الأحلام عالم غريب يحتل اهتمام الكثيرين من باحثين ومفسرين ومهووسين بمعرفة رسائلها الخفية، ولا يزال العلم يذهلنا بحقائق جديدة مرتبطة بالأحلام أو يجيب عن بعض تساؤلاتنا لتكوين صورة أوضح عما ترسخت في أذهاننا عنها لسنواتٍ طويلة، خاصةً فيما يتعلق بمن يصعب علينا التواصل معهم لمعرفة ما يرونه أثناء النوم، مثل الأجنة حديثي العهد بالحياة.

 

تفسير الأحلام من الناحية العلمية

حلم كل إنسان مختلف عن الآخر فبالتالي تفسيره ينطبق عليه وحده، لذلك يقال إن الإنسان يوصف أحلامه؛ فمثلًا لو رأى شخص في نومه صديقًا له سيعتبره حلمًا جميلًا، أما إذا كان ذلك الصديق عدوًا لشخص آخر رآه في حلمه، سيعتبر ما رآه كابوسًا، علمًا بأن 95% من الأحلام يتم نسيانها؛ لأن الذاكرة تميل إلى التخلص من المشاعر التي تحملها الأحلام، حسب حديث الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية لـ«الوطن» مضيفًا أن 12% من الناس يرون أحلامهم باللونين الأبيض والأسود فقط، ويرجع ذلك إلى الحالة النفسية للإنسان التي تتحكم فيما يشاهده من أحلام.

 

هل الأحلام قاصرة على الإنسان؟

وتشير استشاري الصحة النفسية، إلى أنه من التصورات الخاطئة عن الأحلام هي الاعتقاد بأنها تخص الإنسان وحده ولا يمكن للمخلوقات غيره أن تحلم، لكن العديد من ملاحظات العلماء رصدت ردود أفعال على بعض الحيوانات أثناء النوم، مما يمثل دليلًا على أنها ترى مثل ما يراه الإنسان من أحلام، كذلك من الحقائق المذهلة أن فاقدي البصر يرون الأحلام على حدٍ سواء مع المبصرين، ومثلهم الأجنة في بطون أمهاتهم؛ إذ يرون الأحلام خلال الفترة ما بين الشهرين السابع والثامن عندما يتكون لديهم نوع من الإحساس يمكنهم من الشعور بما يدور حولهم والتقاط الأصوات القادمة من الخارج وكذلك رؤية الأحلام؛ نتيجة قضاء نسبة تتراوح بين 90 إلى 95% من أوقاتهم في النوم، متشابهين في ذلك بأجنة الأغنام التي اكتشف العلماء أنها تحلم مثل البشر.

الأحلام عند الأطفال

 

ثمة مؤشرات ترصد أن نصف الأوقات التي يقضيها الأطفال الرضع يرون خلالها الكثير من الأحلام، وتظل بعض مشاعر هذه الأحلام مرافقةً لهم بعد الاستيقاظ؛ فتجدهم يبحثون عن أمهاتهم وهم يبكون، وتختلف أحلام الصغار في كونها أكثر خياليةً من أحلام الكبار، وترتبط بالحيوانات والمخلوقات الغريبة بالنسبة إليهم، وبحسب الدكتور «وليد هندي» فأحلام الإناث تختلف عن الذكور خلال مرحلة الطفولة، فتجد الطفلة تحلم بالملابس والأشخاص وتكون مدة حلمها أطول مقارنةً بمدة حلم الطفل الذي غالبًا ما يحلم بالأغراض، مثل الكرة والدراجة.

وكلا النوعين يشتركان في نقطة معينة، وهي أن نصف أحلام طور الطفولة تكون مرتبطة بمشاعر الغضب؛ إذ يلجأ الطفل إلى التنفيس عن غضبه من الكبار بواسطة الأحلام التي ينسجها عقله الباطن.

الكوابيس وعلاقتها بالحالة النفسية للطفل

كثيرًا ما يتعرض الطفل إلى تجارب نفسية صعبة مثل إبعاده عن أمه خلال فترة الفطام والغيرة بين الأخوة، وغيرها من الضغوط التي تسبب مشاكل نفسية عميقة لديه، تظهر في صورة كوابيس تطارده عند النوم، ويتابع استشاري الصحة النفسية لـ«الوطن» أن هناك انعكاس بدني لما يراه الطفل في نومه، فإذا رأى نفسه يركض من حيوان مخيف ترى قدميه تتحرك كأنه يركض، ويجد الأطفال في أحلامهم متنفسًا لمشاعرهم السلبية فيثأرون لذواتهم، كأن يحلم الطفل بأنه يضرب المعلمة التي يكرهها لأنها ترهبه، أو في حالة الأب السلطوي يحدث إسقاط للمشاعر الدفينة ممثلة في محاولة الهروب منه وقد يعبر الحلم عن رغبة كأن يلعب بلعبة معينة أو يسافر إلى مكان بعيد.

 

كيف نتجنب آثار الأحلام السيئة على الأطفال

من الضروري أن يقف الوالدان على أسباب تعرض أطفالهم المتكرر للكوابيس، منعًا لتعرضهم إلى الاكتئاب والخوف الشديد والانفعالات المبالغ فيها، فالناس جميعهم يحلمون لكن نسبة 5% منهم فقط يرون الكوابيس بشكل متكرر، والإنسان في هذه الحالة قد يصاب فيما بعد بالخرف أو الزهايمر خاصةً إذا كان في منتصف العمر.

ويوصى باستشارة الطبيب النفسي في حالة تعرض الأطفال للتجارب النفسية السيئة، خوفًا من تعرضهم لنوبات الصرع، كما ينصح الدكتور وليد هندي بضرورة الحصول على قسط كافٍ من الراحة وتحديد ميعاد يومي للنوم لتجنب الكوابيس عند الأطفال، مع ضرورة توفير الشعور بالأمان لديهم من خلال منحهم بعض الألعاب التي يعانقونها عند النوم والاضاءة الخافتة والتقليل من الطعام والسوائل قبل النوم وتدعيم ثقة الطفل بنفسه.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الأحلام تفسير الأحلام أحلام الأطفال

إقرأ أيضاً:

وداعا مها صلاح… حكاءة اليمن ورائدة أدب الأطفال

يمن مونيتور/القدس العربي

فقد اليمن اليوم الاثنين، الكاتبة والقاصة مها صلاح (1978-2024)، التي توفيت في مقتبل العمر؛ لتترك تجربة متميزة في كتابة القصة القصيرة وأدب الطفل وإدارة الأنشطة المتعلقة بثقافة وإبداع الأطفال، من خلال مؤسستها «إبحار للطفولة». تتجلى الخسارة هنا في الرحيل المبكر لكاتبة كانت على قدر من الاختلاف السردي في الاشتغال على القصة القصيرة، والتي كانت تتكأ على خيال خصب وقاموس لغوي ثري على علاقة وثيقة بالشعرية العالية، التي كانت ترصع كتاباتها السردية بحلي وجواهر تعبيرية ذات جمال تحمله وتعبر عنه بإدهاش المعاني والصور والدلالات، وهي بذلك كانت تعزز من خصوصيتها كحكاءة ماهرة.

تلك الخصوصية عبّرت عن نفسها بوضوح في كتاباتها في أدب الطفل، الذي برزت فيه ضمن رائدات هذا المجال يمنيا، خاصة مسرح الطفل، كما برزت في جيلها كأحد أهم رموزه في الكتابة للأطفال إن لم تكن الأبرز، كما أن تجربتها الإدارية للأنشطة الثقافية من خلال مؤسستها «إبحار للطفولة والإبداع»، قدمتها كفاعلة ورقم مهم في مجال الإبداع للأطفال.

صدر لها عدد من الكتب السردية، وقصص الأطفال منها: «منار وأمنية في معرض الكتاب» نص مشترك صادر عن جمعية معرض صفاقس الدولية لكتاب الطفل تونس 2008، «كانت تأخذني التفاصيل» مجموعة قصصية صادرة عن دار أزمنة في الأردن 2010، «كيف أنام دون حكاية؟» نص للأطفال صادر عند دار الحدائق بيروت 2014، «الشجرة تثمر بسكويتا – مسرحية للأطفال» صادرة عن مؤسسة إبحار للطفولة والإبداع صنعاء 2015، «خطوط شذى» نص للأطفال صادر عن دار البنان في بيروت 2022، «الزهرة تعبر جدارها الأخير» مجموعة قصصية صادرة عن دار طوقان للنشر والحلول الرقمية 2023.

وفق سيرتها الذاتية، فقد بدأت كتابة ونشر القصص القصيرة منذ عام 1996. فازت بعدد من الجوائز منها المركز الأول في كتابة القصة القصيرة، ضمن مسابقة جامعة صنعاء لعام 1998، جائزة سيلسد من المركز الدولي للطفولة – الأردن عام 2015 لأفضل عشرة نصوص للأطفال في سن الروضة 4-6 عن نص «خطوط شذى». برزت في إدارة النشاط الثقافي من خلال تأسيس وإدارة مؤسسة إبحار للطفولة والإبداع منذ عام 2004، حصلت على الماجستير في التسويق من الأكاديمية العربية للعلوم المالية والمصرفية في عام 2016، كما كانت تشغل موقعا وظيفيا في بنك التسليف التعاوني الزراعي في صنعاء.

نعاها اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، واعتبر رحيلها خسارة مبكرة للمشهد الثقافي اليمني. وأكد البيان أن مها صلاح قدّمت، خلال تجربتها الأدبية، إصدارات على قدر كبير من الاختلاف النوعي، سواء ما يتعلق بالقصة القصيرة، التي برزت ضمن أهم أصواتها وعلاماتها النسوية ذات الحضور الكبير، أو على صعيد كتاباتها وأنشطتها المختلفة في خدمة أدب الطفل، سواء من خلال إصداراتها النوعية، أو من خلال برامج مؤسسة إبحار للطفولة. كما نعتها إدارة جائزة حزاوي لأدب الطفل، وعزت أحباءها «الذين تركت لهم رصيدا من الابتسامات والأمل عبر مؤسستها للطفولة «إبحار» ومشروعها القصصي في أدب الطفل».

مدونون يمنيّون كُثر على منصات التواصل الاجتماعي أعربوا عن الفقد الكبير، الذي خلفه رحيلها، لاسيما وهي في مقتبل العمر وفي أوج عمرها الإبداعي. قال الصحافي علي سالم:» كانت تأخذها التفاصيل في الكتابة والحياة، وها هو الموت يخطفها بشكل صدم محبيها وقراءها. مها ناجي صلاح التي كتبت للكبار والصغار برقة ودفء، ها هي ترحل بصمت تاركة لدغة حزن تعض قلوبنا».

فيما كتب السارد منير طلال: «رحلت مها صلاح غادرت دنيانا، مرت بحياتنا كطيف لطيف وجميل. كانت مفعمة بالحيوية والطيبة، غادرت هذه الحياة تاركة فراغا كبيرا عند كل من عرفها. بعد أن قدمت الكثير من الأعمال القصصية، أخلصت في حياتها لأدب الطفل، فأسست مؤسسة «أبحار للطفولة»، وأصدرت عددا من الإصدارات الموجهة للأطفال. وكانت تسعى للنشاط عبر إصدار مؤلفاتها إلكترونيا على اليوتيوب، مزودة بالرسوم والتعليق الصوتي».

أما الكاتب هائل المذابي؛ فأثنى على تجربتها في مسرح الطفل، معتبرها رائدة يمنية في هذا المجال، قائلا: «تحدثت كثيرا عن أنشطة مؤسسة إبحار التي ترأسها الأستاذة مها صلاح رحمها الله وأسكنها فسيح جناته، وهي رائدة وتكاد أن تكون الوحيدة في اليمن المتخصصة في مجال أدب ومسرح الطفل، وبالتحديد في مجال فنون الدمى والعرائس في أكثر من محتوى أنتجته».

موقع «يمن فيوتشر» المحلي نقل عن مصدر في أسرة مها صلاح لم يسمه، قوله إن الأسرة طالبت بتشريح الجثة لمعرفة سبب الوفاة.

 

مقالات مشابهة

  • لماذا يولد بعض الأطفال بشعر كثيف؟
  • مصرع طالبة بقرص حفظ الغلال لسوء حالتها النفسية بمركز طهطا بسوهاج
  • العلاج بالفنون.. دواء جديد لدعم الأطفال النازحين
  • أسباب تكرار دخول الحمام أثناء الليل
  • وداعا مها صلاح… حكاءة اليمن ورائدة أدب الأطفال
  • طبيب البوابة: كيف نتعامل مع الطفل الخجول ونعالجه؟
  • "عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
  • يضر خلايا المخ.. احذر ارتداء الشراب أثناء النوم وإليك أفضل البدائل
  • لسوء حالتها النفسية.. مصرع طالبه بقرص حفظ الغلال بمركز طهطا بسوهاج
  • المنتدى السادس للشبكة العالمية للأديان يطلق "نداء أبوظبي" لحماية الطفل