وفد من السفارة البلجيكية في ضيافة جميعة تلدات يزور منطقة انبدور بجماعة اسيف المال لدعم نساء المنطقة
تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT
شهد دوار انبدور بجماعة اسيف المال نواحي شيشاوة، التي تضررت بشدة جراء زلزال الحوز، زيارة وفد من السفارة البلجيكية.
تأتي هذه الزيارة في إطار تنظيم جمعية تلدات بدعم من برنامج “من أجلك” للجمعية البلجيكية APEFE، لدورة تدريبية في صناعة الصابون لفائدة نساء المنطقة، والتي استمرت لمدة ثلاثة أيام.
تهدف هذه الدورة التدريبية إلى تمكين النساء في المنطقة من اكتساب مهارات جديدة في صناعة الصابون، مما يمكنهن من تحسين دخلهن ودعم أسرهن.
وقد شهدت الدورة مشاركة فعّالة من قبل النساء المتضررات من الزلزال، حيث تلقين المهارات اللازمة لإنتاج صابون ذو جودة عاليه، فيما اختتمت الدورة بتوزيع شواهد للمشاركة وحصص من المواد الأولية بهدف توفير بيئة ملائمة للتدريب وضمان استمراريته، إلى جانب توزيع مواد غذائية وأواني المطبخ على الأسر المستفيدة في إطار الحس التضامني بين مختلف مكونات المجتمع المدني.
وفي ختام الدورة، تم تنظيم يوم تكويني حول تقنيات التسويق، بهدف تعزيز قدرات النساء في التسويق لمنتجاتهن وتحقيق المبيعات.
وقدمت الجلسة التكوينية معلومات مفيدة حول كيفية إنشاء استراتيجيات تسويقية فعّالة واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي للترويج للمنتجات.
وخلال الزيارة، أشاد وفد السفارة البلجيكية بجهود جمعية “تلدات” وبرنامج “من أجلك” في تقديم الدعم والتدريب للنساء في المنطقة، مما يساهم في تحسين مستوى حياتهن ومنحهن الفرصة لتحقيق الاستقلالية الاقتصادية فيما أعربت المشاركات في الدورة عن امتنانهن للجهود التي بذلتها جمعية “تلدات” وبرنامج “من أجلك” في تنظيم هذه الدورة التدريبية، وأكدن على أهمية الدعم المستمر للنساء في المنطقة لتحقيق الاستقلالية الاقتصادية وتحسين الحياة المعيشية لهن ولأسرهن.
وفي نهاية الزيارة، أشاد الوفد البلجيكي بالتفاني والاجتهاد الذي أبدته النساء في المنطقة وأعرب عن تقديره وامتنانه للجهود التي تبذلها الجمعية والبرنامج في تحسين الظروف المعيشية للساكنة المحلية، وأكد على استمرار التعاون والدعم في المستقبل تقديم الدعم والتدريب.
المصدر: مراكش الان
كلمات دلالية: فی المنطقة
إقرأ أيضاً:
ندوب الحرب التي لن تبرأ بصمت المدافع
توشك المفاوضات بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس أن تصل إلى ذروتها بإتمام اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. ورغم أن جانب دولة الاحتلال غير مأمون بناء على التجارب التاريخية وبناء على تجارب مفاوضات الحرب الحالية، لكن المؤشرات والتسريبات التي رشحت خلال الأيام الماضية والمشهد العام في المنطقة والمزاج الأمريكي كلها تشير إلى أن إسرائيل مضطرة هذه المرة إلى التوقيع قبل بدء الفترة الرئاسية للرئيس الأمريكي ترامب.
إن هذه الخطوة كان يمكن أن تحدث منذ أكثر من عام لولا تعطش رئيس الوزراء الإسرائيلي وحكومته اليمينية المتطرفة للدماء ولولا الأحقاد التي تستعر في نفوسهم ضد الشعب الفلسطيني، ولو حدثت في ذلك الوقت لكان يمكن لآلاف الأطفال الذين استشهدوا في هذه الحرب أن يكونوا من بين الذين سيفرحون بالقرار وهم يعودون إلى قراهم المدمرة ليبحثوا عما تبقى من ذكرياتهم وألعابهم وبعض طفولتهم.
لكن قتلة الأطفال والنساء والشيوخ والأبرياء لا يفهمون معنى الطفولة ولا قدسيتها حتى خلال الحرب ومن باب أولى لا يفهمون معنى أن تعود الأمهات الثكلى بأطفالهن فلا يجدن حتى قميصا فيه رائحة طفلها قد يخفف بعض حزنها أو يوقف دموع عينها المبيضة من الحزن والبكاء.
من حق الفلسطينيين أن يشعروا بالنصر رغم كل الخسائر التي منوا بها: خسائر في الأرواح التي قد تصل الآن بعد أن تتلاشى أدخنة الحرب إلى نحو 50 ألف شهيد وأكثر من 200 ألف جريح وبنية أساسية مهدمة بالكامل وغياب كامل لكل مظاهر الحياة الإنسانية وانعدام كامل للمواد الغذائية والطبية.. وشعور النصر مصدره القدرة على البقاء رغم الإبادة التي عملت عليها قوات الاحتلال، الإبادة المدعومة بأعتى الأسلحة الغربية التي جربها العدو خلال مدة تصل إلى 18 شهرا.
في مقابل هذا لا أحد يستطيع أن ينكر أن الموازين في المنطقة قد تغيرت بالكامل خلال هذه الحرب، والمنطقة في اليوم التالي لتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار ليست هي المنطقة التي كانت عليها قبل يوم 7 أكتوبر.
وإذا كانت إسرائيل قد صفَّت الكثير من خصومها في هذه الحرب وفككت محور المقاومة وأثخنت الكثير من جبهاته وآخرها الجبهة السورية إلا أنها كشفت عن ضعفها في المواجهات المباغتة، وفضحت أسطورة أجهزتها الأمنية وقبتها الحديدية.
وفي مقابل ذلك فإن حركة حماس رغم ما تعرضت له من خسائر فادحة في رجالها وقياداتها الميدانية إلا أنها أثبتت في الوقت نفسه أنها منظمة بشكل دقيق ومعقد وأنها قادرة على الصمود وتجديد نفسها وتقديم قيادات جديدة.
والأمر نفسه مع حزب الله ومع إيران التي دفعتها هذه الحرب إلى دخول مواجهة مباشرة لأول مرة في تاريخها مع إسرائيل، ولا شك أن تلك المواجهات كشفت لإيران نفسها عن مواطن الضعف في منظوماتها كما كشف مواطن القوة.
ورغم أن بعض الخبراء يرون أن حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله يمكنهم تجديد قوتهم خلال المرحلة القادمة إلا أن الأمر يبدو مختلفا في سوريا التي يظهر أنها خرجت من المحور تماما سواء كان ذلك على المستوى الأيديولوجي أو حتى مستوى العمل الميداني واللوجستي.
وأمام هذا الأمر وتبعا لهذه التحولات ما ظهر منها وما بطن فإن الموازين في المنطقة تغيرت بالكامل، ولا يبدو أن ذلك ذاهب لصالح القضية الفلسطينية في بعدها التاريخي أو في جوهر ما تبحث عنه وهو دحر الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المحتلة ولو على حدود 5 يونيو 1967.
لكن هذا لا يعني أن المقاومة ستنتهي أو تنتهي نصرة القضية الفلسطينية من الشعوب الحرة المؤمنة بالقضية، بل ستزهر في كل مكان في فلسطين أشكال جديدة من المقاومة والندوب الذي أحدثتها الحرب في أجساد الفلسطينيين وفي أرواحهم، ستبقى تغلي وستكون بذورا لمواجهات أخرى أكثر ضراوة وأكثر قوة وإصرارا على النصر.