وزارة الصحة في غزة: الوضع شمالي القطاع كارثي للغاية.. ومؤسسات حقوقية تحذّر
تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT
يمانيون../
أفادت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، اليوم الأحد، بأنّ الوضع الصحي شمالي قطاع غزة كارثي للغاية ولا يمكن وصفه، مشيرةً إلى أنّ مستشفيات غزة وشمالها بلا وقود، وأنّ مستشفى “الأهلي العربي المعمداني” تحديداً، شرقي مدينة غزة، بلا وقودٍ منذ أكثر من 10 أيام.
وأشارت إلى أنّ مستشفى “الحلو الدولي التخصّصي” بلا وقودٍ أيضاً، لافتةً إلى أنّ ثلاجات الأدوية بلا كهرباء ما يهدد بإتلاف كميات من الأدوية الحسّاسة.
كما كشفت وزارة الصحة أنّ عشرات سيارات الإسعاف والدفاع المدني والخدمات الطبية باتت خارج الخدمة، نتيجة عدم توفر الوقود، وأنّ مرضى غسيل الكلى والعناية المركزة باتوا مهددين بالموت الحتمي نتيجة عدم توفر الأدوية ووقود المولدات وسيارات الإسعاف.
ومع وصول الأزمة الكارثية التي يعيشها القطاع الصحي في قطاع غزّة إلى أقصى مستوياتها، أفاد مراسل الميادين في غزة باستشهاد الطفل الجريح، محمد نصر الله، في مستشفى الشفاء بسبب الجفاف وعدم توفر الغذاء والدواء.
وكان مراسلنا قد أفاد اليوم بأنّ قوات الاحتلال تمنع سيارات الإسعاف من الوصول إلى المناطق التي تقصفها لانتشال الجرحى.
وأورد مراسل الميادين بانتشال 5 جثامين شهداء من محيط مجمع ناصر الطبي في خانيونس، جنوبي قطاع غزة، وذلك بعد تراجع آليات الاحتلال من داخله.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني في غزة، إنّ الأوضاع في شمال القطاع كارثية والاحتلال يمنع دخول المكونات الأساسية للمواطنين.
وأضاف أن قوات الاحتلال تستهدف طواقم الدفاع المدني، مرلادفاص: “لم نواجه معاناة في الحروب السابقة كما حدث في هذه الحرب”.
وأعلنت وزارة الصحة في تقريرها اليومي، ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 29692 شهيداً و69879 إصابة، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وقالت الوزارة في التقرير إنّ الاحتلال ارتكب 7 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، راح ضحيتها 86 شهيداً و131 إصابة خلال الساعات الـ24 الماضية.
نصف مليون فلسطيني يهددهم الجوع والعطش
وفي السياق ذاته، حذّرت مؤسسات حقوق الإنسان الفلسطينية، في تقريرٍ مشترك، من ترك نحو نصف مليون فلسطيني فريسة للموت جوعاً وعطشاً شمالي قطاع غزة، بعدما انقطعت عنهم المساعدات بشكل شبه كامل منذ أسابيع، وشحّت جميع المواد الغذائية والدوائية الأساسية وخصوصاً الطحين، نتيجة قيود الاحتلال، واستمرار العدوان الإسرائيلي لليوم الـ 142 على التوالي.
ورأت المؤسسات أنّ استمرار الاحتلال في سياسة العقاب الجماعي المتمثلة في تجويع وتعطيش سكان قطاع غزة، وهو ما تجرّمه جميع الشرائع والقوانين الدولية، يأتي في سياق استكمال أهدافها بتهجير سكان شمالي القطاع، ودفعهم إلى النزوح جنوباً، والضرب بعرض الحائط القرارات التمهيدية لمحكمة العدل الدولية، التي تلزمها بالامتثال الكامل بموجب اتفاقية منع الإبادة الجماعية.
كما أعربت عن بالغ القلق بعد قرار برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، في 20 شباط/فبراير الجاري، وقف تسليم المساعدات الغذائية الحيوية إلى مناطق شمالي القطاع مؤقتاً.
ونقلت المؤسسات الحقوقية الفلسطينية عن الدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان، قوله إنّ الأطباء يسجلون علامات ضعف وهزال شديد ناتجة عن سوء التغذية والجوع لدى جميع الحالات المرضية، إضافةً إلى أنّ الأطفال الرضع ممن تقل أعمارهم عن 6 أشهر هم الأكثر عرضة للوفاة بالنظر إلى ضعف إمكانيات المستشفيات الحالية.
ويعاني السكان في أحياء مدينة غزة أزمة عطش شديدة بسبب انقطاع مياه الشرب الآمنة، وعدم كفاية المتوفر من مصادر المياه والتي بلغ العجز فيها نحو 90%، وهو ما يؤدي إلى تفاقم في سوء التغذية، فضلاً عن عدم كفاية المياه لأغراض الطهي والنظافة، حيث يحصل الأفراد على 3 لتر فقط لتغطي كافة الاستخدامات من نظافة وشرب. في الوقت الذي لا تزال فرق الهيئات المحلية والبلدية شمالي القطاع عاجزة عن إصلاح هذه الآبار والخطوط الناقلة للمياه المغذية للأحياء السكنية، بسبب نقص الإمكانيات ونزوح معظم الكوادر الفنية المتخصصة إلى مناطق جنوبي القطاع، وهو ما تسبب في انهيار شبه كامل لمنظومة الخدمات البلدية.
وجددت مؤسسات حقوق النسان الفلسطينية مطالبتها المجتمع الدولي للعمل على وقف جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق 2.3 مليون فلسطيني في قطاع غزة.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: شمالی القطاع وزارة الصحة قطاع غزة فی غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
منظمات حقوقية تتهم الجيش الإسرائيلي بتشجيع نهب المساعدات الإنسانية في غزة
أكدت 29 منظمة غير حكومية في تقرير مشترك أن الجيش الإسرائيلي يشجع على نهب المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، من خلال مهاجمة قوات الشرطة الفلسطينية التي تحاول تأمين المساعدات.
وجاء في تقرير المنظمات، ومن بينها “أطباء العالم” و”أوكسفام” و”المجلس النرويجي للاجئين”، أن “النهب مشكلة متكررة نتيجة استهداف إسرائيل ما تبقى من قوات الشرطة في غزة، ونقص السلع الأساسية، وانعدام الطرق وإغلاق معظم نقاط العبور، ويأس السكان من هذه الظروف الكارثية”.
وأضاف البيان أن الجيش الإسرائيلي “يفشل” من جانب آخر في “منع نهب شاحنات المساعدة أو منع العصابات المسلحة من ابتزاز المال من المنظمات الإنسانية لحمايتها”، مشيرة بشكل خاص إلى مقال نشرته صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية الاثنين عنوانه “الجيش الإسرائيلي يسمح لعصابات جنوب قطاع غزة بنهب شاحنات المساعدات وابتزاز سائقيها مقابل رسوم الحماية”.
وأكدت المنظمات غير الحكومية في تقريرها أنه في “بعض الحالات” وفيما كان عناصر الشرطة الفلسطينيون “يحاولون اتخاذ إجراءات ضد اللصوص، تعرضوا لهجوم من قبل القوات الإسرائيلية”. وأضافت: “تقع العديد من الحوادث بالقرب من القوات الإسرائيلية أو على مرأى منها، من دون أن تتدخل حتى عندما يطلب سائقو الشاحنات المساعدة”.
وفي التقرير نفسه نددت المنظمات بخفض المساعدة الإنسانية التي تسمح إسرائيل بدخولها الى قطاع غزة إلى “مستوى متدن تاريخيا”. فيما أوضحت أن ما معدله 37 شاحنة مساعدات إنسانية دخلت إلى الأراضي الفلسطينية يوميا في أكتوبر و69 يوميا في الأسبوع الأول من نوفمبر مقابل 500 قبل 7 أكتوبر 2023 حين اندلعت الحرب.
وأفادت المنظمات بأنه في الفترة ما بين 10 أكتوبر و13 نوفمبر، “أدت الغارات الإسرائيلية وعمليات القصف إلى مقتل ما لا يقل عن 20 عاملا في المجال الإنساني، يعملون بشكل رئيسي لصالح جمعيات فلسطينية”. وأضافت أن “هؤلاء الموظفين قتلوا في منازلهم أو في مخيمات النزوح أو أثناء توزيعهم المساعدات”.
وأشار البيان إلى أن “الولايات المتحدة طلبت في 13 أكتوبر، من السلطات الإسرائيلية مجددا، تحسين الوضع الإنساني في غزة تحت طائلة تقييد المساعدة العسكرية الأمريكية، ولم تستجب إسرائيل للمعايير الأمريكية فقط بل قام جيشها في الوقت نفسه باتخاذ إجراءات أدت إلى تفاقم الوضع على الأرض بشكل كبير”، خصوصا في شمال غزة.
وأشارت ثماني منظمات غير حكومية من بينها “سايف ذا تشيلدرن” و”كير” و”ميرسي كورب” في وقت سابق، إلى أن الوضع “أكثر كارثية مما كان عليه قبل شهر”.
هذا واستنكرت حركة “حماس” مزاعم واشنطن حول اتخاذ إسرائيل إجراءات لتحسين الوضع الإنساني في غزة مؤكدة أن الوقائع على الأرض وتقارير المؤسسات الأممية والمنظمات الإنسانية الدولية تكذب ذلك.