أبوظبي - وام
يأتي دائماً ذكر مدينة أبوظبي «عاصمة دولة الإمارات» باعتبارها واحدة من أهم المدن التي يلتقي فيها عبق التاريخ وعطره، وصبا الحداثة وبريقها المتلألئ على شاطئ الخليج، ما هيأها لتكون شاهداً على ازدهار دولة الإمارات في عهدها الحديث.
وتعد أبوظبي، المدنية الساحرة والعاصمة الخليجية الوحيدة التي يتعانق البحر أمامها مع مئات الجزر، فيبوح كل منها بأسراره وحكاياته عن تاريخ الإمارات الموغل في القدم، والذي تميّز اليوم بالتطور والرقي الاستثنائي، ليشكل ذلك العناق الأزلي أحد أهم معالمها الجمالية، فهو الذي أعطى المدينة على مر التاريخ هيبة ومنعة، لكنه جعلها أيضاً مدينة منفتحة تهوي إليها الأفئدة من أصقاع الدنيا.


وفي أبوظبي لا تهدأ حركة التطور والتنمية، فهي تواكب متطلبات العصر وأدواته، لكنها في الوقت ذاته تحرص على أن لا يمس ذلك بطابع المدينة القديم وجمالياته وعبق تاريخه وزخمه، فقد باتت اليوم مدينة غناء آخذة في الاتساع وواحدة من أجمل المدن العصرية تطورا في العالم، بعد أن كانت قبل سنوات معدودة ميناء صيد تقليدي، لتعكس حكاية صحراء تحولت إلى مجموعة واحات من الأبنية ذات الطراز الحديث والراقي وناطحات سحاب شامخة نحو السماء وفنادق لا تضاهى في فخامتها ومراكز تجارية تحتل مراتب متقدمة في العالم نظراً لتطورها واتساعها، ومطارا دوليا يستقبل ملايين الزوار، وفللا وقصورا ومبان سكنية وغيرها الكثير.
ويمكن لزائر المدينة أن يلمس طموحاً وإرادة استثنائية من خلال تلك الجزر المتناثرة على الساحل، والتي تحولت إلى مساحة من الجمال الرباني وكأن المدينة قد نحتت في البحر أو أعيد بناؤها طبقاً للوحة رسمتها أنامل فنان موهوب وأعاد نحات ماهر محاكاته لتبدو «درة الخليج» كما نراها اليوم.
ورغم أن تاريخ أبوظبي هو تاريخ جزيرة وميناء موغل في القدم، إلا أن المدينة تقدم اليوم أسلوب حياة يتميز بالعراقة والحداثة في الوقت ذاته، فعراقتها كشفت عنها الحفريات الأثرية في جزيرة «مروح»؛ حيث اكتشف خبراء الآثار في «دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي» خلال عمليات التنقيب في شهري فبراير ومارس 2019 أدلة مهمة تؤكد الممارسات المعمارية والفنية المتقدمة لسكان أبوظبي الأوائل وذلك في فترات تاريخية مبكرة جداً ترجع إلى العصر الحجري، بالإضافة إلى الكشف عن مزيد من المعلومات عن أقدم قرية معروفة استوطنها الإنسان في إمارة أبوظبي قبل حوالي 8000 عام.
وتلك الجزيرة التي سكنتها قبيلة بني ياس، ظلت مجرد قرية لصيد الأسماك واللؤلؤ حتى اكتشاف النفط، حيث بدأت مرحلة تاريخية جديدة وملحمة بطولية مذهلة مع البناء والتطور قادها بحنكة وحكمة وإصرار وعزيمة لا تلين، المؤسس الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي تفهم المعنى الحقيقي لهبات الخالق وسط صحراء قاسية وقدر له أن يؤسس الواحة الغناء ويبني المدينة الحديثة.
ومنذ تولي الشيخ زايد، رحمه الله، مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي قبل ما يقرب من خمسة عقود، ثم رئاسته الاتحاد، تبنت المدينة الانفتاح والاقتصاد الحر بترحاب كبير وحققت نموا متسارعا مع تضاعف متوسط دخل الفرد خلال تلك الفترة، فيما ترجمت رؤاه وتوجهاته من خلال حزم من المشاريع التنموية المستدامة والشاملة في كل القطاعات الاقتصادية والثقافية، فظهر هذا التمازج المذهل لمدينة وصفت بأنها «درة الخليج» ليقدم نموذجا يحتذى لما تتميز به من مكانة على الصعيد التاريخي والموقع الجغرافي والحداثة الحضارية في شكلها ومحتواها.
ولا يبدو التقدم الحاصل في الإمارات جليا للعيان، أكثر مما يتبدى في عاصمتها أبوظبي، حتى أن نموذجها الراقي أصبح المفضل في منطقة الخليج والشرق الأوسط ويمكنه أن يصبح القوة المحركة للمنطقة بأكملها؛ إذ تتفق التقارير على أن المدينة نجحت في زيادة جاذبيتها كوجهة متميزة للاستثمار، فيما واجهت الأسواق الناشئة الأخرى حول العالم تحديات جمة في استقطاب الاستثمارات.
وهذا التطور الذي عاشته وتعايشه العاصمة أبوظبي تغير من كونه خيارا ليصبح ضرورة، له فوائد كثيرة اجتماعية واقتصادية وأمنية، وخصوصا وأن النقلة النوعية التي حدثت في الإمارة تمت عبر مراحل ومسيرة طويلة من العمل الدؤوب والتخطيط الواعي، إلى أن وصلت إلى ما هي عليه الآن؛ حيث يلتقي التاريخ والتطور والمستقبل.
وفي عهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، واصلت المدينة طموحها الذي لا يخبو نحو القمة، وتبنت كل ما هو جديد ومبتكر في المجالات المختلفة، وهي تشهد اليوم نشاطا ملحوظا في جميع مظاهر الحياة الاجتماعية والتجارية والصناعية والعمرانية والثقافية، ما أهلها لتتبوأ منزلة رفيعة ضمن مدن العالم؛ إذ أصبحت قلب العالم الحاضر ومدينة الأحلام لكثير من سكان المعمورة والأكثر أمانا في الشرق الأوسط وأفضل مدنه للعيش وإحدى أغنى مدن العالم.
وفي كل مرة تزور فيها أبوظبي، لابد أن تشهد ملامح مميزة وجديدة تضاف إلى روعة هذه المدينة الفريدة المتجددة دوما، فهي مدينة عصرية نموذجية تنمو وتزدهر وفقا لخطط مدروسة ومعايير متفردة بالرغم من أنها ضاربة في عمق التاريخ، وتبوح بحضارة عريقة تضاف إلى سحر الطبيعة وبريق الحداثة ونمط الحياة المتوقد الذي يصل الليل بالنهار دون أن يتسلل الملل إلى قلبك أو عينيك، ففي كل لحظة هناك جديد تراه وتحياه وتستمتع به.
وبفضل القيادة الرشيدة أضحت أبوظبي اليوم، من أشهر العواصم التي تتبع سياسة الانفتاح على العالم نهجا وممارسة، مع حفاظها على هويتها الأصيلة، وهو ما مكنها من بِناء علاقات دبلوماسية خارجية متميزة متينة ومتوازنة عززت صدارة الإمارات دوليا على أكثر من صعيد وجعلتها مركزا عالميا جاذبا بامتياز.
ويمكن أن تتجلى فكرة نحت المدينة في البحر بتأمل جزرها، والتي تحتضن بعضا من أكبر المشاريع العملاقة في المنطقة والعالم مثل مضمار «فورمولا وان جراند بري» في جزيرة ياس وهو أكبر مدينة ترفيهية على مستوى الشرق الأوسط، ومشروع يجسد الإبداع والشغف والتميز على أرض الواقع.
ويعد مشروع الجزيرة الثقافية في «جزيرة السعديات» الذي تبلغ تكلفته 27 مليار دولار ويحتضن بين جنباته متحف اللوفر ومتحف جوجنهايم ومتحف الشيخ زايد، مشروعا رائدا يضمن رفاهية المواطنين والمقيمين والزوار، ويلبي تطلعاتهم نحو الاستمتاع بالثقافة في بيئة نابضة بالحياة.
ومن المشاريع التي تدعم تحقيق رؤية أبوظبي الاقتصادية 2030 مشروع شاطئ الراحة نظرا لدوره المنتظر في تطوير قطاعي السياحة والإسكان ومشروع السوق المركزي الذي يعد القلب النابض للعاصمة أبوظبي.
ولا توجد مدينة في العالم مثل أبوظبي شهدت إنجاز مثل تلك المشاريع التطويرية العملاقة في قطاعي السياحة والثقافة خلال فترة زمنية قصيرة، ناهيك عن الخطط المستقبلية الجبارة لتطوير الجزر الأخرى بما يضمن أن تكون أبوظبي مدينة تتلألأ على شاطئ الخليج العربي.
يقول السائح ألكسندر إيفانوف، القادم من موسكو إلى أبوظبي في أول زيارة عمل له: «طوال الرحلة كان الشوق يحدوني إلى المدينة الجميلة التي كانت قصصها تملأ السمع، وبعد أن بدأت الطائرة الهبوط ليلا على مدرج مطار أبوظبي الدولي، رأيت من بعيد مدينة تزينها ناطحات السحاب والجزر المنتشرة حولها، وأشجار النخيل ومصافي البترول، ورأيت أنوارها المشعة وكأنها بريق يومض في ذاكرة الأيام والتاريخ».
ويضيف: «نزلت من الطائرة واتجهنا إلى فندق جميرا في أبراج الاتحاد، كانت المدينة بقعة ساطعة من الضوء وكأنها تعاني من تخمة الصباح وهي في ليل ربيعي يحركه بهدوء، نسيم البحر القادم من الجزر والخلجان، ليرطب أجواء مدينة احتوت جنسيات متعددة وألسنة مختلفة وثقافات متباينة وأعراق متجانسة جمعها حب العمل وهاجس التطور والرقي».
ويردف: «في طريقنا دخلنا عمق المدينة وقلبها النابض وسط الأضواء الساحرة التي تتسع العين دهشة لرونقها، وكلما توغلنا أكثر وجدنا أنفسنا في كل خطوة تستنشق عبق التاريخ المعطر بروائح البخور، وتستمتع تحت ظلال الابراج الشاهقة بصبا الحداثة؛ حيث الجسور المعلقة، في هذه المدينة الساحرة بمظهرها الأنيق ومبانيها البعيدة عن العشوائية والازدحام السكاني والاختناق المروري.
ويعد القطاع العقاري في المدينة، أحد اهم القطاعات الحيوية، فهو يشهد قفزات متوالية وتحولا نوعيا عبر الصروح المعمارية المتألقة والتصاميم المبتكرة والإبداعات المتميزة، ما جعلها تتجاوز بوابة الرقي المعماري من أوسع الأبواب وتنافس بقوة في هذا المجال، وهو ما يقول عنه المهندس علي ناصر محمد: «تظل العمارة هي الدليل الأبرز على التطور والرقي في المكان، ولأن مدينة أبوظبي في توجه مستمر نحو مستقبل أفضل جذبت إليها أفضل المصممين والمهندسين لإطلاق إبداعاتهم، ولتكون أيقونة للتألق والإبداع والتميز».
ويضيف: «تفتخر هذه المدينة الجميلة بمشاهد الهندسة المعمارية الرائعة والمتنوعة، وسط الحدائق الممتدة، فضلا عن الساحات الجميلة مجسدة التطور في أوضح صوره من ناطحات السحاب فائقة الارتفاع ومشاريع التطوير بالغة الحداثة، إلا إن المباني القديمة والهامة من الناحية التاريخية موجودة بالفعل».
ويؤكد أن قصر الحصن لا يزال يقف شامخا وسط المدينة، يستظل بالأبراج الزجاجية الفخمة رغم مرور أكثر من 250 عاما على بنائه، فيما امتد التطور إلى الجانب الاقتصادي والتوجه نحو جلب المزيد من الاستثمارات، فكان بناء المدن الترفيهية والتجارية والعديد من المولات والأبراج والفنادق الراقية أولوية قصوى، خاصة وأان المدينة تمتلك العديد من المزايا الإيجابية والتي تساعد على تشجيع تدفق الاستثمارات إليها.
وفي هذا السياق أشاد المحلل الاقتصادي عبدالقادر شعث، بقوة الأداء الاقتصادي في أبوظبي، مؤكدا أنها نجحت باقتدار في المحافظة على هيمنتها وترسيخ مكانتها كبيئة آمنة ومتجددة للاستثمارات الأجنبية، واستطاعت أن تتجاوز التحديات وتحولها إلى فرص رابحة، حتى باتت نموذجا للرقي في المنطقة وتجربة ملهمة لكل دول العالم.
ما بين السحر والجمال والماضي والحاضر تحقق في إمارة أبوظبي عمل جبار، في وقت قياسي، بفضل رؤية ومثابرة المؤسس الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ولا زالت المسيرة مستمرة تدعمها رؤية مستقبلية لحكومة تدرك الحاجة لبناء مستقبل يكون أفضل من الماضي وأكثر رقيا من الحاضر، تماشيا مع تطلعات المواطن والمقيم والزائر، لأن الإنسان يتطلع دوما وأبدا إلى مستقبل أفضل.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات أبوظبي الإمارات الشیخ زاید

إقرأ أيضاً:

دائرة تنمية المجتمع – أبوظبي تتعاون مع دائرة البلديات والنقل وهيئة أبوظبي للطفولة المبكرة لتعزيز مكانة أبوظبي بصفتها مدينة دامجة

وقَّعت دائرة تنمية المجتمع – أبوظبي اتفاقية تعاون مع دائرة البلديات والنقل وهيئة أبوظبي للطفولة المبكرة بشأن مشروع المدينة الدامجة لأصحاب الهمم وكبار السن، تماشياً مع استراتيجية أبوظبي لأصحاب الهمم، واستراتيجية جودة حياة الأسرة وبرنامج نمو الأسرة الإماراتية، والاستراتيجية التأسيسية للمعيشة.

شهد توقيع الاتفاقية معالي الدكتور مغير خميس الخييلي رئيس دائرة تنمية المجتمع – أبوظبي، وسعادة المهندس حمد الظاهري وكيل دائرة تنمية المجتمع – أبوظبي، وسعادة الدكتور سيف الناصري وكيل دائرة البلديات والنقل. ووقع الاتفاقية سعادة الدكتورة ليلى الهياس المدير التنفيذي لقطاع التنمية المجتمعية في دائرة تنمية المجتمع – أبوظبي، وسعادة الدكتور سالم الكعبي المدير العام لشؤون العمليات في دائرة البلديات والنقل، والدكتورة حصة الكعبي المدير التنفيذي لقطاع المشاريع الخاصة والشراكات في هيئة الطفولة المبكرة.

وقال معالي الدكتور مغير خميس الخييلي: «تعكس اتفاقية التعاون مع دائرة البلديات والنقل وهيئة أبوظبي للطفولة المبكرة رؤية قيادتنا الرشيدة في تعزيز جودة الحياة لجميع فئات وشرائح المجتمع، وضمان شمولية السياسات والخدمات، بهدف ترسيخ أواصر التماسك المجتمعي، وتوفير حياة كريمة للجميع، ما يتوافق مع الأهداف الاستراتيجية للإمارة في بناء مجتمع متكامل ومستدام».

وأضاف معاليه: «تأتي هذه الاتفاقية ضمن رؤية شاملة تهدف إلى دمج أصحاب الهمم وكبار السن في المجتمع بشكل كامل، من خلال تطوير بيئات مهيّأة تتيح لهم الوصول إلى الخدمات والمرافق بسهولة، ونتطلَّع إلى دور التعاون بين دائرة تنمية المجتمع – أبوظبي، ودائرة البلديات والنقل، وهيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، في تحويل أبوظبي إلى مدينة صديقة ودامجة لأصحاب الهمم وكبار السن والأسرة كاملة، حيث تشكِّل الشراكة الاستراتيجية والتكاملية بين الجهات الحكومية من جهة، والحكومة والقطاع الخاص من جهة أخرى أحد عوامل النجاح الرئيسية لهذا المشروع».

وتابع معاليه: «مشروع المدينة الدامجة يُعَدُّ خطوة مهمّة في دعم التزامات أبوظبي بتعزيز جودة الحياة لجميع فئات المجتمع، ونموذج رائد في التحوُّل نحو المدن المستدامة والشاملة، ونتطلَّع إلى تحقيق تأثير ملموس على أرض الواقع يرسِّخ مكانة أبوظبي العالمية مدينةً صديقةً لأصحاب الهمم وكبار السنّ، وداعمة للأسرة كاملة، وستوسّع مبادرة المدينة الدامجة لأصحاب الهمم وكبار السن لتحويل أبوظبي إلى مدينة صديقة للأسرة، تماشياً مع برنامج نمو الأسرة».

وقال معالي محمد علي الشرفاء، رئيس دائرة البلديات والنقل: «يسرُّنا التعاون مع كلٍّ من دائرة تنمية المجتمع – أبوظبي، وهيئة أبوظبي للطفولة المبكرة في مشروع المدينة الدامجة لأصحاب الهمم وكبار السن، بهدف توظيف خدماتنا وخبراتنا لإنشاء مدينة شاملة ومجتمع سكني متكامل يتيح لأصحاب الهمم وكبار السن الوصول إلى الخدمات بسهولة، من خلال البنية التحتية المهيّأة والمرافق المناسبة والتنقُّل السهل، ويقدِّم مختلف الاحتياجات التي ترتقي بجودة الحياة لجميع أفراد الأسرة، وتحقِّق أهداف دمجهم في المجتمع».

وأضاف معاليه: «تأتي هذه المبادرة في إطار حِرص الدائرة على التعاون الاستراتيجي مع الجهات الحكومية كافة، من أجل تضافر الجهود لتحقيق مزيدٍ من الإنجازات، في إطار تنفيذ الاستراتيجيات والسياسات الرئيسية في أبوظبي بشكل يؤكِّد التزامنا برؤية قيادتنا الرشيدة في ترسيخ مكانة أبوظبي وجهةً عالميةً مفضَّلةً للمعيشة والعمل والاستثمار».

وقالت سعادة سناء محمد سهيل، المدير العام لهيئة أبوظبي للطفولة المبكرة: «تحرص هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة على التعاون مع جميع الشركاء لتوحيد الجهود نحو تطوير مدينة شاملة ومتكاملة تُلبِّي احتياجات أصحاب الهمم وكبار السن، ما يُسهم في تعزيز جودة الحياة لجميع فئات المجتمع، ويعكس التزام حكومة أبوظبي بتوفير بيئة مجتمعية شاملة ومستدامة تتماشى مع رؤية الإمارة وتطلُّعاتها المستقبلية. يعزِّز هذا التعاون الجهود الرامية إلى توفير بيئة متكاملة وملهمة تتيح للجميع التفاعل والمشاركة الكاملة».

وأضافت سعادتها: «تتمثَّل رؤيتنا المشتركة في أن تكون أبوظبي إمارة صديقة للأسرة والطفل، حيث يجد كلُّ فرد في المجتمع بيئة داعمة تمكِّنه من النمو والازدهار، ولتحقيق ذلك، نحرص على ضمان أن يكون الإطار الذي نطوِّره في هذا المشروع متوافقاً مع أفضل الممارسات العالمية المعتمَدة في دمج أفراد المجتمع، ضمن سياق شامل يتوافق مع أولويات المجتمع واحتياجاته وتطلُّعاته، مع التركيز على الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة والممتدة من فترة الحمل إلى سن الثامنة، بوصفها من أهمِّ المراحل التي يتطوَّر خلالها دماغ الإنسان ويكتسب المهارات الأساسية التي سترافقه مدى الحياة، وتبلور شخصيته وقدراته في المستقبل. ونتطلَّع إلى مواصلة مسيرة التنمية والابتكار المجتمعي، وترسيخ مكانة أبوظبي على الخريطة العالمية مجتمعاً متكاملاً وشاملاً للجميع، حيث يجد كلُّ فرد في المجتمع بيئة إيجابية تدعم طموحاته وتمكِّنه من تحقيق أقصى إمكاناته».

وتهدف الاتفاقية إلى تعزيز التعاون المشترك بين الجهات الثلاث في تسريع تحويل أبوظبي إلى مدينة دامجة ومهيّأة لأصحاب الهمم وكبار السن والأسرة، ويشمل ذلك اتفاق الجهات الثلاث على توظيف الخبرات والموارد اللازمة في المشروع لتنفيذ التوسُّع في المدينة الدامجة، لتشمل مناطق أخرى في الإمارة خارج جزيرة ياس. ووفق الاتفاقية، تتعاون الجهات الشريكة في تطوير أدوات تحفيزية لدفع عملية تحوُّل أبوظبي عبر القطاعات المختلفة إلى مدينة دامجة للجميع بطريقة مستدامة، إضافة إلى التعاون لتقديم ملف الانضمام أو الترشُّح لعضوية المنظمات الدولية والجوائز العالمية ذات الصلة لإبراز مكانة إمارة أبوظبي مدينةً رائدة في مجال الدمج على المستوى الدولي، ويشمل ذلك وضع خطة عمل لتقديمها إلى منظمة الصحة العالمية من أجل الاشتراك في عضوية المدينة الصديقة لكبار السن.

وتتعاون الجهات الثلاث في تطوير تصوُّر المدينة الصديقة للأسرة وخطة تنفيذها على صعيد الإمارة. ويركِّز التعاون أيضا على إعداد الدراسات الاجتماعية المشتركة المؤثِّرة في تحسين جودة الحياة في إمارة أبوظبي.

ويهدف مشروع المدينة الدامجة لأصحاب الهمم وكبار السن إلى تسريع تحويل إمارة أبوظبي إلى بيئة دامجة ومهيّأة تضمن مشاركة أصحاب الهمم وكبار السن وجميع أفراد الأسرة في مختلف نواحي الحياة، بما يتماشى مع أفضل المعايير الدولية، ويتضمَّن سهولة وصول أصحاب الهمم وكبار السن إلى جميع الخدمات العامة والمباني والمعلومات. وتمثِّل جزيرة ياس المرحلة الأولى من هذه الخطة الطموحة، حيث وَقَّعَت مذكرة تفاهم مع شركة الدار العقارية في يناير 2024 لتطبيق النموذج الدامج بشكل متكامل في الجزيرة، مع وجود خطة مدروسة للتوسُّع لاحقاً إلى باقي أنحاء الإمارة.

ويُسهم المشروع في ترسيخ مكانة أبوظبي على المستوى الدولي، عبر دعم امتثالها لالتزامات الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، ويدفع جهود الإمارة نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

ويتضمَّن المشروع ثلاث مراحل، تشمل الأولى تطوير إطار عمل لنموذج المدينة الدامجة لأصحاب الهمم وكبار السن، وتركِّز الثانية على تحويل جزيرة ياس عبر تطبيق المعايير والميزات الدامجة التي تراعي متطلبات أصحاب الهمم وكبار السن المنصوص عليها في الإطار، وتقوم المرحلة الثالثة على توسيع تطبيق ذلك إلى مناطق أخرى في الإمارة.

وتتضمَّن الخطط المستقبلية، المدعومة من خلال الشراكة مع دائرة البلديات والنقل وهيئة الطفولة المبكرة، الاستفادة من مبادرة المدينة الدامجة لأصحاب الهمم وكبار السن وتوسيعها لتحويل أبوظبي إلى مدينة صديقة للأسرة، وتطوير بيئة آمنة ودامجة ومستدامة لجميع فئات المجتمع، توفِّر بنية تحتية ومرافق سهلة الوصول تشمل الحدائق والمدارس والمراكز الصحية والمرافق الترفيهية، والخدمات العامة التي تعطي الأولوية لرفاهية الأطفال والآباء والمسنين.


مقالات مشابهة

  • محمد أسامة البسيوني : الوجوه الشابة المميزة التي تجمع بين الطموح الرياضي والتميز الإداري
  • «أبوظبي إكستريم» تجمع نجوم العالم في البرازيل
  • أسماء الحوسني تصنع التاريخ في "عالمية أبوظبي للجوجيتسو"
  • أسماء الحوسني تصنع التاريخ في «عالمية أبوظبي» للجوجيتسو
  • اتفاقية ثلاثية بشأن مشروع المدينة الدامجة لأصحاب الهمم وكبار السن في أبوظبي
  • دائرة تنمية المجتمع – أبوظبي تتعاون مع دائرة البلديات والنقل وهيئة أبوظبي للطفولة المبكرة لتعزيز مكانة أبوظبي بصفتها مدينة دامجة
  • ترامب يختار التاريخ شريكا
  • الأمين: التصويت واجب في الانتخابات البلدية لأنه بوابة لمستقبل أكثر إشراقاً
  • الأولى من نوعها في العالم.. إنستجرام يعيد إحياء التاريخ المصري
  • كامل الوزير : النقل أصبح من أهم عناصر التطور في العالم