الثورة نت:
2025-04-27@00:17:02 GMT

قصة قصيرة : (( ســِـلـــوان ))

تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT

قصة قصيرة : (( ســِـلـــوان ))

وسيلة امين سامي

أهديها وقلبي لــغــزة
وُضِعَ أمامها جريح جرحهُ غائر يصرخ من كل ألمه ، إلا أنه مازال يقظاً، لم يغب عن وعيه .
يبدو قويا جلدا لكني أشك أن هذا النزيف الشديد من جرحه سيبقيه حيا، هكذا حدثت نفسها الطبيبة .
وفي سباق مع الأنفاس، وعلى ضوء جوال تمسك به الممرضة قالت له الطبيبة بعينين معتذرتين :
– أنا مضطرة لإجراء عملية جراحية لك دون تخدير، لعدم توفر المادة المخدرة، استعن بالله وتجلد، عليك أن تغيب عن الوعي دون مخدر، تذكر أجمل مامر بك وما يمكن أن يساعدك على تحمل الألم .


أجابها وقد لاح على شفتيه شبح ابتسامة جريحة :
ـ لاعليك، أصبحنا نتنفس الألم ولدي الكثير من الذكريات أجملها وأنقاها أنتِ
( ســـِلــوان عز الدين أبو خاطر ) .
دهشت الطبيبة ، كادت تسقط ما في يدها، تساءلت في نفسها :
يعرف أسمي كاملا !!! لا أحد من الجرحى هنا يعرفني .
المشفى يعج بالشهداء والجرحى، الليل سادر في إرخاء سدوله ، أصوات الغارات تكاد تنزع القلوب .
الخوف يركض خوفا في رعب الوجوه ، وفي جنبات المشفى تختلط أصوات الحمد والشكر بأنين الجرحى، وتتصاعد روائح المسك من أجساد الشهداء .
عاد صوت الجريح واهناً مثقلاً بالألم :
ـ أنت سلوان ، واسم مدينتنا سلوان حامية القدس منها تهب نسائم واديا ( الحلوةو الربابة ) مجلوة الرحيق في شفاه الحنين
مازلت أجد ريح أزقتها ميس دلال يناغي الأماني الخضر .
سلوان: أتذكرين حكايات جدتي ونحن نتحلق حولها تحت ظل أشجار الزيتون، نتلمس بأيدينا الغضة الحزام الملتف حول خصرها والذي تزينه خيوط الحرير بأشكال بديعة لعروق النخيل والزيتون والعنب، و(الزناق) الملتف حول جبينها المحلى بالليرات الذهبية، ومفتاحها العتيق يرنو لألف ألف دفء في زوايا دارها البعيدة ؟؟
ٱه، كم كانت جميلة جدتي ، حنانها وصبرها باتساع الكون .
كانت سلوان تحاول أن تجمع شتات ذهنها وهي تعالج جرحه، لكن حديثه شدها بقوة، أعادها لماض حاضر في ثنايا الروح متشبث بالأنفاس .
ـ هل تذكرين الطفلةَ سلوان ذات الأعوام العشر في حي (البستان)؟
عندما كانت تجمع الحجارة وتدفعها لي، ٱخُذها أنا ورفاقي وننتظر الدورية الإسرائيلية لنمطرها بالحجارة .
تأوه وهي تغرز الإبرة في جسده، أكمل قائلا :
مددتني بسلاح الحجارة منذ زمن بعيد لنحيا كراما ، وها أنت الأن تحاولين إنقاذ روحي ، صارت حجارتنا صواريخ تدك حصون المغتصب .
مازال الجريح مسترسلا بسلوى ذكرياته :
ـ هل تذكرين عناقيد العنب في صباحات الصيف، ظلها الذي ينسكب اخضرارا يجافي خطو الرحيل ؟
ترقرقت الدموع في عيني سلوان :
ـ نعم، لم أنس شيئا مما ذكرت
(مروان أبو دياب) رفيق الطفولة، كم أحزنني اعتقالك طفلاً مع رفاقك .. شجرة الزيتون التي ٱنستها وحيدة بعد اعتقالك شهدت سيل الدمعات التي فرت من عيني حزنا عليك .
ـ كيف افترقنا سلوان ؟؟ ضاعت أعوام من العمر خلف القضبان لأخرج باحثاً في خبايا الأيام، عن قبضة من أثر الراحلين، أسميت ابنتي البكر (سِلوان) لها نفس جديلتيك الذهبيتين في طفولتك، قضت مع أمها وإخوتها إثر قصف همجي، الحمد لله سبقونا للجنان، غدا القلب مِزَقا في عثرات الأماني تائهاً في إيحاش السنين، كم نشتاق لأمان دفيء يسكب مواويل (عتابا وميجانا) بعبق الذكريات وبهنأة ري بوعود المطر ..
بذلت سلوان قصارى جهدها لإنقاذ حياته، تكللت العملية الجراحية بالنجاح .. حمدت الله على سلامته، هز رأسه شاكرا .
عادت لذاكرتها صورة ذاك الطفل الثائر الذي شكرها يوما عندما كانت تجمع له الحجارة وهما في عمر الزهور، زهور محاطة بالأشواك والجراح، لكن عبيرها مازال يحلق في سماء فلسطين، يجوب مزارع الزيتون، وبيارات البرتقال، يصير لعنة في عيون المغتصب .
في تلك الأثناء سُمِع صوت طفلة تواسي أخاها أمام جثة أبيهما الشهيد :
(لاتعيط بابا راح ع الجنة ).
ابتسم مروان قائلا : نحن نولد كبارا ياسلوان

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

محاكمة مبديع تفضح "لجان الأظرفة" غير المؤهلة... ومتهم: كانت هناك أطر مؤهلة لم يتم توظيفها

واصلت محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، يوم الخميس، لساعات طويلة، الاستماع إلى المتهمين في قضية محاكمة محمد مبديع، القيادي في حزب الحركة الشعبية، ورئيس سابق لجماعة لفقيه بنصالح.

وقد استمعت المحكمة إلى عبد الرزاق، رئيس لجنة الأظرفة ومستشار جماعي بلفقيه بنصالح منذ عام 1983، الذي صرح بأنه كان يقوم بفتح الملفات فقط، وأن رئيس مصلحة الصفقات الذي يدعى رشيد، ورئيس المصلحة التقنية الذي يسمى حميد، هما من يقومان بدراسة هذه الملفات « بحكم أنهما على دراية بالقانون ».

وعند استفساره من قبل القاضي عما إذا كان رأي رشيد وحميد هام، أجاب المتهم: « نحن لا نعرف، هما العارفان بهذه الأمور ».

وقد علق القاضي على هذا الأمر قائلاً: « شخصان يقرران مصير المال العام… نتحدث عن أكثر من 24 مليون درهم »، مضيفاً أن « العبرة ليست بالأقدمية بل بالعلم ».

فرد المتهم قائلا: « نحن لا نعرف، ليس لدينا علم ولا تكوين ولا شيء ». وأضاف أن « رشيد دائما ما تكون لديه الملفات حتى وإن لم يكن هو من يترأسها ».

كما استمعت المحكمة إلى متهم آخر يدعى عبده، وهو عضو سابق باللجنة. صرح هذا المتهم، على غرار باقي المتهمين، أنه غير مؤهل لدراسة وفهم هذه الصفقات التي تعرض على اللجنة التي ينتمي إليها، مبرزا، أنه لم يحصل على شهادة البكالوريا.

بل وأوضح، في ذلك الوقت كانت الإدارة تضم أطراً يمكن اختيارهم، لكن ذلك لم يحدث، وأنه لم يكن مؤهلا. وتساءل القاضي عن سبب عدم إخبار رئيس المجلس أي محمد مبديع بكونه يجهل هذه الأمور، رد المتهم بالنفي.

وواجهت المحكمة، المتهمين، بتصريحات لمهندسين تفاجأوا بوجود أسمائهم ضمن مكتب للدراسات. وأفاد أحد المهندسين، الشرطة، بوجود « وثيقة مزورة »، مؤكدا أنه لم يجمعه أي عقد عمل مع مكتب الدراسات التابع لشركة « إكترا »، وأنه لم يناقش بصفة استشارية أي طلب أو يتم تكليفه بمهام لدراسة هذه الصفقة. وأكد مهندس آخر أن سيرته الذاتية تضمنت « معطيات خاطئة »، وأنه كان يعمل في مدن أخرى، وأن التوقيع الموجود في الملف « لا يخصه »، معربا عن جهله بظروف وملابسات إقحام اسمه.

وقد وصف المتهم عبده، رشيد وحميد بأنهما « أكفاء في حقلهما »، مشيراً إلى خبرة رشيد الطويلة في مصلحة الصفقات، وحميد كرئيس للمصلحة التقنية. واختتم حديثه قائلا: « 40 عاماً وأنا أعمل بالجماعة، والآن استأجرت منزلاً في تطوان، لا أملك منزلا، أنا ضحية، ولا أعلم إن كان هذا غباء مني ».

وقد تقدم دفاع أحد المتهمين بطلب عارض لاستدعاء المهندسين المذكورين للاستماع إليهم، بصفتهم مصرحي المحضر. إلا أن المحكمة قررت رفض هذا الملتمس، وتأجيل الجلسة إلى 15 ماي المقبل.

كلمات دلالية الدار البيضاء محكمة الاستئناف محمد مبديع

مقالات مشابهة

  • السوداني يفتتح فندق الزيتون بغداد / موفنبيك
  • لعدم حضوره.. اعتبار الحكم الصادر ضد المتهم الثالث بـ "خلية منشأة ناصر الإرهابية" مازال قائم
  • الفنان محمد خميس: مصر كانت تسمى كيميت أيام الفراعنة
  • قصة قصيرة [ الجماجم التي صارت في واحد ]
  • فضحية تهز اسبانيا .. قرارات منع تزويد إسرائيل بالسلاح كانت دعاية
  • بازار خانقين.. مبادرة تجمع منتجات شباب كوردستان (صور)
  • المجلس الأوروبي يعتمد إجراءات جديدة لدعم جيش مولدوفا وتحديث قدرات الدفاع الجوي "قصيرة المدى"
  • محيطات الأرض بالكامل كانت خضراء يوما ما
  • أسامة كمال: سيناء كانت وما زالت قلبًا ينبض في جسد بلد عظيم اسمه مصر
  • محاكمة مبديع تفضح "لجان الأظرفة" غير المؤهلة... ومتهم: كانت هناك أطر مؤهلة لم يتم توظيفها