صحيفة التغيير السودانية:
2024-11-14@21:56:10 GMT

فولكر ..«الجديد شديد»!!

تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT

فولكر ..«الجديد شديد»!!

أشرف عبدالعزيز بعد أشهر من قبول إستقالة رئيس بعثة (يونتامس) فولكر بيرتس هاهو يعود للأضواء مجدداً في لقاء عاصف مع مجلة ألمانية، فجر فيه كثير من المفاجآت الداوية والتوقعات المثيرة والتي من الواضح أنها مبنية على معلومات سارية المفعول أراد الرجل كشفها في هذا التوقيت بالذات. في الغالب في مثل حالة فولكر يُؤثر الصمت ويكتفي بكتابة مذكراته بعد مرور سنوات على الاستقالة، ولكن ظهوره للأضواء مجدداً معلقاً على مجريات الأوضاع في السودان، يعني أنه يريد إرسال رسائل محددة لطرفي النزاع وكذلك لقوى المجتمع المدني.

توقع (فولكر) من خلال حديثه أن يتفق الجيش والدعم السريع على وقف الحرب في منتصف العام الحالي نتيجة ضغوط أمريكية سعودية، ولكن لم يطلق العنان لتوقعاته وإنما ربطها بمحاذير أهمها أنه في حالة استجابة البرهان للضغوط الدولية سينقلب الإسلاميون على قيادة الجيش الذي يحكمون السيطرة على مفاصله، وفي ذات الوقت رأى فولكر بأن يتبع وقف اطلاق النار عملية سياسية يستثنى منها الإسلاميين المتطرفين، ولعل في ذلك رسالة واضحة للدول الممسكة بملف الوساطة بمزيد من الضغط على الإسلاميين المؤيدين لوقف الحرب، وهذا يعكس خطل السياسات التي إتبعتها الحركة الاسلامية السودانية وشخصنتها للقضايا في معركتها من أجل العودة للسلطة وظنها أن مجرد خروج فولكر وطرده من السودان كافي بلجمه وخروجه من دائرة التأثير. وفي المقابل أجرى فولكر تقييماً دقيقاً للشخصيات الفاعلة في المشهد السوداني اليوم ووصف قائد الجيش عبدالفتاح البرهان بأن لديه قصر نظر وكثير من قراراته العسكرية والسياسية كانت خاطئة ويتحمل القدر الأكبر من المسؤولية من ما آلت إليه الأمور في السودان، فيما وصف قائد قوات الدعم السريع بالمحارب الألماني القديم بوشفيكر الذي كان يستخدمه الملك كونراد الثاني في البطش بالخصوم فإنقلب على الملك وأطاح به، واعتبر فولكر الدعم السريع أكثر إنتهاكاً في الحرب من الجيش الذي لم يبرأ ساحته من الانتهاكات. فولكر أيضاً وجه انتقادات لرئيس القوى المدنية الديمقراطية الدكتور عبدالله حمدوك وأعاب عليه توقيعه اتفاق مع العسكر في أعقاب انقلاب الخامس والعشرين من إكتوبر 2021 وأشار إلى أنه يفتقد للمكر السياسي ولكنه خبير إقتصادي من الطراز الرفيع، ولعل الرجل يريد أن ينبه حمدوك بأن لا يتعامل بذات الطريقة في المرات القادمة. أهم ما أشار إليه رئيس بعثة (يونتامس) السابق أن إندلاع أي حرب أخرى مرتبط بالصيغة التي ستنتهي عليها الحرب الحالية، وهذا يعني إغلاق كل الثغرات التي يمكن أن تؤدي إلى إشتعال الحرب من جديد قبل توقفها، في المقابل لم ينس فولكر تهديدات من قبل الاسلاميين المتطرفين له بالتصفية وغيرها من الأشياء الأخرى ..عموماً ملخص لقاء فولكر هو أن الحرب ستتوقف قريباً. نقلا عن صحيفة الجريدة الوسومأشرف عبد العزيز

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: أشرف عبد العزيز

إقرأ أيضاً:

دمج قوات الدعم السريع في الجيش السوداني: بين الواقع والمأمول

كتب الدكتور عزيز سليمان أستاذ السياسة والسياسات العامة

الصراع السوداني الممتد يمثل أحد التحديات الأعقد في تاريخ البلاد الحديث، حيث تشابكت الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية، وبرزت مطالب عاجلة للسلام والاستقرار. ومن بين القضايا المطروحة اليوم بإلحاح من قِبل إدارة الرئيس الأمريكي بايدن هي إمكانية دمج ما تبقى من قوات الدعم السريع في الجيش السوداني بهدف إنهاء النزاع وتحقيق الاستقرار. يطرح هذا الطرح تساؤلات عدة، بين جدلية الاندماج وتأثيره على النسيج الوطني، مرورًا بمسألة المحاسبة والعدالة، وصولاً إلى مواقف الإسلاميين والقوى السياسية والعسكرية التقليدية، ومدى قبول السودانيين أنفسهم لهذه الخطوة بعد كل هذه البشاعات التي قامت بها هذه المليشيات متعددة الجنسيات..

الأبعاد الجدلية لعملية الدمج

قوات الدعم السريع ليست مجرد تشكيل عسكري عادي؛ فهي تتسم ببنية إدارية وتاريخ خاص له ارتباطات مع محاور* ذات أحلام وأمال عراض في موارد السودان وأراضيه وموانئه، نشأت أصلاً كقوة مسلحة شبه مستقلة تحت قيادة منفصلة تحت امرة الرئيس المخلوع البشير كقوات باطشة ومؤمنة للرئيس لضمان حمايته وبقاءه في السلطة، مما أكسبها مكانة فريدة من نوعها، ولكنها مثيرة للجدل داخل الأوساط السودانية. ولعل العامل الأكثر تعقيدًا في عملية دمج هذه القوات هو تاريخها المرتبط بنزاعات عنيفة وارتكاب انتهاكات جسيمة في دارفور وأماكن أخرى، حيث أُلقي على عاتق هذه القوات جرائم كبرى تُصنف تحت بند جرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب والإبادة الجماعية..

إن مسألة دمج قوات الدعم السريع في الجيش السوداني تتطلب، بلا شك، حلاً جذريًا لهيكلية هذه القوات وإعادة تنظيمها بما يضمن ولاءها التام للمؤسسة العسكرية الوطنية، وتحت قيادة مركزية موحدة. يرى البعض أن الاندماج قد يكون سبيلًا لإنهاء النزاعات الداخلية وتوحيد الجهود في مواجهة التحديات الأمنية. لكن في المقابل، يعتبر آخرون أن أي خطوة نحو دمجها دون محاسبة واضحة وشفافة ستكون تضحية بقيم العدالة وسيادة القانون.

موقف السودانيين ومسألة احقاق العدالة

يشكل الرأي العام السوداني عاملًا محوريًا في تحديد ملامح هذا الدمج. فالشعب السوداني الذي عانى من سنوات من القمع والحرب والانتهاكات، يطمح إلى تحقيق العدالة قبل السلام. والمحاسبة، في نظر الكثيرين، هي شرط أساسي قبل التفكير في إدماج أي طرف متورط في انتهاكات حقوق الإنسان في نسيج الجيش الوطني.

ومما لا شك فيه أن الإصرار على تحقيق العدالة قد يؤدي إلى صعوبة تطبيق خيار الدمج، فالمواطنون السودانيون لا يرغبون في رؤية من ارتكبوا الجرائم بحقهم وقد انضموا إلى المؤسسة العسكرية دون خضوعهم للمساءلة. ويرى كثيرون أن تجاهل هذه النقطة قد يؤدي إلى فقدان الثقة الشعبية في الجيش كمؤسسة، مما يعرقل تحقيق الاستقرار المنشود.

موقف الإسلاميين والمؤسسة العسكرية

المشهد السياسي السوداني يسيطر عليه توازن حساس بين القوى المدنية والعسكرية والإسلامية. يتجلى موقف الإسلاميين بشكل خاص في النظر إلى قوات الدعم السريع كمنافس وتهديد، بل ويسعى بعضهم إلى تفكيك هذه القوة، في حين يحاول الجيش أن يستعيد دوره التاريخي في حفظ النظام والأمن.

أما الجيش السوداني، فإن خيار الدمج قد يعزز من سيطرته على الوضع الأمني في البلاد، لكنه أيضًا قد ينطوي على تحديات كبرى، خاصة إذا لم يلتزم قادة الدعم السريع بالهيكلية العسكرية الوطنية وبالقوانين المنظمة لعمل الجيش. إن المؤسسة العسكرية السودانية، التي كانت في يوم من الأيام تمثل العمود الفقري للأمن القومي، تجد نفسها اليوم في وضع حرج، يتطلب منها توخي الحذر في التعامل مع أي قوة عسكرية ذات توجهات أو قيادات مستقلة، لتجنب أي انشقاقات مستقبلية.

خاتمة: معادلة السلام أم تسوية سياسية؟

في النهاية، يبدو أن دمج قوات الدعم السريع او اياً من الحركات المسلحة في الجيش السوداني يمثل معادلة معقدة تحتاج إلى توازن دقيق بين تطلعات السودانيين للسلام وضرورة المحاسبة. وعلى القوى الوطنية السودانية والقادة العسكريين أن يتبنوا خطوات صارمة نحو
ضم او الحاق أي فصيل مسلح يحتكم لأسرة في حالة الدعم السريع او لقبيلة او منطقة في حالة بعض حركات الكفاح المسلح لضمان عقيدة جيش الدولة بعيداً عن الاستقلالية الفردية والولاءات الجانبية. فإذا أُحسن التعامل مع هذا الملف بعد التحقق من السودانوية (الجنسية) ، قد يكون الدمج و التسريح خطوة نحو تعزيز الأمن الوطني وتوطيد الاستقرار.

*المحور المقصود هنا هو دولة الامارات العربية المتحدة

quincysjones@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • الجنيه السوداني يدخل ساحة الحرب بين الجيش و«الدعم السريع» .. مسؤول رفيع سابق بالبنك المركزي: تبعات القرار كارثية
  • "الولاية الثالثة".. هل يمهد ترامب لتعديل دستوري شديد التعقيد؟
  • وزير الخارجية: الجيش اللبناني الوطني يقوم بدور شديد الأهمية للحفاظ على الأمن
  • دمج قوات الدعم السريع في الجيش السوداني: بين الواقع والمأمول
  • الجيش السوداني يسقط طائرات مسيرة لميليشيا الدعم السريع في الفاشر
  • واشنطن تفرض عقوبات على أحد قادة قوات الدعم السريع في السودان
  • ما الذي نعرفه عن المقاتلات الأمريكية التي تقصف الحوثيين لأول مرة؟
  • إصابة 5 أشخاص في هجوم ميليشيا الدعم السريع على مدينة ود راوة وسط السودان
  • عقار: لن نسمح بالإستعمار الجديد والاحزاب حرضت الدعم السريع على الحرب
  • توم بيرييلو: التقارير التي تفيد بأن جنود قوات الدعم السريع قاموا بتسميم مئات السودانيين في قرية الهلالية تعد صدمة