قال أحمد عامر، الخبير الأثرى، المتخصص فى علم المصريات، إن البشرية عرفت الفانوس قبل ظهور الإسلام لإنارة الطرق والخيام، واستخدمه الأقباط ليلاً، أثناء توجههم للصلاة فى الكنائس، كما ارتبط بشهر رمضان المبارك، مؤكداً فى حواره لـ«الوطن» تعدد الروايات حول نشأة وظهور الفانوس وجميعها تجزم بأنه اختراع مصرى انتقل إلى الدول العربية فى مراحل متأخرة.

. وإلى نص الحوار.

  حدثنا عن نشأة الفانوس.

- هناك تباين فى الآراء حول قصة ظهور الفانوس، فالبعض يرجع أصله إلى أقباط مصر عندما كانوا يسيرون إلى الأديرة والكنائس ليلاً فيحتاجون ما ينيرون به طريقهم المظلم، وكان يُطلق عليه حينها اسم «فيناس»، ومنه تطورت الكلمة لتصبح «فانوس»، وهناك رواية تحدثت عن نشأة الفانوس وظهوره فى الشارع المصرى، وأكدت أن المصريين خرجوا لاستقبال الخليفة المعز لدين الله الفاطمى على مشارف القاهرة ليتخذها عاصمة لدولته، وحينها استقبلوه بالفوانيس وهتافات الترحيب تعبيراً عن سعادتهم بقدومه.

هل استقبال المصريين للمعز كان سبباً فى ارتباط الفانوس بشهر رمضان؟

- بالفعل منذ قدوم المعز لدين الله الفاطمى لمصر ارتبط الفانوس بشهر رمضان، وذلك على الرغم من استخدامه فى إنارة الشوارع والطرق ليلاً، لدرجة أن الشوارع كانت تمتلئ بالفوانيس امتداداً من جامع الأقمر وحتى سوق الدجاجين، وفقاً لما رواه المقريزى، الذى ذكر أن الفوانيس كانت ثقيلة الوزن فى بداية ظهورها، وكانت تصل أوزانها فى كثير من الأحيان إلى 5 كيلوجرامات، وكان منها ما يُنقل على محجل، وكانت تصنع فى منطقة تحت الربع، وتنقل بعدها إلى الأسواق لتباع والشوارع لتنيرها، وحتى الآن لا تزال منطقة تحت الربع هى معقل صناعة الفوانيس.

كيف ارتبطت العادات الشعبية بالفانوس خلال العصر الفاطمى؟

- خلال العصر الفاطمى كان هناك ارتباط وثيق بين العادات الشعبية والفانوس، ومن بين تلك العادات أن المرأة عند خروجها ليلاً يصاحبها أحد الصبية وهو يحمل فانوساً لينير لها الطريق ويعلم المارة فى الشوارع أن هناك امرأة قادمة من هذا الطريق، وكان يُضاء من بعد صلاة المغرب وحتى صلاة الفجر لكى يعلم الناس وقت الإفطار ووقت السحور، والفانوس كان محور حديث العوام والأمراء، والأميين، والأدباء، الأغنياء، والفقراء، وجميع أطياف الشعب المصرى، لدرجة أن الشعراء فى مجالسهم كانوا يسطرون فيه أشعاراً، كما كانوا يتبارون فى وصفه.

وماذا عن شكل الفانوس فى بداية ظهوره؟

- لم يكن شكل الفانوس عند بداية ظهوره كما هو متداول بيننا اليوم، حيث إنه مر بمراحل عديدة أدت إلى تطوره بشكل كبير، بداية من العصر الفاطمى عندما أخذ مساراً إبداعياً فى الوقت الذى ظهرت فيه طائفة من الحرفيين البارعين فى صناعته، فبدأت بالصفيح الذى يتخلله الزجاج ويوضع بداخله شمعة، ثم ابتكر المصريون فانوساً من الصفيح والزجاج معاً، وكانوا يتركون فتحات تسمح بدخول الأكسجين حتى يستمر اشتعال الشمعة، وبعد فترة تطور شكله حيث كان يتم تشكيل الصفيح بأشكال مختلفة، وتلوين الزجاج بالألوان المبهجة ونقشه بالنقوش البسيطة والرسومات، وظل التطوير والإضافة عليه بصورة مستمرة فظهرت منه أشكال وأنواع، وأصبح لكل شكل اسم يطلق عليه مثل فانوس أبوولاد، وفاروق، وأبوقرطاس، والمقرنص وغيرها.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: فانوس رمضان فرحة رمضان

إقرأ أيضاً:

رمضان زمان.. حكايات على ضوء الفانوس| بوابة الحلوانى.. دراما التاريخ والسياسة فى عصر الخديوى

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قبل أن تتحول الشاشة إلى ساحة سباق محموم، كان رمضان زمان يأتي ومعه سحر خاص، حيث كانت المسلسلات جزءًا أصيلًا من طقوس الشهر الكريم، لا مجرد عروض تملأ الفراغ، كنا ننتظر دقات الساعة بعد الإفطار لنلتف حول التليفزيون، نتابع الحلقات بشغف، ونحفظ تترات المسلسلات عن ظهر قلب، كأنها نشيد مقدس يعلن بداية الحكاية.

من "ليالي الحلمية" إلى "بوابة الحلواني"، ومن "هند والدكتور نعمان" إلى "رحلة السيد أبو العلا البشري"، كانت الدراما تلمس قلوب المشاهدين، تحكي عنهم، تناقش همومهم، وتضيء واقعهم بصدق وبساطة.

لم تكن مجرد مشاهد عابرة، بل كانت انعكاسًا لأحلام واحتياجات جمهور كان يبحث عن الدفء، عن الفن الذي يشبهه، عن قضايا تُروى بعمق دون صخب.

رمضان زمان لم يكن مجرد موسم درامي، بل كان موعدًا مع الإبداع الأصيل، حيث اجتمع الكبار والصغار أمام الشاشة، ليشاهدوا فنًّا يحترم عقولهم، ويسافر بهم إلى عالم من المشاعر الحقيقية.

واليوم، وسط زحام الإنتاجات الحديثة، يبقى الحنين لتلك الأيام حاضرًا، حيث كانت المسلسلات ليست مجرد أعمال درامية، بل ذكريات محفورة في الوجدان.

عندما يُذكر اسم "بوابة الحلواني"، تعود بنا الذاكرة إلى واحدة من أروع الملاحم الدرامية التي مزجت بين التاريخ، السياسة، والمجتمع المصري خلال حقبة الخديوي إسماعيل. المسلسل لم يكن مجرد حكاية عن قناة السويس، بل كان شهادة درامية على التحولات الكبرى التي شهدتها مصر في ذلك الوقت، عبر سرد ممتع وأداء تمثيلي رفيع المستوى.

"بوابة الحلواني" لم يكن مجرد مسلسل تاريخي، بل كان لوحة فنية متكاملة جمعت بين القصة المشوقة، الأداء القوي، والموسيقى الخالدة، ليظل واحدًا من أبرز المسلسلات الرمضانية التي أثرت في المشاهدين وخلّدت فترة مهمة من تاريخ مصر.

دارت الأحداث في عهد الخديوي إسماعيل، حيث يتتبع المسلسل بناء قناة السويس، تلك المعجزة الهندسية التي غيرت خريطة العالم. ومن خلال قصة عائلة الحلواني، يرصد العمل كيف أثرت الظروف السياسية والاقتصادية في حياة المصريين، خاصة بعد استغلال الفلاحين وإجبارهم على العمل في القناة بالسخرة، مما صنع مزيجًا من الطموح والمعاناة.

المسلسل لم يقتصر على الجانب التاريخي فقط، بل سلط الضوء على الحياة الاجتماعية في مصر آنذاك، وكيف كان يتداخل النفوذ السياسي مع حياة المواطنين العاديين، ليخلق شبكة معقدة من العلاقات والصراعات.

حقق "بوابة الحلواني" نجاحًا كبيرًا، بسبب حبكته القوية وأداء نجومه الاستثنائي. المسلسل قدم وجبة دسمة من التاريخ والسياسة والموسيقى، ما جعله يحقق نسب مشاهدة مرتفعة، بل ويمتد لأربعة أجزاء بين عامي 1992 و2001.

من أبرز أسباب نجاحه، الأغنية الشهيرة "بوابة الحلواني" التي غناها علي الحجار، وأصبحت جزءًا لا يُنسى من التراث الدرامي الرمضاني. كلماتها العميقة وألحانها المميزة جعلتها أيقونة تعيد المشاهد إلى أجواء المسلسل بمجرد سماعها.

ومن اسباب نجاح العمل جمعه  بين الدراما والتاريخ والسياسة، ووجود وتوافر إتقان فني عالي في الديكورات والأزياء، مما أعطى المسلسل مصداقية بصرية، وموسيقى تصويرية رائعة وأغنية خالدة، وأداء تمثيلي قوي من نجوم كبار أعطوا للشخصيات عمقًا وتأثيرًا.

المسلسل كان تأليف محفوظ عبد الرحمن، وإخراج إبراهيم الصحن، ومن بطولة صلاح السعدني، سمية الألفي، عبد الله غيث، علي الحجار، حسن حسني، ويوسف شعبان.

 

 

مقالات مشابهة

  • خبير أثري: مصر تتقدم 24 مرتبة عالميًّا في السياحة بفضل الاستقرار والمشروعات الكبرى
  • خبير أثري:قطاع السياحة أحد القاطرات الرئيسية للاقتصاد المصري
  • خبير أثري: مصر تتقدم 24 مرتبة عالميًا في السياحة بفضل الاستقرار والمشروعات الكبرى
  • خبر ينتشر يطال جنبلاط.. هكذا علّق الأخير عليه
  • معلومات الوزراء: نشر 1.1 مليون براءة اختراع تتعلق بمستقبل النقل منذ بداية الألفية
  • رمضان زمان.. حكايات على ضوء الفانوس| بوابة الحلوانى.. دراما التاريخ والسياسة فى عصر الخديوى
  • بأمر المحافظ.. 23 عامودا لإنارة طريق شط جريبة في دمياط
  • طرق استخدام فانوس رمضان في ديكور المنزل
  • اكتشاف بئر أثري يعود إلى ما قبل الإسلام.. ماذا وجدوا بداخله؟
  • اكتشاف بئر ماء أثري في موقع القصور بجزيرة فيلكا يعود إلى بداية الإسلام