أم الـ 34 بنت.. قصة ماما فتحية الفائزة بجائزة صناع الأمل
تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT
دبي - محمد سمير فريد وأحمد جمعة:
لم تتخيل السيدة المصرية فتحية محمود، يوماً أن تصبح قصة حياتها مثارًا لإلهام، أو صناعة أمل، فما قامت به كان وليد ظروف وقته، إذ صنعته بفطرة بحثًا عن لقب "أم" بعد حرمان دام نحو 30 عاماً.
لكنها وبعد 19 عاما أخرى، وقفت على مسرح الحفل الختامي لمبادرة "صُناع الأمل" تتسلم جائزتها من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ليمر شريط طويل من الذكريات والصعوبات والأحلام، لتبكي، ومعها يتعالى تصفيق الحضور، وفي يقينها أن العالم سيعرف قصتها.
كان حضور "فتحية" عزاء صديقتها ذات ليلة، فارقا في حياتها، حيث شاهدت ابنتها وهي تجتهد في الدعاء لها، وهنا تبادر إلى ذهنها سؤال "من سيدعو لي بعد وفاتي؟".
بعد بحث طويل مع الأطباء قررت فتحية محمود أن تبحث عن حل آخر لإرضاء غريزة أمومتها، كان ذلك بحلول العام 2005 حين اتفقت مع زوجها عبدالعال محمد على تبني طفلة من إحدى دور الأيتام في مصر، ويهبانها كل مشاعرهما واهتمامها.
مضا سويا في رحلة البحث عن طفلة، حيث قدمت طلبا رسمياً للتبني، لتتلقى اتصالا بضرورة حضورها لاستلام 21 بنتًا دفعة واحدة، ثم في اليوم التالي تلقت ذات الاتصال لتتسلم 6 بنات، ولاحقاً بعد أسبوع عاد نفس الاتصال لتتسلم 7 بنات، لتصبح أمًا ل 34 طفلة في غضون 8 أيام بعدما حُرمت من ذلك الإحساس لثلاثة عقود متتالية.
ومن هذا الوقت تولت فتحية وزوجها الإشراف على رعايتهن وتعليمهن وتربيتهن، معتمدين في ذلك على مدخراتهما التي جمعاها من رحلة عمل طويلة في "بلاد الغربة".
باتت فتحية تُلقب بين أسرتها ب"أم اليتيمات"، وبين الفتيات ب"ماما فتحية" وهو حلمها الذي تحقق الآن، فلم تعد تسمع تلك الكلمة من ابن واحد، بل من 34 بنت دفعة واحدة.
ورغم أن مسؤولية تربية 34 فتاة كلهن وصلن إلى مرحلة سنية تحتاج إلى رعاية خاصة، أمر ليس بالهين ويحتاج إلى الكثير من الوقت والجهد، خاصة أن الفتيات أصبحت في مرحلة الثانوية العامة "تانية وثالثة ثانوي"، إلا أن فتحية تجد في تلك المسؤولية الثقيلة متعة خاصة، حيث تحرص على القيام بكافة واجباتها تجاه بناتها بكل شغف ودقة.
يبدأ يوم "ماما فتحية" بعد صلاة الفجر، بعد أن قررت أن تكون هي فقط وزوجها المسؤولان عن تربية بناتهما وذلك بعد أيام وليالٍ من التدقيق قضياها في اختيار من يتولى شؤون البنات، وكذلك مديرات للمنزل، والأمهات البديلات، حيث انتهت رحلة البحث إلى قناعة شخصية من جانبهما بأنه لن يعتني أحد ببناتهما بالشكل الكافي غيرهما، فتوليا في مقر "لمسة أمل" كافة تفاصيل تربية الفتيات.
لم تكتفِ "ماما فتحية" بتأسيس جمعية لمسة أمل لرعاية الأيتام، بل عملت هي وزوجها على تكريس جهودهما لتحسين الرعاية الصحية للأيتام وأصحاب الهمم، عبر إنشاء مستشفى مجاني في منطقة حدائق الأهرام يوفر الرعاية الصحية لهذه الفئات.
تقطف فتحية وزوجها ثمار هذه الرحلة الشاقة، هما الآن يقفان أمام آلاف الحضور للحفل الختامي لصناع الأمل، وإلى جوارهما فتاتين من بناتهما "سحر وياسمين" يحملان عنهما درع صناع الأمل، ويساعدان "والدهما" عبدالعال الذي يسير على كرسي متحرك لكبر سنه.
تقول السيدة فتحية لمصراوي: "الحمد لله ربنا كرمني على رحلتي في الحياة، مكنتش متوقعة إننا أقف في يوم هنا".
وتضيف: "السعادة بتضيع كل ألم، إحساس الأمومة عند المحروم بيكون أكبر بس ربنا كرمني ورضاني في ولادي ال 34".
وأشارت إلى أن لزوجها دور كبير في حياتها، وفي تربية الأطفال حتى أصبحوا يبلغون من العمر الآن بين 16 و17 عاما، متابعة "زوجي عبدالعال طول العمر أكبر داعم لي، لم يقصر معي يوما، أو يقصر مع بناتنا".
وقالت إن الجائزة ستُخصص بالكامل لاستمرار رحلتها في تربية وتعليم الفتيات، موجهة حديثها لفتاتين كانتا بصحبتها: "مش عاوزة غير دكاترة ومهندسين وربنا يكرمني وأشوفهم عرايس".
وفي أثناء الإعلان عن الفائزين بالجائزة، وقفت سحر تبكي وتصفق بحرارة، وفي ذلك "رسالة شكر" على سنوات قضتها السيدة الستينية في رعايتها هي وباقي أشقائها في البيت، لتعبر عن ذلك أمام الجميع: "بحب ماما قد الدنيا وهي حياتي كلها، وفي الوقت اللي كانت بتستلم الجائزة مشفتش حاجة لأننا كنت بعيط جداً،. وبشكرها جدا على كل اللي عملته معانا".
لكن ما أن سمعت فتحية حديث سحر ردت قائلة: "مفيش شكر.. أنا عملت اللي مفروض تعمله أي أم".
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: رأس الحكمة مسلسلات رمضان 2024 ليالي سعودية مصرية سعر الفائدة أسعار الذهب سعر الدولار مخالفات البناء الطقس فانتازي طوفان الأقصى رمضان 2024 الحرب في السودان التبني دبي محمد بن راشد طوفان الأقصى المزيد
إقرأ أيضاً:
«عاشور» يشهد حفل تكريم الفرق الفائزة في برنامج «GENZ» بالجامعة البريطانية
شهد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، حفل تكريم الفرق الفائزة في البرنامج التليفزيوني "GENZ"، وذلك بمقر الجامعة البريطانية في مصر، بحضور كل من فريدة خميس رئيس مجلس أمناء الجامعة، والدكتور محمد لطفي رئيس الجامعة، والدكتور عبد الوهاب عزت أمين مجلس الجامعات الخاصة، والدكتور ماهر مصباح أمين عام مجلس الجامعات الأهلية، والدكتور عصام الكردي المدير التنفيذي لهيئة دعم وتطوير الجامعات، والإعلامي أحمد فايق مقدم برنامج GENZ، والدكتور هاني عياد المدير التنفيذي لصندوق رعاية المبتكرين والنوابغ، والدكتور عادل عبد الغفار المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي للوزارة، ومحمد غانم رئيس الإدارة المركزية لشئون مكتب الوزير، وقيادات الجامعة البريطانية وأكاديمية الشروق، وأعضاء لجنة التحكيم، وفريق عمل برنامج "GENZ" بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية.
في بداية كلمته، وجه الوزير الشكر لأسرة الجامعة البريطانية في مصر على تنظيم هذه الاحتفالية الهامة، مشيدًا بدور الجامعة الفاعل في المنظومة التعليمية والبحثية في مصر.
وأكد الدكتور أيمن عاشور أن برنامج "GENZ" يعد من أبرز مبادرات الوزارة لدعم شباب الجامعات، مشيرًا إلى أن البرنامج ليس مجرد مسابقة، بل هو رحلة من الإلهام، والتدريب، والدعم المادي والفني، لتحويل ابتكارات الطلاب إلى شركات ناشئة ناجحة، موجًها شكره للقيادة السياسية على دعمها المستمر للمبتكرين ورواد الأعمال، موضحًا أنه بفضل توجيهات القيادة السياسية، تم مضاعفة مبلغ المبادرة إلى 100 مليون جنيه، مما يعكس إيمان الدولة بأهمية الابتكار في تحقيق التنمية المستدامة.
وأكد الوزير أن نجاح البرنامج هو نتيجة جهود مشتركة بين الوزارة والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، معربًا عن سعادته بآراء لجنة تحكيم البرنامج، وإشادتها بالأفكار المتميزة التي قدمها الطلاب، والتي قاموا بعرضها بشكل علمي ومدروس أمام دولة رئيس مجلس الوزراء والسادة الوزراء، مشيدًا بقدرة الشباب على اختيار موضوعات دقيقة ومتنوعة، تعكس وعيهم باحتياجات الدولة، والتحديات التي تواجهها، مؤكدًا أن البرنامج يتماشى مع أهداف الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي، التي تدعم الطلاب في جميع الأقاليم الجغرافية المصرية، وتسهم في تطوير مهاراتهم، وإطلاق أفكارهم الابتكارية.
ووجه الوزير الشكر لأسرة صندوق رعاية المبتكرين والنوابغ، والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية على جهودهما في نجاح البرنامج، مؤكدًا أن الوزارة ستطلق مبادرات أخرى بالتعاون مع الشركة المتحدة في مجال اكتشاف ورعاية المبدعين، موضحًا أن اكتشاف المبتكرين والنابغين يعد من أهم المراحل التي تعمل عليها الوزارة، تليها مرحلة الرعاية، مشيرًا إلى أنه تم إطلاق مبادرة "مصر GATE نبوغ" التي تسهم في اكتشاف الطلاب من سن 8 إلى 18 عامًا، مؤكدًا أن برنامج "GENZ" يمثل خطوة هامة نحو توطين الصناعة الوطنية، والتغلب على التحديات المجتمعية، مشددًا على أهمية الابتكار وريادة الأعمال في الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، التي ترتبط باحتياجات سوق العمل، لدعم جهود الدولة في بناء الجمهورية الجديدة، مشيرًا إلى أن وزارة التعليم العالي أولت اهتمامًا كبيرًا برعاية الإبداع وتشجيع ريادة الأعمال، إيمانًا منها بدور الشباب في تحقيق التنمية المستدامة.
ومن جانبها، أشادت أ.فريدة خميس بنجاح الموسم الأول من البرنامج، مشيرة إلى أنه يعد نموذجًا متميزًا في دعم الابتكار وريادة الأعمال، وتوفير بيئة تعليمية تشجع على الإبداع، والتطلع إلى مستقبل مليئ بالفرص الحقيقية، كما أشارت إلى سعادتها برؤية مشاريع تسهم بشكل كبير في التغيير الإيجابي، مؤكدة دعمها المستمر لمثل هذه المشاريع، وتحويلها إلى مشاريع حقيقية على أرض الواقع، كما قدمت الشكر لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وصندوق رعاية المبتكرين والنوابغ، والشركة المتحدة على دورهم في البرنامج، وإبراز مواهب الشباب، مشيدة بدور لجنة التحكيم التي شرفت بكونها أحد أعضائها، وأكدت أن احتفال اليوم هو رسالة لكل شاب وشابة في مصر بأن السعي والالتزام هما المفتاح الحقيقي للنجاح.
وأعربت فريدة خميس عن سعادتها بتكريم الطلاب لما حققوه من إنجازات في النسخة الأولى من برنامج "GenZ"، مثمنة دعم د.أيمن عاشور وتشجيعه للابتكار وريادة الأعمال، مشيدة بأفكار طلاب الجامعات المصرية الذين أظهروا روح الإبداع والعمل الجاد، ووصفت مشاركتها كعضو في لجنة التحكيم بأنها تجربة هامة، مؤكدة التزامها بدعم الشباب، وتحفيزهم لتحويل أفكارهم إلى مشاريع تخدم مجتمعاتهم، كما أعربت عن تطلعها لبدء الموسم الثاني من البرنامج لتعزيز الابتكار وتمكين الشباب.
ومن جانبه، أعرب الدكتور محمد لطفي عن سعادته بالاحتفال بالطلاب في هذا الحدث الذي يجسد رؤية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي نحو تمكين شباب الجامعات ودعمهم، انطلاقًا من الإستراتيجية الطموحة التي وضعتها الوزارة، وأشار إلى أن الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي لا تقتصر على تحسين البيئة التعليمية فحسب، بل تمتد لتبني مبادرات رائدة تهدف إلى خلق بيئة حاضنة للإبداع ومحفزة له في منظومة التعليم العالي والبحث العلمي، وهو ما يعكسه برنامج "GenZ" الذي يُعد أحد أبرز البرامج الهامة والهادفة، معربًا عن فخره بمشاركة طلاب الجامعة البريطانية وأكاديمية الشروق في برنامج "GENZ" وتميزهم بتقديم أفكار ومشروعات تعكس إبداعهم ورؤيتهم المستقبلية، مما مكنهم من تحقيق إنجازات متميزة، وحصولهم على مراكز متقدمة، موجهًا لهم التحية، كما هنأ جميع الطلاب المشاركين في البرنامج.
ومن جانبه، أكد الدكتور هاني عياد أن دعم الإبداع والابتكار يعد من أولويات صندوق رعاية المبتكرين والنوابغ، لتعزيز القدرة التنافسية للشباب المصري في المجالات التي تلبي احتياجات الصناعة المحلية، وربطها بأهداف التنمية المستدامة والإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، بهدف تعزيز الاقتصاد الوطني، وأعرب عن سعادته بالنجاح الكبير الذي تحقق في النسخة الأولى من برنامج "GENZ" بفضل الدعم المتواصل من د.أيمن عاشور، موضحًا أن تكريم الفائزين اليوم يعد رسالة هامة بأهمية دعم المبتكرين، وتذليل التحديات أمامهم، مشيرًا إلى التزام الصندوق بدعم الفرق الفائزة من خلال برنامج احتضان متكامل يتضمن الدعم الفني والمالي، لتوفير البيئة المناسبة لتحقيق طموحاتهم وتنمية مشاريعهم، مؤكدًا أن هذا الحدث يمثل بداية جديدة للإبداع والابتكار
ومن جانبه، وجه أحمد فايق الشكر للدكتور أيمن عاشور على دعمه المستمر للبرنامج، ومشاركته في كافة تفاصيله، مؤكدًا أن البرنامج هو ثمرة تعاون بين وزارة التعليم العالي، ممثلة في صندوق رعاية المبتكرين والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، مشيدًا بأداء لجنة التحكيم ومستوى المشاريع التي قدمها الطلاب، مؤكدًا أن الموسم الثاني من البرنامج سيشهد مشاركة واسعة من الطلاب بعد النجاح الذي حققته النسخة الأولى.
وعلى هامش الحفل، تم تكريم الفرق الفائزة في البرنامج، والتي قدمت أفكارًا متميزة في مجالات متعددة تشمل (الطب، الهندسة، الزراعة، التكنولوجيا)، وشملت هذه الفرق كلاً من:
1. فريق "Gmind" الجامعة البريطانية في مصر.
2. فريق " Chi To Heal" الجامعة البريطانية في مصر.
3. فريق " Rewall " جامعة سيناء.
4. فريق "قطفة" جامعة عين شمس.
5. فريق "harbanol" جامعة عين شمس.
6. فريق "snailomoon " جامعة كفر الشيخ.
7. فريق "المستقبل" أكاديمية الشروق.
جدير بالذكر أن برنامج "GENZ" من أكبر البرامج الداعمة للأفكار الابتكارية لطلاب الجامعات والمعاهد المصرية، ويُنفذ بالتعاون بين وزارة التعليم العالي ممثلة في صندوق رعاية المبتكرين والنوابغ والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، بدعم يصل إلى 100 مليون جنيه، ويوفر البرنامج للمشروعات المشاركة مزايا عديدة، مثل: التدريب والتوجيه من رواد الأعمال والمستثمرين، وتمويل الشركات الفائزة، بالإضافة إلى الوصول إلى شبكة من المستثمرين وأصحاب الأعمال.
اقرأ أيضاًوزير التعليم العالي مشيدا ببرنامج GENZ: من أبرز المبادرات لدعم شباب الجامعات
بعد زيادة تمويل مسابقة«GenZ» لـ 100 مليون جنيه.. عاشور يشكر الرئيس السيسي على دعم الابتكار
عاشور يشيد بـ «صندوق مجلس الوزراء» في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي ورؤية مصر 2030