أضخم فانوس: الطول 6 أمتار.. وسعره 12 ألف جنيه
تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT
منذ نعومة أظافره، عشق إسماعيل صابر، من محافظة أسيوط، فن «الآركت»، وأتقن تفريغ الأخشاب طبقاً للأشكال المطلوبة بالرسومات المصممة بمقاييس محددة لإخراجها فى شكل يتناسب مع المكان الملائم والمخصص لذلك، حلم طفولة الرجل الصعيدى لم يتحقق بسهولة، خاصة بعد فشله فى الالتحاق بإحدى كليات الفنون الجميلة لتعلم فن النحت، ويكتب له القدر الالتحاق بكلية الزراعة.
أنهى «صابر» دراسته الجامعية والتحق بوظيفة حكومية مرموقة فى إحدى الشركات، ولكنه قرر التضحية بوظيفته بحثاً عن الفن الذى تربى على حبه: «استقلت لأنى حسيت إنه مش مكانى وإنى مش هقدر أبدع فى الوظيفة بقدر إبداعى فى فن الآركت، وقتها كانت خطوة صعبة لأن الكل كان شايف إنى إزاى أسيب وظيفة مضمونة ومصدر دخل ثابت وأروح أشتغل فى فن معنديش تفاصيل كتيرة عنه غير إنى بحبه، لكن قررت التحدى وأخدت كورسات فى القاهرة وقدرت أتعلم صح».
وعن فانوس رمضان الذى يقوم «صابر» بتصميمه وتنفيذه من خشب «إم دى إف» كل عام، يقول إنه دائماً ما يحاول ابتكار أشكال من الفوانيس تتناسب مع ذوق المصريين وطريقة احتفالاتهم المختلفة بقدوم شهر رمضان، وهو ما جعله يقدم كافة أحجام الفوانيس بأسعار متفاوتة تناسب الجميع: «الكل هيفرح معانا فى رمضان، بعمل فوانيس خشب بـ250 جنيه وبعمل برضو فوانيس ممكن يوصل سعرها لـ20 ألف جنيه، والزبون هو اللى يختار شكل الفانوس اللى هو عايزه».
تمكّن «صابر»، فى العام الماضى، من تنفيذ أكبر فانوس فى مصر بطول 6 أمتار وتكلفة تجاوزت 12 ألف جنيه، وتصميمه استغرق 4 أيام، وهو الأمر الذى يعتبره إنجازاً كبيراً: «جالى عميل من شركة خاصة وطلب إنى أعمل فانوس ضخم، ومن هنا كان التحدى، بدأت أفكر إزاى هوصل لارتفاع عالى من غير ما يقع منى، وإزاى أصلاً هنقل الفانوس من مكان لمكان تانى مع الارتفاع الضخم ده».
على سقالات خشبية كان «صابر» يصعد إلى أعلى الفانوس لإتمامه بشكل أمثل قبل أن يدخل مرحلة التشطيب النهائية والتى يتم خلالها رشه باللون الذى يحدده العميل: «فك وتركيب الفانوس من أكثر الصعوبات اللى واجهتنى لأن اللى هيشترى فانوس بالطول ده هيكون عايز يفكه بعد نهاية رمضان ويحتفظ بيه للسنين الجاية، علشان كده بصمم الفانوس بحيث يكون سهل الفك والتركيب حتى لو كان حجمه صغير، وعلشان أحافظ عليه أكتر بحط له مادة عازلة علشان تمنع تسرب الرطوبة جواه، وبجهزه علشان يكون سهل توصيله بالكهرباء وبركب جواه سماعات علشان فيه ناس بتحب تشغل أغانى رمضان».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: فانوس رمضان فرحة رمضان
إقرأ أيضاً:
بعد العيد
سريعًا كعادته مر رمضان وجاء العيد، كل عام وشعب مصر العظيم الطيب بخير، أيامٌ مباركة نستقبل بعدها أحداثًا هامة تتطلب الكثير من التركيز، والاستعداد حتى تدوم أيامنا الطيبة في وطن عريق ينشد الاستقرار، والبناء.
بعد العيد سوف تتواصل فصول الضغط الذى يمارس على مصر من أجل قبول فكرة استقبال بعض سكان قطاع غزة في أراضيها، رسميًا، وشعبيًا نحن نرفض التهجير، ونرى فيه قتلاً متعمدًا لقضية فلسطين أم القضايا عبر تاريخ العرب المعاصر، نقف بمفردنا في مواجهة هذا الصلف، والإصرار على تنفيذ المخطط، ولكننا أقوياء مهما تخيل البعض عكس ذلك، ففي هذا البلد شعب وجيش وقيادة ومؤسسات تعرف جيدًا متي تقول (لا) حين يكون القبول في غير صالح الوطن.
بعد العيد أيضًا سيكون لدينا بداية مبكرة، واستعداد لاستحقاقات نيابية قادمة نرجو أن تضيف لمصر قوة ولشعبها دعمًا، نحتاج إلى مجلس نيابي يلائم تطلعات أهل مصر، مفكرين ونخب وطنية قادرة على تقديم الأفكار والخطط التي تخرج بنا إلى براح التقدم، نريد مجلسًا مختلفًا يلبي احتياجات المرحلة الصعبة التي نعيشها سياسيًا وتشريعيًا، أمامنا الوقت لنحسن وضع المعايير التي تكفل خروج هذا الاستحقاق بشكل قوى يمنح الناس الأمل في مستقبلهم، ويقدم للخارج رسالة مفادها أن مصر لا تنضب أبدأ من الكوادر الوطنية المبدعة.
بعد العيد أيضًا نأمل أن نكون على موعد ننتظره منذ حين، وخطوات حقيقية في ملف بناء الإنسان المصرى، وتطوير محددات الشخصية المصرية من دراما وفن وصحافة وإعلام وممارسة حزبية وخطاب ديني، لا ينقصنا شيء كي نفعلها فنحن أصحاب السبق، والريادة في كل هذه المجالات، لتكن حرب شعواء على الرداءة والعنف وفقدان الهوية وسطوة رأس المال وتشتت البيت المصرى وفجوة الأجيال، لنكتب لهذا الوطن تاريخًا جديدًا يستحقه، ولنمنح شعب مصر الصابر أملاً ونورًا في نهاية النفق.. .كل عام ومصر عظيمة بشعبها ومؤسساتها، وتاريخها الطويل الذى يصنع المستقبل.