وزير سُلالي في صنعاء يشعل فتيل التوترات بين (سلطان السامعي وحامد )
تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT
ألزمت الجماعة الحوثية برلمانها غير الشرعي بسحب قرار حجب الثقة عن وزير الصناعة والتجارة في حكومتها الانقلابية محمد شرف المطهر رغم التهم الموجهة له بالفساد، والتسبب في هروب 75 في المائة من التجار من صنعاء، وفق ما صرح به عضو مجلس حكم الجماعة سلطان السامعي.
ونقلت صحيفة«الشرق الأوسط»عن مصادر سياسية في صنعاء بأن توجيهات يعتقد أنها من مدير مكتب مجلس الحكم أحمد حامد صاحب السلطة المطلقة أفضت إلى قيام ما يسمى مجلس النواب بالتراجع عن قراره بحجب الثقة عن وزير الصناعة والتجارة محمد المطهر الذي يواجه تهما متعددة بالفساد والإثراء غير المشروع.
ووفق هذه المصادر فإنه وعقب هذه الخطوة حضر سلطان السامعي عضو مجلس حكم الجماعة الانقلابية (المجلس السياسي الأعلى) إلى ما يسمى مجلس النواب، وشن هجوما حادا على المطهر وسلم المجلس وثيقة حكم قضائي صادر من المحكمة التجارية ضد المطهر، وقال إنه رفض تنفيذ الحكم، لأنه يعتبر نفسه فوق القضاء، وفوق القانون، وفوق الحكومة، وفوق كل شيء، وتساءل السامعي عمن يدعم هذا الوزير لأنهم في مجلس الحكم لا يعرفون ذلك.
واستغرب السامعي تعيين المطهر وزيرا بدلا من إحالته للنيابة، كما سلم وثيقة أخرى تظهر أن الرجل كان محالا لنيابة الأموال العامة، حين كان نائبا لمدير شركة الغاز، وقال إنه صار يعفي مصنعا ويغلق آخر، مستندا إلى وثيقة إعفاء من الرسوم الجمركية صادرة عن الوزير لأحد مصانع السجائر، وأكد أنه أغلق مصنع سجائر يتبع مجموعة شركات هائل سعيد الذي كان يدفع للخزانة أربعة مليارات ريال يمني شهريا.
ووفق ما ذكره عضو مجلس الحكم الحوثي فإن 75 في المائة من الرأسمال الوطني غادر مناطق سيطرة الجماعة بسبب تصرفات وزير تجارتها المطهر، وذكر أن بعض التجار باتوا يعاملون على نقل مصانعهم، وأنهم لا يستطيعون الحديث عن معاناتهم، لأن من يتكلم يتم حبسه.
تعسف ضد التجار
اتهم عضو مجلس حكم الحوثيين سلطان السامعي القيادي في الجماعة محمد المطهر «باغتصاب صلاحيات القضاء» مستندا إلى وثيقة تحمل توجيهات الوزير بإغلاق محل تجاري، رغم أن القضاء هو المعني بالإغلاق، وذكر أنه أغلق أيضا شركات، ومن ضمنها شركة «شهاب» والتي أغلقت لمدة شهر في حين أن عمر هذه الشركة مائة عام على حد قوله.
السامعي في حديثه كشف عن استغلال الوزير المطهر لقرار مقاطعة البضائع الأميركية لتصفية حسابات مع تجار من خارج إطار الجماعة، قائلا إنه أغلق شركة عبد الله الخزاعي، بتهمة بيع منتجات أميركية وصهيونية، في حين أن تلك البضائع لم تكن موجودة في المحالّ التابعة للشركة. كما اتهمه بتعيين أشخاص غير مؤهلين في المكاتب الحكومية، حيث عين معلما للجغرافيا في هيئة المواصفات والمقاييس.
وتولى الجناح العسكري للحوثيين الرد على السامعي عبر موقع البوابة الإخبارية الذي يشرف عليه المتحدث العسكري للجماعة يحيى سريع حيث اتهم السامعي بممارسة ضغوط على الوزير لاستثناء منتجات شركة نستلة من قرارات المقاطعة، وأن الوزير رفض ذلك.
وقال الموقع إن السامعي فشل في الضغوط على الوزير لهذا ذهب إلى ما يسمى مجلس النواب ووجه له مثل تلك الاتهامات في حين أنه لم يحضر إلى هذا المجلس منذ سنوات رغم أنه عضو فيه.
من جهته، قال وزير التجارة والصناعة في حكومة الحوثيين محمد المطهر، إن كل ما قدمه السامعي لا أساس له من الصحة، ووعد برد تفصيلي لاحقا لكنه اعتذر عن عدم الحضور إلى برلمان الجماعة، وطلب منحه مزيدا من الوقت.
في غضون ذلك واصل السامعي حملته وسلّم برلمان الجماعة الحوثية عشرات من الوثائق والمستندات الإضافية قال إنها تؤكد سماح المطهر بإدخال شحنات فاسدة أو مخالفة للمقاييس والجودة بالإضافة إلى قرارات التعيين والتكليفات التي أصدرها والتي تتصادم مع القوانين النافذة، سواء أثناء توليه الوزارة أو بعد إقالة الحكومة الانقلابية وتحويلها إلى حكومة تسيير أعمال.
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: سلطان السامعی عضو مجلس
إقرأ أيضاً:
التوترات العسكرية تتصاعد في مأرب اليمنية ومؤشرات على عودة الحرب
أثار تصاعد التوترات والأعمال القتالية في جبهات محافظة مأرب الغنية بالنفط (شمال شرق) من جديد، علامات استفهام عدة وسط مؤشرات على احتمالية عودة الحرب بين القوات الحكومية ومسلحي جماعة الحوثيين.
التحركات والأنشطة العسكرية الأخيرة لجماعة "أنصار الله" الحوثيين في جبهات عدة وخصوصا جبهات مأرب، تشير إلى ترتيبات لبدء معركة عسكرية ضد الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، واحتمالات سيناريو الحرب أقوى من سيناريو السلام.
وكان الجيش اليمني قد أعلن قبل نحو أسبوع، عن مقتل وإصابة عدد من جنوده في هجمات نفذها الحوثيون على مواقع تابعة له في الضواحي الشمالية والجنوبية من مدينة مأرب، (المركز الإداري للمحافظة الغنية بالنفط ذات الاسم).
حرب ضروس مرتقبة
وفي السياق، توقع رئيس تحرير صحيفة "أخبار اليوم" (محلية)، سيف الحاضري "اندلاع حرب ضروس بين القوات الحكومية والحوثيين في جبهات مأرب، وربما تمتد إلى جبهات أخرى".
وقال الحاضري في حديث خاص لـ"عربي21" إن عودة الهجمات في جبهات مأرب ومحيطها بعد توقف حرب غزة، فميليشيات الحوثي ومن خلفها إيران تدرك أن اليمن هو مركز التواجد الرئيسي لها، وتسعى جاهدة إلى تحقيق أي انتصارات يمكن أن تعوض خسائرها في لبنان وسوريا.
وأشار رئيس تحرير صحيفة أخبار اليوم اليمنية : "نحن نترقب في مأرب معركة حاسمة أعد لها الحوثي"، مؤكدا أن "الاستعدادات من جانب قوات الجيش جارية وجاهزة لهذه المعركة القادمة".
وبحسب الحاضري فإن نوايا الحوثي واضحة جدا، وأنه "اتخذ قرار الحرب نتيجة للمخاوف التي أصيبت بها جراء هزيمة المشروع الإيراني في المنطقة".
وقال إن الهروب إلى الأمام من قبل الحوثيين أمر وارد"، موضحا أن المعركة القادمة لن تقتصر على مأرب فقط، بل ستشتعل في جبهات مختلفة.
وأضاف "الحوثيون يسعون إلى تحقيق أي اختراق سواء في مأرب أو في تعز أو الساحل الغربي ( جنوب غرب)"، مشددا على أن هذه المحاور ستكون ساحة لحرب ضروس وجولة حاسمة.
وارتفعت وتيرة الأعمال القتالية مؤخرا، في جبهات مختلفة بالبلاد بين مسلحي جماعة الحوثي وقوات الجيش اليمني التابعة للحكومة المعترف بها دوليا، وسط مخاوف من عودة الحرب في ظل تعثر عملية السلام برعاية الأمم المتحدة.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، حذرت جماعة الحوثي السعودية من مغبة تصعيد الجبهة داخل اليمن بعد هدوء دام نحو عامين.
وقال عضو ما يعرف بـ"المجلس السياسي الأعلى" التابع للحوثيين، محمد علي الحوثي، في تصريحات أدلى بها في وقت سابق، إن "الصواريخ الباليستية اليمنية التي طالت أهدافاً حساسة في عمق الكيان الإسرائيلي قادرة على استهداف أرامكو مجددا. وكما فشلت منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية والأمريكية في اعتراضها في أجواء يافا (تل أبيب)، لن تستطيع منعها من تحقيق أهدافها في عمق السعودية"، وفق الصحيفة اللبنانية.
وأضاف مخاطبا السعودية: "أي معركة مع شعبنا سنصفر اقتصادكم مثل ما اعتديتم على بلدنا وحاصرتموه وأوقفتم المرتبات"، على حد قوله
ومنذ مدة، تتكثّف مساع إقليمية ودولية لإيجاد حل سياسي شامل للأزمة في اليمن، آخرها جولة للمبعوث الأممي هانس غروندبرغ في كانون الثاني/ يناير الجاري، شملت العواصم صنعاء ومسقط وطهران والرياض.