تعزز لياقتك البدنية.. ما هي الذاكرة العضلية؟
تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT
عندما نسمع مصطلح "ذاكرة العضلات"، يتبادر إلى أذهاننا فكرة أن عضلاتنا قادرة على تذكر حركات معينة، مثل ركل كرة القدم وركوب الدراجات وعلى الرغم من أن ذاكرة العضلات حقيقية، إلا أن ما يحدث في جسمنا ليس بالضبط هكذا، وهناك نوعين مختلفين من ذاكرة العضلات، الأول هو النوع العصبي، والذي يتعلق بالاسترجاع للحركات المتعلمة، بينما النوع الآخر هو الفسيولوجي، والذي يتعلق بإعادة نمو الأنسجة العضلية الفعلية.
ويمكن فهم كيفية عمل كلا النوعين من ذاكرة العضلات من شأنه مساعدتك في بداية قوية إذا كنت تقوم بإنشاء روتين لياقة جديد أو إعادة تشغيل واحد بعد فترة من الاستراحة.
كيفية عمل ذاكرة العضلات؟
يُعتبر النوع العصبي من ذاكرة العضلات النوع الذي يشبه أكثر ما نرتبط به بالمصطلح، حيث يتعلق بالظاهرة التي يبدو فيها أن عضلاتنا "تتذكر" حركات محددة. وحتى لو لم تقوم بركوب الدراجة الهوائية لعدة سنوات، على سبيل المثال، يمكنك أن تقوم بركوبها بسهولة. والسبب في ذلك ليس لأن عضلات ساقيك أو أصابعك قامت بتذكر الحركات اللازمة.
بدلاً من ذلك، يعود الأمر إلى التعلم الحركي الذي يحدث في الجهاز العصبي المركزي، والذي يتألف من الدماغ والحبل الشوكي. من خلال تكرار الحركات بشكل مستمر، يقوم الدماغ والحبل الشوكي - سواءً بشكل مشترك أو مستقل - بإنشاء مسارات عصبية قوية وفعالة لنقل الإشارات المناسبة إلى أي جزء من الجسم يحتاج إلى التنشيط.
وتعني هذه النوعية من ذاكرة العضلات أيضًا أن الدماغ لم يعد بحاجة إلى التفكير الكثير في الحركة. وعندما تتعلم حركة جديدة أو مهارة، فإنك في مرحلة الإدراك، حيث تكون الحركات بطيئة وغير فعالة ويكون هناك تنشيط عالي في القشرة الدماغية الأمامية، وهي المنطقة المسؤولة عن التفكير في الدماغ، من هنا، تتقدم إلى المرحلة الارتباطية، حيث لا يزال الدماغ يعمل بجد، لكن الحركات تصبح أكثر سلاسة واستقرارًا.
تحقق ذاكرة العضلات عندما تصل إلى المرحلة الأتمتية. أصبح أداؤك الآن سلسًا ودقيقًا، وتحولت النشاطات الرئيسية في الدماغ إلى النواة القاعدية، وهي المنطقة المسؤولة عن الوظائف التلقائية، ومع ذلك، هناك ملاحظة واحدة تتعلق بذاكرة العضلات العصبية، وهي أنه إذا لم يكن لديك إشراف من مدرب أو معلم أثناء وضع هذه المسارات العصبية، فقد تطور عرضة لتطوير شكل سيء. ويمكن أن تزيد التقنية السيئة من مخاطر الإصابة الناتجة عن الاستخدام المفرط.
بالإضافة إلى ذلك، يرى بعض الخبراء أنه ليس هناك دائمًا تقنية صحيحة واحدة لكل حركة. وهذا لأن الأشخاص يستخدمون تقنيات مختلفة قليلاً أو يجرون تعديلات على الحركة بناءً على القيود الفردية لهم.
أما النوع الفسيولوجي من ذاكرة العضلات، فله علاقة بالقدرة على استعادة العضلات المفقودة بسرعة. ويرجع ذلك إلى أنه عندما تبني العضلات لأول مرة، يضيف الجسم خلايا جديدة إلى تلك العضلات. ولكن عندما تفقد العضلات، فإن هذه الخلايا الجديدة لا تختفي، بل تبقى موجودة ويمكن إعادة تنشيطها بسهولة عندما تعود إلى روتينك العادي.
وبشكل عام، يمكن القول إن العضلات تتصرف بشكل مختلف في الأشخاص الذين يمارسون التمارين الرياضية بانتظام مقارنة بالأشخاص الذين لا يمارسونها. ومع ذلك، لا تزال الدراسات الكبيرة وطويلة المدى قليلة، جزئيًا لأنه من الصعب قياس مستويات النشاط البدني للأشخاص بدقة أو تتبعهم لسنوات.
لذا، بينما يعرف العلم الآن أنه عندما تكتسب خلايا عضلية جديدة فإنها لا تختفي فورًا عندما تتوقف عن التمرين، إلا أنه لا يزال هناك الكثير من المجهولات. ومن المحتمل أن يكون إحدى تلك المناطق محور اهتمام الأبحاث في الأجيال القادمة.
حتى ذلك الحين، يقدم بعض النصائح. على سبيل المثال، عندما تبتعد عن النشاط البدني لفترة طويلة، فقد تحتاج وقتًا أطول لاستعادة قدرتك على التفاعل معه مرة أخرى. وبالإضافة إلى ذلك، ليس التمرين مجرد ذاكرة عضلية، بل يتعلق الأمر أيضًا بالإرادة، وكلما كنت أبعد عن النشاط، كلما ضعفت إرادتك.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: كرة القدم ركوب الدراجات
إقرأ أيضاً:
“وما أدراك ما صيدنايا”… فيلم يوثّق أقسى فصول الذاكرة السورية
دمشق-سانا
على خشبة مسرح دار الأوبرا بدمشق، لم يكن عرض فيلم “وما أدراك ما صيدنايا” مجرد عرض سينمائي عادي، بل كان بمثابة شهادة بصرية مؤلمة على فصل شديد القسوة من التاريخ السوري المعاصر.
الفيلم، الذي أخرجه السينمائي السوري عبده مدخنة، وأنتجته قناة الجزيرة، يعيد فتح واحد من أكثر الملفات وجعاً في الذاكرة السورية، وهو ملف الاعتقال في سجن صيدنايا.
صُوَّر الفيلم داخل سجن صيدنايا سيئ الصيت على مدى سبعة أيام، ليقدّم تجربة بصرية وإنسانية تتجاوز حدود العمل السينمائي، ليكون بمثابة وثيقة للعدالة، كما وصفه مخرجه، يمكن أن تُستخدم لاحقاً في محاكمات دولية أو مراجعات قانونية بحق من ارتكبوا انتهاكات بحق المعتقلين.
رمزية ارتباط مشهد “التحريرين”يرى المخرج عبده مدخنة أن لحظة عرض الفيلم ليست مجرد استذكار لمرحلة، بل استعادة لصوت المعتقلين الذين حاول النظام إسكاتهم لسنوات، حيث قال: “في 8/12، كان الناس في دمشق يعيشون حدثين مترابطين بشكل دراماتيكي، تحرير مدينة دمشق، وتحرير المعتقلين من سجن صيدنايا، بالنسبة لي، كانت هذه اللحظة تختصر وحشية النظام”.
ويضيف المخرج: “قضية المعتقلين لم تكن فقط قضية حقوق، بل كانت جريمة ضد الإنسانية، حيث إن ربع الشعب السوري مرّ بتجربة الاعتقال بطريقة أو بأخرى”.
شهادات من قلب سجن صيدنايايكشف الفيلم، من خلال شهادات ولقطات تصوير دقيقة، عن تفاصيل صادمة داخل السجن، منها اكتشاف غرفة الإعدام، التي وصفها المخرج بأنها واحدة من أصعب اللحظات التي مرّ بها أثناء التصوير، رغم معرفته بقضايا الاعتقال وفظاعته، والتي تناولها في أعمال سابقة.
لمحة عن “وما أدراك ما صيدنايا”يستعرض الفيلم الخلفية التاريخية لهذا السجن الذي افتتح أواخر الثمانينيات كمركز احتجاز عسكري، لكنه سرعان ما تحوّل إلى رمز للقمع والتعذيب، وخلال هذه الفترة استخدم لقمع المعارضين السياسيين والعسكريين، إلا أن تحوّله الجذري حدث مع بداية الثورة السورية، حيث بات مركزاً للإعدامات الجماعية والعنف الممنهج.
يكشف الفيلم من خلال شهادات معتقلين سابقين عن تصميم السجن المعقّد، من الزنازين الضيقة، وغرف الإعدام، كما يعرض تفاصيل يومية لروتين التعذيب القاسي، من الضرب والصعق الكهربائي إلى التجويع والتعذيب النفسي الوحشي.
وتُوثق مشاهد الفيلم كيف أصبحت الإعدامات الجماعية جزءاً من عمل السجن، حيث كانت الجثث تُنقل إلى مستشفيات ومقابر جماعية دون أي إجراءات قانونية، كما يكشف عن أدلة صادمة لوجود نساء وأطفال بين الضحايا، رغم إنكار النظام البائد وجود معتقلات رسمياً.
ويُبرز الوثائقي الدور المركزي للنظام البائد في إدارة هذا “المسلخ البشري”، حيث كانت الأوامر تأتي من مستويات أمنية عليا، ليختتم بدعوة لتحويل السجن إلى متحف للذاكرة، في محاولة لإبقاء الجريمة حاضرة في الوعي كي لا تتكرر.
عن المخرج عبده مدخنةيُذكر أن المخرج عبده مدخنة حاصل على جائزة “الدلفين الفضي” من مهرجان “كان” عن فيلمه “صراع البقاء” (2020)، ويعرف عنه التزامه بتوثيق قضايا الاعتقال في سوريا، عبر أسلوب يجمع بين الواقعية والإنسانية.
تابعوا أخبار سانا على