يمانيون – متابعات
منتصف ليل السبت – الأحد، موجة غارات أميركية – بريطانية عنيفة استهدفت مناطق متفرقة من اليمن، أبرزها في صنعاء العاصمة لرمزيتها.

سارع الأميركيون إلى إصدار بيان تفصيلي، مقدمين الضربات العدوانية على أنها الأعنف بعد الضربات الأولى من الشهر الماضي، ليتبع ذلك تصريح من وزير الحرب الأميركي لويد أوستن، يقول فيه إن “الحوثيين يتحملون ثمن هجماتهم في البحر الأحمر”، في إشارة إلى الغارات التي نفذت.

بين بيان القيادة الوسطى، وتصريح أوستن، ثمة محاولة إلى إظهار القوّة والحزم، لكن ما نفذ من عدوان مترافقًا مع بيانات مضخمة كان يخبئ خلفه ألمًا أميركيًّا، وهو ما فهم لاحقًا مع إعلان المتحدث العسكري اليمني العميد يحيى سريع عن بيان مرتقب.

بعد ساعة من التصريحات الأميركية، خرج العميد سريع ليعلن في بيانه عن ضربة بحرية طالت الأميركيين في خليج عدن، واستهدفت سفينة نفطية بصواريخ ومجموعة من السفن الحربية بمسيرات هجومية.

فور إذاعة بيان القوات المسلحة اليمنية فهم مغزى رد الفعل الأميركي بغارات انفعالية ومتنوعة، وهو تلقيهم ضربة بحرية، من الواضح أنها كانت مؤلمة ومؤثرة.

لكن الأهم، هو في مواجهة صنعاء البيان الأميركي ببيانها العسكري الذي أعلن عن عملية خليج عدن العسكرية، ليفرغ وهج ما قدمه الأميركيون من سرد لعدوانهم من مضمونه.

في هذه النقطة، ثمة وضوح في إتقان صنعاء إدارة المواجهة بدقة، ليس فقط من خلال التعامل مع السفن الصهيونية والأميركية والبريطانية عسكريًّا وعملياتيًّا، بل في استخدام الوقت والأسلوب في تقديم عملها العسكري وبشفافية ووضوح، والأبرز هو التوقيت الذي سرعان ما يفرغ السرديات الأميركية من مضمونها، وهذا جزء مهم من الحرب، والذي أتقنته صنعاء طوال تسع سنوات ولمست أثره شعبيًّا وإقليميّاً، فكيف به الآن في ظلّ حرب وعمليات إسنادًا للمقاومة الفلسطينية؟

يسجل لصنعاء قدرة هائلة في إتقان اللغة الإعلامية، والحرب النفسية الصادقة، وهما جزء مهم من معركتها الحالية، ولسنا بحاجة لجهد كبير لتبيان ولمس أثرها على صعيد المنطقة، بل والعالم، يكفي البحث عن اسم السيد عبد الملك أو العميد سريع الذي يقدم عمليات القوات المسلحة في بياناته، لنكتشف سرعة انتشارها والتفاعل معها عربيًّا وإسلاميًّا ودوليًّا.

في الخلاصة، إن ما قدمته القوات المسلحة فجرًا، في سرعة إصدار بيان عمليتها، هو بحد ذاته “عملية إعلامية نوعية” تضاف إلى مضمون البيان الذي تلاه سريع.

وعليه، إن الضربة باتت في لحظة ضربتين.

* المصدر: موقع العهد الاخباري

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

اليمن وأمريكا إلى المواجهة المنتظرة.. عرض أمريكي لصنعاء يتضمن إزاحة كل خصومها في الداخل والاعتراف والدعم الدولي مقابل التوقف عن إسناد غزة

الإعلام الإسرائيلي: الحوثيون أقفلوا الباب أمام الحلول السياسية ويتجهون للتصعيد رسالة من محمد الحوثي للسعودية.. تحذير استباقي أم معلومات؟ خبراء: لا يمكن لإسرائيل تحمل كلفة البقاء تحت رحمة الصواريخ اليمنية والاستعداد اليمني جعل منه معضلة كبيرة

تقرير/ إبراهيم الوادعي
يوما فآخر تضيق نوافذ الحل السياسي بما يمنع تصعيدا في مضيق باب المندب سيلقي بتداعياته على العالم وليس على المنطقة فحسب.
صنعاء – وفقا لما سربته وسائل إعلام بينها إسرائيلية – رفضت مقترحات سياسية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لا تتضمن وقفا للعدوان على غزة ورفعا للحصار عنها كأساس لأي تسوية قد توقف صواريخها عن دك وسط الكيان الإسرائيلي ومركز ثقل المشروع الصهيوني في المنطقة.
ووفقا للإعلام الإسرائيلي من بين بنود المقترح الأمريكي إخراج حكومة العليمي وخصوم صنعاء في الداخل من أي تسوية سياسية مقبلة ونقلهم خارج البلاد والاعتراف بأنصار الله سلطة شرعية بعد أكثر من أحد عشر عاما منذ تفجر ثورة الـ21 من سبتمبر 2014م.
وأضاف إعلام العدو ” الحوثيون” اختاروا التصعيد ضد أمريكا وإسرائيل، وذلك يمثل معضلة أمام الولايات المتحدة وإسرائيل التي لا تريد الدخول في حرب استنزاف مع اليمن، الذي سرق بالفعل وهج انتصاراتها ووضع 5 ملايين مستوطن تحت ضغط نفسي لا يحتمل كل ليلة في انتظار الصواريخ اليمنية التي تطلق إلى وسط الكيان وفقا لسياسة التنقيط المرهقة لـ5 ملايين مستوطن في المنطقة الوسطى من ” الكيان”.
للتغلب على معضلة البعد سعت قيادة العدو إلى تكثيف جمع المعلومات عن القدرات اليمنية، والى إلقاء حمل المواجهة مع اليمن على كاهل الولايات المتحدة، والأخيرة عمليا تقود إسرائيل عسكريا وتحدد خطواتها منذ السابع من أكتوبر 2023م ، فبعد ساعات فقط على اجتياح المقاومين الفلسطينيين لمستوطنات غلاف غزة والسياج الشائك، ومع تواتر الأخبار عن انهيار فرقة غزة إحدى أقوى الفرق في جيش العدو الإسرائيلي، واهتزاز الكيان ، تولى الناتو قيادة الحرب على غزة ومحور المقاومة في لبنان والعراق واليمن وحشد الفرقاطات والمدمرات والأساطيل من كل دولة أوروبية بما في ذلك تركيا الناتو التي زودت الجيش الإسرائيلي في أشهر الحرب الأولى على غزة بقنابل صناعة تركية، كما زودته لاحقا بوسائل القتال اللوجستية، وحين فرض اليمن الحصار أوكلت إليها مهمة تعويض النقص في الخضار والفاكهة في السوق الإسرائيلية بشكل أساسي.
ردود صنعاء كانت إثباتا لجهة أن سبل وقف التصعيد يرتبط حصراً بوقف العدوان على غزة ودون ذلك لا جدوى من المراسلات والمبادرات السياسية وإضاعة الوقت، وذلك له أثره في إبقاء المحور نشطا ووحدة الساحات قائمة وآثره الكبير في إدراك المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني أنه لم يترك وحيدا.
في آفاق المواجهة تواجه الولايات المتحدة وحلف الناتو والمشروع الصهيوني معضلة حقيقية أمام الميدان اليمني مقارنة بميادين أخرى.
حيث يعترف العدو والصديق بأن صنعاء بأكثر من ميادين الإسناد الأخرى أعدت عدتها جيدا للمواجهة مع الأمريكي والإسرائيلي، وتحسبت منذ اليوم الأول لدخولها حرب الإسناد لفلسطين ليوم تتعرض فيه لعدوان غربي إسرائيلي كبير .
• وتظهر المؤشرات أن صنعاء تحضرت جيدا لمواجهة التصعيد مع إسرائيل والغرب، ووضعت الخطط اللازمة لذلك وتتحسب لكل ما قد يقدم عليه العدو.
• البعد الإسلامي القرآني حاضر بقوة في خلفيات الموقف اليمني تجاه فلسطين ومواجهة الأمريكان، وذلك يمنح المقاتلين ضمن قوام الجيش أو المتطوعين شعبيا أو المواطنين معنويات عالية جدا ستمكن البلاد من تخطي أي خضة قد يعتمد عليها الأمريكي ويؤسس لبناء الانتصار ويقوي من موقف المقاتلين.
• شجاعة القيادة اليمنية، حين ذهبت إلى استهداف حاملات الطائرات الأمريكية وهي التي لم يجرأ أي كيان على مواجهتها أو المس بها، وشن حرب استباقية لم تتعرض لها الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية وشن اليابان هجوما على قاعدة بيرل هاربر في المحيط الهادي.
وميدانيا عملت صنعاء على عدة مسارات أهمها ما يلي:
• كثفت من تطوير ترسانتها العسكرية الاستراتيجية كالصواريخ والطيران المسير عجزت أمامها وسائط الدفاع الجوي بما فيها ثاد الأمريكي
• رفعت عديد المتطوعين وكتائب الإسناد الشعبي إلى نحو مليون متطوع جرى تدريبهم وتحديث خبراتهم في القتال واستخدام الأسلحة، يضاف هؤلاء إلى ألوية الجيش الذي أعيد بناؤه بما يواكب المرحلة.
• حافظت على حالة الاستنفار الشعبي عبر الخطابات الأسبوعية والمسيرات التي لم تتوقف منذ اللحظة الأولى لطوفان الأقصى، وبالتالي شعبيا اليمن في حالة جهوزية وتعبئة كاملة عسكريا وشعبيا، ولديه إيمان كامل بالقضية الفلسطينية والتضحية من أجلها.
• اهتراء المعسكر الأمريكي:
على الضفة الأخرى اتسم واقع المحور الأمريكي رأس الحربة في مواجهة اليمن، إقليميا السعودية والإمارات، ومرتزقة الداخل، بالاهتراء والتردد انطلاقا من تجربة الحرب ومآلها منذ 2015م:
• ترددت السعودية والإمارات منذ طوفان الأقصى في فتح معركة جديدة ضد صنعاء خوفا على منشآت الطاقة وذهاب خططها الاقتصادية.
• اتسم واقع المرتزقة بعد تسع سنوات من الفشل بالاهتراء والتناحر الداخلي، وطلب هؤلاء غطاء جويا أمريكيا لكي ينطلقوا إلى القتال، وهو ما يبدو حتى اللحظة أن واشنطن حائرة في كيفية توفيره مع إخراج حاملات الطائرات الأمريكية من المعادلة ضمن المدى القريب، والحد من دورها، بداية من الحاملة آيزنهاور، مرورا بالحاملة إبراهام لينكولن التي فرت إلى قبالة الهند قبل أن تعود إلى الهادي ، وانتهاء بالحاملة يو اس اس ترومان والتي حاولت لمرتين قيادة هجوم واسع على اليمن، إلا أنه جرى إفشالها من قبل القوات المسلحة اليمنية التي هاجمت الحاملة ترومان وأجبرتها على الانسحاب – وفق ما تبين المواقع الملاحية – إلى اقصى شمال البحر الأحمر بعد تعرضها لأكثر من هجوم هدد سلامتها.
• سكرة دمشق
كما يبدو أيضا انه وأمام فشل خيارات استخدام الحاملات كغطاء جوي نشط عادت الولايات المتحدة لتضغط على حلفائها الإقليميين السعودية والإمارات وربما نرى دولا أخرى محيطة باليمن تشكل نقطة انطلاق للعمليات الجوية ضمن الهجوم الأمريكي.
ما نشره عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي على صفحته بأن دول العدوان اختارت التصعيد، قد يؤشر على ذلك، تحت نشوة إنجاز الناتو بالسيطرة على دمشق، وإطلاق وعود لهم بأن الجولة الجديدة ستكون حاسمة وقصيرة وبمشاركة أمريكية مباشرة إلى جانبهم إقليميا وفي الداخل اليمني.
وقال الحوثي: “دول العدوان ذاهبة للتصعيد، بقراءة خاطئة، معتمدة على ذبابها ونشوة ذهابها إلى دمشق، لذلك نقول، من منطلق التوكل على الله وليس للحرب النفسية ولكن من واقع جرّبه العدو أثناء عدوانه، كان شعبنا بقواته، أقل مما هو عليه الآن، بفضل الله، من الخِبرة والاستعداد والإعداد لمواجهة أي تصعيد يهدف لإشغاله عن القضية الفلسطينية الأولى، نقول للسعودية: كان خفض التصعيد فرصة سانحة لإعادة القراءة لتقديراتكم الخاطئة التي ورطتكم سابقا، حيث تصورتم أن اليمن سيسقط في غضون أسبوعين كما صرّحتم في حينه، واليوم، أي قراءة خاطئة ستُمنى بالفشل وستكون الغلبة للشعب اليمني، وأي محاولة أخرى للمزيد من المؤامرات ضد بلدنا فإن خيارات شعبنا وقواته الباسلة وقبائله الأعزاء ومواطنيه الأحرار مفتوحة وستكون الأهداف وسقفها فوق المتوقع في كل الميادين بإذن الله”.
ومع أنظمة منبطحة ومرتهنة كهذه، لا تستبعد القيادة اليمنية انخراطهم في العدوان وفتح قواعدهم للطيران الأمريكي الإسرائيلي، ناهيك عن مشاركتهم ماليا وربما عسكريا، إن لم تكن رسالة محمد علي الحوثي أتت من خلفية معلومات استخباراتية، وليس تحذيرية.
فبالرغم من العداء المستحكم بين القاعدة وأنظمة الخليج رأينا مسؤوليها يدقون أبواب الجماعات التكفيرية في دمشق ويلتقون مسؤولي القاعدة في موقع انتصارها بدمشق، ويستقبلون مسؤوليها ممن لا يخفون عداءهم للسعودية والإمارات.
وتشير المعلومات إلى أن عدن تحولت إلى ورشة عمل كبيرة للتحالف الأمريكي لشن الهجوم على صنعاء وفتح البحر الأحمر بالقوة أمام الملاحة الإسرائيلية والأمريكية، ويبدو أن العروض الأمريكية سياسيا لصنعاء محاولة أخيرة لتجنب خوض مواجهة تعلم أن خسائرها باهظة انطلاقا من إقرارها باختلاف واقع الميدان اليمني عن السوري، حيث وقع نظام الأسد في شرك الخداع السعودي الأمريكي لصالح إسرائيل، فيما تمكنت صنعاء من تجاوز شراك الحصار الاقتصادي بعكس نظام الأسد الذي بقي أسير العقوبات الأمريكية والحصار الغربي .
الوقت لا يعمل لصالح المحور الأمريكي، حيث تكثف صنعاء من ضرباتها وتعتمد سياسة التنقيط بالصواريخ، ما يبقي الكيان تحت ضغط الحرب، وهذا وضع لا يمكن لأي دولة تحمله وتحمل كلفة الاستنفار على صعيد منظومة الإنذار المبكر والفوري والتعرض للصواريخ في أي وقت، فكيف بوضع كيان مصطنع كإسرائيل؟
ما سيمنع اندلاع حرب جديدة على تخوم الممر الملاحي الأهم للتجارة العالمية هو ذهاب المحور الأمريكي بضغط ربما من عقلاء العالم إلى وقف العدوان الإسرائيلي على غزة ورفع الحصار عنها، ودون ذلك فالمواجهة في باب المندب واقعة لا محالة ..وأقرب من أي وقت مضى، ونتائجها ستكون حتما فاتحة انهيار الإمبراطورية الأمريكية انطلاقا من تاريخ اليمن في قبر الإمبراطوريات، وحاضرا ارتكاز اليمن إلى الإسلام والإعداد الجيد وتناغم القيادة والشعب في خوض معركة مباشرة مع الأمريكي انتظرها شعبنا منذ عشر سنوات بدل إضاعة الوقت مع الأدوات المحلية والإقليمية ..

مقالات مشابهة

  • حمدان بن محمد: قواتنا المسلحة حراس الدار ودرعنا الذي لا يلين
  • القوات المسلحة تنعى الفريق جلال الهريدي: ترك ذكريات تُخلد بسجلات التاريخ العسكري والسياسي
  • اليمن وأمريكا إلى المواجهة المنتظرة.. عرض أمريكي لصنعاء يتضمن إزاحة كل خصومها في الداخل والاعتراف والدعم الدولي مقابل التوقف عن إسناد غزة
  • بيان مرتقب للمتحدث العسكري باسم “قوات صنعاء”.. 9:40 مساءً 
  • «المتحدث العسكري»: قوات حرس الحدود تحبط محاولة تهريب كميات كبيرة من المواد المخدرة عبر خليج السويس
  • «المتحدث العسكري»: إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة توقع بروتوكول تعاون مع الهيئة الوطنية للإعلام
  • الشئون المعنوية للقوات المسلحة توقع بروتوكول تعاون مع الهيئة الوطنية للإعلام
  • إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة توقع بروتوكول تعاون مع الهيئة الوطنية للإعلام 
  • إدارة الشئون المعنوية توقع بروتوكول تعاون مع الهيئة الوطنية للإعلام
  • رئيس الأركان ونظيره التركي يبحثان التعاون العسكري