موقع النيلين:
2025-01-05@10:56:24 GMT

الاتجاه الخطر

تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT


قد يكون تصويت المجر الذى يقودها زعيم يمينى متطرف ضد وقف إطلاق النار فى غزة له أكثر من دلالة، خاصة أنها الدولة الأوروبية الوحيدة بين دول الاتحاد الأوروبى الـ٢٧ التى اتخذت هذا الموقف.

والحقيقة أن المجر مثل الأرجنتين فى ظل رئيسها الجديد، الذى أعلن نقل سفارة بلاده إلى القدس، ولم يُدِنْ الجرائم الإسرائيلية، ومثل البرازيل فى عهد رئيسها السابق بولسونارو وأمريكا فى عهد ترامب تعزف نفس اللحن المتطرف بفرقة موسيقية مختلفة.

هذا الاتجاه الذى تعاطف معه البعض واعتبره «حائط صد» وهميًّا أمام الأفكار الديمقراطية اكتشف أن الأحزاب الليبرالية واليسارية التى تدافع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان فى العالم ليس من أولوياتها حاليًا نشر أفكارها فى البلدان الأخرى، وخاصة العالم العربى.

فالأوهام التى تصورها البعض مع مجىء الديمقراطيين لحكم أمريكا بأنهم سيتدخلون فى شؤون مصر وبلدان أخرى اكتشفوا أنه ليس من أولوياتهم نشر الديمقراطية، التى ثبت أنها خيارات تخص الشعوب ولا تُفرض من الخارج، كما أنهم امتلكوا معايير مزدوجة فى الدفاع عن حقوق الإنسان، فدافعوا عن حقوق المدنيين الإسرائيليين، ونسوا حقوق ٣٠ ألف فلسطينى، معظمهم أطفال ونساء تعمد قتلهم الجيش الإسرائيلى فى غزة.

ومع ذلك يظل هناك فارق كبير بين أحزاب وتيارات ليبرالية ويسارية غربية تدافع عن مصالح شعوبها ولا يُعوَّل عليها فى بناء الديمقراطية فى بلادنا لأنها مسؤولية شعوبنا ونخبنا ونظمنا الحاكمة وبين أحزاب عنصرية تكره وتتعالى على كل مَن هو خارج الحضارة الغربية البيضاء.

أنصار هذه التيارات فى أمريكا وأوروبا والهند وأمريكا الجنوبية هم أكثر الناس تعصبًا وعنصرية، هم يرفضونك ليس فقط لأنك عربى أو مسلم، إنما لأنك لست أمريكيًّا أبيض، ويعتبرون كل مَن هو خارج هذا «العرق» فى مرتبة أقل سواء كان مكسيكيًّا أو آسيويًّا، وقبلهما بالطبع الأفارقة أصحاب البشرة السمراء.

يجب ألا يتصور أحد أن عودة ترامب إلى الحكم ستكون حلًّا لأى قضية تخصنا، فالرجل لم تكن فقط علاقته سيئة بالمسلمين، إنما بالجميع، ويكفى أنه بنى جدارًا عازلًا فصله عن المكسيك، فى مشهد لم يحدث إلا فى بلد واحد، هو دولة الاحتلال الإسرائيلى.

مَن تبقى من أنصار هذا الاتجاه فى العالم العربى اكتشفوا أنه لو كان يحكم أمريكا أو عاد لحكمها مع ترامب فلن يقول كلمة واحدة ضد إسرائيل، ولن يتوسط من أجل هدنة إنسانية، إنما سيدعمها من أجل إتمام القتل والتهجير، وهو بالقطع خيار أسوأ من خيار الإدارة الحالية، التى ترفض بعض الممارسات قولًا ويرفض بعض المنتمين إلى تيارها، وبشكل قاطع، الممارسات الإسرائيلية، ويبقى الجزء الباقى يخصنا، وهو أن نكون فى وضع أقوى يجعلنا نفرض على أى إدارة غير متطرفة مصالحنا، وقبلها حياة شعوبنا فى غزة وفى أى مكان.

عمرو الشوبكي – المصري اليوم

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

ترامب: أمريكا هي “أضحوكة” العالم

هاجم دونالد ترامب السلطات الأمريكية ورئاسة جو بايدن، الذي يعتبره مسؤولا عن هجوم الدهس. الذي وقع أمس الأربعاء في نيو أورليانز.

ويعتقد الرئيس المستقبلي للولايات المتحدة، على شبكته الاجتماعية تروث سوشال. أن بلاده أصبحت اليوم كارثة وأضحوكة العالم أجمع.

وكتب في تدوينة ثانية أيضًا على موقع Truth Social: “إن بايدن أسوأ رئيس في تاريخ أمريكا.

وبعد ساعات قليلة من الهجوم الذي خلف 14 قتيلاً على الأقل في عاصمة لويزيانا. أشر دونالد ترامب بأصابع الاتهام إلى الهجرة غير الشرعية.

وكان مرتكب الهجوم المزعوم جنديًا قديمًا في الجيش الأمريكي يبلغ من العمر 42 عامًا، وقد حصل على أوسمة لخدماته.

ومواصلة لهجماته على رئاسة بايدن، يرى دونالد ترامب أن “وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي والولاية الديمقراطية (لويزيانا). والمدعين العامين المحليين لم يقوموا بعملهم”.

مقالات مشابهة

  • كريمة أبو العينين تكتب: الفن والشعب
  • أنشودة البساطة.. محمود حامد يكتب: في حب يحيى حقي
  • بشرى لـ«الوفد»: فيلم «آخر الخط» رحلة فانتازية عبر أسرار الخطايا السبع
  • بين تحدٍ وإنجاز وإخفاق ٢٠٢٤.. صمود انتفاضة الأقصى
  • النموذج السورى
  • المستريحة تتصدر تريند توتير بـ السعودية
  • الحياة الحزبية.. فى مصر
  • مصطفى قمر: فخور بالوقوف لأول مرة على خشبة البالون
  • ترامب: أمريكا هي “أضحوكة” العالم
  • ممدوح عباس ينهى أزمة تجديد عقد "زيزو" مع الزمالك