قد يكون تصويت المجر الذى يقودها زعيم يمينى متطرف ضد وقف إطلاق النار فى غزة له أكثر من دلالة، خاصة أنها الدولة الأوروبية الوحيدة بين دول الاتحاد الأوروبى الـ٢٧ التى اتخذت هذا الموقف.
والحقيقة أن المجر مثل الأرجنتين فى ظل رئيسها الجديد، الذى أعلن نقل سفارة بلاده إلى القدس، ولم يُدِنْ الجرائم الإسرائيلية، ومثل البرازيل فى عهد رئيسها السابق بولسونارو وأمريكا فى عهد ترامب تعزف نفس اللحن المتطرف بفرقة موسيقية مختلفة.
هذا الاتجاه الذى تعاطف معه البعض واعتبره «حائط صد» وهميًّا أمام الأفكار الديمقراطية اكتشف أن الأحزاب الليبرالية واليسارية التى تدافع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان فى العالم ليس من أولوياتها حاليًا نشر أفكارها فى البلدان الأخرى، وخاصة العالم العربى.
فالأوهام التى تصورها البعض مع مجىء الديمقراطيين لحكم أمريكا بأنهم سيتدخلون فى شؤون مصر وبلدان أخرى اكتشفوا أنه ليس من أولوياتهم نشر الديمقراطية، التى ثبت أنها خيارات تخص الشعوب ولا تُفرض من الخارج، كما أنهم امتلكوا معايير مزدوجة فى الدفاع عن حقوق الإنسان، فدافعوا عن حقوق المدنيين الإسرائيليين، ونسوا حقوق ٣٠ ألف فلسطينى، معظمهم أطفال ونساء تعمد قتلهم الجيش الإسرائيلى فى غزة.
ومع ذلك يظل هناك فارق كبير بين أحزاب وتيارات ليبرالية ويسارية غربية تدافع عن مصالح شعوبها ولا يُعوَّل عليها فى بناء الديمقراطية فى بلادنا لأنها مسؤولية شعوبنا ونخبنا ونظمنا الحاكمة وبين أحزاب عنصرية تكره وتتعالى على كل مَن هو خارج الحضارة الغربية البيضاء.
أنصار هذه التيارات فى أمريكا وأوروبا والهند وأمريكا الجنوبية هم أكثر الناس تعصبًا وعنصرية، هم يرفضونك ليس فقط لأنك عربى أو مسلم، إنما لأنك لست أمريكيًّا أبيض، ويعتبرون كل مَن هو خارج هذا «العرق» فى مرتبة أقل سواء كان مكسيكيًّا أو آسيويًّا، وقبلهما بالطبع الأفارقة أصحاب البشرة السمراء.
يجب ألا يتصور أحد أن عودة ترامب إلى الحكم ستكون حلًّا لأى قضية تخصنا، فالرجل لم تكن فقط علاقته سيئة بالمسلمين، إنما بالجميع، ويكفى أنه بنى جدارًا عازلًا فصله عن المكسيك، فى مشهد لم يحدث إلا فى بلد واحد، هو دولة الاحتلال الإسرائيلى.
مَن تبقى من أنصار هذا الاتجاه فى العالم العربى اكتشفوا أنه لو كان يحكم أمريكا أو عاد لحكمها مع ترامب فلن يقول كلمة واحدة ضد إسرائيل، ولن يتوسط من أجل هدنة إنسانية، إنما سيدعمها من أجل إتمام القتل والتهجير، وهو بالقطع خيار أسوأ من خيار الإدارة الحالية، التى ترفض بعض الممارسات قولًا ويرفض بعض المنتمين إلى تيارها، وبشكل قاطع، الممارسات الإسرائيلية، ويبقى الجزء الباقى يخصنا، وهو أن نكون فى وضع أقوى يجعلنا نفرض على أى إدارة غير متطرفة مصالحنا، وقبلها حياة شعوبنا فى غزة وفى أى مكان.
عمرو الشوبكي – المصري اليوم
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
قرية البصيرة بالعامرية بلا خدمات
تعانى قرية البصيرة بغرب الإسكندرية من إهمال كبير فى الصرف الصحى ويبلغ عدد السكان نحو 10 آلاف نسمة على حدود المحافظة، ولا يفصلها عن حى العامرية، سوى عدة كيلومترات، هناك يتابع المواطنون بشغف أخبار مبادرة «حياة كريمة»، وينتظرون إدراجهم فى المبادرة، لتتحقق فى مناطقهم التنمية الشاملة، بالقضاء على الفقر الذى يشوه تلك القرى العريقة، ويحرمها الحق فى حياة كريمة لجميع مواطنيها، والعمل على رفع كفاءة الكثير من منازل الغلابة والفقراء، وتركيب الأسقف لتحميهم من برد الشتاء القارس وهطول الأمطار، ومد وصلات المياه وتوصيل شبكات الصرف الصحى «الذى طال انتظاره».
وكشف محارب حسين عوض، رئيس لجنة العامرية بحزب الوفد قرية البصرة الأهالى تعانى من مشكلات عديدة وأهمها الطريق غير الممهد وخاصة فى فصل الشتاء السكان يعانون من أزمة فى الوصول إلى منازلهم عقب عودتهم من العمل، لانعدام الخدمات بالقرية مما يتسبب إلى عدم استطاعة دخول سيارات الإسعاف إلى المرضى بالقرية خاصة أن القرية لم يوجد بها وحدات صحية مما يلجأ المريض إلى مستشفى العامرية، وتعانى أيضاً القرية من كثافة الفصول العالية فى جميع المراحل التعليمية، كما أنهم لم يجدوا وسائل مواصلات لنقلهم داخل المدارس وخاصة فى فصل الشتاء نظرا لغرق القرية بالأمطار، كما تعانى القرية من مشكلة النظافة وانتشار القمامة مما يتسبب فى انتشار الأمراض بين السكان، لذلك نطالب المسئولين بعمل طريق يخدم أهالى القرية وربط القرية بمنطقة العامرية.
وأشار «محارب» إلى مشكلة القرية الرئيسية، التى تهدد حياتهم هى مياه الشرب التى لا يستطيعون الاستغناء عنها، بخلاف ضعف مياه الشرب التى لا تصل إلا فى أوقات غريبة تجعلنا نضطر إلى انتظارها بعد منتصف الليل، فإنها تصل فى معظم الأيام مختلطة بمياه الصرف الصحى الذى يهددهم بالأمراض المزمنة، بسبب مرور ماسورة مياه الشرب بطول مصرف الصرف الزراعى الذى قام بعض الأهالى بصرف مخلفات منازلهم فيه.
وأضاف رئيس لجنة العامرية بحزب الوفد أن القرية لا يوجد بها وحدة صحية، الأمر الذى يجعل المريض يضطر إلى الذهاب لمستشفى العامرية المركزى لتلقى العلاج اللازم، بالإضافة إلى أن الطرق المتهالكة أدت إلى صعوبة دخول أى وسيلة مواصلات داخل القرية لخدمة الأهالى، مما زاد من معاناتهم، خاصة فى حالة تعرض أحد الأهالى لحادث.
وأضاف أن لجنة العامرية رصدت أهم المشكلات التى تواجه أهالى القرية، سواء الطرق المتهالكة أو غرق أبنائها فى الصرف الزراعى، وشكا سكان «قرية البصرة» من عدم وجود إنارة كافية بالشوارع، وتهالك الأعمدة وعدم تغييرها منذ سنوات، فضلا عن انتشار المخلفات والقمامة فى الشوارع وعدم جمعها بانتظام وتكدس مياه الصرف الصحى فى مستنقعات بسبب خلل شبكات الصرف الصحى، ما يتسبب فى كارثة ستودى بحياة أهالى القرية، الذين انتقدوا اختفاء دور الجهات المختصة لعدم إدراج القرية داخل حياة كريمة حتى الآن.