أجبرت الأزمة المستمرة في تشاد، العديد من المواطنين على الفرار إلى شمال جمهورية أفريقيا الوسطى، بحثا عن اللجوء في بيتوكو وبيداكا من بينهم مزارعون يريدون زراعة الأرض لكسب عيشهم. 

وتشدد جاكلين كورانتي، وهي أرملة تشهد على مآسي الصراع، على الحاجة الملحة لتوفير الأراضي الصالحة للزراعة. 

وقد اجتذب هذا الشاغل اهتمام مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، التي تعمل مع السلطات المحلية لإيجاد حلول.

وقد وجد اللاجئون التشاديون، الذين يبحثون عن حياة أفضل، ملاذا في مواقع محددة في جمهورية أفريقيا الوسطى من بينهم ، جاكلين كورانتي ، أم لطفلين ، تبرز لمبادرتها الشجاعة بعد أن فقدت زوجها في النزاع بين الرعاة والمزارعين في تشاد في مايو 2023، تدير الآن مطعما صغيرا لإعالة نفسها.

تشارك جاكلين القصة المؤثرة لوفاة زوجها في الصحراء، كان شقيقها الأصغر مسؤولا عن حراسة الحقل عندما هاجمهم رجال مسلحون وقتلوا زوجها. 

وتتهم الحكومة التشادية بالتواطؤ في المأساة، قائلة إن معظم اللاجئين مزارعون يبحثون عن أراض صالحة للزراعة.

وفي مواجهة هذا الواقع، يطلب اللاجئون من المفوضية والسلطات الإدارية والمحلية إنشاء مركز للتدريب على الخياطة كما يريدون إنشاء مجموعة زراعية يمكنها الوصول إلى الأراضي الصالحة للزراعة والأدوات الزراعية والبذور لتعزيز تمكينهم.

 يهدف هذا النهج إلى تعزيز المساواة بين الجنسين داخل هذا المجتمع المنفي.

وأقر أوليفييه فافا أتيدزاه، ممثل المفوضية في جمهورية أفريقيا الوسطى، بصحة هذه المخاوف وأكد دعم المنظمة، معربًا عن تضامنه مع اللاجئين التشاديين، واعدا بالعمل مع سلطات وشعب جمهورية أفريقيا الوسطى لتسهيل اندماجهم وتلبية احتياجاتهم الأساسية.

يسلط وضع اللاجئين التشاديين في جمهورية أفريقيا الوسطى الضوء على الحاجة إلى اتباع نهج شامل لإدماجهم. 

وبالإضافة إلى المساعدات الإنسانية الفورية، يمكن أن يساعد تنفيذ المشاريع الزراعية والتدريب المهني في استعادة اعتمادهم على أنفسهم.

 وترحب السلطات المحلية، بتشجيع من المفوضية، بهذه المبادرة، وتظهر تضامنها مع أولئك الذين يكافحون يوميا لإعادة بناء حياتهم في بيئة جديدة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الحكومة التشادية فی جمهوریة أفریقیا الوسطى

إقرأ أيضاً:

"طِشة رياضة".. شوية من الوجع وشوية من الأمل

 

 

 

أحمد السلماني

 

الرياضة العُمانية، كما هي عادتها، لا تخلو من الزخم، لكنها في الوقت ذاته مُحمّلة بقضايا شائكة، نجاحات تلامس السماء في بعض القطاعات، وتراجعات موجعة في أخرى، وبين هذا وذاك، تبقى الأسئلة الكبرى معلقة تنتظر إجابات صادقة وقرارات جريئة. في هذه المساحة، نسلّط الضوء على أربع قضايا تتصدر المشهد الرياضي المحلي.

1. منتخب الناشئين: حلم المونديال المؤجل منذ 24 عامًا

رغم الأداء اللافت والمستوى المشرف الذي قدمه منتخبنا الوطني للناشئين في التصفيات الآسيوية النهائية، إلا أن الحلم تبخر مجددًا، وخرج الأحمر الصغير من سباق التأهل إلى نهائيات كأس العالم. ما يجعل الألم مضاعفًا أن هذا التراجع يتكرر منذ 24 عامًا، منذ أن كان المنتخب رقمًا صعبًا في "المونديال الصغير" أيام الزمن الجميل، رغم أن الإمكانيات في تلك الفترة لم تكن توازي ما هو متاح اليوم والفرص باتت أكبر، ثمانية منتخبات تتأهل بدلاً من ثلاث.

ما يجب أن يُقال بوضوح، أن الإشكالية لا تتعلق فقط بالجهاز الفني، بل هي أعمق من ذلك. نحن أمام منظومة فئات سنية تفتقر إلى استراتيجية واضحة، وتعمل بشكل عشوائي، وكأن الزمن لا يتحرك. لقد مُنح المدرب الحالي من الإمكانيات والفرص والمساحة الزمنية ما لم يُمنح لغيره، ومع ذلك، بقيت النتيجة هي ذاتها. وهنا، نحتاج إلى مراجعة شاملة تنطلق من الجذور لا من القمم.

2. الألعاب الشاطئية؛ حيث النجاح يُصنع بعقلية مختلفة

في المقابل، أبهرتنا منتخباتنا الشاطئية في البطولة الخليجية الأخيرة، بعدما اكتسحت الميداليات بفارق مذهل عن بقية المنافسين. هذا التفوق يؤكد ما نردده دومًا: النجاح في الرياضة ليس ضربًا من الحظ، بل هو ثمرة تخطيط وإدارة ناجحة.

والنجاح لم يكن فقط في الميدان، بل تعداه إلى التنظيم الرائع للبطولة والذي قدم سلطنة عُمان بصورة مشرّفة، تؤهلها لاستضافة بطولات أكبر وأضخم. إلا أنَّ هذه الصورة البراقة شابها تقصير واضح في الجانب الترويجي. الحملات الإعلامية ظلت أسيرة النمطية والتقليدية، رغم أنَّ الفرصة كانت سانحة لتقديم محتوى ترويجي حديث يتماشى مع طموحات البلاد واستراتيجيتها في التسويق السياحي والرياضي.

3. المنتخب الأول: ليلة العيد، ليلة الحسم

يونيو المُقبل سيكون مفترق طرق للكرة العُمانية، حين يلتقي منتخبنا الوطني الأول نظيريه الأردني والفلسطيني في أهم مباراتين بتاريخ الكرة الحديثة. الأردنيون – وصيف آسيا – بدأوا الإعداد مبكرًا، فيما علينا أن نلحق بالركب ونحشد كل الإمكانات.

هذه ليست مباراة عادية، بل معركة مصيرية تستحق أن تتكاتف فيها كل القطاعات؛ من الوزارة، والإعلام، إلى الاتحاد، إلى الجمهور. هي ليلة عيد الأضحى، وقد ينشغل الناس بالعيد، لكن من الواجب أن تُطلق حملة وطنية قوية تحفز الجماهير للزحف إلى مجمع السلطان قابوس ببوشر، ودعم الفريق الذي أثبت في أصعب اللحظات أنَّه لا يخذل جماهيره.

4. الكهرباء والرياضة: حين تُنصت المؤسسات

في لفتة تُحسب لها، تفاعلت شركة "نماء" مع المقال السابق حول تأثير تعرفة الكهرباء على الفرق الأهلية، وقدمت توضيحًا راقيًا، أكدت فيه أنها جهة تنفيذية وليست صاحبة القرار، مشيرةً إلى أن تنظيم التعرفة يقع ضمن اختصاص هيئة تنظيم الخدمات العامة ومجلس الوزراء.

وأكدت الشركة أيضًا التزامها بعدم قطع التيار بعد الدوام الرسمي، مراعية في ذلك البعد الإنساني والاجتماعي، ومبدية استعدادها لتقديم تسهيلات تخفف العبء على الفرق الأهلية.

هذا التجاوب يُعيد الأمل، ويُحيي الدعوة من جديد: خفض تعرفة الكهرباء للفرق الأهلية مطلب عادل، يدعم توجهات الحكومة في دعم الرياضة والشباب والصحة العامة.

"طشة رياضة" اليوم كانت مزيجًا من الحزن على حلم مؤجل، والفخر بإنجاز مشرف، والتحدي في معركة قادمة، والأمل في استجابة راقية. ولعلها تفتح بابًا لحوار أكبر، وقرارات أنضج. فالرياضة ليست فقط كرة تُركل، بل قطاع حيوي يعكس صورة وطن بأكمله.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • بعد عامين على الحرب.. من يتحمل فاتورة إعادة إعمار السودان؟
  • زيارة نوّاف سلّام إلى دمشق.. اللاجئون والمفقودون والتهريب تتصدر المباحثات
  • زيارة سلام إلى دمشق.. اللاجئون والمفقودون وتجارة الحدود تتصدر المباحثات
  • رئيس الوزراء الفلسطيني: مؤتمر إعادة إعمار غزة المقرر عقده بالقاهرة فرصة فريدة لحشد الدعم
  • مصر وقطر تؤكدان ضرورة وقف الحرب على غزة ودعم إعادة الإعمار
  • بيان مشترك بين مصر وقطر.. دعم جهود إعادة الإعمار وتخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني
  • والي الخرطوم يبحث مع ممثل برنامج الأمم المتحدة الانمائي مساهمة البرنامج في إعادة الإعمار
  • "طِشة رياضة".. شوية من الوجع وشوية من الأمل
  • الخارجية الألمانية: الحكومة الألمانية الجديدة ستواصل عملها من أجل سوريا وتقديم المزيد من الدعم لها
  • المركزي للزراعة العضوية يطلق أولى دوراته التدريبية لتأهيل العاملين