، واحدا من أكبر حقول الغاز على المستوى الإفريقي، وقد تم إعلان اكتشافه في أبريل 2015.
ومن المتوقع أن ينتج حقل الغاز نحو 2.3 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنويا، في مرحلته الأولى، فيما يتوقع يرتفع الإنتاج إلى 6 ملايين طن بين عامي 2027 و2028، على أن يصل الإنتاج إلى 10 ملايين طن بحلول عام 2030.
وتضم منشآت المشروع أربع مكونات كبرى هي: أنظمة الآبار وخطوط الأنابيب تحت سطح البحر، ومنصة انتاج وتخزين وتفريغ الغاز، ومحطة تسييل الغاز، بالإضافة إلى منشآت المرافق الفنية كالسكن والجسور الفولاذية والحائط كاسر الأمواج الذي تم إنشاؤه لحماية المنصات العائمة من تقلبات البحر.
وتبلغ القدرة التخزينية لمنشأة الغاز الطبيعي المسال 125 ألف متر مكعب، وبإمكانها تبريد الغاز الطبيعي المسال حتى 162 درجة مئوية تحت الصفر.
تعثر متكرر
وقد عرف تطوير الحقل تعثرا متكررا، حيث وقعت موريتانيا والسنغال عام 2018 على اتفاقية استغلاله، وحينها توقعت شركتا "كوسموس" وبريتش بتروليوم "بي بي" الموقعتان على عقد استغلال الحقل أن يبدأ الإنتاج فيه بشكل فعلي نهاية العام 2021.
لكن بدء الإنتاج تأخر لأكثر من ثلاثة سنوات، وتضاعفت تكاليف تطويره، وأصبح بعض الخبراء يقللون من قيمته الاقتصادية وفوائده التنموية.
فقد أعلنت شركة "بي بي" البريطانية، المالكة لنسبة 56% من المشروع، عن تأخير في بدء الإنتاج في الموقع عدة مرات، مما أدى إلى ارتفاع التكاليف الذي أثار استياء المسؤولين الموريتانيين والسنغاليين، الذين وجدوا أنفسهم في حرج بعد أن دمجوا بالفعل العائدات المتوقعة من المشروع في مشاريع قوانين المالية لعام 2023.
احتياطيات ضخمة
وبالإضافة للحقل المشترك مع السنغال، تمتلك موريتانيا العديد من حقول الغاز الخاصة بها، والتي لم يبدأ استغلالها حتى الآن.
فعلى بعد 60 كيلومترا شمال "حقل السلحفاة الكبرى أحميم" يكتنز الحوض الساحلي الموريتاني حقل بير الله العملاق الذي صنف من ضمن أفضل حقول الغاز في العالم، من حيث الحجم والجودة، مع انخفاض نسبة ثاني أكسيد الكربون، وتقدر احتياطات هذا الحقل بـ 80 تريليون قدم مكعب من الغاز.
وعلى الرغم من ضخامة احتياطات هذا الحقل من الغاز الطبيعي المسال، فلم يحفر فيه بعد سوى بئرين هما "مارسوين" و"أوركا" مما يؤكد الحاجة الماسة إلى المزيد من المعلومات حول احتياطاته، وكذا إجراء الدراسات التقنية المفصلة لتطوير الخطة المناسبة لاستغلاله، وهو ما تقول وزارة الطاقة والنفط الموريتانية إنها تسعى إليه جاهدة.
وبدأت الحكومة الموريتانية عام 2022 مباحثات مع شركة "بتريش بتروليوم" للتوصل إلى عقد جديد يحدد الشروط التقنية والاقتصادية لاستغلال وتطوير حقل بير الله، ورغم التقدم في دراسة الخطة طلبت الشركة تمديد العقد 4 سنوات إضافية، غير أن الشروط لم تتحقق، مما أدى لإنهاء العقد في عام 2024، ودفع وزارة الطاقة والنفط الموريتانية، إلى البحث عن شركاء عالميين لديهم الإمكانيات اللازمة لتطوير الحقل، وفق معطيات رسمية.
تطلعات الموريتانيين
ويتطلع الموريتانيون إلى أن تسهم عائدات ثروة الغاز في تحسين ظروفهم المعيشية، وتوفير فرص للشباب العاطلين عن العمل، إذ تبلغ نسبة البطالة 30 بالمئة.
وفي هذا السياق يقول المستشار المكلف بالاتصال في وزارة الطاقة والنفط الموريتانية أحمد فال محمدن، في تصريح لـ"عربي21" إن بدء تصدير الغاز الموريتاني سيكون لها "انعكاسات إيجابية على الاقتصاد الوطني من حيث توفير السيولة للخزينة وتشييد البنى التحتية وتعزيز الخدمات الأساسية كالتعليم والصحة وخلق فرص الاستثمار.
ويأتي بدء تصدير الغاز الموريتاني في وقت تتزايد الحاجة في العديد من بلدان العالم للغاز الطبيعي، في ظل الأزمات التي يعرفها العالم، حيث يتوقع أن يستمر نمو الطلب العالمي على الغاز الطبيعي في السنوات القادمة، إذ تشير تقديرات وكالة الطاقة الدولية إلى وصول الاستهلاك إلى مستويات قياسية جديدة بحلول عام 2025.
ويرجح خبراء الاقتصاد، أن تكون أوروبا الوجهة الرئيسية للغاز الموريتاني وذلك نظرا لقرب الأسواق الأوروبية من شواطئ موريتانيا.