د. خليفة شلعي هباني يبعث رسالة للناظر مادبو
تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT
الخبير الاستراتيجي وخبير فض النزاعات
د. خليفة شلعي هباني يبعث رسالة للناظر مادبو
○ بسم الله الرحمن الرحيم
□ رسالة الى السيد الناظر مادبو
□ اسمح لي اولا السيد الناظر ان اخاطبك كاخ وزعيم لقبيلة لها مكانة كبيرة وتربطنا بها علاقات واسعة ممتدة كقبيلة وكاسرة ولها تاريخ عريض لايمكن أن نتجاهله
ولا نتجاوزه في حوارنا حول قضايا السودان وقضايا السلام عموما.
□ ولكن اسمح لي اخي الناظر ان ارد على خطابك الاخير واتمنى أن لا يكون صحيحا، لان الأسلوب والطريقه التي تحدثت بها ودعوت لها تجعلنا نتحسس رؤسنا قبل أن نتحسس عقولنا فانت رجل لا تخطئه الحكمة ولا المعرفة ولا القيادة واذكر عندما قابلتك في الضعين في العام 2013م وكنت حضرت مع وفد اكاديمي مبشرين بالسلام في مناطق الصراعات آثار حديثك اهتمام احد الاخوه في مجموعتنا ووصفك بالحكمة وكان لحديثك أثر كبير على الحاضرين ولكن اخي الناظر نحن ننتظر منكم وانتم القياده الاجتماعيه ان تقودوا الأحداث لا تقودكم الأحداث. َ
□ لقد استمعت الي رسالتك الاخيره ووجدت فيها كثيرا من المحاذير وكان يمكن أن تكون رساله لجمع الامة وتوحيد الكلمة والدفع بأسباب السلام ورتق النسيج الاجتماعي ونحن نشهد احداثا مؤسفه تكاد تعصف بالبلاد وتفتت عضدها وتوهن قوتها وتشتت وتباعد بين كياناتها.
□ السيد الناظر
ان صوت الحكمة من مطلوبات هذه المرحلة والا أننا مقبلون على ماتخشي منه وتحذر ولكن نداءك بصب الزيت على النار يزيد الازمة ويفاقم ويشعل نيران العصبية ويوقظ الفتنة لاننا يجب أن نحاصر الفتنة ونسمي الأشياء باسمائها ولايغيب عنا صوت الحكمة لاننا محتاجين الي حكمتك وقيادتك الحكيمة لا ننا عانينا كثيرا من خلال الأحداث التي يشهدها السودان ويجب أن نضع الأشياء في إطارها الصحيح لوقف النزف ومحاصرة الازمة وتشخيصها.
□ نعم ظل السودان يعاني ومنذ الاستقلال من السياسات الخاطئة التي تغيب عنها تحقيق العدالة في كل الحكومات السابقة ومنذ الاستقلال يواجه الكثير من هذه التحديات عبر أنظمة الحكم التي تعاقبت عليه مماتسبب في هذه التراكمات التي نعاني منها الان الأمر الذي ادخلنا في هذه الحرب التي أدت إلى تدمير البلاد وتشريد العباد وقتلهم وسحقهم واستعبادهم وتدمير البني التحتيه وتفشي السيوله الامنية وتزايد الانتهاكات والجرائم ضد الإنسان والبنيان. □ نعم لم تبني إدارة الدوله السودانيه على مشروع وطني يؤسس لصناعة وكتابة دستور دائم لإدارة شئؤن البلاد يرتكز على ثوابت وطنيه متفق عليها إذ ظلت الدوله تحكم بدساتير ومراسيم مؤقته الأمر الذي ادي الي اختلالات في الممارسة السياسيه وإدارة شان الدوله.
□ ولكن كان عليكم انتم كقيادات مجتمعية تمثل اهل السودان وقيادته الاهلية ان تضعوا لبنات اساسية تسهم في تحقيق السلام ورتق النسيج الاجتماعي وتعمل على نبذ خطاب الكراهية والجهوية والعنصرية البغيضة وبناء الثقة بإزالة الادراكات الخاطئة تجاه بعضنا البعض وذلك عبر معالجة السلوكيات وإصلاحات اجتماعية تعمل على نشر الوعي وغرس الولاء وحب واعلاء قيمة الوطن وان التنوع الذي حبانا الله به يجب أن يستفاد منه وان يكون اساسا للترابط والوحدة والقوة .
□ لقد ظل الانقسام الحاد في فضاءاتنا السياسية والاجتماعية يضعف من قدراتنا كنخب اجتماعية وسياسية وثقافية ولكن علينا أن نعمل على الحوار بحثا عن المشتركات فيما بيننا ولا نبحث عن مايشعل الحرب ويوغر الصدور.
□ إن اندلاع الحرب جعل بلادنا مهدده في امنها وبقائها كدولة مستقلة ذات سيادة وتفرض المسئؤلية عليكم كقيادات لقوى اجتماعيه تمثل اهل السودان قاطبه ان تتصدوا لما يهدد وحدة البلاد أو استغلال ونهب مواردها وانتهاك سيادتها ومصادرة قرارها الوطني.
□ وانتم كادارة اهلية قادره على بلورة رؤية وطنية توافقية عبر الحوار كخيار استراتيجي لإنقاذ البلاد من الحال الذي وصلت اليه والذي جعلها على حافة الانهيار وعلى أعتاب الانقسام والتجزئة ومهما كان حجم الخلافات فان الالتزام بالثوابت الوطنيه والقيم والاعراف التي تجمعنا كسودانيين تجعلنا نتجاوز كل الاشكالات ونعمل على ترسيخ قواعد التعايش السلمي بين المكونات الاجتماعية والسياسية لأهل السودان وعلينا أن ندرك ان اندلاع الحرب قد غير المشهد السياسي والاجتماعي برمته ولذلك ينبغي على القوى الاهليه والوطنيه مراجعة مواقفها ورؤيتها وتصحيح مسارها لإدارة البلاد من منظور الحوار وليس الصراع والتوافق وليس الاختلاف والمراجعات الجذرية والاعتراف بالأخطاء التاريخية والاقرار ان الخيار والسبيل الوحيد للحكم يتم عبر التداول السلمي للسلطة والأحتكام للشعب عبر الانتخابات الحرة والنزيهة وعبر الحوار والسلام وبناء الثقة.
□ مرت بلادنا ولا زالت حتى اليوم بمخاطر جمة هددت أمنها وبقائها كدولة مستقلة ذات سيادة مستهدفة أهم ركائزها المؤسسة العسكرية العريقة و ذلك بتخطيط خارجي وفعل داخلي غير راشد حيث تواجه المؤسسة العسكرية (صمام أمان السودان) بكافة مكوناتها إستهدافاً خارجياً بتسخير بعضاً من أبناء الوطن لإختراقها وتباعد خطوطها تشكيكاً في قدراتها وإضعافاً لدورها في حفظ الأمن وحماية هيبة الدولة، أداءً لواجبها الوطني الكبير. حيث كان بإمكانكم ان تدعوا القوى الوطنية والاهلية والدينية بمختلف توجهاتها ومساراتها واثنياتها للوقوف صفًا واحدًا تاركة وراءها الخلافات الفرعية والتقاطعات السياسية والقبلية لتجاوز هذه المرحلة الحرجة بإجماعها على الاساسيات التي ترجع الأمور إلي نصابها عبر رفض أي تدخل خارجي غير حميد يسعى لتدويل المشكله و التأمين على حق المؤسسة العسكرية الدستورى والقانوني لأداء واجباتها الوطنية صونا للدستور وانفاذا للقانون دفاعاً عن الوطن و حماية لحدوده و تامينا لمواطنيه.
□ ان التوافق على مشروع وطني بتجاوز حالة إنسداد الأُفق السياسي والاهلي الذي لازم المرحلة السابقة حال دون العمل على تحقيق التوافق الوطني الواسع بحوار سوداني/سوداني شامل فلابد من السعي لإدارة هذا الحوار بعيداً عن التطلعات الشخصية والإملاءات الخارجية ومستوعباً لإستحقاقات السلام والإحتفاظ لكافة المكونات السياسية والمجتمعية بحقها في التداول حول القضايا السياسية الوطنية الكُبرى وتدعو لتجاوز مرارات الماضي وجراحاته تطلعاً لمستقبل وطني واعدٍ يسعنا جميعا عبر نظام فيدرالي لحفظ توازن الوطن والايفاء بمستحقاتنا من حقوق وتنمية لكل شعوبنا دون اقصاء أو تهميش.
□ السيد الناظر
ان قضايا السلام والاستقرار والتنميه لا تزال تنتظر من يبلورها في استراتيجيه متكاملة للبناء الوطني وارساء قواعد الحكم الرشيد وتأسيس قواعد جيدة للادارة لان تحقيق السلام والتنمية الاجتماعية والاقتصادية تحتاج إلى مصالحة وطنية شامله تنبع من أعماق المجتمع.
ونحن نتحدث عن موضوعات الصراعات والحرب وبناء السلام ورتق النسيج الاجتماعي أو بمعنى اخر محاولة الوصول إلى التسوية النهائيه والتي تنهي الصراعات وتؤسس لدولة ذات سيادة موحدة بعيدة عن الخصومات والصراعات اذا لابد من الوقوف على المحفزات والدوافع وايضا المهددات والمحددات لمشكلة الصراعات السياسية والاهلية وذلك بمخاطبة الأسباب الجذريه وليست السطحيه التي قادت لهذه الصراعات واقصد بذلك التعمق في القضايا الاساسية التي تمنحنا فرصا افضل لإيجاد حل مرضى يخاطب جذور الازمة.
السيد الناظر
□ ان المسعي أمامنا تعترضه الكثير من الصعاب وتتداخل فيه العديد من الأسباب ولذلك يتطلب ان نبدي مرونة تتوافق مع المساعي التي نقوم بها تتمثل في تقديم التنازلات خصوصا في الصراعات الاهلية للوصول إلى حلول مع الاحتفاظ بدرجة معينه من الاحترام وحفظ الكرامه وتعزيز التواصل بين الأطراف المتصارعه عبر مايعرف بخارطة تعقب النزاعات مع تبادل الأفكار بطريقة بناءة وغير تصادميه مع التركيز على قضايا الوحدة الوطنية والحوار و تجنب عدم السماح للغضب والتفكير غير المنطقي والمنهج الاستفزازي وايضا اتخاذ قرارات تستند الي الفهم والانصاف بدلا من الخوف والغضب وتحفيز الذاكره بالعلاقات التاريخية والمواقف المشتركه بين القبائل والمكونات الاجتماعية والسياسية والتعرف على أساليب حل النزاعات عبر الاستراتيجيات والمفاهيم والنظريات لفهم المناهج المتنوعة و المتعددة لإدارة وحل النزاع عبر الأنماط التي تتناسب وطبيعة الصراعات وعبر المناهج التي يمكننا يها أن نعمل على تحويل الصراع بين كافة الاطراف الي قوة منتجة لدعم السلام والاستقرار والتنميه وحل النزاعات وتقوية العلاقات وإبراز القضايا الاساسية المختلف حولها للسطح ومساعدة الأطراف في ان تكون أكثر مرونة جراء التحديات الجديدة الآخذه في الظهور في الميدان، والجمع بين الجهود والمبادرات الملتزمة بإرساء السلام ووضع مسار جديد للتغيير الاجتماعي والسياسي عبر
المتغير السلوكي لبناء الثقة ومتغير في الهياكل للتخطيط الجيد لبناء هياكل الدول والمجتمع ومتغير في العلاقات والثقافات والبنيات.
وسعيًا لإنهاء حالات العنف واسع النطاق أو الكراهية أو غياب العداله، يجب أن يعمل جمعنا على الجمع بين معرفتهم بالأفكار الأساسية ونظريات ونتائج أبحاث السلام إلى جانب ما نعرفه عن أفضل الممارسات والتفكير بتمعن وبطريقة متعمقة في كيف يمكن للجهات الداخلية والخارجية المساعدة في دفع عمليات بناء سلام مستقر في ظل نشوب صراع عنيف وفقًا لقضايا العنف والسلام والتركيز من خلال ذلك على المصالح والظروف المشتركة في شتى المجالات التي تشارك في عملية بناء السلام وتساهم فيها َ
و بما ان الحرب يسبقها تخطيط وإعداد وتعبئة، فإن السلام تلزمه ذات المراحل تخطيطاً وإعداداً وتعبئةً، وبالتالي فإن الإنتقال من مرحلة الحرب إلي مرحلة السلام يعد أمراً شاقاً ومضنياً يستوجب إتخاذ كافة الوسائل والتدابير التي تمكن من بناء السلام وتحقيق عوامل إستدامته. □ ولا يأتي ذلك الا عبر إستحسان مداخل المخاطبة والتوعية الدينية والقانونية وما تعارف عليه الناس. فمخاطبة الامه بمرجعيات أصولها الفكرية والثقافية وتجاربها وموروثاتها وأعرافها وتقاليدها تمثل أوثق المداخل لتركيز الوعي وإستنهاض الهمم وتحريك كوامن الرغبة في تحقيق السلام الشامل.
□ في هذا السياق فقد حضت الأديان السماوية على تعظيم حرمة دم الإنسان والمحافظة على حقه في الحياة، واوردت في ذلك نصوصاً صريحة تبعها الأنبياء والعلماء والفقهاء والأحبار والرهبان والقساوسة بالتوضيح والتفسير والفتاوى والإفادات.
□ وجاءت القوانين المحلية والإقليمية والدولية بمواد واضحه تؤكد على حرمة الدم الإنساني وأوجدت الآليات والوسائل المناسبة لإنفاذ أحكامها وإقرار موجهاتها حيث تعارف الناس في كل أنحاء العالم على معاني تعظيم حرمة الدماء وإبتدعوا صيغاً واساليباً تعبر عن ثقافات الأمم والشعوب والأعراق وطرائق تعاملها في فض المنازعات وإقرار التصالحات وبهذا كله وغيرها من العادات الحميده يكون قد تشكل في الأفق الإنساني والسوداني العريض مشروع تواثق سوداني يؤكد على تعظيم حرمة الدماء تبدو صيغته ومفرداته جلية في النصوص الواردة في الكتب السماوية التي يدين بها الناس، وفي القوانين المحلية والإقليمية والدولية التي يحتكمون إليها..وفي التقاليد والاعراف التي تعارفوا عليها في فض النزاعات وإقرار التصالحات.
□ في هذا الإتجاه يمكن العمل علي نزع السلاح وبسط الأمن والسلام على إنفاذ مشروع وطني لنشر ثقافة السلام وفض النزاعات وإقرار التصالحات وفق الأهداف الاتيه:
١. نشر الوعي الديني الداعي لصون كرامة الإنسان وحرمة دمه كما جاء في الأديان والكتب السماوية.
٢. التعريف بالنظم والقوانين المحلية والإقليمية والدولية وما اوردته من موادوأحكام تؤكد على تعظيم حرمة الدماء
٣. إقرار مشروع وطني شامل لمحاربة الكراهيه ونبذ العصبيات ويعمل على نشر ثقافة السلام ورتق النسيج الاجتماعي
٤. بناء الثقه بين كل الأطراف السودانيه بتوقيع وثيقة حسن النوايا لانها الصراعات وتجاوز الازمات ويتضمن الالتزام الصارم بالتعهدات.
شكري وتقديري السيد الناظر
○ د. خليفه شلعي هباني
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: مشروع وطنی
إقرأ أيضاً:
نتانياهو يوجه رسالة للمسيحيين
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو اليوم الثلاثاء ما وصفه بأنه الدعم "الثابت" للمسيحيين في جميع أنحاء العالم للدولة العبرية في محاربة "قوى الشر".
للعام الثاني على التوالي، يستعد المسيحيون في الأراضي الفلسطينية وإسرائيل للاحتفال بعيد الميلاد فيما الحرب تتواصل في قطاع غزة وتلقي بظلالها على الاحتفالات.
وفي رسالة مصورة، خاطب نتانياهو المسيحيين في جميع أنحاء العالم قائلاً، "لقد وقفتم إلى جانبنا بثبات وقوة بينما تدافع إسرائيل عن حضارتنا ضد الوحشية".
“My dear Christian friends, as you gather with your family and friends this Christmas, I wish the Christian community in Israel and around the world blessings for a Merry Christmas from the Holy Land. pic.twitter.com/b5YtGaCUug
— Prime Minister of Israel (@IsraeliPM) December 24, 2024وأضاف، "نسعى إلى السلام مع أولئك الذين يرغبون بإحلال السلام معنا، لكننا سنفعل كل ما هو ضروري للدفاع عن الدولة اليهودية الوحيدة، مصدر تراثنا المشترك"، وأكد متوجهاً إلى المسيحيين "بدعمكم وبعون الله، أؤكد لكم أننا سننتصر".
يعيش في إسرائيل نحو 185 ألف مسيحي يمثلون 1,9% من السكان ويشكل المسيحيون العرب نحو 76% من هذه الفئة السكانية، وفقاً لبيانات المكتب المركزي للإحصاء في إسرائيل.
ويؤكد مسؤولون فلسطينيون وجود 47 ألف مسيحي في الأراضي الفلسطينية بما في ذلك قطاع غزة.
وأثرت الحرب المستمرة في قطاع غزة والتي اندلعت في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بعد هجوم مباغت شنته حماس على جنوب إسرائيل، على الطوائف المسيحية في إسرائيل والأراضي الفلسطينية.
وأسفر الهجوم عن مقتل 1208 أشخاص غالبيتهم مدنيون.
وتردّ إسرائيل مذّاك بقصف مدمّر وعمليات برّية في قطاع غزة ما أسفر عن مقتل 45317 شخصاً، غالبيتهم مدنيون من النساء والأطفال، وفقاً لأرقام وزارة الصحة التابعة لحماس والتي تعتبرها الأمم المتحدة ذات صدقية.