بوابة الفجر:
2024-12-25@03:19:44 GMT

د.حماد عبدالله يكتب: كيف كنا نعيش "بلا محمول" !!

تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT



غريب أمر هذا الجهاز الذى دخل حياتنا –وغريب جدًا أن نعيش بدونه –كما أنه الأكثر غرابة –أنه كيف كنا نعيش بدونه ؟ هذا الجهاز المسمى (المحمول) أو (الجوال) أو الموبايل –شيىء مثير جدًا –وشيىء ضرورى –وشيىء مثير –كما أنه بجانب نفعه الشديد –يتميز بصفة "قلة الذوق" –و "قلة الأدب" –وهدم لمبدأ الخصوصية التى يتمتع بها الإنسان –وبجانب هذا كله –فهو أكبر مستنزف لموازنات الفرد –والأسرة –والمجتمع بل الأكثر من ذلك هو محرك رئيسى فى إقتصاديات الوطن أى وطن !! ولعلى لا أكون مبالغًا إذا قلت بأن أكثر الناس إستخدامًا لهذا الجهاز –وقد إستنزف ميزانيات وهدد إقتصاديات الأسرة هم الشعوب النامية والفقيرة بالذات ولا أعلم ما هو الإرتباط بين الفقر والأمية "والرغى" عبر التليفون المحمول –هذا الجهاز الشيطانى الذى لا يحترم خصوصية ولا يحترم إنفراد الإنسان بنفسه –هو نافذة للغير على الأخر –بطريقة أصبحت غير أدمية –وتخلوا من الإنسانية !
قبل عام 1996 خاصة فى مصر –كنا نسمع عن هذه التكنولوجيا الجديدة –وكان التليفون الأرضى –شيىء يسعى للحصول عليه "بالدور" كل المصريين الذين لم يسعدهم الحظ –للحصول على خط تليفون –وكانت الواسطة –والرشوة فى بعض الأحيان هى الوسيلة الوحيدة لكى تأخذ دورًا فى قائمة الإنتظار على تركيب خط تليفون فى المنزل أو العمل ثم جاء تليفون السيارة والذى وصل عددهم إلى 2500 خط –فقط ألفان وخمسمائة خط فى كل المحروسة –وكان يباع الخط داخل السيارة –بأغلى من ثمن السيارة نفسها –وكان ينقل من داخل السيارة فى صندوق متنقل كبير يصل حجمه إلى حجم حقيبة سفر (سامسونيت) لكى يحوز المستخدم على خط تليفون متنقل من السيارة إلى أى مكان يذهب إليه  -وحتى مجىء هذا المحمول إلى مصر بمناسبة إنعقاد مؤتمر دولى فى مصر تحت عنوان "دافوس" الشرق الأوسط وشمال إفريقيا –وإستعدت مصر لإستقبال مئات من المشاركين فى هذا المؤتمر من كل أنحاء العالم –وبصفته مؤتمرًا للقمة الإقتصادية وسعى الإدارة المصرية لإدخال هذه التكنولوجيا الحديثة فى الإتصالات –لكى نواكب العالم المتحضر حتى يسهل إنهاء الأعمال –وتقريب وقت اتخاذ قرار فى عمل أو فى صفقة أو الإتفاق على موعد ملح وهام وخلافه من عناصر ضرورة الإتصال ولكن سرعان –كعادة المصريين أصبح الموبايل يستخدم فى "الرغى" دون فائدة –وأصبح أهم من ساندوتش "الهامبرجروالبيتسا" التى غزت أسواق الطعام السريع فى المحروسة فى ذلك الوقت أيضًا !
أصبح المحمول مع الطعام سريع الإعداد – هم سمة هذا العصر – والمجتمع – وإندثر التليفون الأرضي وأصبح لاقيمة له – وإستنزف هذا المحمول كل ما نمتلك من قليل أو كثير من مال – وكان بيع المحمول من الحكومة ( وزارة الاتصالات ) إلي شركة قطاع خاص – مشوب بكثير من الظلال التي أشيعت عن شبهة فساد – لم تستطع أجهزة الرقابة الشعبية ( مجلس الشعب ) وغيره من أجهزة أن تثبته – أو تدين عملية خصخصة هواء مصر – في أول صفقة لبيع التليفون المتنقل أو الجوال – ولكن لا شك بأننا كمصريون كان حالنا أحسن كثير دون هذه المصيبة الجديدة في حياتنا والمسمي بالإتصال عبر المحمول – والذي لا نستطيع أن نستغنى عنه – رغم مصائبه النفسية والمادية اليومية !!
وغدًا شيئ جديد – ومصيبة جديدة وأحمال كثيرة على إقتصاد الأسرة المصرية – فالشركة الواحدة ( المحمول ) أصبحت اربع – وإنتقل الصوت إلى الصورة – والفضائح أكثر – والمطبات أصعب ومازلنا في تقدم إلى مستوايات أخري من إنهاء خصوصية الانسان وتفرده مع نفسه !!

.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: هذا الجهاز

إقرأ أيضاً:

قفزت من السيارة.. اعترافات المتهم بمضايقة سيدة على طريق سريع

لم تكن رحلة الطالبة إلى العاصمة عادية، بل تحولت إلى مشهد درامى على طريق سريع، كُتبت فصوله في دقائق معدودة داخل سيارة "ميكروباص"، انتهى بقفزة جريئة هرباً من كابوس.

الطالبة، القادمة من الشرقية، كانت تبحث عن أمان الطريق، لكنها وجدت نفسها ضحية تحرش من سائق السيارة، الحادثة، التي وقعت في مدينة الشروق بالقاهرة، بدأت عندما استغل السائق موقعه ليزعج الطالبة بممارسات مشينة، ظناً أن صمت الطريق سيحميه، ولكن، في لحظة شجاعة يائسة، اختارت الطالبة القفز من السيارة، بعدما هدأ السائق من سرعتها، لتصاب بسحجات وكدمات بدلاً من خسارة كرامتها. 

السائق، الذي ظن أن الهروب سيبعده عن يد العدالة، فوجئ بجهود أجهزة وزارة الداخلية التي تحركت بسرعة، لتحديد موقعه والسيارة التي يقودها، التحقيقات كشفت أن السائق، الذي يفتقر لرخصة قيادة أو تسيير، اعتقد أن الطريق مفتوح أمام تجاوزاته. 


العدالة كانت له بالمرصاد، وتم ضبطه، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقه، في انتظار كلمتها الأخيرة من النيابة العامة، القصة تظل شاهداً على شجاعة فتاة لم تسكت عن حقها، وسرعة تحرك أجهزة الأمن لحماية المجتمع من مثل هذه الانتهاكات.

 







مشاركة

مقالات مشابهة

  • قفزت من السيارة.. اعترافات المتهم بمضايقة سيدة على طريق سريع
  • "أنتم تحتفلون ونحن نعيش على أمل عودة  أسرانا".. صرخة الأمهات الأوكرانيات يوم عيد الميلاد
  • أفضل 10 دول تتمتع بأسرع إنترنت محمول في العالم.. 3 دول عربية في المقدمة
  • د.حماد عبدالله يكتب: " تراجع " حركة التجارة الدولية !!
  • نبيلة عبيد تبكي مفيد فوزي في ذكرى وفاته: "ملوش زي وكان يعشق أعمالي"
  • ضبط قائد ميكروباص حاول مضايقة فتاة أثناء استقلالها السيارة صحبته بالقاهرة
  • ضبط سائق «ميكروباص» تحرش بفتاة حال استقلالها السيارة بالقاهرة
  • د.حماد عبدالله يكتب: تحديث البنية الثقافية
  • لينوفو تطلق ثورة تقنية.. أول كمبيوتر في العالم مزود بشاشة قابلة للطي
  • د.حماد عبدالله يكتب: " بلطجة " التعليم الخاص !!