ينص الدستور المصري لعام 2014 في المادة 19 منه على أن: «التعليم حق لكل مواطن، هدفه: بناء الشخصية المصرية، والحفاظ على الهوية الوطنية، وتأصيل المنهج العلمي في التفكير، وتنمية المواهب وتشجيع الابتكار، وترسيخ القيم الحضارية والروحية، وإرساء مفاهيم المواطنة والتسامح وعدم التمييز». ولا يحتاج الأمر منَّا إلى الدخول في تفاصيل حول أهمية التعليم في بناء شخصية الفرد والمجتمع، فهي لا شك بدهيات ومسلَّمات في غنى عن تأكيد.
ولكن ما نسعى إليه هو مجرد تذكير بأن فقدان مكون التعليم لمضمونه وهويته وتراكم معوقاته هو بمثابة انهيار تدريجي لكل أركان المجتمع. ومما لا شك فيه أن التعليم في مصر يواجه تحديًا كبيرًا في ظل تزايد عدد السكان سنويًّا وتزايد المؤهلين للالتحاق بالمدارس، حيث وصل عدد
الطلاب في مرحلة التعليم قبل الجامعي للعام ٢٠٢٣/٢٠٢٤ إلى حوالي 25.5 مليون طالب، وذلك في ظل تحديات: بناء فصول دراسية جديدة وتجهيزها، وتوفير المعلمين القادرين على تلبية هذه الأعداد، وارتفاع الكثافة داخل الفصول، واتجاه العديد للتعليم الرسمي الحكومي مع ارتفاع تكاليف التعليم الخاص والضغوط الاقتصادية. ومن ثم يصبح الأمر ملحًّا في ضرورة البحث عن حلول غير تقليدية من أجل الحفاظ على الحدود الدنيا لتحقيق مخرجات العملية التعليمية في مرحلة التعليم قبل الجامعي الذي يُعتبر ركيزة لتشكيل ملامح سوق العمل ومختلف جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية مستقبلًا. والحقيقة أن هناك جهودًا كبيرة بُذلت من أجل وضع تصور شامل واستراتيچي لتحقيق نواتج التعلم في هذه المرحلة، تمثلت في: مراجعة المناهج الدراسية وهيكلتها لتواكب المتغيرات المحلية والعالمية، إضافة لإتاحة مصادر التعلُّم المختلفة المتمثلة في المنصات التعليمية الرقمية والفضائية على مدار الساعة، وبالتوازي الجهود المبذولة في تحديث الإدارة التعليمية والسير نحو الميكنة في التقويم والرصد للامتحانات. ولكن يظل التحدي الأكبر هو إلى مدى تنعكس تلك الجهود على أرض الواقع في جذب الطلاب للمدارس في ظل عجز المعلمين الواضح خاصة بالمدارس الرسمية؟!! فمن الواضح جليًا أن هناك فجوة بين الخطة والتنفيذ. حيث يعاني الطلاب وأولياء الأمور معًا من ضيق الوقت المخصص لاستيعاب كَمِّ المواد الدراسية ومحتواها في ضوء غياب عمود العملية التعليمية وهو المعلم، وبالتالي يضطر الغالبية لتعويض الأمر بالدروس الخصوصية التي تتعارض تمامًا مع مخطط تطوير المناهج والإصلاح التعليمي. فكيف يكون الطالب ملزمًا بالحضور وعدم الغياب في حين أن بعض المدارس -خاصة الرسمية- تعاني عجز المدرسين ومن ثم تضيع طاقة الطالب في الذهاب والإياب دون فائدة، وأن هذا الطالب عليه أن يبدأ شوطًا جديدًا من الكفاح بعد عودته من مدرسته للوفاء بجدول مواعيد السناتر والدروس الخصوصية في عملية مرهقة تبدأ منذ الصباح الباكر حتى المساء؟!! وبالتالي تصبح العملية التعليمية وكأنها عملية ميكانيكية يؤديها الطلاب يتلاشى معها الهدف المنشود وهو تحقيق الجودة التعليمية كما تم التخطيط لها. والخلاصة أنه في ظل هذا الوضع الذي يؤدي إلى الخلل بين التخطيط والتنفيذ للرؤية التعليمية لابد من الدراسة بشكل علمي ميدانيًّا للمعوقات على الأرض والعمل على وضع حلول واقعية لها لكي تعود أركان العملية التعليمية تعمل مع بعضها البعض المتمثلة في: توافر المعلم المؤهل داخل الفصل، والمنهج، والفصل الدراسي المهيأ لاستقبال الطلاب، والنظام الرقابي والإداري المحكم لضمان تحقيق نواتج تعلُّم حقيقية.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية:
العملیة التعلیمیة
إقرأ أيضاً:
الدقهلية.. رمد المنصورة تنجح في إنقاذ عين طفلة 8 أعوام بعد إصابة قطعية معقدة
نجحت مستشفى الرمد بمحافظة الدقهلية من خلال تدخّل جراحي دقيق من انقاذ عين طفلة تبلغ من العمر 8 أعوام كانت قد وصلت إلى طوارئ المستشفى مصابة بـ جرح قطعي كامل في الجفن ممتدّ حتى مجري الدموع والعضلات تحت الجلد.
إصلاح جفن طفلة بطريقة احترافية دقيقة
وتمكّن الفريق الطبي من إصلاح الجفن بطريقة احترافية دقيقة تضمن الحفاظ على الوظيفة والجماليات، وذلك باستخدام تقنيات متقدمة في ترميم أنسجة الجفن.

سقط من السلم.. مصرع مسن بأحد مراكز الدقهلية

الدقهلية: متابعة أداء الوحدات المحلية في منظومة النظافة على مستوى المحافظة

إصابة 4 أشخاص إثر تصادم موتوسيكل وتوك توك بالدقهلية

آثار خنق بالرقبة.. مصرع شاب في ظروف غامضة بالدقهلية

الدقهلية: ضبط 3.3 طن مفروم لحوم ودواجن غير صالحة للاستهلاك
وأوضح الدكتور السيد فاروق، وكيل المديرية للطب العلاجي، أن مستشفيات الدقهلية تمتلك كوادر مدرّبة في تخصصات الطوارئ الدقيقة، وأن التدخّل السريع والمتقن في مثل هذه الحالات يُعد عنصرًا أساسيًا في حماية العين من المضاعفات.
جاهزية الفرق
الطبية وتكاملها، وقدرتها على التعامل
وصرّحت الدكتورة رباب الدمناوي، مدير عام الطب العلاجي، أن المستشفى تواصل تقديم خدمات دقيقة في تخصصات الرمد، مشيرة إلى أن إجراء مثل هذه العمليات في وقت قياسي يعكس جاهزية الفرق الطبية وتكاملها، وقدرتها على التعامل مع الإصابات المعقدة.
ووجّه الدكتور حمودة الجزار، وكيل وزارة الصحة بالدقهلية، الشكر والتقدير للفرق الطبية بمستشفى الرمد على جهودهم المتميزة، بقيادة الدكتور أحمد حسان، مؤكّدًا استمرار دعم المديرية لأقسام الرمد والطوارئ بما يضمن تقديم خدمة آمنة وسريعة لأبناء المحافظة.

طباعة شارك الدقهلية فريق طبى صحة رمد