أمين سلام: ما حدن رح يقدر يشل الحكومة
تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT
لفت وزير الإقتصاد في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام إلى أن " خلال التواجد في أبوظبي نعمل على تعزيز سمعة لبنان ودخوله في النظام التجاري رغم كل الأحوال". وأشار سلام خلال حديث عبر "قناة الجديد" إلى أن "المصاري ما بتتبخر" لكن الأموال التي سُرقت بالفساد لن تعود إلا بمكافحة الفساد و"ما فينا نضحك عالعالم" وعلى الدولة ومصرف لبنان تحمل المسؤولية".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
بشير عباس (3-4) سلامٌ أنت ألحاني..!
تقول بعض مواقع الشبكة العنكبوتية أن أعمال بشير عباس الموسيقية واللحنية تجاوزت 120 عملاً، وقد تضمنّت ألحان قدمها لحسن عطية وأحمد المصطفى وعائشة الفلاتية ومنى الخير وأبو داؤود ومحمد وردي وعبدالكريم الكابلي ومحمد حسنين وثنائي الجزيرة وثنائي النغم وزيدان إبراهيم وعثمان مصطفى وعبد العزيز المبارك وعبد العظيم حركة وعلي السقيد والبلابل وآخرين..ثم تواصل بألحانه مع المطربين الشباب والمبتدئين ومنهم إنصاف فتحي شموس ومها عبد العزيز وفاطمة عمر والتومات..وآخرين وأخريات..
مسيرة طويلة من التعلق بالنغم منذ امتلاك "الصفارة" التي أهداها له والده ثم تلصّصه على الأعواد في مسكن أسرته، وقد أتيح له معايشة مختلف بيئات السودان بسبب تنقلات والده ثم تنقلاته هو في مؤسسات الخدمة المدنية؛ (السكة حديد- النقل الميكانيكي- الري سنار- مشروع الجزيرة بركات - الهيئة القضائية - الطيران المدني، وفي الإذاعة السودانية سكرتارية الأوركسترا- قسم الموسيقى- شعبة التسجيلات)..!
**
كان بشير عباس يرى أن من أجمل ألحانه هو لحن أغنية (بلادي يا سنا الفجر) التي غناها أبو داؤود:
بلادي يا سنا الفجرِ وينبوع الشذى العطرِي
وملهمتي أناشيدي وآياتٍ مـن الـشعرِ
سلام أنت ألحاني.. وحلمي بالهوى العذري
**
رعتني أرضها طفلاً فكيف أسومها غدري..؟
وقفت لذاتها عمري وحقّ لخيرها شـُكري
**
وعند الروضة الغنا أفياءٌ من السحرِ
وكم أطيارها غنّت تساببيحَ مع الفجرِ
**
ولي في أرضها ذخرٌ يعز الذُخر عن تبرِ
فأجدادي بها قُبروا وقد جاءوا على قدرِ
سلام أنت ألحاني.. وحلمي بالهوى العذري!
**
وعند ذكر هذه الأغنية الوطنية الباذخة لا بد من التوقف قليلاً عند شاعرها (حسن مصطفى التني 1911- 1979) الذي يبدو مجهولاً لكثيرين منّا..وما هو بمجهول..ولا بد من إنصافه بعد رحيله..! فقد كان أديباً نابه الذكر من رواد كلية غردون ومن رواد الترجمة والأدب الانجليزي..!
وهو الذي كتب أغنية (اتغريني..؟!) العجيبة التي يغنيها أبوداؤود:
اتغريني لتشقيني..؟! وتبتسمي لتبكيني..!
علام إذاً تمنيني..؟ وبالأحلام تُعليني
تصديني وتبتسمي .. وتبتسمي تصديني
تصديني لتبكيني...أتغريني..؟!
**
ذكرتك يوم كنت معي
وما أبديت من جزعِ
أناجيك فتستمعي... وأدنيك فتمتنعي..
فأنت معي ولست معي..ولست معي..أتغريني..؟!
**
بكت نفسي على أمسي..!
وأين اليوم من أمسِ..؟
وأين مراتع الأُنسِ..؟
وأين مباهج النفسِ..؟
وهل في البينِ ما يُنسي..؟
حبيبٌ حبه ديني..! أتغريني..أتغريني..؟!
**
حبيباً حُبه ألمُ..!
إذا سالمتُ يختصمُ..!
ولو خاصمت يبتسمُ..!
فلا حربٌ ولا سلمُ....ولا سلمُ....أتغريني..؟!
أتغريني لتشقيني..وتبتسمي لتبكيني..؟!
..(هكذا يكون الغناء)..!
**
ولحسن مصطفى التني أيضاً أغنية (من وحي شاعر) التي صدح بها الفنان الرائع" خليل إسماعيل وهي من الشعر المُرهف الرقيق:
أنا في قربك يضنيني..حنين واشتياق
و حياتي في ظلال الوصل وجدٌ واحتراق
كيف لو شطت دياري..؟ كيف لو طال الفراق..؟
أترى بعد الأسى واليأس يحوينا وفاقٌ واتفاق..؟!
يا حبيبي..
ما تلاقينا على حبٍ... كِلانا كان يعلم
بل تبادلنا بعينينا حديثاً... كان طلسم
و تعاهدنا وفاءً و صفاءً.. فتحتّم
و سروراً طاف قلبينا ومعنىً لا يُترجم
كان أعظم
يا حبيبي
و مشينا..والأماني حولنا تمشى تِباعا
وانتشينا بكؤوس الحب..لا خمراً مشاعا
كان عمري قبل لقياك هباء ً و ضياعا
أنا إن ألقاك وحدي..قلت للكون وداعا
يـا حـــــــــبـيــــبـي...!
**
والأستاذ حسن مصطفي التني أيضاً هو شاعر (جنة المقرن) التي يغنيها أبو داؤود؛ والتي لا نذكرها بين أغاني عناق النيل الأزرق بالأبيض في تلك البقعة المباركة..!
من هذه الأغاني "المقرن في الصباح" التي يغنيها الكاشف من كلمات خالد أبو الروس، وأغنية "عايزين نكون على مقرن النيلين سوا" أيضاً لـ"أبو الروس"..كما أن له (هاتريك ثالث) في أغنيته (ما أحلى ساعات اللقا) التي يغنيها العميد أحمد المصطفى وفيها:
قف يا وديع في الملتقى
شوف الطبيعه ورونقا..!
نيلينا كيف متعانقه
شوف النخيل الباسقه
والنيل يفيض للروض سقا
وزهور رياضنا منسقه..
بدت النجوم متألقه..
وأسكرنا نسّام الجنوب..!
ثم أغنية سيد خليفة عن المقرن التي تنسب كلماتها لصلاح عبدالصبور حيناً ولصلاح الصاوي حيناً آخر:
فهذا الأبيض الهادي ..يضُم الأزرق الصدرا…
وهذا الأزرق العاتي.. تدفّق خالداً حُرا..
فلا اختصما ولا اشتجرا..
ولا هاجا ولا اعتكرا..
ولا هذى ولا تلكَ..
ولا الدنيا..بما فيها..
تساوي ملتقى النيلين في الخرطوم يا سمرا...!
وأحياناً:
تساوي رقصة الخرطوم يوم النصر يا سمرا..
ثم تأتي أغنية "مسعد حنفي" التي يغنيها صلاح مصطفى (أتذكري نزهتنا في المقرن سوا..؟!)
هل تذكري النيلين عناقم كيف بدا
كاحتضان الورده لي بلل الندى
الموجه تابعه الموجه..جاريه تطاردا
تهدر تثور والصوت يزيد عنفو الصدى..إلخ
**
أما جنة المقرن لحسن مصطفى التني فهي:
قف رويداً يا حبيبي هاهنا
كان لي بالأمس عهدٌ..ومُنى..!
**
هاهنا مجد شبابي الزاهرِ
هاهنا فجر صباي الباكرِ
هاهنا لقيا الحبيب الساحرِ
رفرف الطير ابتهاجاً وتناغى
وحبا الزهرُ جبين الروض باقه
والتقى النيلان لثماً وعناقا
إلخ
وتُنسب لحسن مصطفى التني أيضاً أغنية "شبه دكاكينية" شدا بها حسن عطية هي (فراق الزين ونار البين ..حموني النوم أنا مساهر)
أحب الليل و سمّارو
حولي نجوم واقمارو
أقيم ليلي حدا النيلين ...أنا مساهر جفاني النوم
**
طريت حظي وطريت ناسي
طريت ليلاي وما ناسي
وليلك صار عليّ ليلين
بعادك يوم كأنو سنين
أنا مساهر جفاني النوم..إلخ
**
وفي هذا السياق كان خليل فرح من الموَلّهين بحب مقرن النيلين؛ ففي أغنية "ما هو عارف قدمو المفارق" يقول:
يا بريد الجو فوقي حالق / ميل عليّ الروح ليها خالق
عُدت سالم قول وإنت عالق/ مقرن النيلين كيلو كام..؟!
وفي قصيدة "مقرن النيلين"
يا مقرن النيلين سلام / باشرنا قُبّال الملام
ما بشيقنا من غيرك كلام /وريّنا وين بحرك دا لام..؟!
يا مقرن النيلين حباب / حُبك بلغ بينا النصاب
نفداك يا وطن الرباب / بي مالنا بي دم الشباب
صبّحنا نوارك هباب / والروضة تتنفّس حباب
حس السواقي مع الضباب / منّاحة بالهوى طارقه باب
قول نحن في روض الجنان/ المولى يرخيلنا العنان
رعياً لمخضوب البنان/ خلاني دَن بين الدنان..!
ناولتو كاس قال لي عجب/ مازحتو مال عني احتجب
دابروني يا ناس إيش عجب/ ود الدروع صايم رجب..؟!
وهلمجرا..!
كان بشير يحترم كثيراً إبداع المرأة بغير استنكاف (من إبنة عمه "أسماء حمزة" تعلّم.. وللبلابل قدّم..وله مقطوعة موسيقية للأم ومقطوعة للأخت ومقطوعة للزوجة ومقطوعة للإبنة ومقطوعة للحفيدة)..! وكما قال بعض مدوّني سيرته..! (في محيط الأسرة له أخت تعتبر حافظة غنائية ومؤدية لعشرات الأغاني في نطاق الأسرة)..!
ومع إيمانه بالميلودية السودانية كان بشير عباس على اتصال وهضم وتجريب للموسيقي العربية والشرقية والعالمية..كان يتحدث عن استماعه وتقديره لفرادة موسيقى بتهوفن وموزارت، وعن ميله لاستماع موسيقى "الفولك الأمريكية" على غرار جيمس براون وستيف ويندرز ومايكل جاكسون وموسيقى البوب، وموسيقى أمريكا الجنوبية بما في ذلك البرازيل وعن استفادته من هذا التراث في التأليف الموسيقي..!
**
لقد استثمر بشير عباس سنوات الغربة...وحتى فترات المرض والعلاج في تحقيق انجازات ومشاركات خارجية ناجحة "شارك على سبيل المثال في عام 2003 في فعاليات يوم الموسيقى العالمي بألمانيا ضمن 22 مشاركاً من قارات العالم؛ وفاز ضمن ثلاثة أوائل من خلال موسيقى أغنية (عشت يا سوداني) وتم الإعلان عن ضمّها في اسطوانة مع ألحان عالمية.
وكذلك كانت له مشاركات واسعة في محافل اليونسكو وفي قاعات أوروبا وأمريكا وكندا والعديد من الدول العربية والإفريقية؛ علاوة على تسجيلات مع هيئة الإذاعة البريطانية وصوت أمريكا ومونت كارلو وإذاعة الشرق الأوسط..إلخ
الشاعر احمد شوقي قال في تحية جماعة "مدرسة أبولو" للشعر والأدب:
رياحين الرياض يُملُّ منها ** وريحان القرائح لا يُملُّ
بشير عباس صاحب قريحة كبيرة وأريحية واجتهاد ومثابرة في الموسيقى والألحان..هذا هو المجال (شغل باله) ووسم حياته..فلا تراه إلا منكفئاً على عوده..!
**ا
استدراك: استأذنا النذير عبدالعاطي شكراً على التصويب؛ فعلاً أغنية "الشال قلبي وسلا" لثنائي الجزيرة "محمد عوض واحمد شبك" وليس "الثنائي الكردفاني"؛ وتحيتنا للصديق عبدالرحمن زروق الذي ذكّرنا بالملحن والموسيقي البارع غزير الإنتاج (يوسف القديل) عليه الرحمة...وتحيتي للأساتذة فتحي ضرار وأبو شنب و"مواطن غيور" و"ديكو بالدا" وجميع المُعقبين..يا رجل ذاكرة السودانيين حيال تراثهم الفني والإبداعي حيّة يقظة..!
مرتضى الغالي
murtadamore@yahoo.com