قالت الكاتبة الصحفية والإعلامية داليا عبد الرحيم، مقدمة برنامج “الضفة الأخرى”، ونائب رئيس قطاع الأخبار بالشركة المتحدة لملف الإسلام السياسي، إن المادة الإعلامية للجماعات المتطرفة سجلت أعلى معدلات لها في الفترة الماضية من خلال عرض تقارير وأناشيد من أدبيات وتاريخ الجماعات المتطرفة التي تحرض ضد الغرب بوجه عام منذ عملية “طوفان الأقصى”، باعتبار الغرب يُمثل الكفر الذي يُحارب الإسلام وفق تلك الأدبيات، ويبث إعلام جماعة الإخوان من خلال قنواته الفضائية والقنوات والصفحات الإلكترونية على مدار الساعة، بشكل حصري مادة إعلامية تمجد في بطولات حركة “حماس” من واقع الإعلام العسكري للحركة ممزوجة بالترويج لأدبيات الجماعة عن الجهاد والموت وسيادة المسلمين للعالم “الأستاذية”، بحيث يصعب تحديد الخط الفاصل بين أعمال المقاومة والعمليات الإرهابية والمفاهيم المرتبطة بها.

وأضافت "عبد الرحيم"، خلال برنامجها “الضفة الأخرى”، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"،  أن تنظيم داعش استغل بدوره تواتر حوادث العنف بواسطة “الذئاب المنفردة” في أوروبا للإعلان عن وجوده، حيث تبنى التنظيم وأعلن عن مسئوليته عن بعض هذه الحوادث، واستغل التنظيم ومتطرفين منتمين له فكريا أحداث فلسطين لتدوير أفكار التنظيم حول الجهاد العالمي ضد الغرب الكافر، وأُعيد الترويج على صفحات لمتطرفين بعض رسائل قديمة للتنظيم، وعلى الرغم من أن تنظيم داعش لم يكن له دور مطلقاً في أحداث “طوفان الأقصى” وما تبعها، لكن التنظيم نجح كعادته في توظيف الأحداث للإعلان عن نفسه، واستغل الزخم العاطفي بين المسلمين على وقوع أحداث فلسطين، للتحريض ضد الغرب بوجه عام، وكسب مجندين جدد.

وأوضحت أنه كانت البداية مع تنظيم “القاعدة”، إذ توالت البيانات الصادرة عن فروعه وقيادته المركزية، فقد أصدر تنظيم “القاعدة في شبه القارة الهندية” بيانًا بعنوان “خيبـر خيبـر يا يهـود.. جيش محمد سوف يعود..” في 8 أكتوبر2023، أشاد خلاله بـ”كتائب القسام” دون الإشارة إلى حركة “حماس”، حيث أكد على أن عملية “طوفان الأقصى” هي الرد المناسب للعدوان الإسرائيلي المدعوم أمريكيا منذ أكثر من 70 عاما”، كما لفت إلى أن “السبيل الوحيد لتحرير الأمة الإسلامية من براثن أنظمة الكفر هو الجهاد في سبيل الله”؛ ثم تبعه بعد ذلك تنظيم “القاعدة في اليمن” حيث نشر بيانًا في 9 أكتوبر2023 بعنوان “بشأن عملية طوفان الأقصى المباركة”، أشاد فيه بالهجوم ونسبه إلى “كتائب القسام” دون ذكر حركة “حماس”، وفي بيانات متتالية هدد المصالح الأوروبية والأمريكية على مستوى العالم.

وتابعت: "وقالت ليزا موناكو نائبة وزير العدل الأمريكي في أواخر ديسمبر الماضي، إن الولايات المتحدة تواجه "لحظة يقظة وفريدة من نوعها" في مواجهة التهديدات الداخلية التي تصاعدت منذ بداية الحرب بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، وتابعت نائبة وزير العدل الأمريكي، أن مكتب التحقيقات الفيدرالي فحص أكثر من 1800 تقرير عن تهديدات داخلية متعلقة بالحرب في غزة، ولدى الإف بي آي أكثر من 100 تحقيق مفتوح مرتبط بطريقة أو بأخرى بهذه الحرب، وأوضحت موناكو أن أكبر المخاوف هي الذئاب المنفردة والمجموعات الصغيرة المتطرفة التي تتخذ إجراءات دون سابق إنذار

ولفتت: "في فرنسا تُمثل السلفية الجهادية وجماعات الإسلام السياسي تهديدًا كبيرًا للسلطات الفرنسية، فهناك 3025 متطرفًا داخل البلاد، فيما تضاعفت الأحكام في قضايا الإرهاب نحو 7 مرات، وحوالي 50 بالمئة من المتهمين تحت سن 18 عاما، وتُشير إحصائيات المؤشر العالمي للإرهاب إلى إحباط وقوع هجوم إرهابي كل شهرين، فيما أحبطت باريس نحو 28 هجومًا خلال العام، وتنامى القلق داخل فرنسا من تداعيات حرب غزة، حيث شهدت فرنسا 1159 عملا معاديا للسامية، وشهدت الأحزاب خلافات حول توصيف هجمات حركة "حماس" والدعم المطلق لإسرائيل، ويظل التهديد مستمرا بهجمات إرهابية في فرنسا مُخطط لها في الخارج من جانب داعش، على غرار هجمات نوفمبر 2015، ويُعد التهديد السيبراني والهجمات الإلكترونية هو أحد المخاطر الرئيسية؛ لا سيما وأن باريس تُنظم دورة الألعاب الأولمبية خلال العام 2024.

ونوهت: "وفي بريطانيا باتت الجماعات الإسلاموية المتطرفة في المملكة المتحدة تستنزف قدرات وجهود الاستخبارات البريطانية، ويهيمن على المشهد اليميني المتطرف في بريطانيا أفراد أو مجموعات صغيرة، وهو اتجاه يجعل من الصعب على السلطات البريطانية التنبؤ بتهديدات اليمين المتطرف، ويجعل من الصعب التعرف عليهم والتحقيق معهم، وكانت تهديدات الجماعات الإسلاموية واليمينية المتطرفة هي "الأكثر خطورة" في بريطانيا خلال عام 2023، كما واجهت البنية التحتية في العام 2023 في المملكة المتحدة تهديدا إلكترونيا مستمرا، وارتفعت عدد حوادث الجرائم الإلكترونية.

وأكدت: “ارتفع معدل الهجمات المعادية للسامية بألمانيا 4 مرات بعد حرب غزة، ما يدفعها لتكثيف الجهود لمكافحة هذه الحوادث، ويصعد من احتمالية تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا ووقوع هجمات ضد اللاجئين والمهاجرين، وتعد الهجمات السيبرانية تهديداً قائماً في 2024، نظراً لتعقد المشهد وزيادة حالة الاستقطاب العالمي، ودخول التكنولوجيا جزءاً من أدوات الصراع الدولي، لذا تتجه ألمانيا والنمسا الفترة المقبلة لمزيد من الإجراءات الوقائية، لحماية أمنها الإلكتروني والتصدي لأي هجمات سيبرانية محتملة، ومن المتوقع أن تُعزز الأجهزة الأمنية والاستخباراتية داخل دول الاتحاد الأوروبي لتشديد الرقابة على نشاط اليمين المتطرف والإسلام السياسي، في ظل استمرار الصراع بغزة وأوكرانيا”.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الضفة الأخرى طوفان الأقصى حماس طوفان الأقصى

إقرأ أيضاً:

طوفان الأقصى.. ومصير التطبيع

أما آن للمنافقين المرجفين والمتخاذلين أن يؤمنوا بعدالة القضية الفلسطينية، وأن زوال الاحتلال بات قريبا حتى لو تلقي الدعم والمساندة من هنا وهناك، ومن القريب والبعيد؟ إن عدالة القضية يا سادة والإيمان بها والالتفاف حولها أول درجات النصر وتحقيق المأمول، وأن محاربتها والتشكيك في عدالتها والتخلي عنها، وطعنها في الظهر أول دركات الخيانة والهزيمة.

إن زوال الاحتلال أمر محتوم وهو مؤجل في علم الغيب ليوم معلوم آت لا محالة، هذا يقين وثقة من رب العالمين مهما شكك المشككون ودعم الصهاينة المتخاذلون.

أعلنها أبو العبد الشهيد إسماعيل هنية على مرء وسمع العالم "لن نعترف بإسرائيل"، هل أدركنا الآن أن السرطان الذي يهدد أمن أمتنا هو الاحتلال الصهيوني لا غيره؟

لقد سطرت غزة بدماء شعبها ملحمة تاريخية ووطنية سياسية وثقافية واجتماعية وإعلامية أبهرت بها العالم أجمع، ليستيقظ معها الضمير الإنساني دوليا وعالميا معلنا تضامنه مع شعب غزة في صموده وكفاحه في وجه الطغيان الصهيوني الذي احتل الأرض واستباح العِرض لأكثر من 70 عاما.

لقد ظن البعض أن القضية الفلسطينية قد ماتت أو لن تقوم لها قائمة "في زخم وخضم التطبيع المتسارع من بعض دول المنطقة في دعمهم وتضامنهم المنقطع النظير للكيان الصهيوني على حساب أمن شعبنا وأمتنا"، وتحرير أقصانا ومقدساتنا لفرض واقع جديد يجبر المقاومة وحماس على وجه الخصوص بقبوله، فكان طوفان الأقصى المفاجئ والموفق بمثابة نقلة نوعية وعسكرية وضربة استباقية جعلت القضية الفلسطينية الأولى عالميا في جميع المحافل الدولية، وفي مقدمة ذلك الشعوب الحرة من كل أنحاء العالم وعلى مختلف توجهاتهم على هذا الكوكب، بعدما عمد الاحتلال إلى تزيف الحقائق وممارسة سياسة التضليل وتبرير قمعه ووحشيته في التعامل مع المدنيين، وقد نسي أو تناسي عمدا أنه كيان محتل للأرض.

ومن هنا نؤكد على ما يلي:

أولا: القضية الفلسطينية قضية عادلة بامتياز وهي الأرض الوحيدة المحتلة على مستوى العالم، والدفاع عنها والموت في سبيلها والعمل على تحريرها من أيدي المحتل أمر مشروع لأصحاب الأرض وكل شرفاء العالم.

ثانيا: ثبات وشجاعة وبسالة حماس مع جميع فصائل المقاومة في المواجهة وفي أرض الميدان جعل شعوب العالم تنظر لحماس بنظرة مختلفة عن ذي قبل، وأن طوفان الأقصى وضع فلسطين في صدارة المشهد العالمي.

ثالثا: الصمود الأسطوري لشعب غزة الذي قدم أكثر من 45 الف شهيد تقريبا على مدار أكثر من عام أغلبهم من الأطفال، والذي كشف وعرّى زيف وكذب روايات الاحتلال أمام العالم المدعوم من قبل اللوبي الصهيوني. يستحق هذا الشعب الفلسطيني العظيم وفي القلب منه شعب غزة كل الدعم والمساندة.

المقاومة وحسن إدارة المعركة:

أولا: تفوقت المقاومة بحسن إدارة الحرب تكتيكيا وعسكريا وسياسيا وإعلاميا بشكل مهني ووطني وخاصة في مواقع القتال المختلفة وعلى كل الجبهات، رغم الحصار الذي دام لسنوات طويلة، وكذلك تفوق المتحدث العسكري لحركة حماس أبو عبيدة الملقب بـ"الملثم" بنقل واقع المعركة أمام العالم ليتحمل مسؤوليته، وكذلك أمام الداخل الاسرائيلي قبل أن تزيف الحقائق من قبل قادة الاحتلال الصهيوني وهو ما اعتادوا عليه، فأصبح أبو عبيدة أيقونة الشباب في عالمنا العربي والإسلامي بل ولشباب العالم أجمع.

ثانيا: الإعداد الجيد والمدروس والانسجام التام والتنسيق الموفق بين جميع فصائل المقاومة وبين حماس، مما أربك العدو وحرمه من تحقيق جميع أهدافه المعلنة طول فترة الحرب رغم الدعم العسكري واللوجستي الذي لم يتوقف طول فترة الحرب حتى إعلان وقف إطلاق النار، وعلى رأس أهدافه التي أعلنها والتي خسرها جميعا القضاء على حركة حماس وتدمير قدرتها العسكرية وتحرير الأسرى.

ثالثا: التمسك وعدم التنازل والتفريط فيما أعلنته حماس وباقي الفصائل الفلسطينية مع أطراف التفاوض وأهمها قضية تبادل الأسرى في سجون الاحتلال والانسحاب الكامل للكيان الصهيوني من أرض غزة، وكذلك فتح معبر رفح لإدخال المساعدات اللازمة للقطاع وعودة النازحين إلى منازلهم بأمان دون تهديد من الكيان قد يعرض حياتهم للخطر، وقبل كل ذلك إعادة الإعمار..

رابعا: التفوق الإعلامي والعسكري لحماس وباقي فصائل المقاومة والتي تناقلتها وسائل الإعلام المختلفة على مستوى العالم وعلى رأسها قناة الجزيرة التي كان لها الدور البارز في نقل الأحداث بمهنية وإنصاف دون تزيف أو تضليل للواقع، مما أكسبها بذلك مصداقية كبيرة تضاف الي تاريخها الإعلامي حول العالم.

خامسا: براعة وحنكة فريق التفاوض لحركة حماس وباقي الفصائل بكل حكمة ومسؤولية منضبطة لضمان حقوق الشعب الفلسطيني كاملة دون نقصان، مما وضع مستقبل نتنياهو السياسي على المحك.

وكما رأينا وشاهدنا جميعا حالة التنازع والفشل بل والغضب الذي أصاب حكومة نتنياهو في كل مفاصل ومؤسسات الكيان سواء كانت أمنية أو سياسية أو عسكرية أو إعلامية أو اجتماعية، مما وضع إدارة الكيان الصهيوني في مرمى وغضب الشعب الصهيوني، ورأينا حجم المظاهرات التي خرجت للشارع تطالب نتنياهو بضرورة القبول بصفقة تبادل عاجلة ووقف فوري لإطلاق النار وعودة الأسرى.

أرادوا للقضية الفلسطينية أن تكون طرحى في غرف الإنعاش وفي مرض سريري دائم، فجاء طوفان الأقصى يؤكد عافيتها، ويشحذ همتها، ويبطل ويفشل جميع المؤامرات التي تحاك بها في جنح الظلام من تطبيع آثم وتهجير مفضوح وصفقات مشبوهة، ليعيد للقضية الفلسطينية زخمها الشعبي، وتفرض إرادتها على المجتمع الدولي، وتكتسب حماس بهذا الطوفان حاضنة شعبية جارفة ليس فقط في فلسطين وغزة تحديدا بل على مستوى العالم أجمع، وتؤكد أيضا على أن فلسطين القلب النابض لهذا العالم.

لقد كشف لنا طوفان الأقصى أن الاحتلال مثل بيت العنكبوت وأنه إلى زوال لو تخلى عنه المنافقون والمتخاذلون والمرجفون في أمتنا العربية.

مقالات مشابهة

  • لأول مرة.. داليا مصطفى تكشف أسرار مسيرتها الفنية في برنامج واحد من الناس
  • تنظيم التصحيح الشعبي الناصري يُدين القرار الأمريكي بتصنيف أنصار الله بقائمة المنظمات الإرهابية
  • حركة حماس تُطلق سراح 4 مجندات “إسرائيليات” (تفاصيل+صور)
  • بعد أنباء انفصالها.. داليا مصطفى تكشف حقيقة طلاقها من شريف سلامة وخداعها
  • بالفيديو.. حركة حماس تسلّم 4 مجندات إسرائيليات إلى الصليب الأحمر
  • في أول ظهور بعد أنباء انفصالها.. داليا مصطفى تكشف سر صديقة خدعتها
  • حركة حماس تسلّم 4 مجندات إسرائيليات إلى الصليب الأحمر
  • طوفان الأقصى.. ومصير التطبيع
  • ارتفاع أسعار الذهب إلى أعلى مستوى خلال ثلاثة أشهر
  • حماس تنعى القياديين “روحي مشتهى” و”سامي عودة” اللذين ارتقيا خلال معركة طوفان الأقصى