جسر بري لدعم الكيان الصهيوني.. الإمارات ودول عربية تلتف على جهود صنعاء في دعم وإسناد غزة
تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT
يمانيون – متابعات
منذ ديسمبر الماضي تتناقل وسائل إعلامٍ عبرية عن اخبار وتقارير عن تفعيل جسر بريّ يمتد من ميناء جبل عليّ في دبي الإماراتية مرورًا بالسعوديّة والأردن وصولا إلى ميناء حيفا في فلسطين المحتلة لنقل البضائع إلى الكيان الصهيوني بعد ان منعت القوات المسلحة اليمنية مرور السفن الإسرائيلي او تلك المتوجهة إلى الكيان حتى إيقاف الحرب على غزة.
وبعد ما فشل العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن في إيقاف عمليات قواتنا المسلحة ضد السفن الصهيونية والأمريكية والبريطانية والمتجهة إلى الموانئ المحتلة، اسنادا للشعب الفلسطيني ومقاومته الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي على قطاع غزة، تحاول دويلة الإمارات ومعها السعودية والأردن ومصر الالتفاف على تلك الجهود وتتقمص دور المنقذ لاقتصاد الكيان المؤقت الذي يعاني من انهيار كبير وفق تقارير إعلامية عبرية، عبر استخدام جسر بري لنقل المواد الغذائية إلى ميناء حيفاء في الأراضي المحتلة قادمة من ميناء موندرا في الهند.
ما هو الطريق البري ومتى أنشأ وماهي مهامه؟
مشروع الجسر البري لم يكن وليد اللحظة ففي يوليو 2023 قدمت وزارة خارجية الاحتلال الإسرائيلية لواشنطن خطة سرية لطريق بري يربط دول الخليج بموانئها عبر ممر من الهندي إلى أوروبا وقد تم تجهيزه ليكون داعماً قوياً للاقتصاد الصهيوني من خلال تفعيل ميناء حيفا في فلسطين المحتلة.
الرئيس الأمريكي جو بايدن أعلن خلال مشاركته في قمة العشرين التي عقدت في سبتمبر 2023 عن خطط لبناء سكك حديدية وممر شحن يربط الهند بالشرق الأوسط وأوروبا مرورا بدول الخليج منها السعودية والبحرين والإمارات وكذا الأردن.
في السادس من ديسمبر 2023 وبعد تفاقم أزمة النقل البحري في الكيان المؤقت وقّعت شركة “تراكنت” الإسرائيلية اتفاقية مع شركة “بيورترانز” الإماراتية للخدمات اللوجستية ليبدأ تسيير الشاحنات المحملة بالبضائع من ميناء دبي مروراً بالأراضي السعودية ثم الأردنية وصولاً إلى ميناء “حيفا” في الأراضي المحتلة.
ويمتد الجسر البري عبر مسارين: الأول بين ميناء جبل علي في دبي وميناء “حيفا” في فلسطين المحتلة مرورًا بمدينتي الرياض في السعودية وعمان في الأردن، وتقطع الشاحنات عبر هذا المسار مسافة 2550 كيلومترًا على مدار 4 أيام فقط.
فيما يربط المسار الثاني مدينة المنامة في البحرين وميناء “حيفا” في فلسطين المحتلة ويمر أيضًا عبر الأراضي السعودية والأردنية وتقطع الشاحنات مسافة أقصر تقدر بحوالي 1700 كيلومتر.
مصر تنظم للاتفاق
وفي وقت لاحق انضمت شركة WWCS المصرية المملوكة لإحدى شركات رجل الأعمال المصري هشام حلمي والتي وقعت عقدا مع شركة “تراكانت” الإسرائيلية لتكون الوكيل الحصري لخدماتها الإلكترونية المقدمة للشاحنات عبر المسار الجديد إلى مصر.
ويمتد الجسر البري حاليا من ميناء جبل علي في الإمارات مرورا بالأراضي السعودية والأردنية إلى مينائي “حيفا” وأم الرشراش “إيلات” في الأراضي المحتلة، ومنه تمر الشاحنات عبر الأراضي المصرية إلى موانئ بورسعيد والعين السخنة بعدما كان مسارات الطريق الأخرى تمتد فقط من ميناء جبل علي في الإمارات وحتى مينائي “حيفا” وأم الرشراش “إيلات” في الأراضي المحتلة فقط.
شركة بحرينية ومالك أمريكي
اما المسار الآخر الممتد من المنامة في البحرين إلى ميناء “حيفا” في فلسطين المحتلة تقدم شركة Cox Logistics W.L.L البحرينية المملوكة لضابط متقاعد في الجيش الأمريكي والمتخصص في خدمات النقل والشحن وتربطها علاقات عمل قديمة مع شركة “تراكانت Trucknet” الإسرائيلية، خدماتها للوصول إلى الكيان الصهيوني المؤقت.
بدورها أكدت وزيرة المواصلات في حكومة الاحتلال الإسرائيلي ميري ريغيف أن البضائع تخرج من ميناء موندرا الهندي عبر البحر إلى الإمارات ثم تنقل برًا بالشاحنات إلى السعودية والأردن وصولًا إلى الأرضي المحتلة.
ريغيف التي نشرت مقطع فيديو وتم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي أثناء تواجدها في الميناء استعرضت طريقة نقل حاويات البضائع الذاهبة إلى الإمارات ثم إلى الكيان الصهيوني عبر الطريق البري- وقالت إن ذلك يأتي في ظل التحديات التي فرضتها الحرب والحظر المفروض من اليمن على السفن المتوجهة إلى “إسرائيل” عبر البحر الأحمر.
وكانت وسائل إعلامٍ إسرائيلية قد كشفت في ديسمبر الماضي عن نجاح تجربة الجسر البري من موانئ دبي إلى الكيان الصهيوني وقد جرى نقل 10 شاحنات.
وذكرت صحيفة “واللا” العبرية أن إدارة عمليات النقل تتم من خلال تطبيق النقل الإسرائيلي Trakent كبديل للرحلات البحرية عبر البحر الأحمر.
وجاء استنفار الإمارات لحماية ودعم “إسرائيل” وإنقاذ اقتصادها من الانهيار بعد الحصار البحري الذي نفذته القوات المسلحة اليمنية على الموانئ المحتلة في باب المندب دعما للشعب الفلسطيني ونصرة للمقاومة الإسلامية في قطاع غزة وتغيير شركات الشحن المتجهة للكيان الصهيوني وجهتها إلى طريق الرجاء الصالح.
فبعد عمليات التطبيع التي جرت بين الكيان والإمارات في 13 أغسطس 2020 والتوقيع على ما يسمى اتفاق “ابراهام” بوساطة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تعمل أبو ظبي جاهدة على تقديم الولاء والطاعة ولو على حساب القومية العربية والإسلامية متجاهلة ما يحدث في فلسطين المحتلة منذ عقود والى يومنا هذا من إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني في غزة والمناطق المحتلة.
قلق عربي على أمن “إسرائيل”
وعقب معركة طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية حماس والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة تناقلت وسائل إعلام عبرية ومنها قناة “كان” اخبارا عن قلق الإمارات والأردن جرّاء تدخل القوات المسلحة اليمنية في حرب غزة عبر صواريخها وتهديداتها اقتصاد كيان الاحتلال من خلال العمليات بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة وكذا الحصار البحري في باب المندب على الموانئ المحتلة.
موقف المقاومة تجاه دور الدول المطبعة
ادانت حركة المقاومة الإسلامية حماس إجراءات بعض الدول العربية لدعم الاقتصاد الإسرائيلي وتجاهل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني.
وقال القيادي في الحركة أسامة حمدان خلال مؤتمر صحفي إن حماس طالبت الدول العربية التي تروج وسائل الإعلام العبرية عن مرور الجسر البري من خلال أراضيها بتوضيح الأمر.
ودعا حمدان الشعوب العربية إلى التحرك ووقف وقطع الجسر البري الذي ينقذ الاحتلال ويجعله يستمر بجرائمه بحق الشعب الفلسطيني.. مشيرا إلى أن الاردن يمثل محطة مفصلية وأن الشعب الاردني بعشائره قادر على قطع هذا الطريق.
الاسناد اليمني للفلسطينيين
منذ بداية العدوان على غزة وعمليات القوات المسلحة في البحر الأحمر مستمرة ولها ارتباط تام بما يجري في غزة سواء ما يتم إطلاقه إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة من الصواريخ أو العمليات في البحر الأحمر من باب الشعور بالمسؤولية الإنسانية والأخلاقية والدينية وانطلاقا من هويته الإيمانية لإسناد الشعب الفلسطيني، وقدمت اليمن إلى جانب محور المقاومة في سبيل ذلك شهداء على طريق القدس وتبذل قصار جهدها لتحرير الأقصى من دنس الكيان الصهيوني.
فيما يستمر العدوان الإسرائيلي الهمجي الغاشم على قطاع غزة مرتكبا أبشع الجرائم ويقتل الآلاف من الأطفال والنساء ويدمر مساكن أهالي قطاع غزة بشكل شاملٍ ويتفنن في ارتكاب الجرائم الفظيعة والشنيعة، حيث تسخّر قوى الشر كافة إمكاناتها وقدراتها العسكرية لخدمة العدو الإسرائيلي من اجل ارتكاب جرائم إبادة بحق الفلسطينيين الذين نشرت وسائل الإعلام مقاطع فيديو لأطفال غزة وهو مجتمعين حول إناء طهي للحصول على وجبة طعام وحيدة وسط شح الغذاء، وأهوال الحرب فيما تستمر فعاليات مهرجانات الترفيه في السعودية.
ختاما الشعب اليمني بقيادته الثورية الحكيمة بقيادة قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي والمجلس السياسي الأعلى لن يألوا جهده في تقديم السند والعون حتى إنهاء حرب الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني ولن يهنأ له بال حتى يدخل الدواء والغذاء إلى قطاع غزة بكل الطرق الممكنة.
– السياسية | صباح العواضي
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: إلى الکیان الصهیونی فی الأراضی المحتلة فی فلسطین المحتلة السعودیة والأردن الشعب الفلسطینی القوات المسلحة میناء جبل علی البحر الأحمر الجسر البری إلى میناء فی البحر قطاع غزة من میناء من خلال مرور ا
إقرأ أيضاً:
توضيح هام من شركة النفط في صنعاء بعد قصف ميناء رأس عيسى
العاصمة صنعاء (وكالات)
في تطور ميداني مثير، أعلنت شركة النفط اليمنية عن استقرار الوضع التمويني للمشتقات النفطية في المناطق الخاضعة لسلطة حكومة صنعاء، رغم الهجوم الجوي الأمريكي الذي استهدف ميناء رأس عيسى النفطي في محافظة الحديدة.
الغارات التي شنتها الطائرات الأمريكية على الميناء أسفرت عن سقوط 17 شهيدًا من العاملين في الميناء، بالإضافة إلى إصابة العشرات من المواطنين. كما استهدفت غارة ثانية فرق الإنقاذ أثناء محاولتهم إسعاف المصابين، مما أسفر عن استشهاد خمسة من أفراد فرق الإسعاف.
اقرأ أيضاً الإمارات تحظر التحدث باللهجة الإماراتية لغير المواطنين: ما وراء القرار الغامض؟ 19 أبريل، 2025 إسرائيل على أعتاب ضربة عسكرية لإيران: تسريب خطة سرية لضرب المنشآت النووية 19 أبريل، 2025ورغم هذه الهجمات التي ألقت بظلالها على ميناء رأس عيسى الذي يعتبر أحد أبرز المنشآت النفطية الحيوية في اليمن، أكدت شركة النفط اليمنية أنها قد اتخذت جميع الإجراءات الوقائية اللازمة لضمان استمرار تدفق الوقود إلى الأسواق المحلية، وأن الوضع التمويني مستمر بشكل طبيعي دون أي اضطراب.
الشركة شددت على أنها قامت بتخزين كميات كافية من المشتقات النفطية لضمان استمرارية التوزيع في حال حدوث أي طارئ أو هجوم مستقبلي.
وذكرت الشركة في بيان لها أنها ملتزمة بتوفير المشتقات النفطية للمواطنين في المناطق الواقعة تحت إدارة حكومة صنعاء، بما في ذلك البنزين والديزل، مشيرة إلى أن عملية توزيع الوقود تتم بشكل منتظم عبر المحطات المعتمدة في جميع المناطق.
ـ الهجمات الأمريكية: تصعيد يهدد البنية التحتية الحيوية:
الهجمات الجوية على ميناء رأس عيسى تأتي في وقت حساس، حيث تمثل هذه المنشآت شريانًا حيويًا لدعم الاقتصاد اليمني، سواء فيما يتعلق بالتصدير أو توفير المشتقات النفطية المحلية.
وتعد هذه الغارات الأمريكية بمثابة تصعيد في الصراع العسكري الذي تشهده المنطقة، حيث باتت المنشآت النفطية عرضة لهجمات مستمرة من مختلف الأطراف في النزاع.
وتسببت الهجمات الأخيرة في خسائر بشرية ومادية كبيرة، لكن الشركة أكدت أنها ستواصل العمل على تأمين احتياجات السوق المحلي من الوقود، عبر خطة طوارئ تتضمن تعزيز مخزوناتها وفتح قنوات توزيع إضافية لضمان وصول الوقود إلى جميع المناطق.
وفي إطار الجهود المبذولة لضمان استقرار سوق الوقود، دعت شركة النفط اليمنية المواطنين إلى التعاون معها والإبلاغ عن أي مخالفات قد تحدث في محطات الوقود، مثل الإغلاق المتعمد للمحطات أو رفع الأسعار بصورة غير مبررة. و
أوضحت الشركة أنها خصصت الرقم المجاني 8001700 لاستقبال بلاغات المواطنين بشكل مباشر، وذلك في محاولة لضمان عدم استغلال الأزمة من قبل بعض المحطات.
وقد أبدت الشركة تفهمها لتزايد القلق بين المواطنين من احتمال حدوث أزمة تموينية نتيجة للهجمات الأمريكية، لكنها أكدت أن إجراءات الطوارئ التي تم اتخاذها في وقت سابق من شأنها ضمان استمرار توفير المشتقات النفطية دون انقطاع.