الأسبوع:
2024-12-25@23:34:43 GMT

بعد عامين من الحرب الروسية الأوكرانية

تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT

بعد عامين من الحرب الروسية الأوكرانية

الحرب الروسية الأوكرانية التي انطلقت في ٢٤ فبراير عام ٢٠٢٢ يكون قد مرَّ عليها عامان بالتمام والكمال ودخلت عامها الثالث يوم السبت الماضي ٢٤/٢/٢٠٢٤ دون تحقيق الجيش الأوكراني نتائج تُذكر، في حين أن القوات الروسية قد استولت خلالها على أكثر من خُمس الأراضي الأوكرانية، وبخاصة: مدينة خيرسون، أوبلاست، زابروجيا، جمهورية دونيتسك الشعبية، جمهورية لوجانسك الشعبية، ثم مدينة باخموت في مايو ٢٠٢٣.

ومؤخرًا استيلاء القوات الروسية على مدينة أڤدييڤكا شرق أوكرانيا، بعد سنتين من المقاومة والصمود أمام القوات الروسية، وانسحاب القوات الأوكرانية منها حرصًا على سلامة الجنود.ما يعني انتصار روسيا على الاتحاد الأوروبي وعلى أمريكا، واعتبار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن استيلاء قواته على تلك المدينة خلال العام ٢٠٢٤ يُشكِّل نصرًا كبيرًا ومكسبًا مهمًّا للقوات الروسية، ودليلًا على ضعف الجبهة العسكرية الأوكرانية، وفشل أمريكا والغرب في تحقيق نصرهم بالوكالة على روسيا. وقد اعتبر الرئيس بوتين أن انسحاب قوات أوكرانيا من تلك المدينة بمثابة دافع لتقدم الجيش الروسي لاستكمال السيطرة على إقليم دونيتسك، ولربما التقدم نحو مدن جديدة بما فيها العاصمة الأوكرانية كييف. وبهذا يجد الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي نفسه في موقف صعب، بعد أن غرَّرت به أمريكا والغرب وأغروه بالدخول في تلك الحرب، والصراع مع روسيا من أجل إضعاف الدب الروسي عسكريًّا واقتصاديًّا. إضافة إلى تقلص شعبية الرئيس زيلينسكي نتيجة الاستياء الشعبي العام بعد انسحاب قواته من مدينة أڤدييڤكا، وبعد عدم تحقيق قواته أي تقدم يُذكر في هجومها المضاد ضد القوات الروسية، بالرغم من المساعدات العسكرية والمادية التي تلقاها زيلينسكي خلال عامين من الحرب. علاوة على السخط الشعبي تجاهه بسبب عزله قائد الجيش مؤخرًا «فاليري زالوجني»، وتعيين «رستم أميروف» خلفًا له. ولهذا فإن زيلينسكي بدأ يعترف بصعوبة الحرب مع روسيا، لكنه بالرغم من ذلك يرى أنها لم تصل إلى طريق مسدود بعدُ، وما زال يُعوِّل على الحلفاء الأمريكيين والغربيين، لمدِّه بالمساعدات العسكرية والمادية، وتعزيز دفاعات قواته الجوية، ولا يتردد في الذهاب إلى المؤتمرات من أجل الحصول على المساعدات، وآخرها مؤتمر ميونخ للأمن، وذلك بسبب نقص الأسلحة والذخيرة التي لا يزال يطلبها من أمريكا والغرب، والتي تجد صعوبات من جرَّاء عدم تصديق الكونجرس الأمريكي من جهة على تقديم حزمة المساعدات التي كانت مقررة لأوكرانيا، بسبب خلافات الحزب الجمهوري مع الرئيس الأمريكي چو بايدن، وعدم تمكن الاتحاد الأوروبي من تقديم نصف مليون قذيفة على غير المتفق عليه بين الطرفين من جهة أخرى. هذا إضافة إلى أن حرب الإبادة الشرسة التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة قد شغلت أنظار العالم ومؤسساته الكبرى عن الحرب الروسية الأوكرانية التي لم تعُد تلقى الاهتمام السابق. وبهذا يكون الرئيس زيلينسكي -الذي كان متحمسًا لخوض تلك الحرب بالوكالة- قد أخفق في أن يحقق لبلاده النتائج المرجوة منها، فحتى الآن لم يتم ضم أوكرانيا لا إلى الاتحاد الأوروبي ولا إلى حلف الناتو، على الرغم من الوعود الأمريكية والغربية التي تسببت في إشعال تلك الحرب التي كان العالم في غنى عنها. وفي المقابل فقد خسرت أوكرانيا علاقاتها التاريخية والاستراتيچية مع جارتها روسيا، وخسرت علاقاتها الخارجية مع معظم دول العالم. بل إنها خسرت خلال تلك الحرب جزءًا كبيرًا من اقتصادها، فقد ضربتِ القوات الروسية خلال العامين المنصرفين منشآت الطاقة في أوكرانيا، وبُناها التحتية، ومنشآتها الزراعية، واستهدفت مصانعها وموانئها وقطاع النفط والغاز فيها. وفشل الجيش الأوكراني في اختراق الخطوط الأمامية للقوات الروسية خلال هجومه المضاد.حدثت كل تلك الخسائر الأوكرانية في الوقت الذي انتعش فيه الاقتصاد الروسي ولم يتأثر بالعقوبات الغربية، مسجلًا نموًّا كبيرًا خلال العامين ٢٠٢٣ و٢٠٢٤، واستفادت روسيا من صادراتها من الغاز والنفط والرقائق الإلكترونية مع الصين والهند.ولهذا يرى بعض الخبراء والمحللين بأن تلك الحرب يمكن أن تحسمها روسيا قبل انقضاء هذا الشتاء، والوصول إلى لحظة الحسم والانتصار الروسي على أوكرانيا في تلك الحرب، مع توقع وصول دونالد ترامب إلى الحكم، ما سيجعل أوكرانيا مهددةً بقطع المساعدات الأمريكية عنها في تلك الحرب.

الخلاصة أن تلك الحرب المدمرة بين روسيا وأوكرانيا -كغيرها من الحروب والأزمات الدولية الدائرة الآن، وعلى رأسها العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة- وانعكاسات ذلك سلبًا على الأمن والسلم الدوليين، كان يمكن تفاديها وتجنيب العالم شرورها وآثارها السلبية المدمرة على العالم، وتحقيق السلام المنشود.. إلا أن أمريكا وحلفاءها الغربيين، ومن أجل مصالحهم الأنانية الضيقة، هم وحدهم مَن يؤجج ويشعل تلك الحروب والأزمات التي تحدث بين الدول وبعضها البعض ويدفع ثمنها الباهظ شعوب العالم.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: القوات الروسیة تلک الحرب الحرب ا

إقرأ أيضاً:

أوكرانيا تعلن عن خسائر كوريا الشمالية في كورسك الروسية

(CNN)-- أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الاثنين، أن بلاده تقدر مقتل أو إصابة أكثر من 3000 جندي كوري شمالي في منطقة كورسك الغربية في روسيا.

ويعتقد أن القوات الكورية الشمالية تكبدت خسائر فادحة في المنطقة، وفقًا لمسؤولين أمريكيين وأوكرانيين، حيث يتهم المسؤولون في كييف روسيا بمحاولة التستر على تورطهم في القتال.

ولم تعترف موسكو ولا بيونغ يانغ رسميا بوجود قوات كورية شمالية في روسيا.

وفي السابق، قال مسؤول أمريكي كبير إن كوريا الشمالية شهدت "عدة مئات" من الضحايا - سواء قتلى أو جرحى - في كورسك منذ أكتوبر/ تشرين الأول.

مقالات مشابهة

  • روسيا تهاجم بشكل كبير منشآت الطاقة الأوكرانية
  • روسيا تشنّ هجوماً واسعاً على منشآت الطاقة الأوكرانية
  • روسيا: القوات الأوكرانية تخسر أكثر من 200 عسكري في كورسك خلال 24 ساعة
  • الدفاع الروسية:مقاتلات سو-34 تستهدف معقلا للقوات الأوكرانية بمقاطعة كورسك
  • شعبة المصدرين: الحرب الروسية الأوكرانية فتحت أبواب أوروبا للسلع الغذائية المصرية
  • القوات الروسية تحرز تقدمًا ميدانيًا وتكبد القوات الأوكرانية خسائر فادحة
  • أوكرانيا تعلن عن خسائر كوريا الشمالية في كورسك الروسية
  • بصواريخ "غراد".. روسيا تشن ضربات على القوات الأوكرانية في دونيتسك
  • آخر تطورات الحرب الروسية الأوكرانية.. 1200 قتيل وجريح في صفوف الجيش الكوري الشمالي
  • القوات الجوية الأوكرانية: إسقاط 47 طائرة بدون طيار أطلقتها روسيا خلال الليل