سواليف:
2024-09-17@10:15:40 GMT

#تأملات_مشروعة

تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT

#تأملات_مشروعة

د. #هاشم_غرايبه

يظهر شريط مصور منشور، صحافيا خليجيا يقدم ميكروفونا الى النتن ياهو لكي يتحدث به أثناء زيارته لبلده، لكنه يرفض تناوله منه ألا بعد أن استعمل معقم الأيدي.
على الرغم مما يلقاه الحيوان من عناية وحماية وتأمين الطعام والمأوى في حديقة الحيوانات، إلا أنك لن تجد أي حيوان يقبل دخولها إلا غصبا، ولو أتيحت له الفرصة في أية لحظة لهرب الى الحرية رغم مخاطرها.


مما يدعو الى العجب والإندهاش، أن يفعل إنسان ذلك طواعية وبإرادته، ليس حتى بهدف تسلية المشاهدين، بل أسيراً مرتهنا لإرادة كائن بشري آخر لا يتفوق عليه في المقومات البشرية، بل بما يمتلكه، سواء كان مالا أو نفوذا أو وسائل قوة عسكرية.
أن يصبح المرء إحدى حيوانات تلك الحديقة بإرادته، تماثل العربان الذي يسارعون الى التطبيع زرافات ووحدانا، وهم مدركون تماما أن ما يسعون إليه من علاقة مع أحفاد “شايلوك”، لا يمكن أن يرفع قدرهم أو يجنون منه نفعا، بل إن النفع كله لذلك الكيان الذي تأسس على الإغتصاب والنهب.
ليس الأمر لأنه خدع أو استغفل، ولا أن قضية تأسيس هذا الكيان يمكن أن تتباين فيها وجهات النظر، فقد جاء مواطنوه كمستعمرين من أوروبا، وزرعوا في فلسطين تحت حماية الاحتلال البريطاني، وتمكنوا من الإستيلاء على أغلبها بعد إرهاب أهلها وطردهم منها.
فليس تأسيس هذا الكيان اللقيط يحتمل وجهات نظر مختلفة، بل هي حقيقة واحدة، لا تستطيع الدعاية تمويهها ولا التغطية عليها، فهي حدثت بالأمس وليس في العصور الوسطى.
وأما قصة الإستناد الى النصوص التراثية- الدينية في شرعية تأسيسه، فهي حجة ساقطة، لأن الغرب العلماني تجاوز الدين منذ قرنين، ولا يعترف بأي أثر سياسي له.
لذلك فمن يحاول أن يغطي على جبنه بالتغابي بالقول أن (الكيان اللقيط) أمر واقع، لن يجد من يصدقه، فهي ليست واقعا، ولن تصبح كذلك إطلاقا، إلا إذا جعلها العرب أصحاب الأرض كذلك بإرادتهم أو باستسلامهم للأمر الواقع وتقبله، أي بالتطبيع.
ترى ما الذي يدفع دولة لا تحتاج الى دعم مادي ولا تعوزها أدوات التقدم التقنية مثل الدول الخليجية، الى التسابق على التطبيع المهين مع الكيان اللقيط الذي تأنف معظم شعوب العالم من التعامل معه إلا خوفا أو طمعا؟
ما الذي سيجنيه من نفع ذلك الحاكم أو تقدير من الغرب عندما يستقبل مسؤولا في الكيان الكريه، وهل يأمل إن أهداه اللالئ والجواهر أن يتوقف عن قوله أن له ولكل العرب ذيلا؟، أوعلى الأقل يكون بمنجى من استعلائه العنصري الحاقد إن هو أكرم وفادته!؟.
وما الذي سيناله من اعترافه بشرعية الإحتلال المسرف في تطرفه؟، والذي لا يخفي أطماعه في الوصول الى منابع النفط، هل يطمع من خلال احتفائه به أن يقنعه برد الأرض الى أهلها؟ أو على الأقل التوقف عن ارتكاب المجازر بحقهم.
ما يحصل حاليا من هرولة يناقض ضرورات المرحلة، ففي الوقت الذي تتم فيه خطوات مدروسة من أجل قتل الأمل في نفوس أهل الأرض لتسهيل الأمر على (السلطة الفلسطينية) لإقناعهم بالرضوخ مقابل ثمن بخس هو تسهيل أمورهم المعيشية، يجب أن يكون الرد المنطقي هو الضغط المعاكس من قبل العرب أجمعين على ذلك الكيان وحماته، وبيد الأنظمة الكثير لتفعله في هذا الصدد لو كانت مخلصة لواجبها وليس لرعاتها.
هذا الكثير يتلخص في قرار نبذ التطبيع معه، وهو سهل لا يكلف شيئا لكن فعله كبير، لأن قصارى أمل الكيان أن يتقبله أهل الأرض والأمة التي ينتسبون إليها، وفي حال رفض تقبله سيظل منبوذا في المنطقة، ولن يُسرّي عنه دعم الغرب، ولن يواسيه اعترافهم به وتغطيتهم لشروره.
لا شك أن الأنظمة العربية ليست جاهلة بواجبها، ولا عاجزة عن تنفيذ هذا المطلب الذي لا يكلفها شيئا، إلا غضب آلهتها التي تعبدها من دون الله (أمريكا)، التي تتقي غضبها وتنشد رضاها.
فهي تهرول الى التطبيع عن خنوع وذلة، لأنها اعتصمت بعدو أمتها، واعتزت بغير ما أعزها الله به.
وستظل ذليلة لا تعامل من الغرب اللا بالاحتقار والتعفف عن ملامستهم ..لأن من اعتز بغير الله ذل!.

مقالات ذات صلة تطهير الضفة الغربية من الفلسطينيين 2024/02/25

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

جهات التحقيق تستجوب متهما بغسل 34 مليون جنيه حصيلة أنشطة مشبوهة.. تفاصيل

تستجوب جهات التحقيق المختصة، متهم بغسل قرابة 34 مليون جنيه حصيلة أعمال غير مشروعة  أبرزها الاتجار في الأسلحة النارية والذخائر بدون ترخيص والمواد المخدرة، خلف أنشطة مشروعة وعدة مجالات لاخفاء مصادر الحصول عليها.

 وكشفت المعلومات الأولية أن المتهم استخدم الأنشطة الإجرامية فى مجال الاتجار بالأسلحة النارية والذخائر، لتحقيق الربح غير المشروع وغسل الأموال، وتربح وجمع مبالغ مالية كبيرة من جراء ذلك، ولجأ لغسل تلك الأموال حصيلة أنشطته الإجرامية المشار إليها.

وتبين أن المتهم استخدم عدة أساليب لإخفاء أنشطته غير المشروعة من بينها شراء أراضي زراعية – عقارات - سيارات - شركات – مكاتب سيارات – مطاعم وكافتريات، وأجرى العديد من الإيداعات النقدية وبشيكات بمبالغ كبيرة وبصفة متكررة، دون وضوح العلاقة، حيث قدرت تلك الممتلكات بحوالي  34 مليون جنية.

وألقي القبض علي متهم بممارسة نشاط إجرامى تخصص فى الاتجار بالأسلحة النارية والذخائر بدون ترخيص وتربحه وجمعه مبالغ مالية كبيرة ومحاولته غسل تلك الأموال المتحصلة من نشاطه الإجرامى عن طريق قيامه بتأسيس الأنشطة التجارية وشراء العقارات والأراضى والسيارات فضلاً عن إيداع جزء منها بالبنوك بقصد إخفاء مصدرها وإصباغها بالصبغة الشرعية وإظهارها وكأنها ناتجة عن كيانات مشروعة، حيث قدرت تلك الممتلكات بمبلغ (34 مليون جنيه تقريباً)، تم اتخاذ الإجراءات القانونية، وتولت النيابة العامة التحقيق.







مقالات مشابهة

  • تفاصيل اعترافات 6 متهمين غسلوا 60 مليون جنيه حصيلة أنشطة مشبوهة
  • بعد طائرة “يافا”.. ما الذي حمله الصاروخ اليمني إلى قلب الكيان؟
  • إحالة عاطلين للمحاكمة الجنائية بتهمة سرقة الدراجات النارية بحدائق القبة
  • «حزب الله» يشيد بالهجوم الصاروخي النوعي لأنصار الله الذي كشف «وهن الكيان وضعفه»
  • تجديد حبس متهم بغسل 25 مليون جنيه حصيلة تجارته بالمخدرات
  • مطالبهم مشروعة.. شرطة ذي قار لـبغداد اليوم: مندسين شوهوا تظاهرات الغالبية السلميين
  • بعد طائرة “يافا”.. ما الذي حمله الصاروخ اليمني الى قلب الكيان؟
  • استجواب متهم بغسل 35 مليون جنيه حصيلة تجارته بالعملة فى وحدات سكنية وسيارات
  • جهات التحقيق تستجوب متهما بغسل 34 مليون جنيه حصيلة أنشطة مشبوهة.. تفاصيل
  • الجيزة: ضبط مصنع أسطوانات بوتاجاز يتلاعب بالأوزان لتحقيق أرباح غير مشروعة