الوطن:
2024-11-15@16:42:13 GMT

ما هو تأثير مانديلا؟.. «ظاهرة الذاكرة الكاذبة»

تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT

ما هو تأثير مانديلا؟.. «ظاهرة الذاكرة الكاذبة»

الذاكرة ليست دائمًا مرآة دقيقة للماضي، ففي بعضِ الأحيان قد تشوّهها الآراء وتضفي عليها لونًا مختلفًا، وتأثير مانديلا خير دليل على ذلك، فهو نوع من الذاكرة الكاذبة التي تشارك فيها مجموعة من الأشخاص نفس الذكرى الخاطئة لأحداث لم تحدث أبدًا، وهو ما حدث بعد انتشار أخبار وفاة الرئيس نيلسون مانديلا، رئيس جنوب إفريقيا السابق، بينما كان لا يزال حيًا يُرزق، ما أثار تساؤلاتٍ بشأن ما يؤثر على ذاكرة الإنسان ويشوّهها، ويجعل مجموعة من الأشخاص غير مرتبطين ببعضهم البعض يتذكرون نفس الأحداث والتفاصيل حول ظاهرة معينة؟، ما رجع فكرة أن السبب في هذا قد تكون الأكوان المتوازية، وهو ما كشف عنه موقع «forbes»، في محاولة لتفسير الظاهرة.

ما هو تأثير مانديلا وكيف يحدث؟

يمكن وصف تأثير مانديلا بأنّه عندما يتخيل مجموعة من الناس حدث معين بنفس التفاصيل بشكل غير صحيح، أو عندما يتخيل مجموعة من الأشخاص صورة أو حدث أو فيلم أو ذكرى معينة بشكل خاطئ، وقد يكون سوء التذكر هذا نابع من ذكريات مشوهة أو معلومات محرفة من «السوشيال ميديا» أو التباس في التفاصيل غير الدقيقة بشأن حدث ما.

لماذا تم تسميته بهذا الاسم

أول مرة أطلق فيها مصطلح «تأثير مانديلا» كان في عام 2009، عندما عقدت فيونا بروم التي تزعم أنّها متخصصة في علم الماورائيات، مناقشة حول وفاة نيلسون مانديلا الرئيس السابق لدولة جنوب إفريقيا، وادّعت أنّ مجموعة من الناس أعتقدو أنّ الرئيس مانديلا قد توفي في الثمانينيات بعد خروجه من السجن، وأنّهم يتذكرون الجنازة المهيبة والخطاب الذي ألقته زوجته بعد وفاته، وفي الواقع كان مانديلا وقتها على قيد الحياة، ولم يمت إلا في 2013.

ما الذي يسبب تأثير مانديلا؟

يمكن أن تكون بعض العوامل أن تساهم في حدوث هذه الظاهرة مثل:

- الذاكرة الكاذبة.

- معلومات خاطئة من الأنترنت.

- تفاصيل غير كاملة عن الحدث.

- خلق الدماغ لأحداث غير حقيقية.

كيف تتفادى الوقوع في الظاهرة؟

سوء التذكر لا يدعو للقلق دائما إلا إذا واجه الشخص المشكلة بشكل متكرر، ولكي تتفادى الذكريات الكاذبة عليك التأكد من المصادر الموثوقة قبل تصديقها والبحث عن الموضوع من صفحات تثق بها. 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الظاهرة مانديلا حقائق مجموعة من

إقرأ أيضاً:

الحرية في حياتنا.. فلسطين في عيون مسلمة ثورية من بلاد مانديلا

 على كرسي بارد في قاعة عتيقة في عاصمة "وعد بلفور"، جلس صديقي الذي "يتنفس" فلسطين يستمع إلى كلام الثورية المسلمة، ابنة بلاد مانديلا، جنوب أفريقيا، ووزيرة خارجيتها السابقة "ناليدي باندور"، وهي تتحدث عن تجربة نضال شعبها ضد الفصل العنصري، وربطه بنضال الشعب الفلسطيني المستمر ضد الاحتلال منذ أكثر من قرن.

كان قلب صديقي الخمسيني، الذي ما زال شابا، يتنقل بين الأمل واليأس، وكان عقله لليأس أقرب، في ظل المجزرة الدائرة في غزة، بدعم عالمي، وتخاذل عربي، منذ أكثر من عام. كأن المحاور في هذا اللقاء الذي نظمه "المركز الدولي للعدالة للفلسطينيين" التقط التساؤلات التي تشتعل في عقل وقلب صديقي، واليأس الذي لا بد أنه بدأ يتسرب في عقول وقلوب جميع الحضور وكل مؤيدي الحق الفلسطيني في العالم، فسأل الوزيرة الخبيرة، الفلسطينية أكثر بكثير من وزراء ومسؤولين عرب، عن الرسالة التي توجهها للفلسطينيين الذين يناضلون ضد هذا العدوان، والذين قد تكون قلوبهم بدأت بالانطفاء، ويحتاجون لومضة أمل في طريقهم الطويل.

قالت الوزيرة بثقة، إنها تقول لهم آخر ما قالته لها أمها قبل وفاتها: "عندما كنا نناضل كنا نغني أغنية "الحرية خلال حياتنا".. ناليدي، أنا سعيدة جدا لأنني عشت لأرى الحرية في حياتي، لأنني كنت أحيانا لا أصدق أن هذا سيحدث.. ولكنه حدث فعلا".

عرض هذا المنشور على Instagram ‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎Arabi21 - عربي21‎‏ (@‏‎arabi21news‎‏)‎‏

صفق الحضور من عرب وإنجليز وفلسطينيين وأفريقيين لكلام الوزيرة الذي يبعث على الأمل. بعضهم، مثل صديقي وغيره، كانوا يمسحون دموعهم تأثرا بهذه الكلمات، ربما لأنها ساعدتهم على الانحياز للأمل، وأي شيء يبقي المناضل مناضلا إذا لم يبق متشبثا بالأمل بأن ما يناضل لأجله سيتحقق يوما ما؟

في آخر خطاب لمارتين لوثر كينج جونيور، وهو الخطاب الذي يسمى "قمة الجبل" واغتيل بعده لوثر كينج بيوم، قال عبارة عظيمة: "كأي إنسان أحب أن أعيش حياة طويلة، ولكنني لم أعد أهتم الآن بذلك. أريد فقط أن أنفذ مشيئة الرب، وهو قد سمح لي بأن أصعد للجبل، وقد رأيت "الأرض الموعودة" من الأعلى.. ربما لا أصل معكم لهذه الأرض، ولكنني أريد أن تعلموا اليوم أننا كشعب سنصل إلى هذه الأرض الموعودة".



مات كينج بعد هذا الخطاب بيوم واحد، ولكن حركة السود المطالبة بالحقوق المدنية حققت إنجازات ومطالب تاريخية بعد موته، وبعد موت مناضلين آخرين أهمهم "مالكوم إكس".

وما أجمل كلمات إحدى أغاني الثورة الفلسطينية القديمة التي تقول: "يا صحابي لا يهم المناضل حين يضحي أن يري لحظة الانتصار... سأرى لحظة الانتصار... سأراها بعيني رفيقي"!.

وعلى الرغم من عظمة فكرة التضحية مع عدم انتظار نتيجتها، إلا أن الأمل بتحقيق العدالة والانتصار في حياتنا يظل ضروريا للفلسطيني الذي يعيش في غزة والضفة تحت نار المجزرة المستمرة، وكذلك للفلسطيني الذي يناضل مع شركائه من شعوب الأرض لتحقيق الحرية غير منقوصة للشعب الفلسطيني، وهنا تكمن أهمية كلام ابنة تجربة النضال ضد الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.

نعود إلى الثورية الكبيرة، ناليدي باندور، لعلنا نفهم كيف ترى فلسطين من عيون تجربتها. تقول الوزيرة التي تبلغ من العمر 71 عاما، وهي ابنة أحد نشطاء نضال السود ضد نظام الفصل العنصري، إن مناضلي المؤتمر الوطني الأفريقي كانت استراتيجيتهم تقوم على أهمية النضال في كل شيء من تفاصيل الحياة.

ولعل هذه الملاحظة جديرة بالتفكير فلسطينيا، إذ أن الفلسطيني وأنصاره يجب أن يجعلوا كل تفاصيل حياتهم نضالا. يبدأ هذا من تعليم الأطفال أبجديات القضية الفلسطينية، إلى التأثير بكل من حولنا ونشر الوعي بينهم، إلى الاهتمام بالعلم الذي يساعد على تكريس روايتنا عن الصراع في مقابل رواية الكذب الصهيونية، إلى كتابة العرائض، إلى محاولة التأثير بالسياسيين عن طريق الرسائل والكتابة والتظاهر، إلى تبني "المقاطعة" (ليس مقاطعة رام الله بالتأكيد!) كنموذج حياة، إلى كل تفصيلة صغيرة من حياتنا اليومية.

وفي هذا الإطار، تقول باندور إن والديها خرجا من جنوب أفريقيا لأجل توفير تعليم جيد لألها ولإخوانها، ولكنهما كانا خلال تلك الفترة يعلمان الأطفال أنهم سيعودون يوما لبلادهم، وأن عليهم أن لا ينسوا ذلك.

حثت باندور -في كلمتها المفعمة بالأفكار والعواطف- الفلسطينيين ومؤيديهم إلى تأسيس نقابات واتحادات تقيم علاقات شاملة مع مؤسسات المجتمع المدني في دول العالم، على أمل تأسيس حركة عالمية شبيهة "بالحركة الدولية لمقاومة الفصل العنصري"، وهي الحركة التي بدأت صغيرة في ثمانينات القرن الماضي، ولكنها ظلت مصممة على نضالها حتى أصبحت قوة شعبية كبيرة في العالم. وأكدت أن ما يجري الآن من تضامن شعبي وخصوصا في الجامعات الغربية مع فلسطين، قد يشكل لحظة تاريخية فارقة لتأسيس حركة عالمية لأجل فلسطين.

تتحدث باندور دائما عند لقائها لمجموعات من المجتمع المسلم في دول العالم كمسلمة وليس فقط كجنوب أفريقية. تقول إن مسلمي بلادها كان لهم دور كبير في النضال ضد الفصل العنصري، وإن كثيرا منهم كانوا من الرعيل الأول الذي رافق نيلسون مانديلا في رحلته الطويلة. وتشير إلى أهمية ما يقوم به المسلمون في العالم من عمل خيري لأجل فلسطين، ولكنها تدعوهم للانتباه لإنشاء مؤسسات فكرية لأجل فلسطين حول العالم، وعدم التركيز فقط على العمل الخيري.

بعد توجه جنوب أفريقيا إلى محكمة العدل الدولية ورفع دعوى ضد الاحتلال بتهمة ارتكاب إبادة جماعية، أصبحت هذه القضية "قضيتي الشخصية"، تقول باندور. تؤكد أنها تعرضت ولا تزال تتعرض للمضايقات والتهديد، بسبب دفاعها المستميت عن هذه القضية في بلادها وفي الخارج. "لا أخشى تهديداتهم، ولا أتخذ إجراءات لمواجهة هذه التهديدات.. هذه مشكلتهم وليست مشكلتي".

تنهي باندور حديثها عن فلسطين بالقول "أريد ان أتقاعد ولكنهم لا يتركوني فعل ذلك".

قد يتوقف البعض عن النضال عن فلسطين في خضم المجزرة المستمرة، ولكن ملايين الفلسطينيين والعرب والمسلمين وأحرار العالم، لن يتقاعدوا عن العمل لأجل فلسطين وقضيتها وشعبها. سيستمرون بأمل المناضل الذي سيرى انتصاره بعيني رفيقه، أو بأمل والدة باندور لرؤية حرية فلسطين في حياتهم.



سيستمرون أيتها المناضلة الجميلة، على الرغم من الاختلافات بين تجربة بلادك والتجربة الفلسطينية، إذ لم يتعرض السود في أفريقيا للتطهير العرقي، ولا للإبادة الجماعية، فيما تمارس دولة الاحتلال الإسرائيلي التطهير منذ النكبة، وقتلت في عدوانها الأخير على غزة حتى الآن أكثر من ضعف الواحد وعشرين ألف قتيل قضوا طوال النضال ضد الفصل العنصري في جنوب أفريقيا. مع ذلك، نحن على أمل أن نرى الحرية في حياتنا، وفي حياتك أيضا!

مقالات مشابهة

  • شولتس سيعقد لقاء مع الرئيس الصيني على هامش قمة مجموعة العشرين
  • النسيان: أداة الدماغ لتعزيز الذاكرة والتكيف مع التغيرات
  • "شهادة الزور واليمين الكاذبة والامتناع عن أداء الشهادة".. 3 جرائم هذه عقوبتها
  • تحذير عاجل من الأرصاد: نوة قوية تضرب البلاد خلال ساعات.. والقاهرة تحت تأثير ظاهرة جوية
  • الكاكاو والتوت البري.. 5 مشروبات تعزز الذاكرة والانتباه وقت المذاكرة
  • العرض الأول للفيلم الوثائقي مانديلا.. الليلة على شاشة «الوثائقية»
  • ظاهرة غريبة في سماء مدينة سوتشي الروسية.. يخوت تحوم فوق البحر
  • هيئة السكة الحديد: تركيب كاميرات بالجرارات لضبط راشقي القطارات بالحجارة
  • «السكك الحديدية» تعقد ندوة للتوعية بخطورة رشق القطارات بالحجارة في الزقازيق
  • الحرية في حياتنا.. فلسطين في عيون مسلمة ثورية من بلاد مانديلا