الجزيرة:
2025-01-24@06:02:43 GMT

الحرب في السودان تقصم ظهر اقتصاده

تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT

الحرب في السودان تقصم ظهر اقتصاده

شكلت الحرب الدائرة في السودان منذ 10 أشهر ضربة قاضية للاقتصاد السوداني الذي كان أصلا مستنزفا بعد سنوات من الحروب والعزلة، مع استمرار إغلاق المصارف وتوقف حركة الاستيراد والتصدير وانهيار قيمة العملة المحلية.

واندلعت المعارك في البلاد في أبريل/نيسان الماضي بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (المشهور بـحميدتي) وخلّفت آلاف القتلى بينهم من 10 إلى 15 ألف قتيل في إقليم دارفور (غرب)، وفق تقديرات خبراء من الأمم المتحدة.

كما أدى القتال إلى نزوح أكثر من 10 ملايين سوداني داخل البلاد، وإلى دول الجوار.

وكان رجل الأعمال السوداني أحمد الخير (اسم مستعار) الذي يعمل في تصدير الصمغ العربي خزّن قبل الحرب كمية كبيرة من الصمغ جنوب الخرطوم لتصديرها. ويقول "دفعت لإخراج كمية الصمغ من العاصمة أموالا كثيرة لأفراد من قوات الدعم السريع. وعند وصولي إلى منطقة سيطرة الحكومة طُلب مني دفع رسوم أخرى".

وتحمّل أحمد الخير هذه الرسوم من أجل نقل بضاعته إلى مدينة بورتسودان في الشرق حيث الميناء الوحيد العامل في البلاد. ويقول "طلبت مني السلطات المحلية في بورتسودان رسوما جديدة، كما تضاعف إيجار المخازن 6 مرات".

ويُستخلص الصمغ من عصارة صلبة مأخوذة من شجرة الأكاسيا، وهو مستحلب ذو أهمية كبيرة يُستخدم في صناعات شتى، من المشروبات الغازية إلى العلكة، مرورا بالمستحضرات الصيدلانية. والسودان في صدارة البلدان المنتجة للصمغ، ويستحوذ على نحو 70% من تجارته العالمية، بحسب الوكالة الفرنسية للتنمية.

وعلى الرغم من كل هذه التكلفة وإيصال البضاعة إلى المدينة السودانية المطلة على البحر الأحمر، لم تكف أموال رجل الأعمال السوداني لإتمام عملية التصدير. ويقول "لم أستطع تصدير الصمغ حتى الآن".

وأفاد تقرير لهيئة الموانئ السودانية بتراجع حجم الصادرات والواردات في عام 2023 بنسبة 23% مقارنة بالعام السابق له.

غياب الدولة

ولا تتوقف التعقيدات عند هذا الأمر، إذ زادت معاناة المصدرين بشكل عام إثر قرار من وزارة المالية السودانية برفع قيمة "الدولار الجمركي"، أي مؤشر تعرفة الجمارك إذا تذبذب أسعار الصرف، ليسجل 950 جنيها بدلا من 650 جنيها.

ويقول الرئيس السابق للغرفة التجارية السودانية الصادق جلال "هذا القرار بمثابة تدمير للاقتصاد".

وانخفضت قيمة العملة المحلية السودانية مقابل الدولار منذ اندلاع الحرب ليسجّل سعر صرف الدولار حاليا 1200 جنيه مقابل 600 جنيه في أبريل/نيسان الماضي.

كما أدت الحرب إلى توقف 70% من فروع المصارف في مناطق القتال، بحسب تقرير لبنك السودان المركزي، "تمّ نهب ممتلكات وأصول وموجودات البنوك".

ويقول المحلّل الاقتصادي السوداني محمد شيخون "الحرب زادت من قتامة وضع القطاع المصرفي الذي يعاني بالفعل من مشكلات هيكلية".
وللعام الثاني على التوالي، لا تقرّ موازنة الدولة في السودان. ويرى الخبير الاقتصادي هيثم فتحي أن ما يحدث "يعكس الغياب التام للدولة، مما يؤثّر على الاقتصاد بكل قطاعاته".

مشروع الجزيرة

وأفاد صندوق النقد الدولي في تقرير يناير/كانون الثاني الماضي بأن "الصراع في السودان أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، كما توقّف النشاط الاقتصادي في أجزاء كبيرة من البلاد، مما أسهم في استمرار معدلات النمو السالبة (..) عقب الانكماش الحاد الذي شهده عام 2023".

وكانت المؤسسة المالية الدولية توقعت انكماش اقتصاد السودان لعام 2023 بنسبة 18%.

ومع توسّع الحرب إلى ولاية الجزيرة في وسط السودان، والتي تضم أحد أكبر المشروعات الزراعية في القارة الأفريقية على مساحة مليوني فدان، تراجعت المساحة الزراعية في البلاد لتصبح المحاصيل المزروعة تغطي مساحة 37% فقط من إجمالي الأراضي المهيئة للزراعة، بحسب تقرير أعدّه مركز "فكرة" السوداني للدراسات والتنمية.

ويقول المحلل الاقتصادي السوداني محمد الناير "امتداد العمليات العسكرية إلى ولاية الجزيرة أثّر على الإنتاج الزراعي في البلاد".

وحذر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة الأربعاء من أن الحرب في السودان دفعت البلاد إلى "شفير الانهيار"، إذ تعاني الغالبية العظمى من السكان من الجوع.

وقال مدير برنامج الأغذية العالمي في السودان إيدي رو لصحفيين في بروكسل "في هذه المرحلة، أقلّ من 5% من السودانيين يستطيعون تأمين وجبة كاملة في اليوم".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی السودان فی البلاد

إقرأ أيضاً:

«الجيش السوداني» يحبط هجوما للدعم السريع بالمسيرات على محطات الكهرباء

صدت القوات المسلحة السودانية، فجر اليوم الأربعاء، مسيرات تابعة لميليشيا الدعم السريع، كانت تستهدف منطقة محطة أم دباكر الحرارية لتوليد الكهرباء بولاية النيل الأبيض، لكن لحق بها ضررا بسيطا لا يذكر. ويجرى الآن إصلاحها.

واستهدفت مسيرات الدعم السريع الأسبوع الماضي محطة لكهرباء في مدينة مدني مما أدى لانقطاع الكهرباء عن مدينة أم درمان بشكل كلي ومدينة مروي بشكل جزئي.

السودان استهداف المناطق الحرارية بشكل متكرر

وهذه ليست المرة الأولى، فمنذ أسبوعين، لا تتوقف قوات الدعم السريع عن استهداف منشآت الطاقة الكهربائية في السودان، إذ ضربت السبت الماضي، عبر المسيرات محطات للكهرباء في ولايتي القضارف وسنار، بالإضافة، إلى محطة الشواك التحويلية للكهرباء بولاية القضارف ما أدى لتضرر محولين في المحطة إلى جانب الخط الناقل للكهرباء من سد أعالي عطبرة وستيت، واستطاعت القوات المسلحة السودانية وتصدّت المضادات الأرضية للجيش السوداني لمسيرات حاولت استهداف المحطة التحويلية لكهرباء خزان سنار.

الصراع في السودان عدد ضحايا الحرب المعلن عنهم

منذ أن بدأت الحرب بين الطرفين منتصف أبريل 2023، خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وما يزيد على 14 مليون نازح ولاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية، وآخرون قضوا نحبهم محاولين مغادرة البلاد بطريقة غير قانونية، نظرا لعدم توفر الموارد المالية، ليموت بعضهم في الطريق بسبب العطش والجوع، او الحر الشديد.

اقرأ أيضاًالأمم المتحدة: الوضع الإنساني في ولاية الجزيرة بالسودان «كارثي»

السودان إلى أين؟.. مصطفى بكري يكشف جهود الجيش في مواجهة ميليشيا الدعم السريع (فيديو)

أطباء السودان: مقتل 2 وإصابة 11 فى قصف للدعم السريع على أم درمان

مقالات مشابهة

  • وزارة الخارجية السودانية ردا على تصريحات وزير خارجية جنوب السودان بالأمم المتحدة: سنتخذ إجراءات مناسبة للرد
  • تصاعد الأزمة بين بورتسودان وجوبا والخارجية السودانية تستنكر تصريحات لنظيرتها الجنوبية
  • الجيش السوداني: قوات الدعم السريع أحرقت مصفاة الخرطوم
  • مجلسا السيادة والوزراء يصدّقان على موازنة السودان 2025
  • أبرزها مصر والإمارات.. كيف تستغل القوى الإقليمية الحرب السودانية لتحقيق مكاسبها؟
  • هل أشعلت الحرب عقول الشباب السوداني؟
  • «الجيش السوداني» يحبط هجوما للدعم السريع بالمسيرات على محطات الكهرباء
  • الخارجية السودانية: المليشيا بعد أن عجزت عن مواجهة الجيش والقوات المساندة له لجأت إلى استهداف محطات الكهرباء والمياه
  • ما هو أثر العقوبات الأمريكية على الحرب السودانية؟
  • السودان (الجحيم الذي يسمي وطن)!!