“لا شيء نأكله حتى علف الحيوانات نفد”.. أهل شمال غزة يئنون
تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT
المناطق_متابعات
دخلت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يومها الثالث والأربعين بعد المئة، فيما تتفاقم الأزمة الإنسانية بشكل متسارع وخطير، حيث قدر برنامج الأغذية العالمي أن أكثر من ربع سكان غزة استنفدوا إمداداتهم الغذائية وسط تحذيرات من أن 90 في المئة من الأطفال يعانون سوء التغذية.
ورغم أن الوضع يزداد مأساوية في مختلف محافظات القطاع في ظل نقص المواد الغذائية وشح المياه النظيفة والخدمات الطبية، إلا أن معاناة سكان الشمال مضاعف.
حيث لا يحصل قرابة 800 ألف فلسطيني على أي مساعدات ويواجهون شبح المجاعة حتى أن كثيرين منهم لجأوا إلى طحن علف الحيوانات للحصول على دقيق للبقاء على قيد الحياة.
حتى العلف ينفدلكن حتى مخزونات تلك الحبوب تتضاءل الآن.
وفي السياق، قال المواطن محمد الغول وقد بدت مظاهر الإرهاق على وجهه “تعبنا، وكل ذلك بدا واضحا على أجسادنا.” وأردف “نفدت الحبوب ونفد الطحين والأرز، حتى أعلاف الحيوانات لم يبق منها شيء”. وتساءل محبَطا “ماذا نفعل أمام كل أساليب القتل التي تُمارس بحقنا.. قتل وتجويع وتدمير وحصار وبرد؟ هذا جزء بسيط مما نعيشه في شمال غزة”.
ولم يكن حديث أبو علاء، وهو من سكان مدينة غزة، مختلفا إذ قال “لم يعد هناك أي شيء نأكله. نحن يمكن أن نصبر على الجوع، لكن ماذا نقول لأطفالنا الذين يمضي يوم ويومان وهم على وجبة طعام واحدة؟ إن لم نفقدهم بسبب القصف سنفقدهم بسبب الجوع. ما الذي ينتظره العالم ليتحرك؟”.
“بِدنا ناكل”بدورها أكدت إيمان عبيد أن الحياة لم تعد تحتمل. وقالت “لم يعد لدينا دقيق أو طعام، ونلجأ إلى طحن العلف لنخبزه ونطعم أطفالنا. تعبنا”. وتابعت قائلة “حتى الأرز الذي تناولناه لفترة طويلة ارتفع سعره الآن لخمسة أضعاف ما كان عليه قبل الحرب ولم نعد قادرين على شرائه، ودقيق القمح مفقود، حتى دقيق الذرة والشعير ارتفع سعره رغم أن طعمه سيء. أصبحنا نأكل ما لا تأكله الحيوانات”.
أما الطفل أحمد أبو عودة، فكانت أكبر أمنياته أن يأكل كبقية أطفال العالم.و قال “أنا مريض كلى وأحتاج لطعام وعلاج. لا يوجد أي شيء. لا أريد أن أموت من الجوع. تمر أيام وأنا على وجبة طعام واحدة”. وأضاف “تعبت.. بِدنا ناكل”.
وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة قد حذر من أن المجاعة تستفحل في القطاع بشكل عام، وفي الشمال وغزة بشكل خاص، وحذر من كارثة قد يذهب ضحيتها مئات الآلاف من الأطفال والنساء.
فيما أكد المتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة رائد النمس تسجيل وفيات بين الأطفال وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة نتيجة الجوع وعدم الحصول على غذاء.
كما أوضح في حديث لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) “أن متوسط دخول الشاحنات كان ما بعد التهدئة بفترة 80 شاحنة، وكنا نطالب بزيادة عددها لتتناسب مع الوضع المأساوي وحجم الأضرار، لكن تم تقليصها وخلال الفترة الأخيرة تراجع أعداد الشاحنات بشكل كبير
إلى ذلك، أشار إلى أن ما يزيد من صعوبة الوضع الإنساني في شمال القطاع عمليات التفتيش التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي وكذلك التحكم بالكميات والنوعيات التي تدخل. وقال النمس إنه في بعض الأيام يدخل أقل من 30 شاحنة مساعدات، وفي بعض الأيام لا تدخل أي شاحنات إلى مناطق الشمال وغزة وفقا لـ “العربية”.
شبح المجاعةبدوره شدد المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) كاظم أبو خلف أن الوضع في القطاع من سيء إلى أسوأ على الأصعدة كافة، مشيرا إلى أن المستشفيات لا تعمل كما يجب وأنه لا يعمل سوى ما بين ستة أو سبعة من أصل 22 مركزا طبيا وصحيا تابعة للأونروا. وأضاف “في الشمال وغزة الوضع مأساوي، ولا معلومات محدَّثة من هناك، فالوصول لهذه المناطق أصبح تحديا كبيرا وكل المعطيات تشير إلى بدء ظهور شبح المجاعة في هذه المناطق”
كما أكد أن “ما يصل من مساعدات ليس كافيا، وما بين يناير وفبراير كانت هناك 61 محاولة لادخال المساعدات للشمال لكن لم تنج سوى 12 مرة فقط وبكميات ليست كافية”.
وكانت الأمم المتحدة حذرت مرارا في السابق من أن شبح المجاعة بات يهدد القطاع، لاسيما بعد تعليق الأونروا عملية دخول المساعدات إلى الشمال بسبب الغارات والقصف الإسرائيلي.
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: مستشفيات غزة شبح المجاعة
إقرأ أيضاً:
مؤسسة “آكشن إيد”: الفلسطينيون في غزة يواجهون صعوبة في البقاء على قيد الحياة
يمانيون../
أكدت مؤسسة “آكشن إيد” الدولية”، إن الفلسطينيين في قطاع غزة يواجهون صعوبة كبيرة في البقاء على قيد الحياة، إذ يقتات العديد منهم على أقل من رغيف خبز واحد يوميًا، بسبب نقص الغذاء الحاد الذي أجبر المخابز والمطابخ المجتمعية (التكايا) على الإغلاق.وقالت في بيان صادر عنها، اليوم السبت، أن العديد من الأسر تعتمد على المطابخ المجتمعية كأمل وحيد للحصول على وجبة واحدة في اليوم، إلا أن بعض هذه المطابخ اضطرت الآن إلى إغلاق أبوابها، ما ترك الناس بلا أي مصدر يلجأون إليه في ظل محدودية المساعدات إلى غزة نتيجة القيود التي تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل خيالي.
وأشارت المؤسسة، إلى أنه لا تعمل في غزة سوى أربعة مخابز يديرها برنامج الأغذية العالمي، كما أن الطلب كبير للغاية جعل الناس يضطرون للبدء في الاصطفاف منذ الساعة الثالثة صباحًا أمام المخابز وشاحنات الطحين في محاولة لتأمين حصتهم.
ولفتت إلى أن سعر كيس الطحين الذي يزن 25 كغم يصل إلى نحو 1000 شيقل في دير البلح، وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) في شمال غزة.
وتابعت: تم قطع الإمدادات الغذائية لنحو 75,000 مواطن تقريبا بشكل كامل لأكثر من 70 يومًا في شمال قطاع غزة، كما أن الأطباء والمرضى في مستشفى العودة في شمال غزة يعيشون على وجبة واحدة فقط يوميا.
وشددت المؤسسة، على أن الجوع وسوء التغذية في شمال غزة يتزايدان بسرعة، وأن عتبة المجاعة قد تم تجاوزها بالفعل، ورغم ذلك، لم تصل المساعدات إلا بشكل محدود للغاية إلى المنطقة.
وأكدت، أنه مع استمرار الاحتلال في قصف قطاع غزة بأكمله، أصبح مجرد الخروج للبحث عن طعام لأفراد العائلة يعني المخاطرة بحياة الأفراد، ففي في الأول من الشهر الجاري، استشهد 13 مواطنا وأُصيب 30 آخرون في غارة جوية شنها الاحتلال بينما كان مواطنون ينتظرون استلام طرود غذائية.
وقالت مسؤولة التواصل والمناصرة في المؤسسة، ريهام جعفري “مع استمرار استخدام التجويع كسلاح حرب في غزة، يصبح من الصعب أكثر فأكثر على الناس الحصول على ما يكفي من الطعام لإبقائهم على قيد الحياة. شركاؤنا والعاملون في المجال الإنساني يبذلون قصارى جهدهم لتأمين طرود غذائية ووجبات ساخنة حيثما أمكن، ولكن مع الإمدادات المحدودة للغاية التي يُسمح بدخولها، أُجبرت حتى المطابخ المجتمعية على إغلاق أبوابها”.
وأضافت: مع عدم وجود مكان آمن في غزة، يواجه الناس خيارا مأساويا: إما الموت جوعا، أو المخاطرة بالتعرض للقتل، أو الإصابة أثناء انتظارهم في طوابير الطعام، لا يمكن للعالم أن يواصل المشاهدة بصمت بينما يذبل سكان غزة، إن وقف إطلاق النار الدائم هو السبيل الوحيد لضمان وصول المساعدات بأمان إلى أكثر من مليوني شخص محتاج ومنع حدوث مجاعة واسعة النطاق.