الأسبوع:
2025-01-31@07:41:55 GMT

وثيقة نتنياهو لاحتلال غزة

تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT

وثيقة نتنياهو لاحتلال غزة

في الوقت الذي رفض فيه رئيس وزراء العدو الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، طوال الشهور الخمسة الماضية، الإفصاح عن خطته لليوم التالي لوقف العدوان على غزة، كان يعد ما أطلق عليها خطة نتنياهو لليوم التالي للقضاء على حماس، وجاء إعلان رئيس وزراء الكيان الصهيوني لوثيقته متحديًا لكل تحركات الفاعلين في المجتمع الدولي والإقليمي الذين كانوا يبحثون عن حل نهائي للقضية الفلسطينية، والذين يجمعهم مشترك واحد وهو الاعتراف بدولة فلسطينية كاملة السيادة، ولكن رئيس الوزراء المعبّأ بالغرور والطغيان قذف بكل مقترحاتهم في وجوههم، وطلب من الجميع أن يصمتوا لأنهم إما كانوا أغبياء أو لا يستحقون النظر إليهم.

وأمام أعين العالم جاءت خطة مجرم الحرب الأول في إسرائيل، والتي يمكن تلخيصها في النقاط التالية:

1 ـ احتفاظ إسرائيل بحرية العمل في كامل قطاع غزة دون حد زمني.

2 ـ إقامة منطقة أمنية في القطاع متاخمة للبلدات الإسرائيلية.

3 ـ السيطرة على حدود القطاع مع مصر وإغلاقها.

4 ـ إغلاق وكالة الأونروا وأن تحل محلها وكالات إغاثة دولية أخرى.

5 ـ السيطرة على جميع المؤسسات الدينية والتعليمية والرعاية الاجتماعية في القطاع، واستبدال مناهجها بمناهج تعليمية لا تحث على كراهية إسرائيل، أو النضال لاسترداد الحقوق الفلسطينية، بمشاركة ومساعدة الدول العربية التي لديها خبرة في تعزيز مكافحة التطرف، وفق تعبيره.

6 ـ يشترط نتنياهو القضاء على حماس، والسيطرة على جميع المؤسسات التعليمية والدينية والاجتماعية قبل البدء في إعادة الإعمار.

7 ـ يُشترط أن تنفذ عملية الإعمار من خلال دول تختارها وتثق فيها إسرائيل.

8 ـ يرى نتنياهو أن إدارة قطاع غزة لن تشارك فيها عناصر من حماس أو السلطة الفلسطينية، وإنما سيدار القطاع من خلال عناصر محلية لها خبرات إدارية، يقتصر عملها على الإدارة المدنية والنظام العام لا غير.

ومن خلال متابعة أي باحث للملف الإسرائيلي، ولأداء العصابة التي تدير الأمر في فلسطين المحتلة، يمكن وبسهولة اكتشاف أن قادة إسرائيل يتحركون وفق أمور كثيرة ثابتة، لكن يمكننا الإشارة إلى أمرين اثنين في هذا المجال.

الأمر الأول: هو عدم الاعتراف بالهزيمة، أو الانكسار، والادعاء الدائم بالنصر الساحق، وهذا ما فعلوه معنا في حرب 1973، فعلى الرغم من أن الجيش المصري حتى اليوم الرابع عشر من أكتوبر كان قد سحق جيش العدوان الإسرائيلي، وهدد وجود إسرائيل نفسها، ولولا الجسر الجوي الأمريكي الغربي الأوروبي ما كانت هناك أي فرصة لبقاء هذه الدولة المصنوعة، ولكنهم عادوا لينشروا وثائق كاذبة وملفقة تدعي أنهم حققوا انتصارات في حرب نحن كسبناها.

وحتى عندما نجحنا في اختراق جهازهم الاستخباري عن طريق أبطال كثر منهم أشرف مروان، قاموا أيضًا بفبركة وثائق تزعم أنهم هم الذين جندوه.

إذا، قادة العصابة لا يعترفون أبدًا بالهزيمة والانكسار، ويزعمون دائمَا أنهم الأقوى والأعظم والأكثر حضارة على هذا المحيط الذي يتهمونه بالتخلف والجهل، وما انطبق على حرب أكتوبر 1973 يحاول الآن نتنياهو وعصابته أن يروجونه بزعم أنهم قادرون على صنع وتحقيق كل ما يخططون له، ومنه إعادة احتلال غزة وكأن حماس والمقاومة قد سلمت الراية وانتهى الأمر بتجريد المقاومة من السلاح، إنها أحلامهم التي يروجون لها ولا يجب أبدًا أن نجاريهم أو نصدقهم أو نروج لأحلامهم.

الأمر الثاني: توظيف العالم لتحقيق خططهم، ولأن إسرائيل كيان مصنوع وغير حقيقي، وهي أيضًا كيان متسلق لا يمكنه الصمود وحده، كشجر اللبلاب، فلابد أن يلتف على سيقان الأشجار الأخرى، وفي خطة نتنياهو يتضح أنه يريد الاعتماد على العالم في القضاء على حماس والمقاومة، والاعتراف بأنه قد قضى عليهم، ويناقشون خطته وكأن الأمر قد انتهى، وهو أيضًا للأسف يريد أن يعتمد على دول عربية تقوم بإعادة إعمار ما دمره العدوان الإسرائيلي، وإمعانًا في الإذلال هو من سيقوم باختيار تلك الدول واستبعاد أخرى في المشاركة بالإعمار، لأنه يطمع في أن تتحول شركات البناء العربية إلى جواسيس يسلمونه كل الرسومات الهندسية لتلك المباني.

واستمرارًا في الاقتناع بحقه في استعباد دولنا وتوظيفها لخدمته، فهو يصف بعضها بالدول المعتدلة التي يجب أن تعاونه في نشر المناهج التعليمية التي يتم تأليفها وطبعها في إسرائيل، وتدريسها في غزة.

ولكن الخطير فيما يسمى بخطة نتنياهو، أنه قرر أن يحتل معبر فيلادلفيا الحدودي مع مصر، وإغلاق الحدود تمامًا معها، وهو تجاوز لاتفاقات كامب ديفيد، وتعدٍ مقصود يستهدف به توجيه اتهامات بالتساهل مع المقاومة.

خطة نتنياهو إذًا، تتلخص في السيطرة الكاملة على قطاع غزة ومحور فيلادلفيا مع مصر، والسيطرة أيضًا على عملية إعادة الإعمار، وإلغاء أي وجود فلسطيني في إدارة غزة على مستوى المؤسسات الأمنية والشرطية والسيادية، وإلحاق القطاع بالكامل إلى الأراضي المحتلة في الضفة الغربية، وهو إعادة للوضع إلى ما قبل فك الارتباط الأحادي الجانب في عام 2005.

ويبقى الحل الوحيد لمواجهة هذا المغرور هو إعلان عربي موحد بعدم الاعتراف به، أو بخطته باعتباره مجرم حرب.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: خطة نتنیاهو

إقرأ أيضاً:

صحيفة إسرائيلية: مواقف نتنياهو قد تفجر صفقة الأسرى في المرحلة الأولى

حذرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية من أن صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) قد يفجرها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من المرحلة الأولى، بسبب إصراره على الاستمرار في الحرب، فضلا عن العقبات الكثيرة التي تعترض إتمامها في مرحلتيها الثانية والثالثة، على طريق تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وفي مقاله بالصحيفة يكشف الصحفي المختص في الشؤون العسكرية والأمنية رونين بيرغمان، نقلا عن مصادر أمنية إسرائيلية، أن الموقف الحقيقي لنتنياهو سيضع الكثير من العقبات أمام إتمام صفقة إطلاق النار، بسبب صعوبة التوفيق بين التزاماته في الصفقة وتعهداته لأقصى اليمين في حكومته.

ويكشف بيرغمان عن مصدر أمني إسرائيلي رفيع المستوى مطلع على تفاصيل الصفقة وتطوراتها على الأرض، أنه في ظل التفاصيل المخفية للاتفاق، يبدو أن المفاوضات حول المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى لن تنفجر فقط بعد انتهاء المرحلة الأولى، بل قد تنفجر قبل ذلك بكثير.

وحسب المصدر، فإن حماس قد تدرك في حالة استمرار تعنت نتنياهو أنه لن تكون هناك مرحلة ثانية، مما يفقد الحركة الدافع لاستكمال المرحلة الأولى، ويعيق الوصول إلى اليوم الثاني والأربعين، إذ من المفترض إطلاق سراح حوالي نصف المحتجزين الإسرائيليين الأحياء في غزة.

إعلان

ويشير في هذا السياق إلى أن نتنياهو يقدم روايات متناقضة لحكومته في محاولة للتوفيق بين ما وافق عليه وما أقسم ألا يوافق عليه، مثل الانسحاب من مناطق إستراتيجية كممر نتساريم ومحور فيلادلفيا.

ومن المقرر أن تبدأ المحادثات المتعلقة بالمرحلة الثانية (ب) الاثنين المقبل، بعد 16 يوما من بدء المرحلة الأولى (أ)، وفقا للاتفاق بين الطرفين، إلا أن المصدر الأمني يعبّر عن قلقه من أن الصعوبات السياسية لن تسمح لنتنياهو بالتوقيع على الصفقة، حتى لو كان مهتما بذلك.

وينقل الكاتب عن مصدره قوله إن "القرارات في المرحلة الثانية ستكون أكثر مصيرية، وستتعارض بشكل صارخ مع ما وعدت به الحكومة، وهذا يضع نتنياهو في موقف صعب، حيث يتعيّن عليه الموازنة بين الضغوط الداخلية والتزاماته في المفاوضات".

على الجانب الآخر، يتفاءل بعض المسؤولين الإسرائيليين، خاصة في الدائرة المقربة من وزير الشؤون الإستراتيجية، رون ديرمر، بإمكانية التوصل إلى اتفاق شامل، يفضي إلى التطبيع مع دول في المنطقة، وإدخال قوة متعددة الجنسيات إلى قطاع غزة لمنع عودة حماس إلى السلطة، بالإضافة إلى تمويل إعادة إعمار القطاع، وفق المصدر.

ويعول ديرمر /على أن هذه الخطوة قد تكون بداية التطبيع مع دول عربية كما حدث باتفاقيات أبراهام، مع التوقعات بأن يكون ذلك محور الاجتماع المرتقب بين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب في 4 فبراير/شباط المقبل.

إلا أن المصدر الأمني يشكك في إمكانية حدوث هذه التطورات، ويؤكد أن "حماس عادت للسيطرة على غزة، ومن الصعب تخيل أن قادتها في الداخل سيسمحون بعناصر أجنبية تهدد هيمنتهم".

المخاطر الخمسة

وفي محاولة لتحليل مصير الصفقة، يلخص بيرغمان المخاطر الرئيسية لعقد المرحلة الثانية، من خلال محادثات أجراها مع مسؤولين إسرائيليين وكبار المسؤولين في الدول الوسيطة، بالتالي:

إعلان

انفجار المرحلة الأولى:

وفقا للاتفاق، من المقرر أن تبدأ المفاوضات بشأن المرحلة الثانية في اليوم الـ16 من تنفيذ المرحلة الأولى، وتستمر حتى اليوم الـ35.

وخلال تلك المدة، يتعيّن على الأطراف الحفاظ على وقف إطلاق النار واستمرار الإجراءات المتفق عليها. ومع ذلك، قد يؤدي عدم إحراز تقدم ملموس في المفاوضات إلى تفسيرات متباينة بين الطرفين، مما قد يدفع حماس إلى اتهام إسرائيل بخرق الاتفاق ووقف إطلاق سراح الأسرى المتبقين في المرحلة الأولى.

وقف الحرب
يشترط الاتفاق إعلان نهاية الحرب قبل تبادل الأسرى والمحتجزين الأحياء بقطاع غزة في المرحلة الثانية، وهو ما يشكّل "لغما أرضيا" قد يفجر المفاوضات، حسب المصدر.

ويشرح الصحفي الإسرائيلي ذلك بالقول "يتطلب الانتقال إلى المرحلة الثانية إعلانا رسميا بإنهاء العمليات العسكرية والعدائية بين الجانبين، على أن يتم ذلك قبل تبادل الأسرى المتبقين".

وهذا الشرط يشكل تحديا كبيرا، خاصة في ظل التوترات المستمرة وعدم الثقة المتبادلة، في حين ترى بعض الأطراف في إسرائيل أن إعلان وقف الحرب قبل استعادة جميع الأسرى يشكّل مخاطرة أمنية، في حين تصر حماس على هذا الشرط "ضمانة لالتزام إسرائيل بالاتفاق".

الاتفاق "المفقود"

يلفت بيرغمان إلى عقبة أخرى تتمثل في ما يراه عدم وجود اتفاق واضح حول تنفيذ المرحلتين الثانية والثالثة، بالإضافة إلى غياب مفاتيح محددة لتبادل الأسرى العسكريين الأحياء بالأسرى الفلسطينيين في المرحلة الثانية، وهو "الأمر الذي يعقّد الوضع".

ويقول إن "الاتفاق المعقد والخطير" فرضه نتنياهو على الأطراف لاعتباراته السياسية، لا سيما مع شركائه اليمينيين، ليؤكد لهم أنه لن يكون مستعدا للمضي قدما إلا باتفاق له مرحلة أولى "إنسانية" لا تشمل إنهاء الحرب، "وقد أدى ذلك إلى عدم وجود اتفاق بشأن تنفيذ المرحلتين الثانية والثالثة من الاتفاق".

إعلان

ويقول "حتى الآن، لا يوجد اتفاق مفصل يُحدد معايير وشروط تنفيذ المرحلة الثانية من الصفقة، لافتا إلى أن هذا الغموض يفتح المجال أمام تفسيرات وتأويلات مختلفة، مما يزيد صعوبة التوصل إلى تفاهمات مشتركة.

ويضرب الكاتب لذلك مثلا بإمكانية أن تختلف الأطراف حول تعريف "الأسرى العسكريين" و"المدنيين"، وكذلك حول عدد ونوعية الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم في هذه المرحلة.

محور فيلادلفيا

ويشكّل الانسحاب من محور فيلادلفيا، الذي سبق أن أكد نتنياهو عدم تخلي إسرائيل عنه نهائيا، وبات وعده ذلك يمثل تحديا سياسيا كبيرا له، حسبما يرى المسؤولون الأمنيون الذين استند إليهم بيرغمان.

ويذكّر بيرغمان بأن "نتنياهو وعد مرارا وتكرارا بأن إسرائيل، تحت أي ظرف من الظروف، لن تغادر طريق فيلادلفيا وممر نتساريم على الرغم من الضغوط الهائلة، وفي الوقت نفسه، أصر هو ورجاله على فحص جميع العائدين إلى الشمال على الأقل.

ويوضح الصحفي أن الأمر هذا انتهى في نهاية المطاف، بانسحاب إسرائيل من ممر نتساريم، واكتفت فقط بفحص العائدين بالسيارات، مع أن المؤسسة الأمنية "لديها شكوك كبيرة حول فعالية هذا الفحص الذي تقوم به شركات أمنية، وإمكانية الاستمرار فيها لفترة طويلة".

ويرى الصحفي الإسرائيلي -المختص بالشؤون العسكرية والأمنية- أن استمرار إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا خلال فترة وقف إطلاق النار يثير جدلا واسعا.

ففي حين ترى إسرائيل أن التواجد في هذا المحور ضروري لأمنها، تعتبر حماس هذا الإصرار خرقا للاتفاق، وقد اقترح الوسطاء حلا وسطا يقضي بانسحاب إسرائيل من المحور بعد فترة محددة، إلا أن هذا المقترح واجه تعديلات واعتراضات من أطراف مختلفة، مما يزيد من تعقيد الموقف".

مستقبل قطاع غزة

ويلخص الصحفي الإسرائيلي هذه المعضلة بالقول إن رفض إسرائيل التفاوض على "اليوم التالي" قد يؤدي إما إلى "نظام عسكري إسرائيلي في غزة أو عودة حماس إلى السلطة".

إعلان

وينقل عن المصادر الأمنية تقديرها بأن "هذه القضية تشكل إحدى القضايا الجوهرية بمستقبل قطاع غزة بعد تنفيذ الصفقة، إذ في حين تسعى بعض الأطراف إلى إدخال قوة متعددة إلى القطاع لضمان عدم عودة حماس إلى السلطة، ترى حماس في ذلك تهديدا لسيطرتها".

وبعد استعراض بيرغمان هذه العقبات، فإنه يرى في نهاية تقريره أن الصفقة هشة ومعرضة للانهيار في أي لحظة، خاصة مع تناقضات نتنياهو السياسية واستمرار تمسك حماس بمواقفها، ليخلص إلى القول إن "مصير الرهائن وحل الصراع في غزة معلق بخيوط دبلوماسية رفيعة قد تنقطع في أي لحظة".

مقالات مشابهة

  • ترجيح إسرائيلي بنية نتنياهو التوجه إلى واشنطن بنية استئناف الحرب
  • خلال إطلاق سراح الرهائن.. نتنياهو يندد بـ"المشاهد الصادمة"
  • خلال إطلاق سراح الرهائن.. نتنياهو يندد بـ"المشاهد الصادمة"
  • من سيدة الأرض إلى “إسرائيل” والمطبعين وتجار الحروب..!
  • صحيفة إسرائيلية: مواقف نتنياهو قد تفجر صفقة الأسرى في المرحلة الأولى
  • مكتب نتنياهو: إسرائيل تلقت قائمة بأسماء محتجزين سيطلق سراحهم الخميس
  • مبعوث ترامب يصل غدا إلى إسرائيل للقاء نتنياهو
  • الفاتيكان يصدر وثيقة توضح موقفه من الذكاء الاصطناعي.. هذا مضمونها
  • إسرائيل تكشف تفاصيل وثيقة قدمتها حماس بشأن حالة أسرى المرحلة الأولى
  • إسرائيل تتحدث عن التسوية التي أدت إلى الإفراج المبكر عن ثلاثة أسرى