غداً.. اجتماع مرتقب لزعماء أوروبا لبعث رسالة الى بوتين
تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT
يجتمع نحو عشرين رئيس دولة وحكومة معظمهم من أوروبا، الاثنين، في العاصمة الفرنسية باريس، للتأكيد مجددا على وحدتهم ودعمهم لأوكرانيا، التي تواجه وضعا مأزوما بعد أكثر من عامين من حرب ضارية مع موسكو. وسيحضر معظم الزعماء الأوروبيين، بينهم المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس البولندي أندريه دودا، بالإضافة إلى رؤساء وزراء 15 دولة في الاتحاد الأوروبي، هذا الاجتماع في قصر الإليزيه الذي سيفتتح بمداخلة عبر الفيديو للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وقال الإليزيه إن ممثلي المجر وسلوفاكيا، وهما الدولتان الأكثر تحفظا في الاتحاد الأوروبي تجاه أوكرانيا، لن يحضرا "لأسباب تتعلق بجدول الأعمال".
ويشارك في الاجتماع ممثلان عن الولايات المتحدة وكندا، بالإضافة إلى وزير الخارجية البريطاني ديفيد كامرون.
والهدف يكمن في "إعادة التعبئة ودراسة كافة سبل دعم أوكرانيا بشكل فعال"، حسبما ذكر الإليزيه، وسط قلق سائد في حين تجد كييف نفسها في وضعية مأزومة في مواجهة روسيا.
وذكرت الرئاسة الفرنسية أن "الأمر يتعلق بدحض الانطباع بأن الأمور تنهار، والتأكيد من جديد على أننا لم نتعب وأننا مصممون على وقف العدوان الروسي، نريد أن نبعث رسالة واضحة إلى بوتين بأنه لن ينتصر على اوكرانيا".
ومن غير المرتقب الإعلان عن مساعدات جديدة، لكن المشاركين سيدرسون سبل "القيام بعمل أفضل وأكثر حسما"، في حين أكدت كييف الأحد أن نصف الأسلحة الغربية الموعودة يتم تسليمها بشكل متأخر.
وقالت الرئاسة الفرنسية: "الجميع يبذلون كل ما في وسعهم لتسليم الأسلحة، يجب أن نكون جميعا قادرين على القيام بعمل أفضل معا، كل وفق قدراته".
ووقعت دول أوروبية عدة بينها فرنسا وألمانيا وإيطاليا، اتفاقات أمنية ثنائية مع كييف في الأسابيع الأخيرة، لكن الاتحاد الأوروبي يجد صعوبة في الإيفاء بالتزاماته، خاصة فيما يتعلق بتسليم القذائف.
والمساعدة الأميركية التي تعتبر بالغة الأهمية بالنسبة لكييف، معلقة حاليا من جانب أنصار ترامب الجمهوريين الذين يتمتعون بالأغلبية في مجلس النواب.
وجاء في بيان الإليزيه: "لم نستسلم ولسنا انهزاميين، لن تنتصر روسيا في أوكرانيا".
وسيبحث الاجتماع أيضا زيادة الهجمات الإلكترونية والمعلوماتية من روسيا التي "باتت أكثر عدوانية" وتمثل "خطرا متزايدا على أوروبا" وفقا للرئاسة الفرنسية.
المصدر: السومرية العراقية
إقرأ أيضاً:
بوتين: مستعدون للتفاوض مع أوكرانيا
دينا محمود (لندن، موسكو)
أخبار ذات صلة موسكو تؤكد استمرار الحوار مع دمشق الشباب السعودي يضم حارساً دولياً الأزمة الأوكرانية تابع التغطية كاملةأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، أن بلاده مستعدة للتفاوض لإنهاء النزاع في أوكرانيا، لكنّه استبعد التحدث مباشرة مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي اعتبره «غير شرعي»؛ لأن ولايته الرئاسية انقضت خلال الأحكام العرفية المفروضة.
ويمارس الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضغوطاً على الجانبين لوضع حد للنزاع، كاشفاً الأسبوع الماضي عن أن زيلينسكي يريد التفاوض على صفقة لوقف القتال.
من جهته، أشار زيلينسكي إلى أن هناك فرصة لتحقيق سلام حقيقي، لكن زعيم الكرملين يحبط جهود وقف القتال، ويفعل كل ما في وسعه لإطالة أمد النزاع.
ويجمع خبراء الشأن الأوروبي، على أن تغيراً لافتاً طرأ على النهج الذي يتبناه قادة الدول الكبرى في القارة حيال الأزمة الأوكرانية، وذلك على وقع المستجدات السياسية الدولية الأخيرة، وفي مقدمتها تسلم الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب، مهام منصبه بصفة رسمية.
فالقادة الأوروبيون، وفي مقدمتهم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، باتوا يتحدثون الآن عن كيفية إحلال السلام في أوكرانيا، لا سبل إطالة أمد الأزمة والمعارك المرتبطة بها، وهو ما يبدو مدفوعاً بتوجهات الإدارة الجمهورية الجديدة في الولايات المتحدة، إزاء الصراعات الناشبة في العالم.
وأبرز الخبراء في هذا الصدد، التصريحات المتكررة التي أدلى بها ستارمر في الآونة الأخيرة، بشأن إمكانية تشكيل قوة حفظ سلام أوروبية أو غربية، يُمكن الاستعانة بها من أجل الفصل بين الجيشين الأوكراني والروسي، حال التوصل إلى أي وقف مؤقت أو دائم، لإطلاق النار بينهما.
ورغم إعلان روسيا رفضها الكامل لفكرة نشر مثل هذه القوة، باعتبار أن ذلك سيثير مخاطر حدوث تصعيد لا يمكن السيطرة عليه، فإن طرحها من جانب المسؤولين البريطانيين وحديثهم عن مشاورات تجري بخصوصها مع نظرائهم الفرنسيين، يكشفان عن ملامح موقف آخذ في التبلور بين القادة الغربيين، بصدد ملف المعارك الأكثر خطورة في القارة الأوروبية، منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، قبل نحو 80 عاماً.
فمنذ وصول الأزمة إلى مرحلة الصدام العسكري، تعهد غالبية القادة الأوروبيين بمساندة حكومة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إلى أن يتسنى لها حسم المواجهة في ساحة المعركة.
ولكن الأشهر القليلة الماضية، شهدت مؤشرات متتالية، توحي بأن الإجماع الغربي على دعم حكومة زيلينسكي عسكرياً، قد بدأ في التصدع، وأن تركيز الدوائر السياسية والدبلوماسية في عواصم صنع القرار الكبرى في أوروبا، قد بات ينصب على بحث كيفية تعزيز موقف هذه الحكومة، على طاولة التفاوض لا في ميدان القتال.
وأشار الخبراء إلى أن ذلك التحول يضع أسس واقع جديد للتعامل مع ملف الأزمة، خاصة في وقت يؤكد فيه الرئيس الأميركي الجديد وكبار مساعديه، تبنيهم سياسة مغايرة لتلك التي انتهجتها الإدارة الديمقراطية السابقة برئاسة جو بايدن، تجاه أزمة أوكرانيا. فترامب يصر على أن بوسع إدارته إيجاد تسوية سلمية للأزمة.
وقبل أيام، قال وزير الخارجية في الإدارة الجديدة ماركو روبيو، إن الصراع في أوكرانيا يجب أن ينتهي، مشدداً على أهمية أن تتسم جميع الأطراف المعنية بالواقعية، وتقديم تنازلات.