علي المسعود الأفلام التاريخية هي نوع من السرد البصري تمت مناقشته على نطاق واسع لأنها تشكل تحديًا لتحقيق توازن موثوق بين التاريخ والأسطورة والحقيقة. كان تاريخ الهند واستقلالها أحد تلك الموضوعات التي تم تكييفها في السرد السينمائي، على عكس أي لحظة تاريخية أخرى، فإن موضوع الاستقلال الهندي Indian Independence هي أكثر الموضوعات شهرة وتكرارًا في الأفلام التاريخية وما زالت مستمرة لتكون موضوعًا حيويًا لصانعي الأفلام الهنود.

وغالبًا ما يتم النظر إلى هذه الأفلام بموقف متشكك، ويرجع ذلك في الغالب إلى وجهة نظر المستعمِر عن المستعمَر.  ويفترض في هذه الأفلام أن لا تهيمن ولا تروج لبعض الأيديولوجيات الاستعمارية، ولا تجعل المستعمِر موضوعًا فاضلاً، بصرف النظر عن بعض الإنتاجات الإنجليزية حول الحكم الاستعماري للهند والاستقلال، يتم أيضًا أخذ بعض الأفلام الهندية كدراسة حالة لتوضيح مفهوم التهجين بالمعنى الثقافي. عندما يتفاعل “موضوع” التاريخ أو المستعمَر مع تصورهم، فإنه يخلق تناقضًا يختلف كثيرًا عن تصور المستعمِر. كانت بريطانيا ـ رغم تفوقها العسكري والمعرفي وتماسكها الداخلي ـ الدولة الثالثة أوروبيا التي وصلت إلى الهند، ولكن جاءت بفترة كانت في غاية الأهمية حيث ضعف الحكم الأوروبي في آسيا مما جعلها الوريث الشرعي الوحيد في أملاك البرتغال وهولندا، وبعد وصولها أولت اهتماما خاصا للهند لما لها من ثقل سياسي واقتصادي واستعماري بالنسبة لبريطانيا، لأن احتلال الهند كان بمثابة إثبات الذات وهزيمة الأنداد الأوروبيين في ميدان الاستعمار واستحواذ إرث الممالك القديمة الذين حكموا على العالم طيلة القرنين السابع عشر والسادس عشر بفعل القرصنة البحرية وازدهار تجارة الرقيق ومزارع قصب السكر والقطن والتبغ والبهارات في الكاريبي والبرازيل والسيطرة المطلقة على الطرق التجارية الرئيسة. كانت شركة الهند الشرقية East India Company، التي أسسها جون واتس في القرن 17م بتفويض ملكي مباشر لتكون وجها تجاريا للتاج البريطاني ترمي إلى إبعاد المنافسين المباشرين من المنطقة الحساسة والانفراد التام لتلك الأراضي الغنية بمواردها الاقتصادية وموقعها الجغرافي الحيوي وكثافتها السكانية، إضافة إلى إيجاد بديل للتوابل والطرقات القديمة للتجارة العالمية، وفي خضم بحثهم للتجارة البديلة وجدت الشركة أن المنسوجات الهندية قد تكون بديلا مناسبا فبدأت السيطرة على الهند انطلاقا من هذه النظريات. ورغم التغلغل الإنجليزي وسيطرته التامة على مفاصل الوطن إلا أن الاحتلال الرسمي والفعلي لشبه الجزيرة الهندية بدأ فعليا عام 1875م عندما بسط نفوذه على شبه الجزيرة الهندية وسريلانكا وميانمار ونيبال، وبين ليلة وضحاها فقد الهنود أنفسهم ووطنهم وذاقوا الويلات وتجرعوا مرارة الانقسام والحروب الداخلية ونهبت الثروات باسم الحضارة والتفوق العرقي والمعرفي، وتحولت القرى والمدن والمزارع والإنسان إلى ممتلكات للرجل الأبيض الذي جاء بحثا عن موطئ قدم وزعامة العالم الذي رسمته أوروبا وقسمته من جديد حسب مصالحها الاقتصادية والسياسية والدينية. ونتج عن السيطرة الغربية على رقاب المجتمع الهندي والكوارث الطبيعية مجاعات رهيبة وانعدام شبه تام للطعام، ونفقت الحيوانات وجفت الضرع وأهملت الأراضي الزراعية وعمت الفاقة على ربوع الهند، وقام المحتل بتغذية الحروب الأهلية والصراعات الداخلية بين الطوائف والأعراق، فكانت الحصيلة تمزق حاد للنسيج الاجتماعي ومئات القتلى وانسلاخ تام من الآدمية حوّل حياة الكادحين إلى جحيم لا يطاق. استقر الإنجليز على ربوع الهند ومنذ صدور قانون التنظيم وتعيين وارن هاستنجز حاكماً عاماً للهند البريطانية بدأ العهد الفيكتوري في الهند التي لم تكن لقمة سهلة، بل كاد الحلم أن يتبخر بعض المرات وواجه الحاكم البريطاني تحديات جمة، ومظاهرات عمت البلاد، وحروب شرسة قادها الأمراء الذين ناضلوا ضد التمدد البريطاني، ولكن بفعل السياسة الاستعمارية القديمة الجديدة (فرق تسد) استطاع أن يفرق الشعب الهندي على أساس الدين والعرق والمصالح مما أضعف النسيج الاجتماعي وضرب الوحدة الهندية في مقتل.وقد وثق الهنود هذا التنكيل والتهجير القسري والسادية في بطون كتبهم وأفلامهم وأشعارهم وتراثهم الفني والفلكلوري، وما زالت تلك الحقبة المظلمة تشكل ندبة سوداء على جبين الحضارة الغربية التي حاولت إذلال الجموع الهندية وطمس حضارتهم وتغيير معالمهم ونهب إنتاجهم وقتل ماضيهم وتشويه حاضرهم ومستقبلهم. ومنذ أن بدأت السينما الهندية إنتاج الأفلام الناطقة عام 1931م كان النضال من أجل الحرية، وتخليد أبطال الاستقلال في صفحات التاريخ والذاكرة الجمعية للهنود والعالم الفكرة المحورية والمحرك الرئيس لمئات الأفلام والمسلسلات والمسرحيات، ومن الأفلام التي تناولت قضية الكولونيالية الأوروبية وتعسفها طيلة عقود فيلم “سردار اولدهام ” الذي يؤرخ جور الاحتلال البريطاني ومضايقته للسكان المحليين، الفيلم من إخراج المخرج الهندي”  شوجيت سيركار”  والذي اعتبر  وثيقة مهمة تؤرخ لأحداث الجريمة البشعة التي ارتكبها المستعمر البريطاني والتي حدثت بعد  أن أصدر المستعمر  البريطاني في 10 مارس/آذار 1919 قانونًا يسمى قانون رولات الذي يعطي للقوات الاستعمارية الصلاحية في إلقاء القبض على أشخاص دون أمر اعتقال، كما وضعت ضوابط صارمة على الصحافة الهندية، وألقت القوات البريطانية القبض على اثنين من القادة السياسيين البارزين في أمريتسار، ما زاد من استياء الهنود، فاندلعت اشتباكات عنيفة في الشوارع بين القوات البريطانية والهنود في شوارع أمريتسار، ما حدا بالقائد العسكري الجنرال ريجينالد داير بضربهم علانية من قبل قوات الجيش البريطاني .  وفي يوم 13 إبريل 1919 تجمع عشرات الآلاف من السيخ والمسلمين في حديقة جليانوالا باغ في مدينة أمريتسار في إقليم البنجاب لإحياء مهرجان فيساكي، الذي مثل تحديا صارخا لقرار السلطات البريطانية، وفي ذلك اليوم أعطى الجنرال ريجينالد داير الأوامر بفتح النار على الجماهير المتجمعة، ما تسبب في مقتل ما يزيد على 500 هندي وإصابة ألف آخرين. وأثارت هذه الحادثة ردود فعل متباينة، حيث عبّرت أغلب الدول عن استيائها، لكن في بريطانيا بارك مجلس اللوردات ما حصل في مدينة أمريتسار، مؤكداً شرعية ما قام به الجنرال داير لتطبيق القانون. ولكون السينما اليوم تعبر عن روح العصر، وتكشف الأحداث المدفونة في سراديب التاريخ. بالإضافة إلى سرد سيرة الثائر الهندي أودام سينغ، ويكشف بالتفصيل العقدين اللذين قضاهما في التخطيط لاغتيال مايكل أودوير، المسؤول عن مذبحة جاليانوالا باغ. أودهام البالغ من العمر 19 عاما كان شاهداُ على المذبحة، وظهر وهو يسحب عربة وينقل المصابين، وفي المشهد العاطفي الأكثر حزنا في تاريخ السينما الهندية الذي يصرخ فيه أودهام (هل هناك أي شخص على قيد الحياة) وهو يبحث عن الجرحى، من بين مئات الجثث الملقاة في الساحة. ونتيجة لما حدث ومشاهدته المذبحة، نمت فكرة الأنتقام  من حاكم إقليم البنجاب مايكل أودوير. في عام 1924 غادر أودهام سينغ الهند ليستقر فترة في الولايات المتحدة الأمريكية. التقى مع عدد من قادة حزب (غادار) المعروف بأنشطته الساعية لطرد البريطانيين من الهند، وبعد مضي 3 سنوات، عاد أودهام سينغ للهند مرة أخرى ليقبض عليه من قبل البريطانيين حال وصوله بسبب حيازته أسلحة نارية. وفي عام 1931 أُطلق سراح شير سينغ (أحد الأسماء المستعارة العديدة لساردار أودهام سينغ). باسماء مستعارة وأوراق مزورة أخذ سينغ يتنقل بين المدن والدول لكونه تحت المراقبة من قبل قوات الاحتلال البريطاني، ظل الثائر اليساري أدهام سينغ ( فيكي كوشال) متخفيا لمدة 21 عاما، حيث اتجه بعد خروجه من السجن إلى كشمير في طريقه نحو أوروبا، ومع حلول سنة 1934 بلغ الأخير العاصمة البريطانية لندن ليبدأ بالتحضير لعملية اغتيال الحاكم البريطاني السابق لإقليم البنجاب مايكل أودوير، حيث أقدم الرجل الهندي على شراء مسدس وذخيرة وانضم لإحدى المنظمات الحقوقية في لندن في انتظار حلول الوقت المناسب لتنفيذ مخططه، وحصل على المساعدة من اليسار البريطاني والشيوعيين. في يوم 13 مارس سنة 1940 استغل أودهام سينغ حضور مايكل أودوير لاجتماع (رابطة الهند الشرقية وجمعية آسيا الوسطى) على قاعة كاكستون في العاصمة لندن ليوجه له رصاصتين وهو يتحدث على المنصة، أدت الى وفاته في الحال. تمكنت الشرطة البريطانية من إلقاء القبض على الثائرالهندي الذي لم يبدِ أي مقاومة. وخلال فترة المحاكمة أعلن أودهام سينغ مسؤوليته عن اغتيال الحاكم السابق للبنجاب محمّلا إياه المسؤولية عن المجزرة، في يوم 31 يوليو/تموز عام 1940 نفذت السلطات البريطانية حكم الإعدام شنقا بأودهام سينغ .

أعاد المخرج سرد الرحلة من منظور عقل الثوري سينغ المنفلت من خلال سرد ممتع وعرض جميل يؤرخ الحكاية من عام 1919 إلى عام 1940، قدم  فيها سيركار قصة ثائر وصف عمله المهاتما غاندي بأنه «جنون». صنع فيلم سيركار صورة صادمة للأجيال الجديدة تكشف الوحشية التي واجهتها الهند خلال فترة الحكم البريطاني. وكذلك أولئك الذين ليسوا على دراية جيدة بالأحداث التاريخية لتلك الفترة، خاصة مراجع الحرب العالمية الثانية، وتسليط الضوء على دور الشيوعيين في النضال ضد الإمبريالية والاستعمار العالمي. إنه حساب قاسٍ لأعباء التاريخ الذي يرفض أن تمضي أطيافه من الذاكرة. تفاصيل مذبحة جاليانوالا باغ في أمريتسار يعرفها الكثير منا، وقد أطلع عليها الكثيرون في كتب التاريخ لكن فيلم “سردار أودهام “يسعى لجعلنا ندرك ضخامة الجريمة التي ارتكبها الاستعمار البريطاني في الهند. إنه سرد فصل من تاريخ النضال الهندي. “في بعض الأحيان عليك أن تختار البندقية لإسقاط البندقية”، هذا هو الاقتباس الشعبي لناشط الحقوق المدنية مالكولم إكس. شهد كفاح الهند من أجل الاستقلال صعود العديد من الثوار الشجعان الذين قدموا حياتهم من أجل وطنهم الأم. كان ساردار أودهام سينغ أحد هؤلاء الثوريين البارزين، جسد الممثل الإنكليزي الهندي الأصل (فيكي كوشال)  فخر وألم وثورية سينغ دون مبالغة، إنه مليء بثقة مقاتل من أجل الحرية لا يمكن كسره بالتعذيب المستمر، لغة جسده المرنة وحركة عينيه المثيرة للذكريات تعوض عن الكثير من الكلام. شخصية مروعة تصور رجلا شوهته مذبحة شعبه وفيكي كوشال يتعمق في الألم والدوافع وتصميم المناضل الأسطوري من أجل الحرية. كما لا بد من الإشادة بأداء الممثلة ( كيرستي أفيرتون ) بدور (إيلين بالمر) عضوة الحزب الشيوعي والمتعاطفة مع أودهام ، وتعرضها للتحقيق والسجن بسبب موقفها المتضامن مع حركات التحرر في الهند وأيرلندا. مع التصوير السينمائي الرائع والحوارات القوية المضافة والأداء المبهر يجعل فيلم «سردار أدهام» واحدا من أفضل أفلام السيرة الذاتية لمقاتل من أجل الحرية تم إنتاجه في الأعوام الأخيرة، على الرغم من رفض شوجيت سيركار تسمية سردار أدهام بسيرة ذاتية، والسبب قلة المعلومات حول حياته والأحداث التي أدت إلى استشهاده، على عكس الثائر بهجت سينغ الذي صنع عنه الكثير من الأشرطة السينمائية. تعامل ساردار أدهام مع بهجت سينغ (أمول باراشار) على أنه (معلمه) يتبع أيديولوجيته في تحقيق الحرية، لكن المخرج يشير إلى الاختلافات الصارخة بينهما في السير نحو الهدف.

في الختام: ينبغي عدم نسيان وحشية الاستعمار، قد يتجاهل البعض فظائعهم، لكن يجب كشفهم في كل مكان لتثقيف العالم حقا حول ما حدث بالفعل . “الفأس ينسى والشجرة تتذكر”. هذا المثل يدل على أسطورة هذا الثوري الهندي العظيم. في فيلم(ساردار أدهام) ابتكر الكاتبان ريتيش شاه وشوبهندو بهاتاشاريا سيناريو غير خطي ينقلنا ذهابا وإيابا عدة مرات من الحاضر إلى الماضي،  وكذالك نجح المخرج في إظهار الرعب المطلق الذي تقشعر له الأبدان والمؤلم لمشهد مذبحة جاليانوالا باغ. الفيلم مذهل يكثف نضال وتحول اليتيم أدهام سينغ من فتى ساذج إلى رجل ثوري.

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

مؤرخ بريطاني: الجمهورية الفرنسية الخامسة قد تنهار هذا الأسبوع

يعتقد المؤرخ البريطاني روبرت تومبز في مقال له بصحيفة تلغراف اليمينية البريطانية أن فرنسا وبريطانيا تستعدان لمواجهة اضطرابات متزامنة، مؤكدا أن باريس على وجه التحديد هي التي تواجه الاحتمال الأكثر مدعاة للقلق.

وقال تومبز إن البريطانيين لا يخامرهم شك كبير فيمن سيحكمهم، ولديهم فكرة عما يعتزمون فعله. وقد أسفرت نتائج الانتخابات العامة التي جرت الخميس، عن فوز ساحق لحزب العمال المعارض على حزب المحافظين الحاكم.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ليبراسيون: الجرب وجدري الماء أكثر العدوى انتشارا بين أطفال غزةlist 2 of 2محللو نيويورك تايمز: أحد هؤلاء ينبغي له أن يخلف بايدن ليسحق ترامبend of list

أما في فرنسا، فإن التوقعات غير مؤكدة على الإطلاق فيما يتعلق بالناس والسياسات والعواقب، وفق المقال.

ويتساءل تومبز -الذي يعمل أستاذا فخريا لمادة التاريخ الفرنسي في كلية سانت جونز بجامعة كامبريدج– كيف وصل الأمر إلى هذا الحد؟

وانتقد الكاتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على دعوته إجراء انتخابات مبكرة، ووصفها بأنها "مقامرة متهورة" كشفت هشاشة النظام في بلاده، الذي اعتمد في بقائه على عوامل تاريخية.

تاريخ

وبينما لم يكن لدى البريطانيين سوى دستور واحد ليس منذ عام 1688 على الأقل، فقد حكمت الفرنسيين منذ عام 1789، 3 ملكيات، وإمبراطوريتان، و5 جمهوريات، و15 دستورا. وفي كل مرة كان الهدف إنهاء حالة الاضطرابات، ووضع مبادئ واضحة للحكم.

ويمضي تومبز إلى القول إن النمط الذي كان سائدا آنذاك اتسم بالتقلب بين الحرية والنظام، والديمقراطية والسلطة، وكثيرا ما وجدت الحرية والديمقراطية تعبيرا لها في الشوارع، وعلى المتاريس، وفي برلمانات مضطربة درجت على الإطاحة بالحكومات كل بضعة أشهر، وفي عدم قدرتها على التعامل مع الأزمات، كما يقول منتقدوها.

ولما سئم الناس من الفوضى وعدم اليقين، تحول الرأي العام -برأي المؤرخ البريطاني- من النقيض إلى النقيض. ونتيجة لتلك الأوضاع، جاء الإمبراطور نابليون بونابرت الذي حكم فرنسا بين عامي 1804-1814، ثم ابنه نابليون الثاني (22 يونيو/حزيران 1815-7 يوليو/تموز 1815).

ويُعد استعادة عائلة بوربون الملكية الحكم في فرنسا، هي الفترة من التاريخ الفرنسي التي تلت السقوط الأول لنابليون في الثالث من مايو/أيار 1814 واستمرت في الحكم حتى ثورة يوليو/تموز عام 1830.

وأُعلنت الجمهورية الفرنسية الأولى رسميا في 21 يوليو/تموز 1792 خلال الثورة الفرنسية واستمرت حتى 1804.

وعندما تعثرت السلطة أو دمرتها الجيوش الأجنبية -بحسب تومبز- عادت الديمقراطية إلى الظهور في الجمهوريات الثانية (25 فبراير/شباط 1848 -الثاني من ديسمبر/كانون الأول 1851) والثالثة (1870-1940) والرابعة (1946-1958).

وفي أكتوبر/تشرين الأول 1958، أسس الرئيس شارل ديغول الجمهورية الخامسة، وهي نظام الحكم الجمهوري السائد حاليا في فرنسا.

ومن وجهة نظر المؤرخ البريطاني، كان الأساس الذي قامت عليه السياسة الفرنسية هو الصراع الدائم بين الحرية والنظام، والذي تجلت سماته في تياري اليسار واليمين. ورغم أن الصراع كان عنيفا في بعض الأحيان، فإن الوضع السياسي كان مستقرا.

ويصف أستاذ التاريخ الفرنسي في مقاله ديغول بأنه كان "آخر عملاق سياسي، ومنقذا يمينيا مثاليا، وجنديا كاثوليكيا وطنيا، نجح في شبه انقلاب في إنهاء فوضى الجمهورية الرابعة، التي انهارت في خضم حرب الجزائر".

بيد أن أعمال الشغب والاضطرابات قضت على إرث ديغول، وحل مكانه في نصف القرن التالي، سياسيون من ذوي المكانة المتواضعة، مثلما هو الحال في كل ديمقراطيات العالم، على حد تعبير المؤرخ البريطاني.

ولكن القوى السياسية المتجذرة التي شكلت الحياة السياسية بدأت بالانهيار، وفقدت الديغولية جاذبيتها وأصبحت مجرد قوة أخرى تنتمي إلى يمين الوسط، وفق المقال.

وأكد تومبز، أن ماكرون، وبعد أن تسبب في نفور الفرنسيين منه، أضحت بلاده بين تيارين متطرفين: يساري ويميني، وتيار وسط عقيم، حسب وصف المقال.

مقالات مشابهة

  • «حب السلطة».. مديرة مدرسة ترفض التخلي عن منصبها (فيديو)
  • أسفر عن وفاة 121 شخصا.. منظم فعالية دينية في الهند يسلم نفسه للشرطة بعد تدافع مميت
  • مؤرخ بريطاني: الجمهورية الفرنسية الخامسة قد تنهار هذا الأسبوع
  • جمهور الفن السابع في المغرب يميل للأفلام الأجنبية
  • بمشاركة إعلاميين من 11 دولة.. دورة تدريبية لبرنامج “آيتك” في مدينة كولكاتا الهندية
  • المخرج عبد الرحمن المانع.. إبداع قطري في مهرجان أثينا السينمائي
  • الهند تعتزم إرسال أول مهمة مأهولة للفضاء وبعثة لاستكشاف المحيط 2025
  • نجل أغنى رجل في آسيا يتزوج في أفخم حفلات الزفاف المنتظرة في الهند
  • 5 أفلام إماراتية تنافس في صالات العرض
  • لقطات من فيضانات الهند.. حالات وفاة داخل الأنفاق ونقل جماعي للحيوانات