الأسبوع:
2025-01-28@02:09:18 GMT

بعد عامين من الحرب الروسية الأوكرانية

تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT

بعد عامين من الحرب الروسية الأوكرانية

الحرب الروسية الأوكرانية التي انطلقت في ٢٤ فبراير عام ٢٠٢٢ يكون قد مرَّ عليها عامان بالتمام والكمال ودخلت عامها الثالث يوم السبت الماضي ٢٤/٢/٢٠٢٤ دون تحقيق الجيش الأوكراني نتائج تُذكر، في حين أن القوات الروسية قد استولت خلالها على أكثر من خُمس الأراضي الأوكرانية، وبخاصة: مدينة خيرسون، أوبلاست، زابروجيا، جمهورية دونيتسك الشعبية، جمهورية لوجانسك الشعبية، ثم مدينة باخموت في مايو ٢٠٢٣.

ومؤخرًا استيلاء القوات الروسية على مدينة أڤدييڤكا شرق أوكرانيا، بعد سنتين من المقاومة والصمود أمام القوات الروسية، وانسحاب القوات الأوكرانية منها حرصًا على سلامة الجنود.ما يعني انتصار روسيا على الاتحاد الأوروبي وعلى أمريكا، واعتبار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن استيلاء قواته على تلك المدينة خلال العام ٢٠٢٤ يُشكِّل نصرًا كبيرًا ومكسبًا مهمًّا للقوات الروسية، ودليلًا على ضعف الجبهة العسكرية الأوكرانية، وفشل أمريكا والغرب في تحقيق نصرهم بالوكالة على روسيا. وقد اعتبر الرئيس بوتين أن انسحاب قوات أوكرانيا من تلك المدينة بمثابة دافع لتقدم الجيش الروسي لاستكمال السيطرة على إقليم دونيتسك، ولربما التقدم نحو مدن جديدة بما فيها العاصمة الأوكرانية كييف. وبهذا يجد الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي نفسه في موقف صعب، بعد أن غرَّرت به أمريكا والغرب وأغروه بالدخول في تلك الحرب، والصراع مع روسيا من أجل إضعاف الدب الروسي عسكريًّا واقتصاديًّا. إضافة إلى تقلص شعبية الرئيس زيلينسكي نتيجة الاستياء الشعبي العام بعد انسحاب قواته من مدينة أڤدييڤكا، وبعد عدم تحقيق قواته أي تقدم يُذكر في هجومها المضاد ضد القوات الروسية، بالرغم من المساعدات العسكرية والمادية التي تلقاها زيلينسكي خلال عامين من الحرب. علاوة على السخط الشعبي تجاهه بسبب عزله قائد الجيش مؤخرًا «فاليري زالوجني»، وتعيين «رستم أميروف» خلفًا له. ولهذا فإن زيلينسكي بدأ يعترف بصعوبة الحرب مع روسيا، لكنه بالرغم من ذلك يرى أنها لم تصل إلى طريق مسدود بعدُ، وما زال يُعوِّل على الحلفاء الأمريكيين والغربيين، لمدِّه بالمساعدات العسكرية والمادية، وتعزيز دفاعات قواته الجوية، ولا يتردد في الذهاب إلى المؤتمرات من أجل الحصول على المساعدات، وآخرها مؤتمر ميونخ للأمن، وذلك بسبب نقص الأسلحة والذخيرة التي لا يزال يطلبها من أمريكا والغرب، والتي تجد صعوبات من جرَّاء عدم تصديق الكونجرس الأمريكي من جهة على تقديم حزمة المساعدات التي كانت مقررة لأوكرانيا، بسبب خلافات الحزب الجمهوري مع الرئيس الأمريكي چو بايدن، وعدم تمكن الاتحاد الأوروبي من تقديم نصف مليون قذيفة على غير المتفق عليه بين الطرفين من جهة أخرى. هذا إضافة إلى أن حرب الإبادة الشرسة التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة قد شغلت أنظار العالم ومؤسساته الكبرى عن الحرب الروسية الأوكرانية التي لم تعُد تلقى الاهتمام السابق. وبهذا يكون الرئيس زيلينسكي -الذي كان متحمسًا لخوض تلك الحرب بالوكالة- قد أخفق في أن يحقق لبلاده النتائج المرجوة منها، فحتى الآن لم يتم ضم أوكرانيا لا إلى الاتحاد الأوروبي ولا إلى حلف الناتو، على الرغم من الوعود الأمريكية والغربية التي تسببت في إشعال تلك الحرب التي كان العالم في غنى عنها. وفي المقابل فقد خسرت أوكرانيا علاقاتها التاريخية والاستراتيچية مع جارتها روسيا، وخسرت علاقاتها الخارجية مع معظم دول العالم. بل إنها خسرت خلال تلك الحرب جزءًا كبيرًا من اقتصادها، فقد ضربتِ القوات الروسية خلال العامين المنصرفين منشآت الطاقة في أوكرانيا، وبُناها التحتية، ومنشآتها الزراعية، واستهدفت مصانعها وموانئها وقطاع النفط والغاز فيها. وفشل الجيش الأوكراني في اختراق الخطوط الأمامية للقوات الروسية خلال هجومه المضاد.حدثت كل تلك الخسائر الأوكرانية في الوقت الذي انتعش فيه الاقتصاد الروسي ولم يتأثر بالعقوبات الغربية، مسجلًا نموًّا كبيرًا خلال العامين ٢٠٢٣ و٢٠٢٤، واستفادت روسيا من صادراتها من الغاز والنفط والرقائق الإلكترونية مع الصين والهند.ولهذا يرى بعض الخبراء والمحللين بأن تلك الحرب يمكن أن تحسمها روسيا قبل انقضاء هذا الشتاء، والوصول إلى لحظة الحسم والانتصار الروسي على أوكرانيا في تلك الحرب، مع توقع وصول دونالد ترامب إلى الحكم، ما سيجعل أوكرانيا مهددةً بقطع المساعدات الأمريكية عنها في تلك الحرب.

الخلاصة أن تلك الحرب المدمرة بين روسيا وأوكرانيا -كغيرها من الحروب والأزمات الدولية الدائرة الآن، وعلى رأسها العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة- وانعكاسات ذلك سلبًا على الأمن والسلم الدوليين، كان يمكن تفاديها وتجنيب العالم شرورها وآثارها السلبية المدمرة على العالم، وتحقيق السلام المنشود.. إلا أن أمريكا وحلفاءها الغربيين، ومن أجل مصالحهم الأنانية الضيقة، هم وحدهم مَن يؤجج ويشعل تلك الحروب والأزمات التي تحدث بين الدول وبعضها البعض ويدفع ثمنها الباهظ شعوب العالم.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: القوات الروسیة تلک الحرب الحرب ا

إقرأ أيضاً:

روسيا تُعلن سيطرتها على قرية جديدة في دونيتسك الأوكرانية

أصدرت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأحد، بياناً أكدت فيه أن وحدات من مجموعة قوات "الوسط" قامت بالسيطرة على بلدة زيليونويه في دونيتسك بأوكرانيا. 

اقرأ أيضاً: صحافة أمريكا تُبرز دور مصر في إنهاء مُعاناة غزة

الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 15 شهيداً شهيد فلسطيني في اعتداء إسرائيلي جديد في غزة

ونقلت وسائل إعلام روسية تأكيد وزارة الدفاع على خسارة أوكرانيا 1470 عسكرياً خلال اليوم الماضي فقط. 

وقال بيان وزارة الدفاع الروسية :"حسنت تشكيلات مجموعة قوات "الغرب" وضعها التكتيكي وألحقت بالقوات الأوكرانيةة في خاركوف ودونيتسك خسائر تجاوزت 390 عسكريا".

وأضاف :"سيطرت تشكيلات مجموعة قوات "الجنوب" على خطوط  أكثر ملاءمة في دونيتسك، حيث بلغت خسائر القوات الأوكرانية نحو 200 جندي".

وتابع البيان :"واصلت تشكيلات مجموعة قوات "الشرق" تقدمها في عمق دفاعات العدو، وألحقت خسائر بالقوات الأوكرانية في دونيتسك، حيث فاقت الخسائر الأوكرانية 150 جندياً".

وأضاف :"ألحقت مجموعة قوات "دنيبر" خسائر بالقوات والمعدات الأوكرانية فيزابوروجيه وخيرسون، وبلغت خسائر العدو هناك نحو 40 عسكرياً".

وأكمل البيان :"تعرضت مرافق للطاقة يستخدمها الجيش والمجمع الصناعي العسكري في أوكرانيا للتخريب، بنية تحتية للمطارات العسكرية، وورش إنتاج ومستودعات تخزين للطائرات والزوارق المسيرة، ومواقع للتدريب على استخدامها القتالي".

وأردف :" حدثت خسائرة في تجمعات للقوات والمعدات العسكرية للجيش الأوكراني في 153 منطقة، كما إسقاط 3 صواريخ من أنظمة HIMARS الأمريكية و68 طائرة بدون طيار.

من الطرفين. تقع المدينة في إقليم دونباس الشرقي، وهي منطقة غنية بالموارد الطبيعية مثل الفحم والمعادن، مما يجعلها مركزًا صناعيًا واقتصاديًا حيويًا لأوكرانيا. منذ اندلاع الصراع في عام 2014، أصبحت دونيتسك معقلًا رئيسيًا للقوات الانفصالية المدعومة من روسيا، التي أعلنت استقلال الإقليم عن أوكرانيا في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

الأهمية الجغرافية لدونيتسك تعود إلى قربها من الحدود الروسية، مما يسهل إمداد القوات الانفصالية بالمعدات والموارد. كما أن السيطرة على دونيتسك تمنح روسيا نفوذًا عسكريًا واقتصاديًا كبيرًا في المنطقة. بالنسبة لأوكرانيا، يمثل الإقليم رمزًا للسيادة الوطنية ووحدة الأراضي، ما يدفعها للقتال بشراسة للحفاظ عليه.

دونيتسك ليست مجرد منطقة صراع عسكري، بل تمثل أيضًا ساحة معركة إعلامية وسياسية. تسعى روسيا لإظهار دعمها للانفصاليين كجزء من استراتيجيتها لتعزيز نفوذها في شرق أوكرانيا، بينما تحاول كييف استعادة السيطرة على المنطقة كخطوة أساسية نحو استقرار البلاد.

مع استمرار العمليات العسكرية، تظل دونيتسك منطقة ذات أهمية قصوى في تحديد مسار الحرب ونتائجها السياسية، مما يجعلها نقطة اشتباك رئيسية بين الأطراف المتنازعة.

 

مقالات مشابهة

  • أُجبرنا على الحرب..روسيا تصدر كتاباً مدرسياً عن أوكرانيا
  • الدفاع الروسية: استهداف البنية التحتية للمطارات العسكرية الأوكرانية
  • القوات الروسية تسيطر على بلدة استراتيجية في شرق أوكرانيا
  • سيناتور أمريكي: روسيا تفوز ونحن نخسر الحرب في أوكرانيا
  • زيلينسكي: روسيا شنت هجمات على أوكرانيا بـ 1250 قنبلة انزلاقية
  • روسيا تسيطر على بلدة في شرق أوكرانيا‭ ‬
  • روسيا تُعلن سيطرتها على قرية جديدة في دونيتسك الأوكرانية
  • الدفاع الروسية: استهداف تجمعات للقوات والمعدات الأوكرانية في 132 منطقة
  • الحرب الروسية الأوكرانية.. بوتين يرد على تهديدات ترامب.. وزيلينسكي يحذر من خداع الرئيس الروسي
  • أوكرانيا: القوات الروسية تقصف زابوروجيا بـ191 قذيفة خلال 24 ساعة