أهل مصر .. الاسكندرية تستقبل فعاليات الملتقى 15 لشباب المحافظات الحدودية
تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT
شهد قصر ثقافة الأنفوشي بالإسكندرية عروس البحر الأبيض المتوسط، مساء اليوم الأحد، انطلاق فعاليات الملتقى الثقافي الخامس عشر لشباب المحافظات الحدودية، ضمن مشروع "أهل مصر"، المقام برعاية د. نيڤين الكيلاني وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، تحت شعار "يهمنا الإنسان"، باستضافة 130 شابا وفتاة المحافظات الحدودية من "أسوان، مطروح، شمال سيناء، جنوب سيناء، البحر الأحمر، الوادي الجديد" بجانب حي الأسمرات بالقاهرة.
في كلمتها نقلت د. حنان موسى رئيس الإدارة المركزية للدراسات والبحوث، ورئيس اللجنة التنفيذية لمشروع "أهل مصر"، تحية رئيس الهيئة للحضور، موجهة الشكر لوزيرة الثقافة ورئيس الهيئة لدعمهما الكامل للمشروع وحرصهما على مساندة الشباب.
د.حنان موسىوطالبت "موسى" المتدربين باختيار الورش التي تتناسب مع مواهبهم، مشيرة إلى أن هيئة قصور الثقافة على أتم الاستعداد لتقديم الدعم الكامل للشباب في المجالات كافة، على وعد أن تلتقي بهم مرة أخرى في ملتقيات قادمة.
ودعا أحمد درويش رئيس الإدارة المركزية لإقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي، الشباب للاستفادة من الملتقى لكي يكونوا سفراء لمحافظاتهم من خلال نقل خبراتهم لأقرانهم، كما طالبهم بأن يكونوا على تواصل وتفاعل دائم داخل قصور الثقافة، والاستفادة القصوى من عملية التبادل الثقافي، الأمر الذي يسهم في تعزيز مشاعر الانتماء والولاء للوطن.
واستهل أحمد يسري مدير عام ثقافة الشباب والعمال والمشرف التنفيذي للملتقى، حديثه مرحبا بالحضور، موضحا أن الملتقى يعد بمثابة فرصة لاكتشاف مواهب الشباب والاستفادة منها في دعم الاقتصاد الوطني من خلال توظيف طاقاتهم الإبداعية لبدء مشروعاتهم الصغيرة.
وأضاف "يسري" أن هيئة قصور الثقافة تعمل دائما بكامل طاقتها لدعم الشباب كونهم أساس التغيير، وتقدم خلال الملتقى برنامجا تدريبيا مكثفا يشمل سلسلة من المحاضرات واللقاءات التثقيفية والزيارات الميدانية إلى المناطق الأثرية والتاريخية للتعرف على التراث الحضاري للإسكندرية، بالإضافة إلى الورش الفنية والحرفية المقدمة بمشاركة مدربين وأكاديميين متخصصين في مختلف المجالات.
وأشار مدير ثقافة الشباب أن الملتقى يتضمن أيضا عدة مسابقات ثقافية كدوري الألعاب الشعبية والدوري الثقافي تقدم خلالهما الهيئة جوائز قيمة للفائزين. واختتم حديثه موجها الشكر والتحية لكل من ساهم في خروج هذا الملتقى بصورة مشرفة تليق بهيئة قصور الثقافة.
من ناحيته توجه عزت عطوان مدير عام فرع ثقافة الإسكندرية بخالص الشكر لهيئة قصور الثقافة لاختيار محافظة الإسكندرية لإقامة الملتقى وتحديدا بقصر ثقافة الأنفوشي المعروف عنه تقديم خدمات ثقافية متميزة لجميع الرواد ويعد منارة ثقافية على مستوى المحافظات المصرية. واختتم كلمته مطالبا الشباب بالاستفادة من برنامج الملتقى؛ كونهم العمود الفقري الذي يقوم عليه المجتمع.
أعقب ذلك فقرة للتعريف بالورش الفنية والحرفية المقرر تنظيمها بدءا من غدا الاثنين تحدث خلالها مدربو الورش المتنوعة ومنها ورشة الحكي الشعبي والألعاب الشعبية، الدراما المسرحية، التصوير الفوتوغرافي، أساسيات الغناء والموسيقى، الكتابة الأدبية، المشغولات الجلدية، الحلي، الديكوباچ، الطرق على النحاس، الخيامية، الأركيت، الكونكريت والرسم على الخزف، والديكور.
واختتم اللقاء بتقديم عدد من النماذج الشبابية التي شاركت في ملتقيات سابقة من عدة محافظات منها مطروح، الوادي الجديد، حي الأسمرات بالقاهرة، وجنوب سيناء كمثال حي للمتدربين، خاصة عقب تطور أداء الكثير منهم في مجالات المسرح والتمثيل، وورش المشغولات اليدوية وغيرها، ويعمل البعض منهم حاليا كمساعد مدرب في الملتقيات الثقافية التي تنفذها هيئة قصور الثقافة بالمحافظات.
ومن المقرر أن يشهد الملتقى على مدار أسبوع عددا من الجولات والزيارات الميدانية لأهم معالم الإسكندرية ومنها قلعة قايبتباي، مكتبة الإسكندرية، حديقة أنطونيادس، الكاتدرائية المرقسية، والمساجد الأثرية بالمحافظة.
مشروع "أهل مصر" أحد أهم مشروعات وزارة الثقافة المقدمة لأبناء المحافظات الحدودية "المرأة والشباب والأطفال" وينفذ ضمن البرنامج الرئاسي، الذي يهدف لتشكيل الوعي، وتعزيز قيم الانتماء والولاء للوطن، ورعاية الموهوبين، وتحقيق العدالة الثقافية.
ويقام الملتقى بإشراف الإدارة المركزية للدراسات والبحوث، وبالتعاون مع إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي، وفرع ثقافة الإسكندرية وتستمر فعالياته حتى 3 مارس المقبل.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أهل مصر الإسكندرية المحافظات الحدودية قصور الثقافة المحافظات الحدودیة قصور الثقافة
إقرأ أيضاً:
محمد خليفة المبارك: الإرث الثقافي الإماراتي رمز للفخر الوطني
سعد عبد الراضي
في خضم التطور المتسارع الذي يشهده العالم، تبرز أهمية الحفاظ على الموروث الثقافي وسيلة لصون الهوية، وتعزيز الانتماء، وربط الأجيال بجذورها الراسخة. من هذا المنطلق، أطلقت دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي حملة وطنية شاملة تحت عنوان «تقاليدنا راسخة»، في خطوة استراتيجية، تهدف إلى الاحتفاء بالتراث الثقافي غير المادي لدولة الإمارات العربية المتحدة، والتعريف بمكوناته الغنية والمتنوعة، عبر مبادرات وفعاليات تتوزع على مدار العام.
تأتي الحملة كجزء من جهود دؤوبة تبذلها الدولة لتوثيق وصون التراث، من خلال تسليط الضوء على عناصره المختلفة، مثل العادات والتقاليد، الفنون الشعبية، الحرف اليدوية، الممارسات الاجتماعية، والأهازيج الشفوية، التي تمثل ركيزة من ركائز الهوية الإماراتية. وتُعنى «تقاليدنا راسخة» كذلك بإحياء قصص الأجداد ونقلها للأبناء، عبر عروض ثقافية، وورش عمل تفاعلية، وبرامج تعليمية، ومعارض متنقلة، وأفلام وثائقية، لتصل الرسالة إلى المجتمع بكل فئاته، وبخاصة الجيل الجديد.
ما يميّز الحملة هو تنوع أدواتها، وشراكاتها مع المؤسسات التعليمية والثقافية والإعلامية، مما يمنحها بُعداً وطنياً شاملاً يتجاوز نطاق التوثيق إلى خلق تفاعل حيّ مع التراث، يجعل منه جزءاً من الحياة اليومية، لا مجرد ذكرى من الماضي. وفي حواره مع (الاتحاد)، تحدث معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، عن أهمية المبادرات التي تطلقها الدائرة، ودورها في ربط الماضي بالحاضر، وتعزيز مكانة أبوظبي وجهة ثقافية عالمية.
في البداية، يؤكد معالي محمد خليفة المبارك، أن رؤية دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي تتمحور حول تعزيز الوعي العالمي بأنّ تراث الإمارات وثقافتها الفريدة يشكلان هويتها كشعب ودولة. فالتراث هو البوصلة التي تقود الطموحات والإطار، الذي يوجّه التطلعات كوجهة عالمية. ومن خلال احتضان الإرث الثقافي، تفتح أبوظبي آفاقاً جديدة لرسم ملامح مستقبل ينطلق من أصالة ماضيها العريق.
ويضيف: ترتكز استراتيجيات ومبادرات الدائرة على الاحترام العميق للتقاليد والقيم والعادات الإماراتية المتوارثة عبر الأجيال. فالموروثات الثقافية، مثل فن «العيالة، التلي، التغرودة، والصقارة»، ليست مجرد رموز ثقافية، بل تعبيرات أصيلة عن تفرّد الهوية الإماراتية والفخر بتراثها. ومن خلال هذه المبادرات، يتم تعزيز ارتباط المجتمع بهويته وترسيخ الصلة العميقة التي تربط الإماراتيين بجذورهم جيلاً بعد جيل، مما يعزّز الشعور بالانتماء والمسؤولية للحفاظ على هذا الإرث ونقله إلى الأجيال القادمة.
ويشير المبارك إلى أن دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي تؤكد التزامها بتعزيز التبادل الثقافي، عبر مشاركة عمق التراث الإماراتي مع العالم. ومن خلال سياسات ومبادرات وحملات مستمرة على مدار العام، يتم العمل على تعزيز التفاهم الثقافي المتبادل، ودعوة العالم لزيارة أبوظبي، والتعرّف على ما تتمتع به من أصالة وعراقة وضيافة استثنائية. فالاحتفاء بالتراث والحفاظ عليه، محلياً وعالمياً، يُعدّ أولوية استراتيجية تضمن استمرارية التقاليد وترسيخ الهوية وتعزيز الحضور الثقافي لأبوظبي عالمياً.
15 عنصراً
عن إدراج عناصر من التراث الإماراتي في «اليونسكو»، يقول رئيس دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي: «تفتخر دولة الإمارات بإدراج أكثر من 15 عنصراً من تراثها ضمن قائمة (اليونسكو) للتراث الثقافي غير المادي. فمنذ انطلاق دائرة الثقافة والسياحة، تم الحرص على منح التراث الإماراتي مكانته المستحقة من خلال تطوير مبادرات متميزة، مثل مهرجان الحصن، ومهرجان التراث البحري، ومهرجان الحِرَف والصناعات التقليدية، وبيت الحِرْفيين، وسجل أبوظبي للحِرْفيين، ومنصة حِرَف أبوظبي. كما تم إعداد مجموعة واسعة من المواد التعليمية لتثقيف الأطفال حول قيم وأهمية التراث».
ويضيف: «تُعتبر حماية وصون وتعزيز التراث المادي وغير المادي جوهر رؤية الدائرة لأبوظبي وجهة عالمية، حيث يتم دمج التراث مع السياحة لخلق تجارب أصيلة تدعو المواطنين والمقيمين والزوار إلى استكشاف الملامح الثقافية وتعزيز الفهم الثقافي المتبادل. ويتجلى هذا الالتزام في تطوير معالم بارزة، مثل متحف زايد الوطني، أحد الإضافات المهمة لمنطقة السعديات الثقافية، حيث سيعرض تاريخ الإمارات، ويعزّز مكانة أبوظبي الثقافية. إضافة إلى ذلك، يتم العمل على مشاريع، مثل متحف العين، وإعادة افتتاح متحف دلما، وافتتاح مركز زوار جديد في جزيرة صير بني ياس، مما يتيح للجمهور فرصة استكشاف الإرث العريق للإمارات».
التقاليد الإماراتية
يؤكد معالي محمد خليفة المبارك أن العديد من المهرجانات والبرامج، التي تنظمها دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي تستمد إلهامها من التقاليد الإماراتية، حيث تشكل جزءاً مهماً من تقويم الفعاليات السنوي. مهرجان الحصن، على سبيل المثال، يعكس هذا المزج الفريد بين الماضي والحاضر، مما يجذب مجموعة متنوعة من الزوار، من الإماراتيين الذين يسعون إلى تعزيز ارتباطهم بتراثهم إلى الجماهير الدولية المهتمة باستكشاف الثقافة الإماراتية. وتعزّز روح الضيافة الأصيلة نجاح هذه الفعاليات، حيث يتم تحقيق توازن بين الفعاليات المستوحاة من التراث وبين الفعاليات الحديثة، مثل المعارض والحفلات الموسيقية والفعاليات الرياضية، مما يوفّر تجربة شاملة ومتنوعة.
رعاية ودعم الشباب
عن رعاية ودعم الشباب، يقول المبارك: في إطار سعي الدائرة إلى رعاية الأجيال القادمة، يتم دمج الشباب في استراتيجياتها وبرامجها، مما يتيح لهم فرصة المساهمة في المشهد الثقافي والسياحي. ويتماشى ذلك مع الاستراتيجية السياحية المحدّثة التي يُتوقّع أن توفر 178.000 وظيفة جديدة بحلول عام 2030، مما يفتح آفاقاً جديدة أمام المواهب الإماراتية الشابة. وبهذا الصدد، تتم دعوة الشباب إلى تبنّي رؤية متجددة تعزز القيم الإماراتية، حيث يمثل إبداعهم وشغفهم بمشاركة الثقافة الإماراتية ضماناً لاستمرار تألقها على المستوى العالمي.
ويؤكد المبارك أنه مع استمرار دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي في جهودها لحماية وصون التراث، يبقى الإرث الثقافي الإماراتي رمزاً للفخر الوطني وعلامة مميزة تضيء طريق المستقبل. فبفضل المبادرات المبتكرة والتعاون الدولي، يتم ترسيخ مكانة أبوظبي وجهة ثقافية عالمية تنبض بالحياة والتقاليد الأصيلة.