حكم صيام 15 شعبان.. ومعنى صيام التطوع
تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT
حكم صيام 15 شعبان، سؤال يشغل بال الكثير من المسلمين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، هل يجوز صيام 15 شعبان أم مكروه شرعا، وأكدت دار الافتاء أنه يجوز للمسلم أن يصوم يوم 15 شعبان، وذلك لأن الصيام عموما في معظم أيام السنة جائز، كما يستحب على المسلم أن يكثر من الصيام في شهر شعبان بالأخص أن صيام 15 شعبان، فقد جاء في السنة النبوية عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت:(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم، وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان وما رأيته في شهر أكثر منه صيامًا في شعبان).
حكم صيام 15 شعبان وحول هذا الموضوع أيضا اكد العلماء والفقهاء أنه جائز مع باقي أيام الشهر، و يجوز صيامه حيث كان الصيام عادة وكان صلى الله عليه وسلم يصوم يوم ويفطر يوم و لامانع شرعا لمن اعتاد صيام يوم الإثنين والخميس ، وحكم صيام 15 شعبان جائز كونه أحد الأيام القمرية، إلا أنه يستحب تخصيص صيام 15 شعبان دون غيره من بقية أيام الشهر.
كم يوم صيام شعبان
كم يوم صيام شعبان، أكد الشرع الشريف على لسان علماء الأزهر أنه يستحب أن يكثر المسلم من الصيام في شهر شعبان وذلك اقتداءً بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، سؤال كم يوم صيام شعبان لا يوجد له عدد معين من الأرقام فقد ورد عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: - ما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط، إلا شهر رمضان، وما رأيته في شهر أكثر منه صياما، في شعبان. رواه البخاري ومسلم.
جاء أيضا في السنة النبوية حديث آخر عن سؤال كم يوم صيام شعبان، حيث جاء عن أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- قال: قلت: يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان. قال: ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم. رواه أبو داود والنسائي
ويجوز للمسلم صيام ما شئت في شهر شعبان من أيام فالسؤال عن كم يوم صيام شعبان لا إجابة برقم معين له، فلا يجب في أي شهر صيام سوى شهر رمضان، فهو الشهر الوحيد الذي أوجب الله فيه الصيام ، فقد جاء في السنة المطهرة لما روى طلحة بن عبيد الله -رضي الله عنه- قال: جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أهل نجد، ثائر الرأس، نسمع دوي صوته، ولا نفقه ما يقول، حتى دنا، فإذا هو يسأل عن الإسلام. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: خمس صلوات في اليوم والليلة. فقال: هل عليَّ غيرها؟ قال: لا، إلا أن تطَّوع. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: وصيام رمضان. قال: هل عليَّ غيره؟ قال: لا، إلا أن تطَّوع. قال: وذكر له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الزكاة، قال: هل عليَّ غيرها؟ قال: لا، إلا أن تطَّوع. قال: فأدبر الرجل وهو يقول: والله لا أزيد على هذا، ولا أنقص. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أفلح إن صدق. متفق عليه.
صيام التطوع في شهر شعبان
صيام التطوع في شهر شعبان، ورد معنى الصيام في اللغة العربية الإمساك، وذكر ذلك في القران الكريم في قوله تعالى:(إني نذرت للرحمن صومًا فلن أكلم اليوم إنسيًا)، وجاء معنى الصيام في الشرع على أنه الإمساك عن الأكل والشرب وغير ذلك من الأمور المفطرة من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بشرط النية، وعلى ذلك ينقسم الصيام إلى شقين.
ويعد الشق الأول وهو الصيام المفروض مثل صيام شهر رمضان وصيام الكفارات وصيام النذر، والشق الثاني وهو صيام التطوع والذي يأخذ به العبد الأجر من الله على صيامه وأن لم يصمه لا يعاقب على تركه فهو من السنن التي حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عيلها، وصيام التطوع يشمل عدة أنواع منها صيام يومي الإثنين والخميس من كل أسبوع وجاء الدليل على ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أكثر ما يصوم الإثنين والخميس) رواه أحمد بسند صحيح.
و صيام 6 أيام من شهر شوال والتي تسمى الست البيض، فقد جاء في السنة النبوية عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من صام رمضان وأتبعه ستًا من شوال فكأنما صام الدهر كله) وصيام 10 أيام من شهر ذي الحجة وأيضا صيام يوم عرفة لغير الحجاج، و صيام التطوع في شهر شعبان، قدوة بالنبي صلى الله عليه وسلم، وكما ورد في السنة النبوية المطهرة في حديث أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما عن صيام النبي لشهر شعبان، و صيام أيام الأشهر الحرم والتي هي شهر المحرم ورجب وذو القعدة وذو الحجة.
و صيام نبي الله داوود عليه السلام وهو أن يصوم المسلم يوم ويفطر يوم، فقد جاء عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أحب الصيام إلى الله صيام داوود، كان يصوم يومًا ويفطر يومًا) رواه البخاري وصيام 3 أيام من كل شهر هجري وهي 13 و14 و15 والتي تسمى بالأيام القمرية، فقد ورد في السنة النبوية عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (صم من كل شهر ثلاثة أيام، فذلك صوم الدهر، أو كصوم الدهر) رواه البخاري في صحيحه.
صيام التطوع في شهر شعبان يشمل صيام الأيام البيض وهو اللفظ الذي يطلق على الأيام القمرية أيضا من كل شهر، والتي يستحب صيامها، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم حريص عليها، ولا الكثير من الناس أن لفظ الأيام البيض يطلق أيضا على الأيام القمرية الثلاث من كل شهر. وذلك بالإضافة إلى المسمى الأصلي للست أيام البيض والذين يطلقون على الست أيام المستحبة صيامها من شهر شوال.
صيام التطوع في شهر شعبان له فضل كبير حيث أن الله يرفع أعمال عباده في شهر شعبان من كان عام، فليس هناك أفضل من أن يرفع الله عملك وأنت صائم لذلك يستحب صيام التطوع في شهر شعبان حتى تنال الثواب كاملًا، حيث ورد في السنة عن الصحابي الجليل أسامة بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم عن فضل الصيام في شهر شعبان: (ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم) أخرجه النسائي.
المعنى المقصود بقول إن الله يرفع أعمال العباد في شهر شعبان، فقد جاءت كلمة الأعمال هنا للأعمال بالفعل أو بالقول، فالنوعين من الأعمال يعرضان على الله إجماليًا في شهر شعبان كما ورد في السنة المطهرة، حيث أن رفع الأعمال في شهر شعبان يكون بشكل سنوي، لأن الأعمال ترفع أيضا كل أسبوع في ليلتي الاثنين والخميس.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: رمضان الصيام في شهر شعبان صيام التطوع في شهر شعبان أن النبی صلى الله علیه وسلم فی السنة النبویة الأیام القمریة رضی الله عنهما ورد فی السنة رضی الله عنه الصیام فی رسول الله من کل شهر فقد جاء إلا أن من شهر صیام ا
إقرأ أيضاً:
مع احتفالات الفلانتين.. هل الحب حرام؟.. الإفتاء تُجيب
يحتفل الشعب المصري اليوم الموافق 4 نوفمبر بعيد الحب (الفلانتين) والذي يتم الاحتفال به مرة أخرى على المستوى العالمي في شهر فبراير، ودائما ما يتردد على أذهان المسلمين في تلك المناسبات، هل الحب حرام، كما يشاع من بعض التيارات المتشددة، والأهم ما هى حدوده في الإسلام، وكيف ينتقبل من المباح للحرام؟
الحب في الإسلام
قالت دار الإفتاء المصرية في فتواها رقم 342 لفضيلة المفتي السابق الدكتور علي جمعة أن الحب معنى نبيل جاء به الإسلام ودعا إليه، فقال تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا للهِ﴾ [البقرة: 165]، وقال عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [المائدة: 54].
وتابعت: وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ بِجَلالِي؟ الْيَوْمَ أُظِلُّهُمْ فِي ظِلِّي يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلا ظِلِّي»، وعنه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَفَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى أَمْرٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ» رواهما مسلم، وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: الْمُتَحَابُّونَ فِي جَلالِي لَهُمْ مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ، يَغْبِطُهُمُ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ» رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.
وأضافت: وعنه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ، وَالْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ، وَالْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ، وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ» رواه مالك في "الموطأ" بسند صحيح، وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أَحِبُّوا اللهَ لِمَا يَغْذُوكُمْ مِنْ نِعَمِهِ، وَأَحِبُّونِي بِحُبِّ اللهِ، وَأَحِبُّوا أَهْلَ بَيْتِي لِحُبِّي» رواه الترمذي وصححه الحاكم.
الحب أسوة برسول الله
واستطردت: أن المسلم محب لكل خلق الله تعالى، يرى الجمال أينما كان، ويعمل على نشر الحب حيثما حلَّ، فهو رحمة للناس يحسن إليهم ويرفق بهم ويتمنى الخير لهم، متأسِّيًا في ذلك بالنبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم الذي وصفه ربه سبحانه وتعالى بقوله: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: 107]، وَعَظَّمَهُ بقوله: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم: 4].
فليس الحب حرامًا في أي حال من الأحوال، إلا أنه لا يجوز الخلط بين هذا المعنى السامي الرفيع وبين ما يجري بين الجنسين من العلاقة المحرمة والانقياد لداعي الشهوة واللهاث وراء لذة الجسد في الحرام بدعوى الحب؛ فإن في ذلك ظلمًا لهذا المعنى الشريف الذي قامت عليه السماوات والأرض: ﴿فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ﴾ [فصلت: 11].
وقد جعل الله تعالى الزواج هو باب الحلال في العلاقة والحب بين الجنسين، فمن ابتُلي بشيء من ذلك فليكتمه إن لم يستطع الزواج بمن يحب؛ لما ورد في الحديث: «مَنْ عَشِقَ فَعَفَّ فَكَتَمَ فَمَاتَ مَاتَ شَهِيدًا» أخرجه الخطيب البغدادي وغيره وقوَّاه الحافظ السيد أحمد بن الصديق الغماري في رسالة مفردة أسماها "درء الضعف عن حديث من عشق فعف".