حالة من الزحام تشهدها منطقة باب زويلة فى القاهرة التاريخية، حيث يقع شارع تحت الربع، معقل صناعة فوانيس رمضان، باتت المنطقة مقصداً للراغبين فى شراء الفانوس قبل حلول الشهر الفضيل، تتزين بمختلف أنواع الفوانيس المعروضة والمصنوعة بأياد مصرية خالصة، ويعود تأسيس المنطقة بحسب رواية المقريزى إلى تشييد مدينة القاهرة على يد جوهر الصقلى، وكان الشارع يطلق عليه قديماً حارة السودان.

تاريخ الشارع العريق جعل منه مقصداً لهواة اقتناء الفوانيس، بحسب محمد الحفناوى أحد المواطنين، الذى جاء خصيصاً من محافظة المنوفية لشراء مجموعة فوانيس لأطفاله، وهو ما جعله يتجول فى الشارع حتى يحصل على أفضل عروض بيع: «الأسعار غالية لكن فيه تنوع، يعنى تقدر تشترى فانوس بـ25 جنيه يفرح الأطفال، وبرضه لو عايز فانوس بـ10 آلاف جنيه هتلاقى، ويمكن الميزة دى مش موجودة فى كل أماكن بيع الفوانيس بمناطق أخرى، وده بسبب التنوع الكبير فى المعروضات»، وإلى جوار «الحفناوى»، وقف محمد شريف، الذى قصد الشارع من محافظة كفرالشيخ، مؤكداً أن شهر رمضان هو مصدر سعادة كبير للأمة الإسلامية، فبخلاف الجانب الدينى له بات الشهر الفضيل مناسبة للم شمل العائلات فى مكان واحد وموعد واحد هو موعد الإفطار: «نعبر عن فرحتنا بشراء الفوانيس مهما كان سعرها، والفانوس المصرى عاد للمنافسة».

داخل الشارع انشغل أصحاب المحال فى تجهيز الشوادر تمهيداً لاستقبال المواطنين، الجميع يريد أن يستثمر موسم رمضان من خلال بيع أكبر عدد من الفوانيس، وهو ما يخلق حالة من الزحام بسبب المنتجات الكثيرة المعروضة فى الشارع وسط محاولات من باعة زينة رمضان لجذب المارة من خلال تعديد مزايا منتجاتهم، محاولين إقناعهم بالشراء، وبحسب البائعين فإن شهر رمضان يمثل انفراجة بعد أشهر عديدة من ركود حركة البيع، لكونهم يبيعون سلعاً ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالشهر المبارك.

سامح يونس، صاحب محل تخصص فى تصنيع وبيع الفوانيس المطلية بالنحاس وتصميم الفوانيس العربية، ومن بينها الفانوس المغربى الذى يجذب الأنظار إليه فور رؤيته، بدأ الأربعينى يفكر فى بيع الفوانيس داخل شارع تحت الربع، ولكنه رأى أنه لا بد أن يبيع سلعاً لا ترتبط بموسم معين حتى يضمن استمرارية حركة البيع، وهو ما جعله يفكر فى الأنتيكات لكونها سلعاً تباع طوال العام، إلى جانب الفوانيس المغربية المطلية بالنحاس، التى يقبل على شرائها كثيرون.

من الصاج يقوم «سامح» بتشكيل الفوانيس المغربية قبل أن تدخل بعد ذلك مرحلة الطلاء، التى ترفع سعر الفانوس أضعافاً مضاعفة، حيث يصل ثمن الفانوس الواحد إلى أكثر من 2500 جنيه، وذلك لارتفاع سعر النحاس إلى جانب القيمة الفنية للفانوس بعد طلائه، وهو ما يجعل الكثيرين يقبلون على شرائه بسبب حسن صنتعه وجمال منظره. إضاءة الفانوس الآن لا تحتاج إلى شمعة كما كان متبعاً قديماً، ولكن أسلاك الكهرباء هى الأكثر شيوعاً داخل الشارع، بحسب مصطفى شعبان، متخصص توصيل أسلاك الكهرباء للفوانيس وتجهيز الدوائر الكهربائية لإنارتها، مؤكداً أن التطور الكبير الذى حدث مؤخراً على جميع المستويات استلزم مواكبة تلك الطفرة التكنولوجية، من خلال استبدال الشموع بمصابيح متصلة ببطاريات أو من خلال مصادر الكهرباء المباشرة: «ده شهر الخير علينا كلنا، وبنستعد قبل رمضان بـ4 شهور كاملين علشان نكون جاهزين بشكل كامل فى شعبان، لأن الناس بتشترى خلال الفترة دى علشان يلحقوا يعلقوا الفوانيس». يلتقط رامى يونس طرف الحديث، مشيراً إلى أنه يعمل فى تجارة الفوانيس المستوردة منذ 10 سنوات، وخلال السنوات الماضية زاد الطلب على المستورد حتى عاد الفانوس المصرى للظهور مجدداً والمنافسة، بعد أن تطور شكله وأصبح عصرياً بشكل كبير.

رغبة «يونس» فى محاولة الحفاظ على الفانوس المصرى دفعته إلى ابتكار تصميم جديد للفانوس من خلال التريكو، حيث يتم تزيين الفانوس بصور أبطال كرتونية لجذب الأطفال، من بينها «بسنت ودياسطى» وكذلك «بكار ورشيدة» و«بوجى وطمطم»، وكذلك ابتكار فانوس يمكن حمله فى كل مكان، وهو الأمر الذى جذب عدداً كبيراً من المواطنين: «نتوقع زيادة فى حركة المبيعات خلال الأيام المقبلة».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: فانوس رمضان فرحة رمضان من خلال وهو ما

إقرأ أيضاً:

تعاون بين الجامعة القاسمية و”الشارقة الخيرية” لدعم برامج تعليم اللغة العربية

وقعت الجامعة القاسمية، وجمعية الشارقة الخيرية، أمس مذكرة تفاهم، لتعزيز التعاون في بناء القدرات للكوادر الوطنية، وتبادل الخبرات الداعمة للأهداف المجتمعية للتنمية المستدامة، وتنفيذ مشاريع خيرية مشتركة لدعم برامج تعليم اللغة العربية وعلوم القرآن الكريم في قارة أفريقيا.

وقع المذكرة في مقر الجامعة بمدينة الشارقة، الشيخ صقر بن محمد القاسمي رئيس مجلس إدارة جمعية الشارقة الخيرية، وسعادة جمال الطريفي رئيس الجامعة القاسمية، وذلك بحضور مسؤولي الجهتين.

وقال الشيخ صقر بن محمد القاسمي، بهذه المناسبة، إن مذكرة التفاهم امتداد وتعزيز للعمل المشترك مع جمعية الشارقة الخيرية منذ تأسيس الجامعة القاسمية والذي تمثل في دعم الجامعة وطلابها، موضحا أنه سيتم من خلال هذه الشراكة تدشين مشاريع تعليمية في دول غرب أفريقيا لدعم جهود دولة الإمارات في نشر اللغة العربية وعلوم القران الكريم بين أبناء ومواطني تلك البلدان.

وأكد أنه تم بالفعل الانتهاء من تنفيذ أول مشروع مشترك بين الجانبين وهو مركز لتحفيظ القران الكريم في جمهورية غانا، والذي يمكن الطلاب من حفظ القرآن الكريم ودراسة علومه، ويتكون من 8 فصول كبرى، لافتا إلى أنه سيتم العمل على تنفيذ العديد من المشاريع التعليمية في الدول المشمولة ببرامج المساعدات بالجمعية، مبينا أن الجامعة ستوفر الكوادر من المعلمين لتدريس المناهج للطلبة المنتسبين لهذه المراكز.

وأشار إلى أن الجمعية ومن خلال مسيرتها الإنسانية والخيرية التي تمتد لأكثر من 35 عاماً حرصت على تنفيذ الكثير من المشاريع التي تستهدف دعم طلبة العلم من خلال مشاريع إنشائية أو دعم مباشر للطلبة مثل برامج كفالة طلاب العلم.

من جانبه، أكد سعادة جمال الطريفي أهمية توقيع مذكرة التفاهم مع جمعية الشارقة الخيرية والتي تسهم في تبادل الخبرات المهنية في مجالات التدريب والبحث العلمي، وتنظيم المؤتمرات والملتقيات العلمية التي تناقش أحدث التطورات وأفضل الممارسات في مجال العمل الخيري والإنساني ونشر ثقافة العمل الخيري والتطوعي بين طلبة الجامعة القاسمية الذين ينحدرون من بين أكثر من 123 جنسية من مختلف دول العالم.وام


مقالات مشابهة

  • 8040 بناء منجزاً و 2156 رخصة جديدة في أبوظبي خلال الربع الأول
  • عضو بـ«الشيوخ» يطالب الحكومة الجديدة بتبني سياسات جديدة لدعم مسار التنمية
  • “أنا أسطورة كل جيل”.. محمد رمضان يثير الجدل بتصريحات جديدة
  • محمد رمضان ينشر كواليس جديدة من مهرجان موازين.. أسطورة كل جيل
  • فلاورد تعزز ريادتها بإطلاق ميزات مبتكرة
  • تعاون بين الجامعة القاسمية و«الشارقة الخيرية» لدعم برامج «اللغة العربية»
  • تعاون بين الجامعة القاسمية و”الشارقة الخيرية” لدعم برامج تعليم اللغة العربية
  • وسط عالم يموج بالصراعات.. مصر تستعد لتغيير وزاري جديد (فيديو)
  • غرفة عجمان تناقش مستجدات مشاريعها ومبادراتها وتعزز استباقيتها لفتح قنوات تصديرية مبتكرة
  • رفع جاهزية الطرق لاستقبال زوار "خريف ظفار".. وبرامج نوعية وترفيهية خلال الموسم