حكاية مرض عانى منه أحمد زويل قبل رحيله.. «بدأ بآلام في الظهر»
تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT
تحل اليوم الاثنين 26 فبراير ذكرى ميلاد واحد من أكبر العلماء المصريين الذي حقق نجاحا كبيرا استفاد منه العلم والعلماء في مختلف أرجاء العالم وهو الدكتور المصري الراحل أحمد زويل.
نشاة أحمد زويل ورحلته العلميةولد أحمد زويل في عام 1946 بمدينة دمنهور في البحيرة وحصل على بكالوريوس في العلوم بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف وعمل معيدا بالكلية وحصل على الماجستير في علم الضوء.
كان زويل محبا للعلم وبالأخص الكيمياء والفيزياء وسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية في منحة دراسية لاستكمال دراسته وحصل على الدكتوراه وعمل باحثا في جامعة كاليفورنيا، وتدرج في المناصب ورحلة العلم والأبحاث حتى حصل على جائزة نوبل في الكيمياء لابتكاره نظام تصوير سريع للغاية يعمل باستخدام الليزر والوحدة الزمنية التي تُلتقط فيها الصورة هي فمتوثانية وهو جزء من مليون مليار جزء من الثانية وهي ما تسمى بـ«كاميرا تحليل الطيف» وتعمل بسرعة الفيمتوثانية.
بداية ظهور أعراض المرضوعانى الدكتور زويل قبل رحيله من مرض سرطان النخاع الشوكي قبل رحيله بحوالي ثلاث سنوات وكانت بداية مرضه بشعوره بألم شديد في الظهر أثناء وجوده في زيارة لمصر للاحتفال برأس السنة الميلادية.
وقال الدكتور أحمد زويل أثناء ظهوره في لقاء إعلامي سابق مع الإعلامية لميس الحديدي: «بعد ما قضينا رأس السنة ورجعنا لأمريكا وأنا روحت أدي محاضرات في سويسرا وألمانيا ولقيت ضهري بيوجعني جامد واستشرت طبيب صديقي قاللي ممكن تكون التهابات بس بلاش تسافر لكني أصريت».
واستكمل زويل حديثه: «لما وصلت لقيت الوضع والألم صعب جدا وهما كانوا حريصين على راحتي أثناء المحاضرة، وبعدين رجعت على مصر وروحت لبعض أصدقائي الدكاترة بس أخفوا عليا تفاصيل مرضي وبعدها سافرت على لوس أنجلوس لبدء رحلة العلاج بعد ما عرفت إن عندي سرطان النخاع الشوكي».
وبعد اكتشاف المرض بفترة أعلن أحمد زويل أنه انتصر على مرضه ووصل إلى فترة النقاهة والتعافي، إلا أن مرض السرطان دمر جهاز المناعة لديه بشكل كبير وأصبح عرضة للإصابة بالأمراض.
وفاة أحمد زويلتوفى الدكتور أحمد زويل في 2 أغسطس عام 2016 بعد صراع مع المرض، وأعلن شريف فؤد المتحدث الإعلامى باسم الدكتور الراحل أنه توفى نتيجة إصابته بإلتهاب رئوي حاد أدى إلى نقص في المناعة بسبب مرض سرطان النخاع رحل على أثره العالم الكبير تاركا إرثا كبيرا من العلم وفخر عبر الأجيال.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أحمد زويل ذكرى ميلاد أحمد زويل ميلاد أحمد زويل أحمد زویل
إقرأ أيضاً:
أحد أعظم أطباء التاريخ.. حكاية شارع يسرد قصة ابن النفيس
أدرج الجهاز القومى للتنسيق الحضارى برئاسة المهندس محمد أبو سعدة اسم ابن النفيس، فى مشروع حكاية شارع، حيث تم وضع لافتة تحمل اسمه وكل المعلومات على أحد الشوارع بمدينة نصر.
يعد ابن النفيس واحدًا من أعظم الأطباء الذين ظهروا على امتداد تاريخ الطب العربي الإسلامي، مثل أبي بكر الرازي، وابن سينا، والزهراوي، فهو صاحب كتاب الشامل في الصناعة الطبية، وهو أضخم موسوعة طبية يكتبها شخص واحد في التاريخ الإنساني.
ولد أبو الحسن علاء الدين علي بن أبي الحزم القرشي سنة 1210م، في قرية "قرش" بالقرب من دمشق، حفظ القرآن الكريم، وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، وقرأ شيئًا من النحو واللغة والفقه والحديث، ثم انصرف إلى دراسة الطب في سنة 1231م، وهو في الثانية والعشرين من عمره بعد أزمة صحية ألمت به.
وتذكر المصادر التاريخية أنه تعلم قبل ذلك التاريخ على"المهذب الدّخوار" أحد كبار الأطباء في التاريخ الإسلامي، ودرس عليه الطب، وكان رئيسًا للأطباء في عصره ويعمل في "البيمارستان النوري" بدمشق، وكانت دمشق في تلك الفترة تحت حكم الأيوبيين الذين كان يعنون بالعلم عامة وبالطب خاصة عناية كبيرة، وجعلوا من دمشق حاضرة للعلوم والفنون، وكانت تضم فيما تضم مكتبة عظيمة تحوي نفائس الكتب، وبيمارستانًا عظيمًا أنشأه نور الدين محمود، واجتذب أمهر أطباء العصر، توافدوا عليه من كل مكان، وفي هذا المعهد العتيد درس ابن النفيس الطب على يد الدخوار، وعمران الإسرائيلي المتوفى سنة 1239م؛ وكان طبيبًا فذا.
وفي سنة 1236م سافر ابن النفيس إلى القاهرة، والتحق بـ”البيمارستان الناصري”، واستطاع بجدّه واجتهاده أن يصير رئيسًا له، وعميدًا للمدرسة الطبية الملتحقة به، ثم انتقل بعد ذلك بسنوات إلى “بيمارستان قلاوون” على إثر اكتمال إنشائه سنة 1281م. وعاش في القاهرة في بحبوحة من العيش في دار أنيقة، وكان له مجلس يتردد عليه العلماء والأعيان وطلاب العلم يطرحون مسائل الطب والفقه والأدب. وأوقف قبل وفاته كل ما يملكه من مال وعقار على البيمارستان المنصوري.
اقترن اسم ابن النفيس باكتشافه الدورة الدموية الصغرى التي سجلها في كتابه “شرح تشريح القانون”، غير أن هذه الحقيقة ظلت مختفية قرونًا طويلة، ونسبت وهمًا إلى الطبيب الإنجليزي “هارفي” المتوفى سنة 1657م، الذي بحث في دورة الدم بعد ما يزيد على ثلاثة قرون ونصف من وفاة ابن النفيس. وظل الناس يتداولون هذا الوهم حتى أبان عن الحقيقة الدكتور “محيي الدين التطاوي” في رسالته العلمية.
غير أن اكتشاف الدورة الدموية الصغرى هي واحدة من إسهامات ابن النفيس العديدة، فقد اكتشف الدورتين الصغرى والكبرى للدورة الدموية، ووضع نظرية باهرة في الإبصار والرؤية، وكشف العديد من الحقائق التشريحية، وجمع شتات المعرفة الطبية والصيدلانية في عصره، وقدم للعلم قواعد للبحث العلمي وتصورات للمنهج العلمي التجريبي.
ويشهد لابن النفيس أنه أول من تحدث عن ضرورة الاعتدال في تناول الملح، كما تحدث عن أخطار الملح وما يسببه من ارتفاع ضغط الدّم. ذكر ابن النّفيس شروطاً يجب مراعاتها عند استعمال الأدوية، ومنها الوقت الصحيح لاستخدام الدواء ومقداره، تميز ابن النفيس بتشريح الشرايين والجهاز التّنفسي وكذلك الحنجرة، وصحح أخطاء جالينوس في تشريح القلب، حيث كان أول من تحدث عن تغذية العضلة القلبيّة من الشرايين التاجية.
موسوعية ابن النفيس، كان ابن النفيس إلى جانب نبوغه في الطب فيلسوفًا وعالمًا بالتاريخ وفقيها ولغويًا له مؤلفات في اللغة والنحو، حتى كان “ابن النحاس” العالم اللغوي المعروف لا يرضى بكلام أحد في القاهرة في النحو غير كلام ابن النفيس، وكان يقضي معظم وقته في عمله أو في التأليف والتصنيف أو تعليم طلابه.
من مؤلفاته:
لابن النفيس مؤلفات كثيرة نشر بعضها وما يزال بعضها الآخر حبيس رفوف المخطوطات لم ير النور بعد، من هذه المؤلفات: شرح فصول أبقراط، طبع في بيروت بتحقيق ماهر عبد القادر ويوسف زيدان سنة 1988، والمهذب في الكحل المجرب، نشر بتحقيق ظافر الوفائي ومحمد رواس قلعة جي في الرباط سنة 1986، والموجز في الطب، نشر عدة مرات، منها مرة بتحقيق عبد المنعم محمد عمر في القاهرة سنة 1985، المختصر في أصول علم الحديث، نشر بتحقيق يوسف زيدان بالقاهرة سنة 1991.
شرح تشريح القانون، نشر بتحقيق الدكتور سلمان قطابة بالقاهرة سنة 1988، وهو من أهم كتبه، وتبرز قيمته في وصفه للدورة الدموية الصغرى، واكتشافه أن عضلات القلب تتغذى من الأوعية المبثوثة في داخلها لا من الدم الموجود في جوفه. ويظهر في الكتاب ثقة ابن النفيس في علمه؛ حيث نقض كلام أعظم طبيبين عرفهما العرب في ذلك الوقت، وهما: جالينوس، وابن سينا.
غير أن أعظم مؤلفاته تتمثل في موسوعته الكبيرة المعروفة بـ”الشامل في الصناعة الطبية”. وكان ابن النفيس قد وضع مسودات موسوعته في ثلاثمائة مجلد، بيّض منها ثمانين، وهي تمثل صياغة علمية للجهود العلمية للمسلمين في الطب والصيدلة لخمسة قرون من العمل المتواصل. وقد وضعها ابن النفيس لتكون نبراسًا ودليلاً لمن يشتغل بالعلوم الطبية
وظل ابن النفيس بالقاهرة حتى بلغ الثمانين من عمره، ومرض ستة أيام مرضًا شديدًا، وحاول الأطباء أن يعالجوه بالخمر فدفعها عن فمه وهو يقاسي عذاب المرض قائلا: “لا ألقى الله تعالى وفي جوفي شيء من الخمر”، ولم يطل به المرض؛ فقد توفي في يوم الجمعة الموافق 17 ديسمبر 1288م.