لواء فاطميون.. مليشيا من اللاجئين الأفغان تقاتل مع الأسد بسوريا
تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT
"لواء فاطميون" نشأ عام 1980 بمسمى "لواء أبي ذر"، ثم تحول اسمه إلى "فاطميون" عندما شارك إلى جانب النظام السوري في قمع الثورة عام 2013، وينقسم إلى 3 أقسام، ويقدّر عدد مقاتليه بـ14 ألفا. مؤسسه علي رضا توسلي، الذي قتل في إحدى المعارك في سوريا عام 2015، وتولى أبو باقر الساعدي مهمة تسيير عمليات اللواء إلى جانب 6 قادة آخرين.
ويقع مقرهم الرئيسي على بعد أقل من كيلومتر من مطار دمشق الدولي.
تعود جذور لواء "فاطميون" إلى بداية الحرب العراقية-الإيرانية عام 1980، حين ظهر باسم "لواء أبي ذر"، لكنه برز بالاسم الجديد للمرة الأولى عندما شارك في القتال إلى جانب النظام السوري عام 2013. ويتألف اللواء بشكل أساسي من الجيل الثاني من اللاجئين الأفغان الذين ينتمون إلى عرقية الهزارة الشيعية، ولجؤوا إلى إيران بعد الغزو السوفياتي لأفغانستان عام 1979.
وتتكون نواة "لواء فاطميون" من مقاتلي المليشيا الشيعية "جيش محمد" (سپاه محمد)، التي كانت نشطة في أفغانستان خلال الغزو السوفياتي، ثم غادرت الأراضي الأفغانية إلى إيران، وكذلك "لواء أبي ذر"، وهو مليشيا شيعية أفغانية قاتلت في الحرب الإيرانية العراقية، وقد خسر اللواء الآلاف من مقاتليه خلال هذه الحرب التي استمرت 8 سنوات.
تتكون نواة لواء "فاطميون" من مقاتلين شيعة أفغان (الفرنسية)
أقسام اللواءيُقسِّم بعض الباحثين المقاتلين الشيعة الأفغان في سوريا إلى 3 أقسام:
القسم الأول: لاجئون من عرقية الهزارة الشيعية التي لجأت إلى سوريا وسكنت قرب حي السيدة زينب بدمشق خلال الحرب الأفغانية، وعددهم ربما يصل إلى 2000 شخص. القسم الثاني: من تم تجنيدهم في إيران وهم الغالبية العظمى. القسم الثالث: أتوا من داخل أفغانستان، معظمهم من ولايات باميان وبلخ وسربول ودايكندي وهرات، ويعتبر علي صالح من أوائل القتلى الذين شاركوا إلى جانب النظام السوري. عدد المقاتلينيُقدر عدد مقاتلي اللواء بـ14 ألف مقاتل، لكنه في ذروة الصراع السوري، كان قوام قوة "الفاطميين" يقدر بنحو 20 ألف مقاتل، وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 5 آلاف مقاتل من اللواء إما قتلوا أو فقدوا أثناء القتال في سوريا منذ عام 2013، إضافة إلى إصابة نحو 4 آلاف مقاتل.
ويقسم مقاتلو اللواء على كتائب، يقدّر عدد كل كتيبة منها بـ150 إلى 200 مقاتل، موزعين على مناطق مختلفة في سوريا. وتتراوح أعمارهم بين العشرينيات والثلاثينيات.
ويعدّ مقاتلو "لواء فاطميون" أكبر قوة من المقاتلين الأجانب غير العرب المناصرين لإيران في الشرق الأوسط.
ويقول محللون أمنيون إن الهدف الرئيسي وراء انضمام اللاجئين الأفغان في إيران إلى اللواء هو تحسين وضعهم المادي والاجتماعي، لأن معظمهم يعانون منذ 4 عقود من التهميش والحرمان الاقتصادي والاجتماعي، وكل من ينضم إلى "لواء فاطميون" يتاح له الحصول على مكانة اجتماعية ومكافآت مالية وقانونية.
المؤسس وأبرز الأعضاءيعدّ علي رضا توسلي أبرز شخصيات اللواء، وهو المؤسس الأول له، ويعرف باسم "أبو حامد"، وهو لاجئ أفغاني يعيش في إيران منذ الثمانينيات من القرن الـ20، ولد في 23 سبتمبر/أيلول 1962 في مدينة بهسود وسط أفغانستان، وفقد والده وهو في الـ7 من عمره، وبعد ذلك بعامين فقد والدته أيضا.
غادر الأراضي الأفغانية عام 1984 إلى إيران ودرس هناك، وعمل في البناء أثناء الدراسة. وفي عام 1987 شارك فيما يسمى بحرب الدفاع المقدس في منطقة كردستان. وبعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية، عاد إلى أفغانستان، وانضم إلى قوات عبد العلي مزاري وهو أحد قادة الأحزاب الشيعية في أفغانستان. ومع ظهور حركة طالبان عام 1995 عاد إلى أفغانستان مرة أخرى ورفع السلاح ضد مسلحي الحركة، ولكنه هزم ورجع للمرة الثالثة إلى إيران.
مقاتلو "لواء فاطميون" أكبر قوة من المقاتلين الأجانب غير العرب المناصرين لإيران في الشرق الأوسط (الصحافة الإيرانية)وفي عام 2011 ومع بداية الثورة السورية، كان من أوائل القادمين إلى سوريا ومعه 25 من مقاتليه، وأسس "لواء فاطميون"، الذي وصل عدده إلى 14 ألف مقاتل، وقال عنه القيادي في الحرس الثوري الإيراني اللواء الراحل قاسم سليماني ذات مرة "إذا نظرنا إلى شجاعة فاطميين من أي زاوية، فلا بد من القول إن جهودهم تركت أثرا ثمينا وقيما للغاية". وقد قتل علي رضا في 28 فبراير/شباط 2015 في مدينة درعا جنوب سوريا.
كما قتل مجموعة من قادة اللواء في سوريا من أبرزهم: حكيم وحسين فدائي، ورضا غفاري وسيد إبراهيم، ومحمد حسيني، ورئيس المخابرات في اللواء أنور الياوري.
وبعد مقتل 3 من قادة اللواء في سوريا، غيّر الإيرانيون هيكله القيادي، ولم يعد له زعيم واحد، بل أصبح لكل كتيبة قائد، وهذه الكتائب موزعة على مناطق متفرقة في سوريا.
وبعد مقتل علي رضا توسلي والاستهداف المستمر لقيادة "فاطميون"، قررت الحكومة الإيرانية تجنيد أشخاص ذوي هويات غامضة، وبما أن العديد من الأفغان يولدون في إيران، فلا يمكن التأكد من أن الأشخاص الذين تم اختيارهم لقيادة "فاطميون" أفغان، على الرغم من أن إيران تؤكد ذلك.
وتحاول إيران تعيين قادة غير بارزين في اللواء خوفا من احتمال فقدان السيطرة عليه، وعندما قُتل توسلي، تراجعت الروح المعنوية في صفوف جنوده، وسعت إيران إلى تعيين مزيد من القادة بسرعة، بحيث يكونون أقل شهرة، ويمكن التخلص منهم والسيطرة عليهم بسهولة، لمنع الانشقاق داخل صفوف اللواء.
وحاليا ينسق عبد الباقر علوي عمليات اللواء في جميع أنحاء المنطقة، ويساعده 6 قادة إضافيون في مناطق العمليات المختلفة.
ولا تستقر قوات "فاطميون" في مكان واحد بسوريا، بل هي قوة متحركة، ويتم أيضا نقل قواعدها بشكل متكرر، ويقع مقرها الرئيسي على بعد أقل من كيلومتر من مطار دمشق الدولي.
تصنيف أميركيصنفت وزارة الخزانة الأميركية عام 2019 لواء "فاطميون" في سوريا "منظمة إرهابية" لأنها تقدم الدعم المادي للحرس الثوري الإيراني.
وقال وزير الخزانة ستيفن منوشين وقت التصنيف إن النظام الإيراني "يستغل مجتمعات اللاجئين في إيران، ويحرمهم من الوصول إلى الخدمات الأساسية، مثل التعليم، ويستخدمهم دروعا بشرية في الصراع السوري".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: إلى إیران فی إیران فی سوریا إلى جانب علی رضا
إقرأ أيضاً:
إيران: لا تغيير على تواجد قواتنا في سوريا
بغداد اليوم - متابعة
أعلنت إيران، اليوم الخميس (14 تشرين الثاني 2024)، أن تواجد قواتها ومستشاريها في سوريا، مستمر كما في السابق دون أي تغيير.
وقال كبير مستشاري وزير الخارجية الإيراني، علي أصغر حاجي، إن طهران "لم تتخذ أي قرارات لتغيير عدد قواتها في سوريا، في ضوء التوترات في الشرق الأوسط"، وفق ما نقلت وكالة "نوفوستي" الروسية.
وذكر الدبلوماسي الإيراني أن "وجود مستشارينا العسكريين في سوريا مستمر، ولا توجد قرارات بشأن تغييرات في عدد قواتنا وأفرادنا حتى الآن"، مؤكداً أن "كل شيء ما يزال على حاله".
وكانت وكالة "رويترز" نقلت عن خمسة مصادر مطلعة أن "الحرس الثوري" سحب كبار ضباطه من سوريا بسبب سلسلة من الضربات الإسرائيلية، وسيعتمد بشكل أكبر على فصائل متحالفة معه للحفاظ على نفوذه هناك.
وأثار "الحرس الثوري" مخاوفه من أن تسرب المعلومات من داخل قوات الأمن السورية لعب دوراً في الضربات الأخيرة، بحسب ما كشفته ثلاثة مصادر للوكالة.
وذكرت مصادر "رويترز" أنه في الوقت الذي يطالب فيه المتشددون في طهران بالانتقام، فإن قرار إيران سحب كبار ضباطها يرجع جزئيا إلى رغبتها في تجنب الانجرار مباشرة إلى صراع محتدم في الشرق الأوسط.
وتلقت إيران، خلال الأشهر القليلة الماضية، ضربات متتالية من قبل إسرائيل في سوريا، حيث قتل عدد من قيادات وعناصر في "الحرس الثوري"، بغارات شنتها إسرائيل على مواقع في سوريا.
المصدر: وكالات