أشرف عبدالعزيز بعد أشهر من قبول إستقالة رئيس بعثة (يونتامس) فولكر بيرتس هاهو يعود للأضواء مجدداً في لقاء عاصف مع مجلة ألمانية، فجر فيه كثير من المفاجآت الداوية والتوقعات المثيرة والتي من الواضح أنها مبنية على معلومات سارية المفعول أراد الرجل كشفها في هذا التوقيت بالذات. في الغالب في مثل حالة فولكر يُؤثر الصمت ويكتفي بكتابة مذكراته بعد مرور سنوات على الاستقالة، ولكن ظهوره للأضواء مجدداً معلقاً على مجريات الأوضاع في السودان، يعني أنه يريد إرسال رسائل محددة لطرفي النزاع وكذلك لقوى المجتمع المدني.
توقع (فولكر) من خلال حديثه أن يتفق الجيش والدعم السريع على وقف
الحرب في منتصف العام الحالي نتيجة ضغوط أمريكية سعودية، ولكن لم يطلق العنان لتوقعاته وإنما ربطها بمحاذير أهمها أنه في حالة استجابة البرهان للضغوط الدولية سينقلب الإسلاميون على قيادة الجيش الذي يحكمون السيطرة على مفاصله، وفي ذات الوقت رأى فولكر بأن يتبع وقف اطلاق النار عملية سياسية يستثنى منها الإسلاميين المتطرفين، ولعل في ذلك رسالة واضحة للدول الممسكة بملف الوساطة بمزيد من الضغط على الإسلاميين المؤيدين لوقف الحرب، وهذا يعكس خطل السياسات التي إتبعتها الحركة الاسلامية السودانية وشخصنتها للقضايا في معركتها من أجل العودة للسلطة وظنها أن مجرد خروج فولكر وطرده من السودان كافي بلجمه وخروجه من دائرة التأثير. وفي المقابل أجرى فولكر تقييماً دقيقاً للشخصيات الفاعلة في المشهد السوداني اليوم ووصف قائد الجيش عبدالفتاح البرهان بأن لديه قصر نظر وكثير من قراراته العسكرية والسياسية كانت خاطئة ويتحمل القدر الأكبر من المسؤولية من ما آلت إليه الأمور في السودان، فيما وصف قائد قوات الدعم السريع بالمحارب الألماني القديم بوشفيكر الذي كان يستخدمه الملك كونراد الثاني في البطش بالخصوم فإنقلب على الملك وأطاح به، واعتبر فولكر الدعم السريع أكثر إنتهاكاً في الحرب من الجيش الذي لم يبرأ ساحته من الانتهاكات. فولكر أيضاً وجه انتقادات لرئيس القوى المدنية الديمقراطية الدكتور عبدالله حمدوك وأعاب عليه توقيعه اتفاق مع العسكر في أعقاب انقلاب الخامس والعشرين من إكتوبر 2021 وأشار إلى أنه يفتقد للمكر السياسي ولكنه خبير إقتصادي من الطراز الرفيع، ولعل الرجل يريد أن ينبه حمدوك بأن لا يتعامل بذات الطريقة في المرات القادمة. أهم ما أشار إليه رئيس بعثة (يونتامس) السابق أن إندلاع أي حرب أخرى مرتبط بالصيغة التي ستنتهي عليها الحرب الحالية، وهذا يعني إغلاق كل الثغرات التي يمكن أن تؤدي إلى إشتعال الحرب من جديد قبل توقفها، في المقابل لم ينس فولكر تهديدات من قبل الاسلاميين المتطرفين له بالتصفية وغيرها من الأشياء الأخرى ..عموماً ملخص لقاء فولكر هو أن الحرب ستتوقف قريباً.
نقلا عن صحيفة الجريدة الوسومأشرف عبد العزيز
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية:
أشرف عبد العزيز
إقرأ أيضاً:
هل تلاحظون الصمت الذي ضرب على خيمة خالد سلك؟!
من أحاجي الحرب ( ١٤٧١٦ ):
□□ صمتوا!
□ تذكرون عندما هاجم الفريق أول العطا دولة الإمارات واتهمها بالتورط في دعم المتمردين بالسودان؛ تذكرون يومها كيف سارع خالد سلك لانتقاده بعنف، متهماً إياه بإفساد علاقات السودان بمحيطه الإقليمي. وجاء مكتوبه على منصة ( X ) ما يلي:
○○ ( تصريحات الفريق ياسر العطا الأخيرة ضد دول الإقليم الإمارات، يوغندا، تشاد” وما سبقها من حملات ضد كينيا واثيوبيا والاتحاد الافريقي وايقاد والأمم المتحدة، هي استعادة للخطابات الغوغائية التي سادت في سنوات حكم النظام البائد والتي أورثت السودان العزلة، ودفع شعبنا ثمنها غالياً من حصار وتضييق، وتضرر منها جيراننا بصورة هددت السلم والأمن الاقليمي … ).
□ اليوم الحكومة السودانية مضت أشواطاً أبعد من مجرد تصريحات العطا، وهي تمضي في اللجؤ لمحكمة العدل الدولية والتقاضي بشأن تورط الإمارات في الإبادة الجماعية التي لحقت بالمساليت في غرب دارفور.
□ هل تلاحظون الصمت الذي ضرب على خيمة خالد سلك؟!
□ فلا هو يستطيع أن يطلق إدانة تجاه هذا الطرف أو مرافعة لذاك.
□ دروب العمالة شائكة ومحرجة خاصة عندما لا تقبل إلا السفور!
عصمت محمود أحمد
إنضم لقناة النيلين على واتساب