صحيفة صدى:
2025-03-11@03:15:32 GMT

رسالة إلى كل طبيب

تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT

رسالة إلى كل طبيب

منذ العصور القديمة الأولى وكان للطبيب مكانة خاصة في المجتمعات، وذلك لما لديه من قدرة بشرية حباها الله له في تخفيف معاناة الناس وأوجاعهم ،وكلما تقدمت العصور تطورت معه جودة الحياة وزاد معه التقدم العلمي للطب والتقنيات المستخدمة فيه ، حتى بلغنا عصر الذكاء الاصطناعي الذي سيكون له الأثر الكبير بعد توفيق الله في تخفيف المعاناة ، فقد كان الناس يعتمدون على العلاج من خلال الأعشاب الطبية وهذا مايسمى بالطب البديل ،

و في عصرنا الحاضر تطور الطب وأصبحت الأدوية من خلال التفاعلات الكيمائية ، وتجرى العمليات الجراحية من خلال الأجهزة والتقنيات الحديثة، وخرجت الآلاف من الأبحاث والدراسات الطبية لعلاج الحالات المستعصية وغير المستعصية، وتمكن الآلاف من الأطباء من إتقان العمل والحذاقة في الطب، وهذا كله من نعم الله عزوجل على البشرية حيث قللت من انتشار الأمراض والوفيات وخففت من معاناة الناس الذين كانوا فيما مضى يفقدون حياتهم بسبب أمراض بسيطة لعدم توافر الدواء والمعالج الحاذق.

ورسالتي إلى ذلك الطبيب الذي وهب نفسه لخدمة المرضى المحتاجين وتفانيه في كشف الضر عنهم وكان لهم بعد توفيق الله بلسماً لجراحهم ودواء لأمراضهم ، أقول له رفقًا بالمرضى، الإنسان قد يصبر على الجوع أو نقص العلم أو كماليات الحياة ولكن لايستطيع الصبر على فقد الصحة ، تقض به مضجعه وتنهك جسده وقد يفقد الأمل بمايصيبه ، فالمرض سنة كونية بشرية وتختلف الأمراض والأوجاع ، والله عز وجل يسخر الدواء والأطباء لتخفيف معاناة الناس على هذه الأرض ، المريض يحتاج مع الدواء تنشيط الدافعية النفسية بالكلمة الطيبة وهي صدقة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ، فالإنسان مجبول على حب الحياة ويتعلق بها ويصارع لأجلها ويعمر الأرض وهي من سنن الله الكونية ،

وعندما يصيبه البأس ويشتد به يريد أن يسمع الكلمة الطبية من المعالج والقريب التي ترفع همته، فالعامل النفسي أثره كبير على استقرار الحالة ، لانقبر الناس وهم أحياء يجب أن تكون رسالتنا سامية مع المرضى ونرفع التفاؤل لديهم وأن الله قادر على كل شيء، ومشيئة الله فوق كل علم ومشيئة ، لانحبط المريض ونوصل له رسالة بأن حالتك قد تضاعفت وقد تؤدي إلى عواقب وخيمة فيتأثر ذلك الضعيف وينعكس على نفسه وأهل بيته ،

فالرسالة الإنسانية والابتسامة والتفاؤل ولين الجانب والاطمئنان يجب أن يكونوا حاضرين عند التحدث مع المريض ، الله عزوجل لم يخلق البشر ليجعلهم بائسين وقد يبتلي بعضهم لحكمة عنده ويشفي الكثير ، كم من سقيم عاش حيناً من الدهر وسنوات طوال وقد قيل له إن حياتك قصيرة ، الآجال بيد الله أولاً وآخراً، قال الله تعالى (وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) ، المريض الملازم للفراش إذا أنهكه المرض وأخذ منه مأخذه يكون مثل الطفل يريد من يراعيه ويرفق به ويضع يده على رأسه ويشعره بالحنان والأمان ويتلمس مشاعره ويقدم له الخدمة وأن يكونوا أهله ومن يحب بجانبه ، يريد من يذكره بالله،

والقصص الملهمة لأناس قد أصابهم البأس ومنَّ الله عليهم بالشفاء ، يريد من يحنو عليه ويلاطفه ويكون هو محل اهتمامه ، ينتابه الحزن بين حين وآخر ويصيبه العجز ،ولكنه يقوى وينشط بمن حوله وخاصة عند رفع الفأل لديه والدافعية الإلهامية، يريد من يستمع إلى شكواه وينزل على قلبه الاطمئنان ، ونحن على يقين أن رسالتنا هذه سوف تجد آذاناً صاغية .

وختاماً نسأل الله أن يشفي مرضانا ومرضى المسلمين وأن يكتب لهم الأجر ، وأقول لكل مريض قد ابتلاه الله بالمرض عليك بالصبر فإن مع العسر يسراً سنة كونية ربانية ولاتجزع ولاتقنط من رحمة الله، ففرج الله قادم فعلق قلبك به واستخدم السلاح القوي ذو التأثير العالي والحاني وهو الدعاء وستحمد العاقبة .

وأرى بشاراتِ الرحيمِ قريبةً
‏ إنَّ الشّدائدَ بعدَهنّ رخاءُ

‏فغداً سيرتحلُ الظلامُ وينجَلي
‏ ويَشِعُّ مِن بينِ الضُّلوعِ ضياءُ

‏واللهِ لنْ أخشَى الحَياةَ وضِيقَها
‏ ما دام لي فوقَ السماءِ رجاءُ

‏ما بينَ آمالي إلى تحقِيقِها
‏ صِدقُ اليقينِ وسجْدةٌ ودُعاءُ

المصدر: صحيفة صدى

كلمات دلالية: یرید من

إقرأ أيضاً:

المفتي يوضح حكم التوسل بالأولياء والصالحين «فيديو»

أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، أن التوسل بالأولياء والصالحين الأصل فيه الجواز، معلقا: ما دام القلب ينظر إليهم نظرة محبة وتوقير، ويرى أنهم سبيل يوصل إلى مرضاة الله دون أن يملكوا نفعًا أو ضرًّا بذواتهم، مشيرًا إلى أن محاولة حمل الناس على رأي بعينه في هذه المسألة فيه نوع من التشدد.

وقال مفتي الجمهورية خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق في برنامج «اسأل المفتي» المذاع على قناة «صدى البلد»، إن القاعدة الفقهية تقول: «لا يُنكر المختلف فيه، وإنما يُنكر المتفق عليه»، وبالتالي فإن لكل شخص الحق في الأخذ بأيٍّ من الآراء الفقهية التي يراها مناسبة، ما دام التوسل يتم في إطار المشروع الذي شرعه الله تعالى.

وحول سؤال عن الفدية في رمضان، أوضح فضيلة المفتي أن من تلزمه النفقة هو المسؤول عن إخراج الفدية لمن يعولهم، مثل الأب تجاه أبنائه وزوجته، أما من يملك ذمَّة مالية مستقلة، فعليه إخراج الفدية بنفسه، مؤكدًا أن الفدية تختلف عن الكفارة في الأحكام الفقهية.

اقرأ أيضاًبالفيديو.. المفتي: لا تعارض بين العقل والنقل في القضايا الغيبية

المفتي: الإسلام لم يكتفِ بالدعوة إلى بر الوالدين فهو من أعظم القيم الأخلاقية «فيديو»

كيف نفرق بين الكذاب والصديق من الناس؟.. المفتي يوضح

مقالات مشابهة

  • أغلى الناس.. تامر حسني يوجه رسالة لمي عز الدين بسبب قلبي ومفتاحه‎
  • (نص + فيديو) المحاضرة الرمضانية التاسعة للسيد القائد 1446هـ
  • المفتي يوضح حكم التوسل بالأولياء والصالحين «فيديو»
  • لو سـاد الـحُـب لما احـتجـنا لـلـقـضـاء
  • أرسنال يريد الانتقام من «اليونايتد» بعد «المعركة الأخيرة»!
  • المفتي يوضح حكم صيام المريض العاجز «فيديو»
  • هل يجوز صيام المريض العاجز؟ مفتي الجمهورية يوضح | فيديو
  • بالفيديو| هل يجوز صيام المريض العاجز؟.. مفتي الجمهورية يوضح
  • شيخ الأزهر: حفظ الله يشمل كل الناس.. سواء المطيعون أو العصاة
  • مي عمر تحتفل بتصدر مسلسلي «إش إش» و«سيد الناس»عالميًا.. وتوجه رسالة لزوجها