سواليف:
2025-02-11@22:48:53 GMT

#تأملات_مشروعة

تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT

#تأملات_مشروعة

د. #هاشم_غرايبه

يظهر شريط مصور منشور، صحافيا خليجيا يقدم ميكروفونا الى النتن ياهو لكي يتحدث به أثناء زيارته لبلده، لكنه يرفض تناوله منه ألا بعد أن استعمل معقم الأيدي.
على الرغم مما يلقاه الحيوان من عناية وحماية وتأمين الطعام والمأوى في حديقة الحيوانات، إلا أنك لن تجد أي حيوان يقبل دخولها إلا غصبا، ولو أتيحت له الفرصة في أية لحظة لهرب الى الحرية رغم مخاطرها.


مما يدعو الى العجب والإندهاش، أن يفعل إنسان ذلك طواعية وبإرادته، ليس حتى بهدف تسلية المشاهدين، بل أسيراً مرتهنا لإرادة كائن بشري آخر لا يتفوق عليه في المقومات البشرية، بل بما يمتلكه، سواء كان مالا أو نفوذا أو وسائل قوة عسكرية.
أن يصبح المرء إحدى حيوانات تلك الحديقة بإرادته، تماثل العربان الذي يسارعون الى التطبيع زرافات ووحدانا، وهم مدركون تماما أن ما يسعون إليه من علاقة مع أحفاد “شايلوك”، لا يمكن أن يرفع قدرهم أو يجنون منه نفعا، بل إن النفع كله لذلك الكيان الذي تأسس على الإغتصاب والنهب.
ليس الأمر لأنه خدع أو استغفل، ولا أن قضية تأسيس هذا الكيان يمكن أن تتباين فيها وجهات النظر، فقد جاء مواطنوه كمستعمرين من أوروبا، وزرعوا في فلسطين تحت حماية الاحتلال البريطاني، وتمكنوا من الإستيلاء على أغلبها بعد إرهاب أهلها وطردهم منها.
فليس تأسيس هذا الكيان اللقيط يحتمل وجهات نظر مختلفة، بل هي حقيقة واحدة، لا تستطيع الدعاية تمويهها ولا التغطية عليها، فهي حدثت بالأمس وليس في العصور الوسطى.
وأما قصة الإستناد الى النصوص التراثية- الدينية في شرعية تأسيسه، فهي حجة ساقطة، لأن الغرب العلماني تجاوز الدين منذ قرنين، ولا يعترف بأي أثر سياسي له.
لذلك فمن يحاول أن يغطي على جبنه بالتغابي بالقول أن (الكيان اللقيط) أمر واقع، لن يجد من يصدقه، فهي ليست واقعا، ولن تصبح كذلك إطلاقا، إلا إذا جعلها العرب أصحاب الأرض كذلك بإرادتهم أو باستسلامهم للأمر الواقع وتقبله، أي بالتطبيع.
ترى ما الذي يدفع دولة لا تحتاج الى دعم مادي ولا تعوزها أدوات التقدم التقنية مثل الدول الخليجية، الى التسابق على التطبيع المهين مع الكيان اللقيط الذي تأنف معظم شعوب العالم من التعامل معه إلا خوفا أو طمعا؟
ما الذي سيجنيه من نفع ذلك الحاكم أو تقدير من الغرب عندما يستقبل مسؤولا في الكيان الكريه، وهل يأمل إن أهداه اللالئ والجواهر أن يتوقف عن قوله أن له ولكل العرب ذيلا؟، أوعلى الأقل يكون بمنجى من استعلائه العنصري الحاقد إن هو أكرم وفادته!؟.
وما الذي سيناله من اعترافه بشرعية الإحتلال المسرف في تطرفه؟، والذي لا يخفي أطماعه في الوصول الى منابع النفط، هل يطمع من خلال احتفائه به أن يقنعه برد الأرض الى أهلها؟ أو على الأقل التوقف عن ارتكاب المجازر بحقهم.
ما يحصل حاليا من هرولة يناقض ضرورات المرحلة، ففي الوقت الذي تتم فيه خطوات مدروسة من أجل قتل الأمل في نفوس أهل الأرض لتسهيل الأمر على (السلطة الفلسطينية) لإقناعهم بالرضوخ مقابل ثمن بخس هو تسهيل أمورهم المعيشية، يجب أن يكون الرد المنطقي هو الضغط المعاكس من قبل العرب أجمعين على ذلك الكيان وحماته، وبيد الأنظمة الكثير لتفعله في هذا الصدد لو كانت مخلصة لواجبها وليس لرعاتها.
هذا الكثير يتلخص في قرار نبذ التطبيع معه، وهو سهل لا يكلف شيئا لكن فعله كبير، لأن قصارى أمل الكيان أن يتقبله أهل الأرض والأمة التي ينتسبون إليها، وفي حال رفض تقبله سيظل منبوذا في المنطقة، ولن يُسرّي عنه دعم الغرب، ولن يواسيه اعترافهم به وتغطيتهم لشروره.
لا شك أن الأنظمة العربية ليست جاهلة بواجبها، ولا عاجزة عن تنفيذ هذا المطلب الذي لا يكلفها شيئا، إلا غضب آلهتها التي تعبدها من دون الله (أمريكا)، التي تتقي غضبها وتنشد رضاها.
فهي تهرول الى التطبيع عن خنوع وذلة، لأنها اعتصمت بعدو أمتها، واعتزت بغير ما أعزها الله به.
وستظل ذليلة لا تعامل من الغرب اللا بالاحتقار والتعفف عن ملامستهم ..لأن من اعتز بغير الله ذل!.

مقالات ذات صلة تطهير الضفة الغربية من الفلسطينيين 2024/02/25

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

حماس: مشاريع الغرب وأمريكا وترامب "إلى زوال"

قال القيادي الكبير في حركة حماس خليل الحية من العاصمة الإيرانية طهران اليوم الإثنين إن مشاريع الغرب والولايات المتحدة ورئيسها دونالد ترامب "إلى زوال".

وقال "مشاريع الغرب وأمريكا وترامب إلى زوال. وسنسقطها كما أسقطنا المشاريع التي قبلها. هذا عهدنا لأمتنا ولشهدائنا وشعبنا الفلسطيني لن ينسى أبداً كل من وقف معه".

أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي "علي أكبر أحمديان"، بأن دعم #إيران للمقاومة سيتواصل حتى استمرار انتصاراتها في #فلسطين و #لبنان.https://t.co/jxFTgoqYSP pic.twitter.com/JKeBntjFzq

— وكالة إرنا العربیة (@irna_arabic) February 9, 2025

وقال ترامب أمس الأحد إنه ملتزم بشراء وتملك قطاع غزة لكنه قد يسمح بأن تشارك دول أخرى في الشرق الأوسط في إعادة إعمار أجزاء من القطاع.

مقالات مشابهة

  • جهات التحقيق تستجوب متهم بغسل حصيلة تجارته بالعملة خلف أنشطة مشروعة
  • وزير الخارجية لنظيره الأمريكي: موقف مصر ثابت تجاه القضية الفلسطينية وحقوقهم مشروعة
  • مفتي الجمهورية: الخلافة في الأرض تتحقق بالعلم الذي يميز بين الحق والباطل
  • حماس: مشاريع الغرب وأمريكا وترامب "إلى زوال"
  • تأملات في صوم نينوى.. بين الحوت الداخلي ونداء الرحمة
  • الغَربُ ( الاستعماري ) أمس واليوم
  • الكيان اللقيط يُنفذ الإبادة بكل سادية
  • البخيتي :السعودية تجاوزت حد التطبيع الى التحالف مع الكيان
  • اشتركا في تجارة الأسلحة.. جهات التحقيق تستجوب متهمين غسلا 100 مليون جنيه
  • شاهد | حماس من إيران.. إعلان انتصار غزة والمحور وهزيمة الكيان