يمانيون – متابعات
منذ ديسمبر الماضي تتناقل وسائل إعلامٍ عبرية عن اخبار وتقارير عن تفعيل جسر بريّ يمتد من ميناء جبل عليّ في دبي الإماراتية مرورًا بالسعوديّة والأردن وصولا إلى ميناء حيفا في فلسطين المحتلة لنقل البضائع إلى الكيان الصهيوني بعد ان منعت القوات المسلحة اليمنية مرور السفن الإسرائيلي او تلك المتوجهة إلى الكيان حتى إيقاف الحرب على غزة.

وبعد ما فشل العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن في إيقاف عمليات قواتنا المسلحة ضد السفن الصهيونية والأمريكية والبريطانية والمتجهة إلى الموانئ المحتلة، اسنادا للشعب الفلسطيني ومقاومته الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي على قطاع غزة، تحاول دويلة الإمارات ومعها السعودية والأردن ومصر الالتفاف على تلك الجهود وتتقمص دور المنقذ لاقتصاد الكيان المؤقت الذي يعاني من انهيار كبير وفق تقارير إعلامية عبرية، عبر استخدام جسر بري لنقل المواد الغذائية إلى ميناء حيفاء في الأراضي المحتلة قادمة من ميناء موندرا في الهند.

ما هو الطريق البري ومتى أنشأ وماهي مهامه؟
مشروع الجسر البري لم يكن وليد اللحظة ففي يوليو 2023 قدمت وزارة خارجية الاحتلال الإسرائيلية لواشنطن خطة سرية لطريق بري يربط دول الخليج بموانئها عبر ممر من الهندي إلى أوروبا وقد تم تجهيزه ليكون داعماً قوياً للاقتصاد الصهيوني من خلال تفعيل ميناء حيفا في فلسطين المحتلة.

الرئيس الأمريكي جو بايدن أعلن خلال مشاركته في قمة العشرين التي عقدت في سبتمبر 2023 عن خطط لبناء سكك حديدية وممر شحن يربط الهند بالشرق الأوسط وأوروبا مرورا بدول الخليج منها السعودية والبحرين والإمارات وكذا الأردن.

في السادس من ديسمبر 2023 وبعد تفاقم أزمة النقل البحري في الكيان المؤقت وقّعت شركة “تراكنت” الإسرائيلية اتفاقية مع شركة “بيورترانز” الإماراتية للخدمات اللوجستية ليبدأ تسيير الشاحنات المحملة بالبضائع من ميناء دبي مروراً بالأراضي السعودية ثم الأردنية وصولاً إلى ميناء “حيفا” في الأراضي المحتلة.

ويمتد الجسر البري عبر مسارين: الأول بين ميناء جبل علي في دبي وميناء “حيفا” في فلسطين المحتلة مرورًا بمدينتي الرياض في السعودية وعمان في الأردن، وتقطع الشاحنات عبر هذا المسار مسافة 2550 كيلومترًا على مدار 4 أيام فقط.
فيما يربط المسار الثاني مدينة المنامة في البحرين وميناء “حيفا” في فلسطين المحتلة ويمر أيضًا عبر الأراضي السعودية والأردنية وتقطع الشاحنات مسافة أقصر تقدر بحوالي 1700 كيلومتر.

مصر تنظم للاتفاق
وفي وقت لاحق انضمت شركة WWCS المصرية المملوكة لإحدى شركات رجل الأعمال المصري هشام حلمي والتي وقعت عقدا مع شركة “تراكانت” الإسرائيلية لتكون الوكيل الحصري لخدماتها الإلكترونية المقدمة للشاحنات عبر المسار الجديد إلى مصر.

ويمتد الجسر البري حاليا من ميناء جبل علي في الإمارات مرورا بالأراضي السعودية والأردنية إلى مينائي “حيفا” وأم الرشراش “إيلات” في الأراضي المحتلة، ومنه تمر الشاحنات عبر الأراضي المصرية إلى موانئ بورسعيد والعين السخنة بعدما كان مسارات الطريق الأخرى تمتد فقط من ميناء جبل علي في الإمارات وحتى مينائي “حيفا” وأم الرشراش “إيلات” في الأراضي المحتلة فقط.

شركة بحرينية ومالك أمريكي
اما المسار الآخر الممتد من المنامة في البحرين إلى ميناء “حيفا” في فلسطين المحتلة تقدم شركة Cox Logistics W.L.L البحرينية المملوكة لضابط متقاعد في الجيش الأمريكي والمتخصص في خدمات النقل والشحن وتربطها علاقات عمل قديمة مع شركة “تراكانت Trucknet” الإسرائيلية، خدماتها للوصول إلى الكيان الصهيوني المؤقت.

بدورها أكدت وزيرة المواصلات في حكومة الاحتلال الإسرائيلي ميري ريغيف أن البضائع تخرج من ميناء موندرا الهندي عبر البحر إلى الإمارات ثم تنقل برًا بالشاحنات إلى السعودية والأردن وصولًا إلى الأرضي المحتلة.

ريغيف التي نشرت مقطع فيديو وتم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي أثناء تواجدها في الميناء استعرضت طريقة نقل حاويات البضائع الذاهبة إلى الإمارات ثم إلى الكيان الصهيوني عبر الطريق البري- وقالت إن ذلك يأتي في ظل التحديات التي فرضتها الحرب والحظر المفروض من اليمن على السفن المتوجهة إلى “إسرائيل” عبر البحر الأحمر.
وكانت وسائل إعلامٍ إسرائيلية قد كشفت في ديسمبر الماضي عن نجاح تجربة الجسر البري من موانئ دبي إلى الكيان الصهيوني وقد جرى نقل 10 شاحنات.
وذكرت صحيفة “واللا” العبرية أن إدارة عمليات النقل تتم من خلال تطبيق النقل الإسرائيلي Trakent كبديل للرحلات البحرية عبر البحر الأحمر.

وجاء استنفار الإمارات لحماية ودعم “إسرائيل” وإنقاذ اقتصادها من الانهيار بعد الحصار البحري الذي نفذته القوات المسلحة اليمنية على الموانئ المحتلة في باب المندب دعما للشعب الفلسطيني ونصرة للمقاومة الإسلامية في قطاع غزة وتغيير شركات الشحن المتجهة للكيان الصهيوني وجهتها إلى طريق الرجاء الصالح.

فبعد عمليات التطبيع التي جرت بين الكيان والإمارات في 13 أغسطس 2020 والتوقيع على ما يسمى اتفاق “ابراهام” بوساطة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تعمل أبو ظبي جاهدة على تقديم الولاء والطاعة ولو على حساب القومية العربية والإسلامية متجاهلة ما يحدث في فلسطين المحتلة منذ عقود والى يومنا هذا من إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني في غزة والمناطق المحتلة.

قلق عربي على أمن “إسرائيل”
وعقب معركة طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية حماس والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة تناقلت وسائل إعلام عبرية ومنها قناة “كان” اخبارا عن قلق الإمارات والأردن جرّاء تدخل القوات المسلحة اليمنية في حرب غزة عبر صواريخها وتهديداتها اقتصاد كيان الاحتلال من خلال العمليات بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة وكذا الحصار البحري في باب المندب على الموانئ المحتلة.

موقف المقاومة تجاه دور الدول المطبعة
ادانت حركة المقاومة الإسلامية حماس إجراءات بعض الدول العربية لدعم الاقتصاد الإسرائيلي وتجاهل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني.
وقال القيادي في الحركة أسامة حمدان خلال مؤتمر صحفي إن حماس طالبت الدول العربية التي تروج وسائل الإعلام العبرية عن مرور الجسر البري من خلال أراضيها بتوضيح الأمر.
ودعا حمدان الشعوب العربية إلى التحرك ووقف وقطع الجسر البري الذي ينقذ الاحتلال ويجعله يستمر بجرائمه بحق الشعب الفلسطيني.. مشيرا إلى أن الاردن يمثل محطة مفصلية وأن الشعب الاردني بعشائره قادر على قطع هذا الطريق.

الاسناد اليمني للفلسطينيين
منذ بداية العدوان على غزة وعمليات القوات المسلحة في البحر الأحمر مستمرة ولها ارتباط تام بما يجري في غزة سواء ما يتم إطلاقه إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة من الصواريخ أو العمليات في البحر الأحمر من باب الشعور بالمسؤولية الإنسانية والأخلاقية والدينية وانطلاقا من هويته الإيمانية لإسناد الشعب الفلسطيني، وقدمت اليمن إلى جانب محور المقاومة في سبيل ذلك شهداء على طريق القدس وتبذل قصار جهدها لتحرير الأقصى من دنس الكيان الصهيوني.

فيما يستمر العدوان الإسرائيلي الهمجي الغاشم على قطاع غزة مرتكبا أبشع الجرائم ويقتل الآلاف من الأطفال والنساء ويدمر مساكن أهالي قطاع غزة بشكل شاملٍ ويتفنن في ارتكاب الجرائم الفظيعة والشنيعة، حيث تسخّر قوى الشر كافة إمكاناتها وقدراتها العسكرية لخدمة العدو الإسرائيلي من اجل ارتكاب جرائم إبادة بحق الفلسطينيين الذين نشرت وسائل الإعلام مقاطع فيديو لأطفال غزة وهو مجتمعين حول إناء طهي للحصول على وجبة طعام وحيدة وسط شح الغذاء، وأهوال الحرب فيما تستمر فعاليات مهرجانات الترفيه في السعودية.

ختاما الشعب اليمني بقيادته الثورية الحكيمة بقيادة قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي والمجلس السياسي الأعلى لن يألوا جهده في تقديم السند والعون حتى إنهاء حرب الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني ولن يهنأ له بال حتى يدخل الدواء والغذاء إلى قطاع غزة بكل الطرق الممكنة.

– السياسية | صباح العواضي

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: إلى الکیان الصهیونی فی الأراضی المحتلة فی فلسطین المحتلة السعودیة والأردن الشعب الفلسطینی القوات المسلحة میناء جبل علی البحر الأحمر الجسر البری إلى میناء فی البحر قطاع غزة من میناء من خلال مرور ا

إقرأ أيضاً:

قمة عربية مصغّرة في السعودية لبحث خطة مضادة لمقترح ترامب بشأن غزة

20 فبراير، 2025

بغداد/المسلة: يجتمع عدد من القادة العرب في السعودية الجمعة في قمة عربية مصغرة، لبحث خطة مضادة لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب القاضية بنقل الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن.

ورغم أهمية القمة التي أفرزت إجماعا عربيا نادرا على رفض تهجير الفلسطينيين، قد تشوبها خلافات حيال من سيحكم غزة بعد الحرب ومسألة تمويل إعادة الإعمار في القطاع المدمّر.

ويقول الخبير في السياسة الخارجية السعودية بجامعة برمنغهام الإنكليزية عمر كريم “من المؤكد أن هذه القمة العربية سوف تكون الأكثر أهمية في ما يتصل بالعالم العربي الأوسع وقضية فلسطين منذ عقود”.

وأفاد مصدر مقرب من الحكومة السعودية وكالة فرانس برس أنّ القادة العرب سيناقشون “خطة إعادة إعمار مضادة لخطة ترامب بشأن غزة”.

وأثار ترامب ذهولا عندما أعلن مقترحا قبل أسبوعين يقضي بسيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة وإعادة بناء المناطق المدمّرة وتحويلها إلى “ريفييرا الشرق الأوسط” بعد ترحيل السكان البالغ عددهم 2,4 مليون إلى مكان آخر، خصوصا مصر والأردن، من دون خطة لإعادتهم.

وتعيد محاولات إجبار الفلسطينيين على الخروج من قطاع غزة اليهم ذكريات “النكبة” لدى تأسيس دولة إسرائيل في عام 1948.

وكان مقررا أن يعقد قادة السعودية ومصر والإمارات وقطر والأردن القمة في الرياض الخميس، لكنها أرجئت ليوم واحد، وتوسّعت لتشمل دول مجلس التعاون الخليجي الست إلى جانب مصر والأردن والسلطة الفلسطينية.

وقال المصدر المقرّب من الحكومة السعودية إنه ستكون على الطاولة “نسخة من الخطة المصرية”.

وكان العاهل الأردني عبدالله الثاني قال الثلاثاء الماضي لصحافيين في واشنطن إنّ مصر ستقدّم ردّا على خطة ترامب، مشيرا إلى أنّ الدول العربية ستناقشه بعد ذلك في محادثات في الرياض.

ولم تعلن مصر بعد رسميا تفاصيل خطتها. لكن دبلوماسيا مصريا سابقا تحدّث عن خطة من “ثلاث مراحل تنفّذ على فترة من ثلاث الى خمس سنوات”.

وتشكّل إعادة الإعمار وتمويلها مسألة حساسة في القمة، خصوصا مع استخدام ترامب حجة صعوبة الإعمار بسبب الدمار الهائل، كمبرّر لإبعاد سكانه حتى إعادة تأهيله.

وأوضح السفير محمد حجازي، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، وهو مركز بحثي مقره القاهرة وعلى صلات قوية بدوائر صنع القرار المصرية، أنّ “المرحلة الأولى هي مرحلة الإنعاش المبكر وتستمر ستة أشهر”.

وتشمل هذه المرحلة “إدخال معدات ثقيلة لإزالة الركام، ويتمّ تحديد ثلاث مناطق آمنة داخل القطاع يمكن نقل الفلسطينيين إليها”.

وسيتم توفير منازل متنقلة مع استمرار تدفّق المساعدات الإنسانية خلال هذه المرحلة، بحسب حجازي، المساعد الأسبق لوزير الخارجية المصري.

وأضاف “المرحلة الثانية (…) تتطلّب عقد مؤتمر دولي لإعادة الإعمار التي ستحصل مع بقاء السكان على الأرض”.

كما تتضمن “إعادة تدوير الأنقاض لاستخدامها كجزء من خرسانة البناء، وتشمل البدء في أعمال البنية التحتية… ثم بناء الوحدات السكنية وتوفير الخدمات التعليمية والصحية”.

وأفاد تقرير للأمم المتحدة الثلاثاء بأن إعادة إعمار غزة تتطلب أكثر من 53 مليار دولار، بينها أكثر من 20 مليارا خلال الأعوام الثلاثة الأولى.

وتتضمن المرحلة الثالثة من الخطة المصرية، وفق حجازي، “إطلاق مسار سياسي لتنفيذ حل الدولتين وحتى يكون هناك ضوء في نهاية النفق وحافز للتهدئة المستدامة”.

ويعتقد كريم أنّ تبني هذه الخطة بحاجة إلى “درجة من الوحدة العربية غير المسبوقة”.

ويتابع “الثقل السياسي للعالم العربي بأكمله ضروري لخلق بيئة يمكن فيها تحمّل أي ضغط أميركي”.

وتبقى مسألة تمويل خطة بهذا الحجم والمدة المتوقعة لتنفيذها معضلة كبيرة.

وقال دبلوماسي عربي مطلع لفرانس برس “أكبر تحدّ يواجه الخطة المصرية هو كيفية تمويلها”.

وتابع “بعض الدول مثل الكويت ستضخ تمويلا ربما لأسباب إنسانية لكن دولا خليجية أخرى ستضع شروطا محددة قبل القيام باي تحويل مالي”.

ويقول كريم “أعتقد أن السعوديين والإماراتيين لن ينفقوا أي أموال إذا لم يقدّم القطريون والمصريون ضمانات بشأن حماس”.

وأوضح المصدر المقرب من الحكومة السعودية أنّ “معظم قادة الدول المشاركة سيحضرون القمة، لكن بعضهم سيوفد ممثلين”.

وتأكّدن حتى الآن مشاركة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان وأمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، فيما لم تتأكد مشاركة العاهل الأردني الملك عبدالله الذي خضع الثلاثاء لجراحة في عمّان.

وتعالج الخطة المصرية مسألة شائكة للغاية ألا وهي الإشراف بعد الحرب على غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس منذ 2007.

وتلحظ الخطة المصرية تشكيل “إدارة فلسطينية غير منحازة لأي فصيل… (تضمّ) خبراء وتتبع سياسيا وقانونيا السلطة الوطنية الفلسطينية”.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • الثالث من نوعه.. مؤتمر دولي في صنعاء لدعم فلسطين 
  • إقــــــــــرار مشروع وثيقة برلمانية عربية لدعم صمود الشعب الفلسطيني ورفض مخطط التهجير
  • برلماني: إعادة إعمار غزة مسؤولية عربية ودولية لدعم صمود الفلسطينيين
  • الاتحاد: يجب أن تلتف الدول العربية حول موقف واحد لدعم إقامة الدولة الفلسطينية
  • اليوم.. انعقاد قمة عربية مصغرة في السعودية لمواجهة خطة ترامب بشأن غزة  
  • «قمة» عربية مصغرة في السعودية.. إسرائيل تقول: «اللعبة» انتهت!
  • فلسطين تبعث رسائل لمسؤولين أمميين حول تكثيف العدو الصهيوني اعتداءاته على الضفة بما فيها القدس
  • الرئيس المصري إلى السعودية لحشد جهود إعمار غزة
  • قمة عربية مصغرة في السعودية لبحث خطة مضادة لمقترح ترامب بشأن غزة
  • قمة عربية مصغّرة في السعودية لبحث خطة مضادة لمقترح ترامب بشأن غزة