اللاجئون التشاديون في جمهورية أفريقيا الوسطى: بين الأمل في إعادة الإعمار
تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT
أجبرت الأزمة المستمرة في تشاد، العديد من المواطنين على الفرار إلى شمال جمهورية أفريقيا الوسطى، بحثا عن اللجوء في بيتوكو وبيداكا من بينهم مزارعون يريدون زراعة الأرض لكسب عيشهم.
وتشدد جاكلين كورانتي، وهي أرملة تشهد على مآسي الصراع، على الحاجة الملحة لتوفير الأراضي الصالحة للزراعة.
وقد اجتذب هذا الشاغل اهتمام مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، التي تعمل مع السلطات المحلية لإيجاد حلول.
وقد وجد اللاجئون التشاديون، الذين يبحثون عن حياة أفضل، ملاذا في مواقع محددة في جمهورية أفريقيا الوسطى من بينهم ، جاكلين كورانتي ، أم لطفلين ، تبرز لمبادرتها الشجاعة بعد أن فقدت زوجها في النزاع بين الرعاة والمزارعين في تشاد في مايو 2023، تدير الآن مطعما صغيرا لإعالة نفسها.
تشارك جاكلين القصة المؤثرة لوفاة زوجها في الصحراء، كان شقيقها الأصغر مسؤولا عن حراسة الحقل عندما هاجمهم رجال مسلحون وقتلوا زوجها.
وتتهم الحكومة التشادية بالتواطؤ في المأساة، قائلة إن معظم اللاجئين مزارعون يبحثون عن أراض صالحة للزراعة.
وفي مواجهة هذا الواقع، يطلب اللاجئون من المفوضية والسلطات الإدارية والمحلية إنشاء مركز للتدريب على الخياطة كما يريدون إنشاء مجموعة زراعية يمكنها الوصول إلى الأراضي الصالحة للزراعة والأدوات الزراعية والبذور لتعزيز تمكينهم.
يهدف هذا النهج إلى تعزيز المساواة بين الجنسين داخل هذا المجتمع المنفي.
وأقر أوليفييه فافا أتيدزاه، ممثل المفوضية في جمهورية أفريقيا الوسطى، بصحة هذه المخاوف وأكد دعم المنظمة، معربًا عن تضامنه مع اللاجئين التشاديين، واعدا بالعمل مع سلطات وشعب جمهورية أفريقيا الوسطى لتسهيل اندماجهم وتلبية احتياجاتهم الأساسية.
يسلط وضع اللاجئين التشاديين في جمهورية أفريقيا الوسطى الضوء على الحاجة إلى اتباع نهج شامل لإدماجهم.
وبالإضافة إلى المساعدات الإنسانية الفورية، يمكن أن يساعد تنفيذ المشاريع الزراعية والتدريب المهني في استعادة اعتمادهم على أنفسهم.
وترحب السلطات المحلية، بتشجيع من المفوضية، بهذه المبادرة، وتظهر تضامنها مع أولئك الذين يكافحون يوميا لإعادة بناء حياتهم في بيئة جديدة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الحكومة التشادية فی جمهوریة أفریقیا الوسطى
إقرأ أيضاً:
اللاجئون السوريون بين النزوح والعودة: لا قرار بحلّ الأزمة!
كتب محمد علوش في" الديار": بحسب المعلومات تصل أعداد السوريين المغادرين للأراضي اللبنانية باتجاه سوريا إلى حوالي الألف يومياً خلال الأيام الماضية، ولكن هذا لا يعني أن حل أزمة النازحين وُضعت على السكة الصحيحة لعدة أسباب كما تؤكد مصادر متابعة لهذا الملف.
السبب الأول بحسب المصادر هو موقف الجهات الدولية المعنية بملف اللجوء السوري، وتحديداً مفوضية شؤون اللاجئين، فهي لا تزال تعتبر أن أزمة اللجوء لا تُحل سوى بتأمين العودة الآمنة والكريمة وضمان حرية العائدين، وهي تعتبر أن النظام السوري بسقوطه قد يعني بالنسبة لكثيرين سقوط الشرط الأمني الذي كان يمنع العودة لكن لا يزال هناك امور تتعلق بضمان الحرية والعودة الكريمة، وهذا لن يتحقق قبل أن تنتهي الفوضى في سوريا من جهة ومعرفة ما إذا كان لدى العائدين مكاناً للعيش.
وتُشير المصادر إلى أن المفوضية أكدت للمسؤولين اللبنانيين أنها لن تقدم مغريات للسوريين من اجل البقاء في لبنان لكنها ترفض إجبار أحد على العودة، وتؤيد العودة الطوعية حتى أنها أكدت استعدادها لدعم عودة من يريد من خلال تمكينه من الاستقرار في سوريا.
السبب الثاني أن لبنان الرسمي رغم كل الاجراءات التي قام بها بمعالجة أزمة اللجوء السوري في لبنان بقي عاجزاً عن تخطي الفيتوات الخارجية التي منعت العودة والحل، وتشير المصادر إلى أن الحكومة المقبلة معنية بشكل أساسي بالبحث عن حلول مع الدول الاوروبية والولايات المتحدة الأميركية.
السبب الثالث هو وجود لجوء سوري جديد إلى لبنان من لون طائفي معين، ففي الأيام الماضية التي تلت سقوط نظام بشار الأسد في سوريا دخل لبنان عشرات الآلاف من السوريين من الشيعة والمسيحيين بسبب خوفهم وقلقهم من مستقبل الوضع في سوريا بعد سيطرة هيئة تحرير الشام على البلد، وترى المصادر أن الحكومة اللبنانية، بعد رفضها بداية، أدخلت السوريين إلى لبنان وهم توزعوا في البقاع بشكل أساسي، مشيرة إلى أن هؤلاء لن يعودوا في وقت قريب قبل التأكد من المستقبل السوري، وبالتالي هو ملف جديد يُضاف إلى ملف اللجوء السوري.
يقول المسؤولون السوريون الجدد أنهم بصدد الطلب من كل السوريين خارج سوريا للعودة إليها، ولكن لا يكفي القول في هذا الملف فالعودة تتطلب شروطاً أهمها القرار الخارجي المؤيد، الرغبة الداخلية السورية الحقيقية وتقبّل الجميع، وانطلاق قطار إعادة الإعمار بما يحسن الوضع الاقتصادي السوري.