حرب غريبة ومنسية.. فجأة اندلعت وفجأة انتهت!
تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT
توغلت القوات الصينية في عمق الأراضي الفيتنامية في 26 فبراير عام 1979 لمسافة 100 كيلو متر في حرب وصفت بأنها غريبة ولا تزال أسبابها ومجرياتها غامضة.
إقرأ المزيدتلك الحرب اندلعت فجر 17 فبراير عام 1979، وكانت القرى الفيتنامية المتاخمة للصين تنام في سلام، فيما حرس الحدود يؤدون وظائفهم الاعتيادية.
فجأة انطلقت المدافع الصينية في قصف كثيف، أعقبه عبور 250 ألف جندي صيني مدعومين بالدبابات الحدود من عدة مناطق. الضربة الصينية الأولى طالت حرس الحدود الفيتناميين.
الصين كانت نشرت حينها في أعقاب توتر للعلاقات بين البلدين، حوالي 600 ألف جندي، دخل منهم ربع مليون الأراضي الفيتنامية وتمركز الباقي بالقرب من الحدود المشتركة.
في الأيام الثلاثة الأولى تقدمت القوات الصينية بسهولة داخل الأراضي الفيتنامية لمسافة 15 كيلو مترا، وبعد ذلك واجهت القوات الصينية المهاجمة عقبات وتوقف الهجوم لفترة من الوقت.
حدث ذلك على الرغم من أن القوات الفيتنامية المدافعة كانت أقل مرتين من عدد القوات الصينية، إلا أن القوات المدافعة كانت أكثر استعدادا للقتل، حيث استفادت فيتنام من الخبرة التي اكتسبتها في حروبها ضد الفرنسيين واليابانيين والأمريكيين على مدى ثلاثة عقود.
لاحقا تمكنت قوات الجيش الصيني بحلول 4 مارس 1979، من الاستيلاء على مدينتي كاوبانغ ولانغشونغ، ما دفع القيادة الفيتنامية إلى إعلان التعبئة العامة في البلاد في 5 مارس. بالتزامن مع ذلك، أعلنت الصين نهاية عمليتها العسكرية داخل فيتنام وبدأت في سحب القوات.
بكين كانت أعلنت أن قواتها المسلحة دخلت الأراضي الفيتنامية بغرض حماية المواطنين الصينيين الذين يعيشون في شمال فيتنام.
في بداية المعارك بين الجانبين، تجنب الجيش الفيتنامي القتال المفتوح، وفضل استخدام تكتيكات حرب العصابات، وذلك لأن قسما كبيرا من الجيش الفيتنامي كان في ذلك الوقت في كمبوديا بعد أن اجتاح هذا البلد وأسقط حكومة الخمير الحمر بقيادة "بول بوت".
بعض المؤرخين يعتقد أن الزعيم الصيني في ذلك الوقت دينغ شياو بينغ أراد إجبار الفيتناميين على سحب قواتهم من كمبوديا، فيما رأى آخرون أن الصين كانت ترغب في تدمير القوات الفيتنامية الرئيسة في المنطقة الحدودية كي تملي بعدها سياساتها على جارتها، إلا أن فيتنام لم تشرك قواتها الضاربة في تلك الحرب القصيرة التي استمرت 28 يوما.
حين توغلت القوات الصينية في عمق فيتنام ونجحت في فتح طريق مباشر إلى العاصمة هانوي، توقف الهجوم تماما لأسباب كثيرة يلخصها أحد الخبراء في اعتماد الجيش الصيني على الهجوم في موجات بشرية، واستخدامه للدبابات في تضاريس جبلية وعدم القدرة على إمدادها بالذخيرة والوقود بالشكل الكافي، ما سهل على الفيتناميين الذين كانوا يقاتلون في مفارز صغيرة وسريعة الحركة، إعطاب وتدمير أعداد منها.
انسحب الصينيون من الأراضي الفيتنامية وتعرضت المناطق الفيتنامية الحدودية لأضرار كبيرة، وأعلن كلا الجانبين أنه المنتصر في هذه الحرب "الغريبة".
في تلك الحرب الغريبة والمنسية كانت القوات الصينية تتفوق عدديا على الجيش الفيتنامي بستة أضعاف، و12 ضعفا في الدبابات والمدافع الذاتية الحركة، وقد تمكن الجيش الصيني قبل انسحابه من السيطرة على ثلاثة مدن حدودية فقط هي لاكاي وكاوبانغ لانغشونغ.
بالنسبة للخسائر البشرية في صفوف الجيشين، فقد قتل للصينيين 6900 بحسب بياناتهم الرسمية، و30 ألف شخص بحسب مصادر أخرى، وفقد الفيتناميون نفس العدد الأخير تقريبا. الأمر الهام أن خط المواجهة لم يشتعل منذ ذلك الوقت ولم تتكرر مثل هذه الحرب الغريبة بين البلدين الجارين.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أرشيف القوات الصینیة
إقرأ أيضاً:
تقرير إسباني: بنغازي نموذج لإعادة الإعمار والاستقرار بفضل جهود الجيش الليبي
ليبيا – تقرير إسباني: الجيش الليبي بقيادة حفتر يعزز الأمن والاستقرار في البلاد وحدة الليبيين ودور القوات المسلحة في استعادة الاستقرارأكد تقرير تحليلي نشرته مجلة “أتالاير” الإسبانية أن الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر يمثل عامل توحيد للشعب الليبي، حيث يشعر المواطنون بالامتنان لدور القوات المسلحة في إعادة الأمن والاستقرار بعد سنوات من الصراع ضد الإرهاب والميليشيات المسلحة.
بنغازي نموذج لإعادة الإعماروأشار التقرير إلى أن مدينة بنغازي أصبحت اليوم مثالًا على كيفية عمل الليبيين بجد لإعادة بناء ما دمرته الحرب، وذلك بالتوازي مع ترسيخ الأسس السياسية بالتعاون مع مجلس النواب باعتباره الجهة التشريعية السيادية.
محاربة الإرهاب والجريمة المنظمةونقل التقرير عن وزير الخارجية في حكومة الاستقرار عبد الهادي الحويج تأكيده أن القوات المسلحة الليبية تلعب دورًا محوريًا في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، مما ساهم في تعزيز التعاون مع دول حوض البحر الأبيض المتوسط في مختلف المجالات.
تأمين الساحل الليبي ومكافحة الهجرة غير الشرعيةوأوضح التقرير أن القوات المسلحة تؤمن 1800 كيلومتر من الساحل الليبي، مما وضع حدًا لأنشطة عصابات المافيا التي حولت البحر المتوسط إلى مقبرة للمهاجرين غير الشرعيين على مدى سنوات. كما أشار إلى استمرار معاناة المناطق الخاضعة لسلطات حكومة الدبيبة والمجلس الرئاسي في طرابلس من تفشي الهجرة غير الشرعية بسبب عدم الاستقرار الأمني.
ترجمة المرصد – خاص