صحافة العرب:
2024-09-16@22:07:21 GMT

جميلة تلك الرحلات المدرسية -2-

تاريخ النشر: 22nd, July 2023 GMT

جميلة تلك الرحلات المدرسية -2-

شاهد المقال التالي من صحافة الإمارات عن جميلة تلك الرحلات المدرسية 2، كانت رحلات بسيطة مثل تلك الرحلة المدرسية إلى دبي في أوائل السبعينيات، كنا نعتقد أنها بعيدة في ذاك الوقت، لكنها مفرحة للقلب، ومدخلة السرور في .،بحسب ما نشر جريدة الاتحاد، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات جميلة تلك الرحلات المدرسية -2-، حيث يهتم الكثير بهذا الموضوع والان إلى التفاصيل فتابعونا.

جميلة تلك الرحلات المدرسية -2-

كانت رحلات بسيطة مثل تلك الرحلة المدرسية إلى دبي في أوائل السبعينيات، كنا نعتقد أنها بعيدة في ذاك الوقت، لكنها مفرحة للقلب، ومدخلة السرور في النفس، كان في الحافلة ما يزيد على الثلاثين طالباً، بعضهم صلعة رأسه تلمع، وقليل من تحسن «تواليت» عند الحلاق الباكستاني قليل البصر، وفرق شعره على جنب، جلهم كان يغطي الرأس بطاقية من طواقي العيد التي تظل تمّلَحّ على الرأس من الشمس، منتظرين قدوم عيد العود أو شفيّة من شفايا الحجاج العائدين، كانت طاقية مطرزة بالكحلي والأصفر والأبيض، وتبدو كأنها القبعة الشعبية لجميع الأولاد في ذلك الوقت أو كحفية مسقطية واقفة، وهذه غالية بعض الشيء أو البيضاء المخبقة الرخيصة أو المخيوطة والتي يجلبها الحجيج معهم، قليل.. هذاك من ذاك الذي كان يملك سفرة يعصب بها رأسه، وكناديرنا توزعت بين العربية أو العُمانية، ومعظمها دلعاء، بطربوشة قصيرة، وكنادير «قطرية أم أذنين» أو كنادير «كويتية أم ياقة».كان أفضل ما عندنا ركوب السيارة، والفرحة بالطريق الطويل أكثر من الرحلة نفسها، لذا قل من رأيته غافي العين ما عدا أستاذ الرياضة الذي أصابه دوار السير الطويل، ودهم ورقد حتى غدت جفونه أثقل من الرصاص، وبالكاد كان قادراً أن يرفعهما حد الحواجب، وحين يصحو على غنائنا النشاز، لأغنية اكتشفنا في كبرنا كم كانت ساذجة، وتحمل كماً من الأغلاط العلمية، كان الأستاذ «مصطفى المصري» يحاول أن يشعرنا أنه كان يتأمل فقط، ويظهر امتعاضه من الغناء الذي كان لا يفهمه، قائلاً: «إيه الهباب دا.. إيه الجهل دا، هو في بني آدم بيسوق الصاروخ، علشان يوديه لحبيب الروح.. دا حيوديكم في داهية إن شاء الله»! هنا وجد الأستاذ «محمود الفلسطيني» فرصته، منها ليثني على طريقة تدريسه، ومنها لتعود له فرحته باستعمال الميكروفون الكشفي: «شايف يا أستاذ، نحن نعلم ونربي، نتعب ونشقى، وفي الآخر بيجيك مطرب جاهل هامل مثلهم، وبيسمعوا له أكثر ما يسمعوا شرحي على اللوح.. بس شو بدك تحكي، ما هم ألواح خلقه».وصلنا دبي التي كانت بصراحة غير شيء، تقدمنا الأستاذ محمود، وخلقنا الأستاذ مصطفى الذي كاد أن يتوه أول ما وصلنا، وسمى دبي حينها بالبندر، ركبنا العبرة لأول مرة، وجلنا في سوق دبي المشهور، وبعضنا تذوق أكلاً غير الذي كانت تعجنه أمه وأخته الكبرى، أما «الجنغل» الذين أتوا من أطراف البوادي، كما كنّا نعيّرهم، ونزيد عليه بأنهم «هرش ما يعرفون التين من العرش»، وهم يضحكون ويردونها بلفظة الحضري الذي لا يعرف وين يرسغها، ويختلط عليه حنينها ورّغاها، فقد عفدوا على الدجاج الذي يدور على أسياخ في مطعم «على كيفك»، وتقول أحد خلى عظماً في تلك الدجاجة التي كانت قبل قليل تتقلى على نار هادئة، وأكلوا معها مرضام خبز، ولحسوا صحون الحمص الذي يعيرون الناس به بلهجتهم الساخرة «حمبص»، وحده الزيتون كان غير مستساغ في أفواههم، كان مُرّاً، ولم يقتنعوا باسمه، لأن الزيتون عندنا كبير وحلو، ونطلقه على الجوافة.بعد الغداء ذهبنا إلى الشارقة، وبصراحة كانت متطورة، وفيها بنايات ودكاكين ومطاعم، وأسواق، كنا سمعنا بها من أهلنا الذين كانوا جلهم يشتغلون في الجيش البريطاني، وكانت الشارقة محطتهم الرئيسية، جلنا فيها، ورأينا شجرة «الرولة» والعرصة المحيطة بها والمكتظة بالناس، ودخلنا دكاكين قريبة من البحر، كانت تبيع «الحلوى العُمانية والرهش البشمك ولحية الشيبة، وتمر بهرده»، وأخذنا خبزاً إيرانياً ساخناً «وقافيّ» من دكان الخباز القريب، كنا نحن من ندل الأستاذ محمود والأستاذ مصطفى على الأماكن، كانا أكثرنا خوفاً من الضياع في مدن غريبة عليهم، وكانا لا يقربان ما كنا نأكله، فقد اكتفيا بما في حقيبتيهما من سندويتشات وفواكه وعصائر، رغم أننا كنا نعزم عليهما، يبدو أنهما كانا «شكاكين»، ويجزّان الأكل الذي لا يعرفانه أو هو ذاك البخل المُدَرّسي، الأول «بَدّوه يربي هالأولاد»، والثاني «علشان تحويشة العمر»، حتى رائحة ذاك الشواء لم تجعلهما ينثنيان عن رأيهما، نحن.. وشاركنا سائق الحافلة و«معيونيه» وقبل أن نترك الشارقة لطمنا وجبة عشاء «تكه بالروب وكباب إيراني»، وكنا نود أن لا نشبع ليلتها، غير أنه التعب الذي يسبق الشبع، وبعضنا تمنى لو أن بيته كان دوماً قريباً من ذلك الدكان الصغير الذي يحضر مشاكيك اللحم ويشويها على «كوار» صغير، ويضعها على خبزة، ويغطيها بخبرة.كانت رحلة من الرحلات المدرسية الجميلة، ولا أظن أن أحداً من أولئك الطلبة قد نساها، فقد كانت الضحكة تخرج من قفص الصدر دون استجداء، وقليل من الفرح يجعل مقلة العين تتلألأ بدمع بارد، كنّا بسطاء، وأقل القليل يدهشنا، ولَم نعرف يومها شيئاً من التعالي، ولا ما هو التفاضل والتمايز، كنّا أحياناً نتراكض في الحارات داخلين من بيت لبيت، كنّا أهليّة وأكثر، وكنا نتصرف بنضج عمر أكبر، وربما زادتنا تلك الرحلة المدرسية بُعداً ودهشة، وحمّلتنا ذكريات لا تُمحى.

المصدر: صحافة العرب

كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس

إقرأ أيضاً:

مطار ماتالا راجاباكسا: واحدة من أغرب المطارات في العالم

تعتبر مطارات حول العالم متنوعة في حجمها وأداءها، لكن مطار ماتالا راجاباكسا في سريلانكا يبرز كواحد من أغرب المطارات بسبب الظروف الفريدة المحيطة به. 

إليك كل ما تحتاج معرفته عن هذا المطار الذي يُطلق عليه لقب "أكثر مطار هدوءًا في العالم".

معلومات عن مطار ماتالا راجاباكساالموقع: يقع مطار ماتالا راجاباكسا الدولي على بُعد نحو 4 ساعات من العاصمة السريلانكية كولومبو.الافتتاح: تم افتتاح المطار في عام 2013 على يد الرئيس السريلانكي السابق ماهيندا راجاباكسا.الاسم: يُطلق عليه لقب "المطار الأكثر هدوءًا في العالم" بسبب قلة عدد الركاب الذين يمرون من خلاله.أسباب قلة عدد الرحلات الجويةالافتتاح دون خطة تطوير شاملة: كان من المفترض أن يكون المطار مركزًا رئيسيًا لجذب السياح الغربيين والآسيويين، ولكن لم تتحقق هذه الخطط بسبب عدم وجود ميزانية كافية لتطوير المطار وتشغيله بشكل فعال.البنية التحتية المحدودة: بالرغم من أن المطار يحتوي على مدرج طوله أكثر من 11 ألف قدم، إلا أن البنية التحتية المحيطة بالمطار لم تكن متكاملة، مما أثر على جذب الرحلات الجوية.انخفاض الطلب: عدم توفر عائدات كافية من الرحلات الجوية أدى إلى انخفاض عدد الرحلات وتفاقم الأزمة.استخدامات بديلة للمطارتخزين المحاصيل: نظرًا لقلة عدد الرحلات الجوية، تم تأجير محطات الشحن الجوي غير المستخدمة لتخزين محاصيل الأرز الوفيرة من المنطقة.مواقف الطائرات: تم تحويل بعض المساحات إلى مواقف طويلة الأجل للطائرات غير المستخدمة.المرافق المهجورة: على الرغم من بناء اثني عشر مكتبًا في المطار لخدمة مليون مسافر، إلا أنها لا تزال مهجورة.السياق المحلي والعالميالتأثير المحلي: ساهم نقص البنية التحتية والتمويل في عدم تحقيق الأهداف المرجوة من إنشاء المطار، مما أثر على نمو السياحة في المنطقة.التأثير العالمي: يُعتبر مطار ماتالا راجاباكسا مثالًا على كيفية تأثير العوامل المالية والإدارية على نجاح المشاريع الكبيرة في البنية التحتية.

مقالات مشابهة

  • لماذا نحب وجبات الطائرة رغم مذاقها المختلف؟
  • أسوأ شركة طيران في أوروبا تخطط لإطلاق رحلات للشرق الأوسط
  • محافظ الدقهلية يدشن مبادرة " كفر الأمير جميلة بشبابها " بمركز تمي الأمديد
  • مطار ماتالا راجاباكسا: واحدة من أغرب المطارات في العالم
  • ذكريات مع حلمى التوني
  • السلطات الصينية تلغي كافة الرحلات الجوية في مطارات شنغهاي الرئيسية بسبب إعصار بيبينكا
  • ناهد الحلبي: والدتي كانت الزوجة الـ12 لأبي الذي كان يكبرها بنصف قرن
  • لقطة جميلة تستحق التأمل
  • استمرار محاضرات الفهرسة الإلكترونية وورش مصر جميلة المجانية بالقليوبية
  • نجلاء بدر ناعية ناهد رشدي: «كنتي جميلة في كل حاجة» (صورة)