علي المسعود: فيلم (سردار أدهام) وثيقة مهمة تؤرخ لأحداث الجريمة البشعة التي ارتكبها المستعمر البريطاني
تاريخ النشر: 22nd, July 2023 GMT
علي المسعود الأفلام التاريخية هي نوع من السرد البصري تمت مناقشته على نطاق واسع لأنها تشكل تحديًا لتحقيق توازن موثوق بين التاريخ والأسطورة والحقيقة. كان تاريخ الهند واستقلالها أحد تلك الموضوعات التي تم تكييفها في السرد السينمائي، على عكس أي لحظة تاريخية أخرى، فإن موضوع الاستقلال الهندي Indian Independence هي أكثر الموضوعات شهرة وتكرارًا في الأفلام التاريخية وما زالت مستمرة لتكون موضوعًا حيويًا لصانعي الأفلام الهنود.
أعاد المخرج سرد الرحلة من منظور عقل الثوري سينغ المنفلت من خلال سرد ممتع وعرض جميل يؤرخ الحكاية من عام 1919 إلى عام 1940، قدم فيها سيركار قصة ثائر وصف عمله المهاتما غاندي بأنه «جنون». صنع فيلم سيركار صورة صادمة للأجيال الجديدة تكشف الوحشية التي واجهتها الهند خلال فترة الحكم البريطاني. وكذلك أولئك الذين ليسوا على دراية جيدة بالأحداث التاريخية لتلك الفترة، خاصة مراجع الحرب العالمية الثانية، وتسليط الضوء على دور الشيوعيين في النضال ضد الإمبريالية والاستعمار العالمي. إنه حساب قاسٍ لأعباء التاريخ الذي يرفض أن تمضي أطيافه من الذاكرة. تفاصيل مذبحة جاليانوالا باغ في أمريتسار يعرفها الكثير منا، وقد أطلع عليها الكثيرون في كتب التاريخ لكن فيلم “سردار أودهام “يسعى لجعلنا ندرك ضخامة الجريمة التي ارتكبها الاستعمار البريطاني في الهند. إنه سرد فصل من تاريخ النضال الهندي. “في بعض الأحيان عليك أن تختار البندقية لإسقاط البندقية”، هذا هو الاقتباس الشعبي لناشط الحقوق المدنية مالكولم إكس. شهد كفاح الهند من أجل الاستقلال صعود العديد من الثوار الشجعان الذين قدموا حياتهم من أجل وطنهم الأم. كان ساردار أودهام سينغ أحد هؤلاء الثوريين البارزين، جسد الممثل الإنكليزي الهندي الأصل (فيكي كوشال) فخر وألم وثورية سينغ دون مبالغة، إنه مليء بثقة مقاتل من أجل الحرية لا يمكن كسره بالتعذيب المستمر، لغة جسده المرنة وحركة عينيه المثيرة للذكريات تعوض عن الكثير من الكلام. شخصية مروعة تصور رجلا شوهته مذبحة شعبه وفيكي كوشال يتعمق في الألم والدوافع وتصميم المناضل الأسطوري من أجل الحرية. كما لا بد من الإشادة بأداء الممثلة ( كيرستي أفيرتون ) بدور (إيلين بالمر) عضوة الحزب الشيوعي والمتعاطفة مع أودهام ، وتعرضها للتحقيق والسجن بسبب موقفها المتضامن مع حركات التحرر في الهند وأيرلندا. مع التصوير السينمائي الرائع والحوارات القوية المضافة والأداء المبهر يجعل فيلم «سردار أدهام» واحدا من أفضل أفلام السيرة الذاتية لمقاتل من أجل الحرية تم إنتاجه في الأعوام الأخيرة، على الرغم من رفض شوجيت سيركار تسمية سردار أدهام بسيرة ذاتية، والسبب قلة المعلومات حول حياته والأحداث التي أدت إلى استشهاده، على عكس الثائر بهجت سينغ الذي صنع عنه الكثير من الأشرطة السينمائية. تعامل ساردار أدهام مع بهجت سينغ (أمول باراشار) على أنه (معلمه) يتبع أيديولوجيته في تحقيق الحرية، لكن المخرج يشير إلى الاختلافات الصارخة بينهما في السير نحو الهدف.
في الختام: ينبغي عدم نسيان وحشية الاستعمار، قد يتجاهل البعض فظائعهم، لكن يجب كشفهم في كل مكان لتثقيف العالم حقا حول ما حدث بالفعل . “الفأس ينسى والشجرة تتذكر”. هذا المثل يدل على أسطورة هذا الثوري الهندي العظيم. في فيلم(ساردار أدهام) ابتكر الكاتبان ريتيش شاه وشوبهندو بهاتاشاريا سيناريو غير خطي ينقلنا ذهابا وإيابا عدة مرات من الحاضر إلى الماضي، وكذالك نجح المخرج في إظهار الرعب المطلق الذي تقشعر له الأبدان والمؤلم لمشهد مذبحة جاليانوالا باغ. الفيلم مذهل يكثف نضال وتحول اليتيم أدهام سينغ من فتى ساذج إلى رجل ثوري.
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
مؤرخ بريطاني: الجمهورية الفرنسية الخامسة قد تنهار هذا الأسبوع
يعتقد المؤرخ البريطاني روبرت تومبز في مقال له بصحيفة تلغراف اليمينية البريطانية أن فرنسا وبريطانيا تستعدان لمواجهة اضطرابات متزامنة، مؤكدا أن باريس على وجه التحديد هي التي تواجه الاحتمال الأكثر مدعاة للقلق.
وقال تومبز إن البريطانيين لا يخامرهم شك كبير فيمن سيحكمهم، ولديهم فكرة عما يعتزمون فعله. وقد أسفرت نتائج الانتخابات العامة التي جرت الخميس، عن فوز ساحق لحزب العمال المعارض على حزب المحافظين الحاكم.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ليبراسيون: الجرب وجدري الماء أكثر العدوى انتشارا بين أطفال غزةlist 2 of 2محللو نيويورك تايمز: أحد هؤلاء ينبغي له أن يخلف بايدن ليسحق ترامبend of listأما في فرنسا، فإن التوقعات غير مؤكدة على الإطلاق فيما يتعلق بالناس والسياسات والعواقب، وفق المقال.
ويتساءل تومبز -الذي يعمل أستاذا فخريا لمادة التاريخ الفرنسي في كلية سانت جونز بجامعة كامبريدج– كيف وصل الأمر إلى هذا الحد؟
وانتقد الكاتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على دعوته إجراء انتخابات مبكرة، ووصفها بأنها "مقامرة متهورة" كشفت هشاشة النظام في بلاده، الذي اعتمد في بقائه على عوامل تاريخية.
تاريخوبينما لم يكن لدى البريطانيين سوى دستور واحد ليس منذ عام 1688 على الأقل، فقد حكمت الفرنسيين منذ عام 1789، 3 ملكيات، وإمبراطوريتان، و5 جمهوريات، و15 دستورا. وفي كل مرة كان الهدف إنهاء حالة الاضطرابات، ووضع مبادئ واضحة للحكم.
ويمضي تومبز إلى القول إن النمط الذي كان سائدا آنذاك اتسم بالتقلب بين الحرية والنظام، والديمقراطية والسلطة، وكثيرا ما وجدت الحرية والديمقراطية تعبيرا لها في الشوارع، وعلى المتاريس، وفي برلمانات مضطربة درجت على الإطاحة بالحكومات كل بضعة أشهر، وفي عدم قدرتها على التعامل مع الأزمات، كما يقول منتقدوها.
ولما سئم الناس من الفوضى وعدم اليقين، تحول الرأي العام -برأي المؤرخ البريطاني- من النقيض إلى النقيض. ونتيجة لتلك الأوضاع، جاء الإمبراطور نابليون بونابرت الذي حكم فرنسا بين عامي 1804-1814، ثم ابنه نابليون الثاني (22 يونيو/حزيران 1815-7 يوليو/تموز 1815).
ويُعد استعادة عائلة بوربون الملكية الحكم في فرنسا، هي الفترة من التاريخ الفرنسي التي تلت السقوط الأول لنابليون في الثالث من مايو/أيار 1814 واستمرت في الحكم حتى ثورة يوليو/تموز عام 1830.
وأُعلنت الجمهورية الفرنسية الأولى رسميا في 21 يوليو/تموز 1792 خلال الثورة الفرنسية واستمرت حتى 1804.
وعندما تعثرت السلطة أو دمرتها الجيوش الأجنبية -بحسب تومبز- عادت الديمقراطية إلى الظهور في الجمهوريات الثانية (25 فبراير/شباط 1848 -الثاني من ديسمبر/كانون الأول 1851) والثالثة (1870-1940) والرابعة (1946-1958).
وفي أكتوبر/تشرين الأول 1958، أسس الرئيس شارل ديغول الجمهورية الخامسة، وهي نظام الحكم الجمهوري السائد حاليا في فرنسا.
ومن وجهة نظر المؤرخ البريطاني، كان الأساس الذي قامت عليه السياسة الفرنسية هو الصراع الدائم بين الحرية والنظام، والذي تجلت سماته في تياري اليسار واليمين. ورغم أن الصراع كان عنيفا في بعض الأحيان، فإن الوضع السياسي كان مستقرا.
ويصف أستاذ التاريخ الفرنسي في مقاله ديغول بأنه كان "آخر عملاق سياسي، ومنقذا يمينيا مثاليا، وجنديا كاثوليكيا وطنيا، نجح في شبه انقلاب في إنهاء فوضى الجمهورية الرابعة، التي انهارت في خضم حرب الجزائر".
بيد أن أعمال الشغب والاضطرابات قضت على إرث ديغول، وحل مكانه في نصف القرن التالي، سياسيون من ذوي المكانة المتواضعة، مثلما هو الحال في كل ديمقراطيات العالم، على حد تعبير المؤرخ البريطاني.
ولكن القوى السياسية المتجذرة التي شكلت الحياة السياسية بدأت بالانهيار، وفقدت الديغولية جاذبيتها وأصبحت مجرد قوة أخرى تنتمي إلى يمين الوسط، وفق المقال.
وأكد تومبز، أن ماكرون، وبعد أن تسبب في نفور الفرنسيين منه، أضحت بلاده بين تيارين متطرفين: يساري ويميني، وتيار وسط عقيم، حسب وصف المقال.