أكد خبراء محللون أن سياسة التجويع التي تنتهجها إسرائيل ضد قطاع غزة مرتبطة بمفاوضات التهدئة وتبادل الأسرى بالعاصمة الفرنسية باريس، وتهدف للضغط على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ومحاولة إخضاعها، فضلا عن تهجير الغزيين.

وقال الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات الدكتور لقاء مكي، إن الهدف من التجويع تدمير معنويات المقاتلين الفلسطينيين وتدمير القدرة على القتال، مشيرا إلى أن العالم في غالبه متآمر ومتواطئ بهذه الحرب ويتغاضى عما تفعله تل أبيب، ويسلحها أيضا.

وأشار مكي -خلال برنامج "غزة.. ماذا بعد؟"- إلى أنه في الحروب قد تجبر الظروف صاحب الحق على الانسحاب وخاصة حركات المقاومة الفلسطينية التي قال إنها في معركة مع العالم، مؤكدا أنه يجب أن يُفهم أي قرار تتخذه في هذه اللحظة التاريخية وأن يكون مشروعا.

ولفت إلى أن الكل يضغط على حماس وليس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للقبول بتهدئة مؤقتة ثم استمرار الحرب، مشيرا إلى أن حرب التجويع هدفها الضغط على حماس "لأن واشنطن تريد الرهائن، لكي يتباهى بهم الرئيس الأميركي جو بايدن أمام الناخبين".

ونبه إلى أن مصر تستطيع فعل الكثير خاصة أن هناك 1.5 مليون نازح ومشرد على حدودها، واعتبر عدم إمدادهم بالغذاء بذريعة تهديد الاحتلال إهانة للقاهرة التي كانت غزة تابعة لها إداريا سابقا، مؤكدا أنها مسؤولية مصرية قومية ودينية وتاريخية وجغرافية وإنسانية.

"كسب الوقت"

بدوره اتفق الخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور مهند مصطفى مع مكي، وقال إن سياسة التجويع الإسرائيلية هي لتهجير سكان غزة والضغط على حماس وإخضاعها بالتوازي مع مباحثات التهدئة.

وأضاف مصطفى أن من أهداف حرب التجويع حصول إسرائيل على تنازلات بشأن التهدئة تخدم أهدافها، مبينا أن تل أبيب قد تعلم مسبقا أنها لن تنجح ولكنها تحاول كسب الوقت، لأن الوقت قضية مهمة لنتنياهو ويحاول المماطلة بهذه المفاوضات.

وتابع أن إسرائيل تتوقع من هذا الضغط -في ظل دعم أغلب مواطنيها سياسة التجويع والحرب على غزة بموازاة التواطؤ الغربي والعجز العربي- تراجع حماس عن مطالبها وإخضاعها.

وحول مواقف قادة الاحتلال والمعارضة، يؤكد مصطفى أن الوزير بمجلس الحرب بيني غانتس يريد إتمام صفقة التهدئة والتبادل أولا، في حين يريد نتنياهو البدء فورا بعملية رفح لأنه ربط مفهوم الانتصار باجتياح المدينة الحدودية مع مصر، في وقت يؤكد فيه زعيم المعارضة يائير لبيد أن الأولوية لإخراج الأسرى المحتجزين.

إرهاب وممارسة منهجية

أما الباحث والمحلل السياسي حسام شاكر فأكد وجود تواطؤ دولي يدعم سياسة التجويع في غزة، ولا يمكن أن تكون مستمرة للشهر الخامس بدون غطاء خارجي خاصة مع المواقف الدولية المتراخية.

ويوضح شاكر أن الهدف من هذه السياسة "تجويع الشعب الفلسطيني وإذلاله وإهانته ونزع الكرامة عنه"، واصفا ما يحدث بأنه إرهاب وممارسة منهجية لا يستطيع الاحتلال الاستمرار بها دون غطاء خارجي.

وحول مفاوضات باريس، يؤكد أن نتنياهو يتلاعب بالجميع مع إصراره على اجتياح رفح حتى لو أبرمت صفقة، قبل أن يقول إنه لا توجد مؤشرات على إمكانية الخروج باتفاق معين ضمن الوضع القائم، خاصة أن الضغط على الاحتلال غير متوفر.

وبينما شدد على أنه لا خيارات للمقاومة سوى حماية شعبها والتمسك بشروطها، أكد أن العالم العربي الغائب لا ينبغي تحييده خاصة مقررات القمة العربية الإسلامية بالرياض وتحديدا بند كسر الحصار وضرورة تطبيقه، في ظل الحشد الداعم للفلسطينيين من دول أميركا اللاتينية وجنوب أفريقيا وغيرها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: سیاسة التجویع إلى أن

إقرأ أيضاً:

أهالي الأسرى يحملون نتنياهو مسؤولية إفشال صفقة التبادل

أغلق عشرات الإسرائيليين، طريقا رئيسا في مدينة تل أبيب للمطالبة بصفقة لإطلاق سراح الأسرى في غزة، محملين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، المسؤولية عن "إفشالها".

وقالت صحيفة معاريف الإسرائيلية إن أهالي الأسرى مع ناشطين أغلقوا مساء الأربعاء طريق أيالون السريع باتجاه الجنوب.

وبمناسبة إضاءة الشمعة الأخيرة في ما يسمى بعيد "الحانوكا" (الأنوار) اليهودي، أشعل المتظاهرون شمعدانا ضخما بجوار نيران أخرى في المنطقة، وفق المصدر ذاته.

وقالت عائلات الأسرى الإسرائيليين، في بيان "يعيش أحباؤنا محرقة.. بسبب قرار نتنياهو بالتخلي عنهم هناك". وأضاف البيان "بدلا من إنهاء الحرب مقابل صفقة واحدة شاملة تعيد جميع المختطفين، يواصل نتنياهو نسف الصفقة وإفشالها".

وتابع "في الشمعة الأخيرة من عيد الحانوكا، لا نحتاج إلى معجزات حتى يعودوا، ولكن إلى أفعال حقيقية من قيادتنا".

وعلى مدار أكثر من عام، أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) استعدادها لإبرام اتفاق، بل أعلنت موافقتها في مايو/أيار 2024 على مقترح قدمه الرئيس الأميركي جو بايدن، غير أن نتنياهو تراجع عنه بطرح شروط جديدة أبرزها استمرار الحرب وعدم سحب الجيش من غزة، بينما تتمسك "حماس" بوقف تام للحرب وانسحاب كامل للجيش الإسرائيلي.

إعلان

وتتهم المعارضة وعائلات الأسرى الإسرائيليين نتنياهو بعرقلة التوصل إلى اتفاق للحفاظ على منصبه، إذ يهدد وزراء متطرفون بينهم وزيرا الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش بمغادرة الحكومة وإسقاطها إذا قبلت إنهاء الإبادة بغزة.

ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب قوات الاحتلال بدعم أميركي إبادة جماعية بقطاع غزة خلفت نحو 154 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

وتواصل تل أبيب مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بحق نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يوافق على استمرار المفاوضات في الدوحة بشأن صفقة غزة
  • استشهاد أكثر من 1057 عاملا بالمجال الطبي في غزة.. خبراء أمميون يعربون عن فزعهم
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين تنتقد نتنياهو وتغلق طريقا في تل أبيب (شاهد)
  • أهالي الأسرى يحملون نتنياهو مسؤولية إفشال صفقة التبادل
  • خبراء: حكومة نتنياهو ستنتحر سياسيا إذا تمسكت بمواصلة الحرب
  • تفاصيل عرض باريس سان جيرمان لإغراء صلاح .. راتب أسبوعي خرافي
  • محادثات غزة إلى طريق مسدود واجتماع وزاري بلا نتنياهو
  • مصادر عبرية تكشف نية نتنياهو العودة للحرب في غزة حتى لو تم تبادل للأسرى
  • "تعثر التهدئة في غزة".. إسرائيل تعلن خطة السيطرة المستقبلية
  • باحث سياسي: نتنياهو يعدم فرص إتمام صفقة التبادل مع حماس