موقع النيلين:
2025-02-11@22:46:40 GMT

الاتجاه الخطر

تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT


قد يكون تصويت المجر الذى يقودها زعيم يمينى متطرف ضد وقف إطلاق النار فى غزة له أكثر من دلالة، خاصة أنها الدولة الأوروبية الوحيدة بين دول الاتحاد الأوروبى الـ٢٧ التى اتخذت هذا الموقف.

والحقيقة أن المجر مثل الأرجنتين فى ظل رئيسها الجديد، الذى أعلن نقل سفارة بلاده إلى القدس، ولم يُدِنْ الجرائم الإسرائيلية، ومثل البرازيل فى عهد رئيسها السابق بولسونارو وأمريكا فى عهد ترامب تعزف نفس اللحن المتطرف بفرقة موسيقية مختلفة.

هذا الاتجاه الذى تعاطف معه البعض واعتبره «حائط صد» وهميًّا أمام الأفكار الديمقراطية اكتشف أن الأحزاب الليبرالية واليسارية التى تدافع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان فى العالم ليس من أولوياتها حاليًا نشر أفكارها فى البلدان الأخرى، وخاصة العالم العربى.

فالأوهام التى تصورها البعض مع مجىء الديمقراطيين لحكم أمريكا بأنهم سيتدخلون فى شؤون مصر وبلدان أخرى اكتشفوا أنه ليس من أولوياتهم نشر الديمقراطية، التى ثبت أنها خيارات تخص الشعوب ولا تُفرض من الخارج، كما أنهم امتلكوا معايير مزدوجة فى الدفاع عن حقوق الإنسان، فدافعوا عن حقوق المدنيين الإسرائيليين، ونسوا حقوق ٣٠ ألف فلسطينى، معظمهم أطفال ونساء تعمد قتلهم الجيش الإسرائيلى فى غزة.

ومع ذلك يظل هناك فارق كبير بين أحزاب وتيارات ليبرالية ويسارية غربية تدافع عن مصالح شعوبها ولا يُعوَّل عليها فى بناء الديمقراطية فى بلادنا لأنها مسؤولية شعوبنا ونخبنا ونظمنا الحاكمة وبين أحزاب عنصرية تكره وتتعالى على كل مَن هو خارج الحضارة الغربية البيضاء.

أنصار هذه التيارات فى أمريكا وأوروبا والهند وأمريكا الجنوبية هم أكثر الناس تعصبًا وعنصرية، هم يرفضونك ليس فقط لأنك عربى أو مسلم، إنما لأنك لست أمريكيًّا أبيض، ويعتبرون كل مَن هو خارج هذا «العرق» فى مرتبة أقل سواء كان مكسيكيًّا أو آسيويًّا، وقبلهما بالطبع الأفارقة أصحاب البشرة السمراء.

يجب ألا يتصور أحد أن عودة ترامب إلى الحكم ستكون حلًّا لأى قضية تخصنا، فالرجل لم تكن فقط علاقته سيئة بالمسلمين، إنما بالجميع، ويكفى أنه بنى جدارًا عازلًا فصله عن المكسيك، فى مشهد لم يحدث إلا فى بلد واحد، هو دولة الاحتلال الإسرائيلى.

مَن تبقى من أنصار هذا الاتجاه فى العالم العربى اكتشفوا أنه لو كان يحكم أمريكا أو عاد لحكمها مع ترامب فلن يقول كلمة واحدة ضد إسرائيل، ولن يتوسط من أجل هدنة إنسانية، إنما سيدعمها من أجل إتمام القتل والتهجير، وهو بالقطع خيار أسوأ من خيار الإدارة الحالية، التى ترفض بعض الممارسات قولًا ويرفض بعض المنتمين إلى تيارها، وبشكل قاطع، الممارسات الإسرائيلية، ويبقى الجزء الباقى يخصنا، وهو أن نكون فى وضع أقوى يجعلنا نفرض على أى إدارة غير متطرفة مصالحنا، وقبلها حياة شعوبنا فى غزة وفى أى مكان.

عمرو الشوبكي – المصري اليوم

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

«لا» للتهجير

 

صرخة المثقفين فى وجه العالم

لا شىء يعلو فوق الصمود.. لا صوت، لا فعل، لا انبهار، ولا حتى صراخ أو عويل.. وحده الشعب الأبى يقاوم ينتفض... ويتألم..

يستمع إلى مهاترات ومخططات الأبالسة فينظر إلى المدى نظرة ازدراء، أى عالم هذا الذى يعقد فوق جثث الأطفال والعجائز والنساء صفقة مشبوهة؟ أى عالم هذا الذي

يصم الآذان عن ارتعاد أوصال الرضع تحت سياط البرد ويغمض الأعين عن ذبائح ترتكب؟ ثم لا يعنيه بعدها إن نزعت من الفلسطينيين آخر وريقات الأمل وسُلمت الأرض إلى مغتصبيها أم لم تسلم.

وحدها مصر تقف وسط المعركة تصدح بالرفض، يعلو رفضها فوق أى رفض، وكأن القضية صارت قضيتها هى.. لا تهجير، لا سبيل للتنازل عن الأرض لحفنة من المغتصبين، ولا سبيل لعقد أى صفقات أيا كانت..

فها هى القيادة السياسية المصرية تؤكد على رفضها إخلاء قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين منه، مؤكدة على ضرورة إعادة إعمار القطاع.

والواقع أنه منذ نكسة 1967، حاولت إسرائيل مرارًا فرض واقع جديد فى الأراضى المحتلة، بما فى ذلك تهجير الفلسطينيين إلى خارج وطنهم، لكن مصر كانت دائمًا فى طليعة الرافضين لهذه المحاولات. ورغم الضغوط الدولية والإقليمية، لم تتغير المواقف المصرية الرافضة لأى مشروع لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء أو غيرها من الدول العربية، وذلك انطلاقًا من مبدأ ثابت يؤكد حق الفلسطينيين فى أرضهم.

ولأن الشعب المصرى دوما على قلب رجل واحد، فإن كافة قطاعاته ترفض رفضا باتا ما يسمى بالتهجير، وتعبر عن ذلك الرفض بشتى الوسائل، ولا أشد تعبيرا فى الرفض من قوانا الناعمة، مثقفين وفاعلين فى المجتمع المصرى، تصرخ أقلامهم بالرفض ويشهرون مواقفهم فى وجه العالم..

ولأن مصر والعالم العربى بصدد موقف تاريخى لا يمكن إغفاله، فكان ضروريا تسجيل ذلك الموقف والجهر به؛ لذا ارتأينا أن نفرد صفحات الوفد لنستعرض معا مواقف مثقفينا وآراءهم ضد المحاولات المغرضة لتصفية القضية الفلسطينية والقضاء عليها بما يسمى بالتهجير...

*د.كرمة سامي: يجب ألا نقع فى نفس الفخد.كرمة سامي

بداية تقول الدكتورة كرمة سامى، مدير المركز القومى للترجمة:

تهجير، إزاحة، نقل.. كتبت قائمة طويلة من المفردات جمعتها من وسائل الإعلام، نفس اللعبة القبيحة، تلك المصادر فى اللغة الإنجليزية كرات فى يد مهرج فى السيرك يتلاعب بها ويظن أنه صاحب القرار، بينما الشعوب هى التى تحدد مصيرها، خاصة عندما تقدم الآلاف من الشهداء ولا تتنازل عن أرضها، وصمودها هو الذى منع ضياع القضية رغم الكبوات.

وتضيف د. كرمة قائلة: علينا ألا نصدق وألا ننصدم أو نتفاجأ، كلما صدر بيان أو تصريح غير مسئول.. لقد أعطى من لا يملك لمن لا يستحق مرة أخرى، وسيعيد الكرة مرات ومرات طالما الشعب صامد.. أكثر من ثمانين عاما ولم يحسم الصراع على الأرض. جاءوا بأسلحتهم ومرتزقتهم وحاصروا القرى وأعدموا الرجال وبقروا بطون النساء وبقيت القضية حية والشعب متشبثًا بالأرض.

سيظل المحتل الغاصب على غيه، يعتدى بالسلاح وبالكلمة والحرب النفسية، ودورنا ألا نقع فى نفس الفخ، لن يصبح الذئب نباتيًا فجأة! ولهذا لا أنسى «التلوث اللغوى» الذى حذرنا منه مريد البرغوثى ويروج له الكيان الغاصب ليمحو الشعب والأرض من قاموس المفردات. اسمها فلسطين، واسمهم فدائيون، وشهداء، ومجاهدون، وأطفالهم اليوم هم غد هذا الوطن وفخر لأمّتهم العربية.

وتختتم د.كرمة سامى حديثها معنا بقولها:

أملى، أن نحفاظ على كرامة هذه الأمة، ونظل على موقفنا شعوبا وحكاما، ألا نحيد عن سلاح المقاطعة الاقتصادية، ونتمثل الآية الكريمة من سورة آل عمران: «يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورَابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون.» (42)

* سلوى بكر: مصر شعبا ودولة ترفض التهجيرسلوى بكر

بينما تؤكد الروائية والكاتبة سلوى بكر أن الدولة المصرية أدارت مسألة غزة منذ السابع من أكتوبر وقت اندلاعها باقتدار شديد وحتى الوقت الراهن، فقد كانت حريصة طوال الوقت على عدم تصفية القضية الفلسطينية بأى شكل من الأشكال وهى مصرة على حل الدولتين ودعم الشعب الفلسطينى.

وتضيف الروائية سلوى بكر قائلة: وعموما فإن التهجير مرفوض تماما، وهذا موقف الشعب المصرى وليس موقف الدولة المصرية فقط، ومصر تسعى لإعادة إعمار غزة وعودة أهلها إلى أماكنهم.

*أحمد سويلم: التهجير يعنى تصفية القضية الفلسطينيةأحمد سويلم

بينما يرى الشاعر أحمد سويلم أن هذا الموضوع له أبعاد كثيرة، فالتهجير يعنى صراحة تصفية القضية الفلسطينية واستيلاء إسرائيل على أرض غزة، وقد أكد ذلك ترامب حينما شبه إسرائيل بالقلم وأرض العرب بالمكتب وقال إن أرض إسرائيل صغيرة جدا ولابد أن تتوسع.. وهو بذلك يدعو إلى تحقيق حلم إسرائيل القديم من النيل اللى الفرات.

ويتصل بذلك نقل المقاومة خارج فلسطين فلو فرضنا أن سيناء ستستوعب عددا من الفلسطينيين فمعنى ذلك أنها صارت ساحة حرب.

وهكذا بالتأكيد صار الخطر كبيرا على الأمن القومى المصرى.

ومصر طوال تاريخها دولة ذات سيادة لها حدودها ولها شعبها وجيشها وشرطتها وهى دولة تدعو إلى السلام ولا تعتدى على أحد.. فإذا أجبرت على الدفاع عن نفسها فإن شعبها وجيشها سيكونان قوة واحدة ضد المعتدى.

إن مصر الثقافة والحضارة والحاضر والمستقبل لن تتهاون فى كرامتها.. هكذا نشأنا وتعلمنا على مدى التاريخ فقد ضحينا كثيرا من أجل ذلك فلم نستسلم وقاومنا وهزمنا المغول والصليبيين والصهيونية بفضل وحدتنا وإيماننا أننا أصحاب حق وأصحاب أرض.

ومصر أيضا ضحت كثيرا من أجل أن يعود شعب فلسطين إلى أرضه، ولسنا مستعدين أن نتخلى عن هذا الهدف ولا نتهاون فيه.

بقى أن نقول إن عروبة مصر عقيدة راسخة ربما كانت أقوى من أى دولة عربية أخرى.. والمطلوب هنا أن يقف العرب معنا ولو بالمؤازرة ورفض هذه الخطط التى لو تحققت لعم الخطر والخراب ليس على مصر وحدها وإنما على بقية العرب أيضا.

لهذا فعلى العرب أن ينزعوا عنهم الشعور بالخوف والاستسلام والسلبية والتخاذل ويتأكدوا أن الخطر لن يرحمهم.. وأن التاريخ لن يغفر لهم لو تراجعوا عن تأييد موقف مصر ورفضوا التهجير إلى بلادهم كما رفضت مصر.

إن هذا الموقف المشرف المصرى وحد كل المصريين بكل طبقاتهم وثقافاتهم وأعاد لنا روح أكتوبر العظيم التى حققت النصر على الصهاينة.

* إبراهيم عبدالمجيد: ترامب يريد تدوير التاريخإبراهيم عبدالمجيد

بينما يرى الروائى والكاتب إبراهيم عبدالمجيد أن ما يقوله ترامب ويردده كثيرا يعكس ثقافة الغازى كصاحب حق بينما الإدانة هى نصيب صاحب الأرض.

ما يريده ترامب هو استمرار لما فعله الأوربيون فى الولايات المتحدة بعد اكتشاف أميركا. يريد تدوير التاريخ متجاهلا أن اليهود مثلهم ليسوا أصحاب الأرض، وأن طردهم من أوربا بدأ بعد أن سقطت الأندلس فى يد فرديناند وإيزابيلا، ثم قتلهم فى فرنسا وروسيا فى القرن التاسع عشر، ثم حرقهم فى ألمانيا فى القرن العشرين، وكانت فلسطين من الدول العربية التى فتحت لهم أبوابها، وحديث طويل عن كيف تم تحقيق وعد بلفور بدولة إسرائيل.

ويضيف عبدالمجيد بقوله: الشىء الثانى الذى أريد أن أذكره هو أنه لأول مرة فى زمننا، يتم تشكيل تحالف من تسع دول تطالب بمحاسبة إسرائيل على جرائمها ضد الفلسطينيين، وتطالب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلى وإقامة دولة فلسطينية. هذه الدول هى السنغال وناميبيا وهندوراس وكوبا وبوليفيا وكولومبيا وماليزيا وجنوب أفريقا وجزر بليز. ليس من بينها حقا دولة أوربية بعد أن تصورت دول مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا، أنها ارتاحت بتصديرها فكرة معاداة السامية لنا تحاسبنا عليها، وهى التى قامت بقتل وحرق اليهود. هذا التطور الإيجابى يجعلنى أشير إلى النقطة الثالثة، وهى ما جرى فى رحلة نتنياهو الأخيرة لواشنطن، وكيف تجنبت طائرته المجالات الجوية لدول أعلنت تنفيذ أمر باعتقاله بعد إدانته من المحكمة الجنائية الدولية. أشياء تبدو صغيرة حقا، لكنها البداية الحقيقية لعالم جديد مهما طال الزمن.

د.السيد نجم: التهجير فى مواجهة التحريرد.السيد نجم

بينما يقول الكاتب والناقد وعضو مجلس إدارة نادى القصة، د.السيد نجم:

جاءت فكرة التهجير استكمالا لخطط صهيونية منذ عام 1897م، منذ مؤتمر بال الأول، وإن بدت أكثر شراسة وغدرا نظرا لمشاركة دولة هى الأكبر فى العالم، وليس من المستغرب تعضيد الدول الكبرى الغربية للغزوة الصهيونية، فقد شاركت ﺇنجلترا من قبل (وعد بلفور وغيره من الإجراءات العملية) منذ بدايات القرن العشرين حتى ﺇعلان دولتهم قى عام 1948م.

ويضيف نجم قائلا: أتوقع العمل على تحقيق هدفهم بقدر غير هين من الاجراءات؛ الضغط على مصر والأردن ثم سوريا وربما السعودية بالاضافة إلى إمكانية إصدار الأوامر إلى المغرب، كى تقبل التهجير ﺇليهم.

ثم تجىء خطوة الضغط المادى مثل قطع المعونة لبعض البلاد وإن كانت باتفاقيات دولية، ثم قطع المنح والمساعدات العلمية والاقتصادية والخاصة بالنشاط المجتمعى.. ثم إيقاف قبول المهجرين من تلك البلدان العربية.

ويتساءل نجم بقوله: ماذا علينا وعلى الفلسطينيين أن يفعلوا؟

ويجيب: مع احتمال بقبول بعض الفلسطينيين الهجرة وبنسبة فى حدود خمسة فى المئة، فالغالبية لن تقبل تكرار الخروج والطرد، ويبقى الدور العربى، والمعبر عن كل الانتماءات للقيم الدينية والقومية الوطنية بالرفض مهما كانت الضغوط التى قد تصل إلى حد اشتعال المنطقة وإعلان الحرب.

ويختم د.السيد نجم قوله: تحيا القضية الفلسطينية، التى أرى مع تلك الشدائد بشائر الانتصار وإعلان الدولة الفلسطينية، على الرغم من الغمة والدعوة إلى التهجير أو الطرد.

* السيد حسن: على الحكومات أن تعتصم بشعوبهاالسيد حسن

ويرى الشاعر والإعلامى السيد حسن، أنه:

لم يكن مدهشا أن نسمع هذه النبرة المتغطرسة المتكبرة المغترة التى تحدث بها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عن تهجير الفلسطينيين واقتلاعهم من أرضهم وإعادة توطينهم فى مصر وفى المملكة الأردنية، وكأنه يتعامل مع رقعة الشطرنج يحرك عليها البيادق والخيول والقلاع وقد أسند إلى حكومته تنفيذ ما يراه فى استهانة صارخة بكل القيم والمعايير والاتفاقيات الدولية، فضلا عن القيم الإنسانية الراسخة والضمير الإنسانى العادل، أقول لم يكن مدهشا أن نسمع تلك النبرة التى تعيد إلينا صورة أجداده المهاجرين الأوائل إلى الأميركتين، الذين لا يلقون بالا إلى أى معيار إنسانى أو قيمة أخلاقية، سوى الاغترار بالقوة المطلقة التى تهيىء له كما هيأت لأسلافه أنهم يستطيعون أن يثبتوا وأن يمحوا وأن يحركوا أو يسكنوا ويوطنوا دون وازع من ضمير أو خلق أو مراعاة للأعراف والقوانين والقواعد فى التعامل بين الدول.

ويضيف السيد حسن: ولأن المنح يمكن أن تسكن قلب المحن، فإن فيما أقدم عليه ترامب من غطرسة واستهانة بسيادة الدول منحة الكشف عن الوجه القبيح للعدوان الأمريكى الذى ظل الداعم الأكبر للكيان الصهيونى الغاصب على مدى خمسة عشر شهرا من جرائم الإبادة الجماعية اللاإنسانية، ثم هيأ له خياله الجامح الغاشم أنه يستطيع أن يجنى ثمار هذه الإبادة عبر الاتفاقيات بعد أن فشل فى تحقيقها عبر القنابل والدبابات والطائرات والغارات، وقد أصبحت الأمة مطالبة بأن تنتفض من أجل سيادتها، مؤمنة بأنها تمتلك الكثير من المقدرات التى تتيح لها التصدى لهذه الهجمة الشرسة التى تهدف إلى إعادة رسم خرائط الشرق الأوسط بما يتفق وطموحات الكيان الغاصب، وتمكن له.

ويختتم السيد حسن بقوله:

لقد حانت اللحظة التى على الحكومات أن تعتصم فيها بشعوبها فى مواجهة هذه الغطرسة الأمريكية البغيضة، وأن تدرك أن إيمانها بحقوقها أقوى أسلحتها، وأن اعتصامها بالحس القومى الجارف الرافض المنتفض من أجل كرامته الرافض للاعتداء على سيادته هو أقوى ما تملك، وأن مشاهد المواكب الفلسطينية الزاحفة إلى قراها المهدمة فى شتى بقاع قطاع غزة ستظل ملهمة ناطقة بأن الرهان الحقيقى هو رهان على الوعى، أنصتوا إلى أصوات شعوبكم واعتصموا بقوتهم فلا عاصم بعد الله إلا وعى الشعوب وقوتها وضميرها الحر النبيل.

* محمد الشافعي: ترامب يحتاج لدروس فى التاريخمحمد الشافعى 

ويقول المؤرخ والكاتب الصحفى محمد الشافعى إنه منذ إعلان فوز ترامب بالانتخابات الأمريكية والرجل يضرب بشكل عشوائى فى كل الاتجاهات، فقد اكتملت الدائرة الجهنمية بأفكاره البائسة عن تهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن وبعض الدول الأخرى. ومثل تلك الأفكار تتصادم بعنف مع الشرائع الدولية والسيادة الوطنية للدول وحق الإنسان فى الحياة، فنحن غالبية العرب نطالب بكل فلسطين التاريخية من البحر إلى النهر، ولا نعترف بالاغتصاب الصهيونى لهذه الأرض العربية. فأبسط حقوق الإنسان أن يعيش المواطن الفلسطينى على أرض وطنه. كما تتصادم فكرة التهجير مع السيادة الوطنية للدول، فالرئيس الأمريكى يتصور أن فى مقدوره إجبار مصر على استقبال سكان غزة بعد تهجيرهم، والرئيس الأمريكى يحتاج إلى دروس فى التاريخ، ليعرف أن مصر خلال السبعين عاما الماضية استطاعت مواجهة التحديات الغربية بشكل عام والتحديات الأمريكية بشكل خاص، فانتصرت على العدوان الثلاثى عام ١٩٥٦ وأفشلت حلف بغداد، وأفشلت مؤامرة الرمح المقدس عام١٩٦٤، وانتصرت على مؤامرة عدوان يونيو ١٩٦٧.

ويضيف الشافعي: فبدلا من هذه الفكرة البائسة التى تدعو إلى تهجير الفلسطينيين من وطنهم، على الأخ ترامب العمل على إعادة اليهود المغتصبين إلى دول المنشأ التى جاءوا منها أو البحث لهم عن وطن بديل داخل الدول الغربية التى طاردتهم وطردتهم، ثم ساعدتهم ليكونوا كيانا مغتصبا، يلعب دورا وظيفيا لصالح الغرب.

وفى النهاية على ترامب أن يراجع جيدا كل ملاحم الفلسطينيين فى الدفاع عن وطنهم على مدى أكثر من خمس وسبعين سنة ليتأكد أن مثل هؤلاء الأبطال لن يتركوا وطنهم أبدا.

* عيد عبدالحليم: لا للتهجير.. نعم للمقاومة والدعمعيد عبدالحليم

فيما يقول الشاعر والناقد والكاتب الصحفى عيد عبدالحليم:

كانت مصر على مدى ما يزيد على سبعين عاما أكثر الدول دعما للقضية الفلسطينية، فقد دخلت مصر حروبا كثيرة من أجلها بداية من حرب 1948، وضحت مصر بالغالى والثمين من دماء جنودها، من أجل استعادة الحق الفلسطينى المستلب، وعلى المستوى السياسى، كانت القضية الفلسطينية على أولويات الأجندة السياسية المصرية، وعلى مستوى الدعم الاقتصادى والاجتماعى فتحت مصر معابرها لدخول المعونات إلى أبناء الشعب الفلسطينى.

إن الموقف السياسى المصرى واضح للغاية، نحن مع الشعب الفلسطينى قلبا وقالبا، لكن فكرة التهجير، خاصة ما عرف من مخططات للسيطرة على الشرق الأوسط وتوطينهم فى سيناء هذا أمر مرفوض سياسيا واجتماعيا وأخلاقيا أيضا، لأن الأمن المصرى خط أحمر كما جاء فى بيان مجلس الأمن القومى، والمساس بهذا الأمن سيجد القوة الرادعة من جيشنا العظيم.

مصر فتحت أبوابها للجميع ووقفت بجوار كثير من الدول العربية، لكن التهجير والتوطين فى أرضها أمر يرفضه كل مصرى.

نحن مع المطالبة بعودة الفلسطينيين إلى أراضيهم، وضرورة وقف التهجير القسرى الذى تنتهجه القوات الإسرائيلية، وضرورة التحرك الدولى لوقف نزيف الدم فى غزة وقراها، وضرورة محاسبة الصهاينة على ما ارتكبوه من جرائم تدخل كلها فى جرائم الحرب التى يحرمها القانون الدولى.

نحن مع كل أشكال الدعم للشعب الفلسطينى الأعزل، معنويا وماديا، وقد فعلت الحكومة المصرية وتبذل حتى الآن كل ما فى وسعها فى هذا الصدد، إيمانا منها بدورها المحورى والحضارى فى المنطقة، وهذا قدرها.

* سامح محجوب: غزة فكرة والأفكار لا تنزح ولا تموتسامح محجوب

فيما يقول الشاعر ومدير بيت الشعر المصرى، سامح محجوب، إنه رغم أهمية وتاريخية كل المكوّن الفلسطينى جغرافيًا وأنثربولوچيًا، ورغم تنوعه وغِناه، إلا أنه ظل يتنقّل بين هُويات مختلفة تراجع معها حضور أغلبه فى تعزيز المسألة الفلسطينية فى الأدبيات السياسية على الأقل، وحدها غزة على مرّ العصور ظلت المدينة ذات الشخصية الواحدة والعنوان الأكثر سطوعًا للشخصية الفلسطينية فى أكمل وأعظم تمثّلاتها وتجلّيها، وعلى خلاف أهل كل المدن الفلسطينية، أهل غزة مهما تغرّبوا ومهما تشتّتوا قسّرًا يعودون إليها ويعمّرونها ويعتبرون الحياة فوق ترابها أو تحته شرفًا لا يعادله شرف؛ لذا كان الطريق إليها -دائمًا- شاقًا على الغُزاةِ والعشّاق، وكانت دائمًا مؤهلةً لتكون فكرةً ضخمةً وضميرًا حيًّا يُعيدُ الإنسانية لصوابها حتى ولو على جثث آلاف الورود التى داسها شذاذ الآفاق من الصهاينة الذين ستلفظهم غزة كما لفظت غيرهم.

ويختتم الشاعر سامح محجوب قائلا: غزة شعب والشعوب لا تُهزم، غزة فكرة والأفكار لا تنزح ولا تموت، ستنهض غزة من بين الركام -كما عودتنا دائمًا كطائر الفينيق- ستنهض غزة وستحاسب من أهرق دماء تينها وزيتونها ومن موّل، ومن تواطأ، ومن تخاذل! ومن وقف على الأعراف! ومن نكأ الجرح وحدب على الورود، لا شىء يذهب سُدى.

* محمد بركة: كوميديا التاريخمحمد بركة 

ويؤكد الروائى والكاتب الصحفى محمد بركة أن أى محاولة لتهجير شعب قسريًا من أرضه لن تبوء إلا بالفشل، وسوف يكون مصيرها أن ترقد هانئة مطمئنة بين نفايات التاريخ، لاسيما إذا كانت تنطلق من إحساس عارم بغطرسة القوة والإحساس بإمكانية فرض أمر واقع على شعوب مستضعفة مع القليل من التلويح بـ «سيف المعز وذهبه».

ويشير بركة إلى أن ما يحدث من السيد دونالد ترامب تجاه أهل غزة، مع محاولة توريط مصر والأردن، يعكس لونًا بائسًا من ألوان وهم القوة وهوسًا مريضًا بإمكانية تشكيل العالم على هوى إدارة أمريكية سوف يتجاوزها التاريخ سريعًا كنقطة عابرة، لصالح الحضارات الأكثر رسوخًا فى عمق الزمان والتى تمتد آلاف السنين.

وبعيدا عن أن التهجير مرفوض لأسباب أخلاقية وإنسانية وقانونية كـ «جريمة حرب» بالأساس تستوجب مقاضاة من يدعو إليها، فإن المشهد الحالى يعد كوميديا بامتياز، إذ إننا أمام رغبة فرد غريب الأطوار، يسكن بيتًا يقال إنه رمز الديمقراطية، لكنه يتوق إلى إعلاء قيم ديكتاتوريات العالم الثالث التى يفترض أن يواجهها، لا أن يحاول تقليدها.

ويختتم الروائى محمد بركة حديثه قائلا: والحق أن ما يحدث يثبت حالة من الجهل المروع بأبجديات الجغرافيا وحقائق التاريخ، لكنه أيضا يوضح أن الأتراك كانوا على حق حين أطلقوا مثلهم الشعبى الشهير الذى يقول إن «المهرج إذا دخل قصرا رئاسيا لن يصبح رئيسا، ولكن القصر هو الذى سيتحول إلى سيرك».

* شريف صالح: التهجير أذى هائلشريف صالح

ويقول الكاتب الصحفى والناقد الدكتور شريف صالح: إن إصرار ترامب على تهجير قرابة مليونى إنسان من وطنهم، هو أذى هائل قائم على أساس قومى ودينى، يشمل الإضرار بالأوضاع الاجتماعية والمعيشية وإلحاق الأذى الجسدى والنفسى بمئات الآلاف من البشر، ونقل أطفال من «جماعة» إلى «جماعة» أخرى.

وثمة إشكالية تتعلق بضعف أدوات العدالة الدولية، والدليل أن نتياهو زار أميركا بزهو المنتصر وعامله ترامب بمنتهى الود، وتحدث وهو فى جواره عن تدمير غزة وتحويلها إلى مكان خطر غير آمن، من دون أن يشير بإصبعه إلى من فعل ذلك، ومن قتل أكثر من خمسين ألف إنسان معظمهم من الأطفال والنساء والعجائز والمدنيين!

 ويضيف صالح: ما فعله نتنياهو بآلة عسكرية فتاكة يكرر نمطًا منتظمًا من تهجير الفلسطينين وإبادتهم وإنكار وجودهم منذ عقود. وترامب نفسه تجاهل مطالبة «العفو الدولية»، تسليم نتنياهو إلى المحكمة الجنائية، وأن «لا ملاذ آمنًا لمجرمى الحرب». أى أن التنفيذ رهن برغبة الدول الكبرى ومصالحها، وليس بإرادة دولية حقيقية لإقرار العدالة بين جميع البشر. ومادام مجرمو الحرب يحصلون على «ملاذات آمنة» ومن يغترّون بالقوة لا يبالون بقيم العدالة، فستظل «الإبادة» فعلًا مأسويا نشطًا لا يبالى بأرواح آلاف البشر.

فتصريحات ترامب تعكس مطلق الغرور والتباهى، وتلغى مفهوم «السياسة» التى تقوم على الحذر والمرونة، بينما ترامب لا يبالى إذا غضب العالم كله أمام إنفاذ رغباته وتصوّراته. 

 وينتهى الكاتب شريف صالح إلى قول: بطريقة ما يستعيد ترامب أسلوب الكاوبوى الشهير، ليقدم صورة عصرية للأميركى العدوانى، القادر على أن ينهى أى خلاف بطلقات الرصاص.

 

مقالات مشابهة

  • «مذكرات نشال».. نظرة بانورامية على مصر في نهاية عشرينيات القرن العشرين
  • عبدالعزيز النص.. «نشال» يقاوم الاحتلال في دراما رمضان 2025
  • مصطفى بيومى.. المتناغم بين الحكمة والعفوية.. المتخلى عن شهوة الاقتناء
  • مصطفي بيومي.. الاستثنائى الجميل الذى ندين له كُتابًا وقُرًاء ومُثقفين
  • عادل عبدالرحيم يكتب: مصطفى بيومي رحيل بالجسد وخلود بالذكرى
  • مع اقتراب شهر رمضان.... اسعار الدواجن واللحوم والاسماك بالإسكندرية نار !!
  • التزلج بلا مصاعد..لماذا يزدهر هذا الاتجاه الشاق في منتجعات أمريكا؟
  • «لا» للتهجير
  • كاتب إسرائيلي: هذه خمسة مخاطر مركزية لخطة ترامب بشأن غزة
  • ما هو الاتجاه المتوقع للدولار الأمريكي في عهد ترامب؟